الفرق بين السيرة الذاتية الورقية والإلكترونية

منذ طفولتنا نبدأ بتخيل أنفسنا في أعمال معينة وندرس ونجتهد بكل ما نملك من طاقة بهدف الوصول يوماً إلى أحلامنا وممارسة المهن التي نرغب مهما واجهنا من صعاب وعراقيل، وبعد الانتهاء من مرحلة التعليم الجامعي نبدأ رحلتنا الجديدة؛ رحلة البحث عن فرصة العمل التي تناسب طموحنا وتساعدنا على عيش حياة كريمة بالتزامن مع الالتحاق بدورات تدريبية بهدف اكتساب مهارات جديدة ومتنوعة تزيد من فرصة ربحنا بالعمل الذي نحاول الحصول عليه.



أولى الخطوات في سبيل الحصول على عمل هي إعداد سيرة ذاتية خاصة بنا تضم كل ما ترغب الشركات بمعرفته عنا، ونظراً لكون السيرة الذاتية هي صلة الوصل الأولى بينك وبين صاحب العمل؛ يمكن عَدُّها الخطوة الأهم، فهي السبب في رفض طلبك أو قبوله وانتقالك إلى المرحلة التالية وهي مقابلة العمل.

نظراً لأهمية إعداد سيرة ذاتية لمن يرغب في الحصول على عمل أو من يرغب في تغيير عمله وتحسين الجانب المهني في حياته؛ يجب بدايةً معرفة أنواع السيرة الذاتية بناءً على طريقة كتابة وإرسال كل منها ومعرفة الفروق بينها؛ من أجل اختيار الشكل المناسب لك ولإمكاناتك سواء المهنية أم المادية.

السيرة الذاتية الورقية:

هي السيرة الذاتية التي تُكتَب على الورق بالشكل القديم المعهود إما بخط اليد أو عبر الحاسوب ثم طباعتها على ورق، ومن ثم يتم إرسال الأوراق إلى عنوان مكان العمل الذي تريد التقدم إلى العمل فيه.

السيرة الذاتية الإلكترونية:

هي السيرة الذاتية التي تُكتَب عبر الحاسوب، وذلك بتعبئة نموذج تم إعداده سابقاً، ومن ثم يتم الدخول إلى الموقع الإلكتروني الخاص بالمؤسسة التي تريد العمل بها وإرسالها من خلاله، وبعض المؤسسات تقوم بوضع نموذج للسيرة الذاتية خاص بها، ومن ثمَّ عند التقدم إلى العمل بها يمكن فقط الدخول إلى الموقع الإلكتروني الخاص بها وتعبئة النموذج وإرساله.

النقاط المشتركة بين السيرة الذاتية الورقية والإلكترونية:

المشترك بين السيرة الذاتية الورقية والإلكترونية هو أنَّهما ملخص لخبرة الإنسان العملية والخلفية العلمية له، لذلك تطلب الشركات سيرة ذاتية لمن يريد العمل لديها، ثم تقرر القبول أو الرفض بعد القراءة، وتحتوي السيرة الذاتية الورقية والإلكترونية على ما يأتي:

1. المعلومات الشخصية:

هي عبارة عن اسم المتقدم الثلاثي وجنسه وتاريخ ميلاده ومكان ولادته ومكان إقامته بالتفصيل بدءاً من الدولة وصولاً إلى الحي والشارع المقيم فيه ورقم هاتفه والبريد الإلكتروني الخاص به أيضاً.

2. المؤهلات العلمية:

تشمل الشهادات الدراسية الحاصل عليها المتقدم، إضافة إلى شهادات التدريب الحاصل عليها نتيجة التحاقه بدورات لدى جهات تعليمية خاصة مع ذكر الجهات المانحة لكل منها.

3. الخبرات المهنية:

في هذا القسم تُذكَر كافة المناصب التي شغلها الفرد خلال حياته مع ذكر تاريخ البدء بكل عمل وتاريخ الانتهاء والانفصال عنه.

4. المهارات:

يُذكَر كل ما يتقنه المتقدم من مهارات كاللغات الأجنبية التي تعلمها والمهارات الحاسوبية أو القدرة على العمل ضمن فريق أو غير ذلك من المهارات.

شاهد بالفيديو: 8 مهارات أساسية يمكنك أن تضيفها إلى سيرتك الذاتية

5. الجوائز:

تُذكر الجوائز التي حصل عليها المتقدم في حياته نتيجة إعداده لأبحاث معينة إن وُجد ذلك طبعاً.

6. الاهتمامات:

يضم هذا القسم هوايات المتقدم واهتماماته التي تكون متعلقة أحياناً بالعمل الذي يريد التقدم إليه، ويُعَدُّ هذا القسم غير إجباري.

الفرق بين السيرة الذاتية الورقية والإلكترونية:

على الرغم من أنَّ المعلومات الأساسية سواء في السيرة الذاتية الورقية أم الإلكترونية نفسها، إلا أنَّ الفروق بينهما متعددة، وإليك أبرز تلك الفروق:

1. وجود الأخطاء:

السيرة الذاتية الإلكترونية تُكتَب باستخدام الحاسوب حصراً، ومن ثمَّ ستكون خالية من الأخطاء الإملائية، فالمدقق الإملائي في جهاز الحاسوب كفيل بالتنبيه إلى الخطأ الإملائي ليتم تصحيحه، أما السيرة الذاتية الورقية فإن كُتِبَت يدوياً فلا يمكن ضمان خلوها من الأخطاء الإملائية، فجميعنا معرضون لذلك؛ لذا يجب مراجعتها مرات عدة قبل إرسالها، وإن تم عرضها على أشخاص متخصصين عندها يمكن ضمان خلوها من الأخطاء الإملائية فقط.

2. التنسيق:

عند كتابة السيرة الذاتية الإلكترونية تكون عملية تنسيق الصفحة بسيطة لا تحتاج إلى الكثير من الوقت، أما تنسيق الصفحة في السيرة الذاتية الورقية فهة أمر يحتاج إلى دقة وجهد وربما يستغرق هذا الأمر وقتاً طويلاً.

3. الوقت اللازم للإرسال:

السيرة الذاتية الإلكترونية يمكن إرسالها إلى أي مكان في العالم خلال بضع ثوانٍ فقط وكل ما يحتاجه الأمر هو وجود الإنترنت والنقر على زر الإرسال بعد الانتهاء من إعدادها، أما السيرة الذاتية الورقية فيجب الذهاب إلى مكتب البريد الذي يقوم بإرسالها إلى العنوان الخاص بالشركة، وقد يستغرق الأمر وقتاً طويلاً بحسب المكان المرسلة إليه، أو قد يتطلب التقدم إلى الوظيفة بذهاب المتقدم نفسه إلى مقر المؤسسة التي يريد العمل لديها ويقدم السيرة الذاتية الورقية الخاصة به.

4. التعامل مع الحاسوب:

السيرة الذاتية الورقية لا تتطلب خبرة في استخدام الحاسوب؛ بل يمكن لأي شخص إعدادها، وتُعَدُّ مناسبة لمختلف الوظائف التي لا تحتاج إلى خبرة في التعامل مع الحاسوب، أما السيرة الذاتية الإلكترونية فتتطلب وجود معرفة بكيفية استخدام الحاسوب وكيفية إرسال بريد إلكتروني، وتُعَدُّ وسيلة لإبراز المهارة في التعامل مع الحاسوب بشكل غير مباشر، لذلك تُعَدُّ نقطة تُحتسب لصاحب السيرة الذاتية عندما تكون الوظيفة التي يتم التقديم للحصول عليها تتطلب خبرة باستخدام الحاسوب.

5. السرية:

تتميز السيرة الذاتية الإلكترونية بالسرية؛ إذ يمكن إعدادها وإرسالها إلى الجهة المعنية وتتم القراءة من قِبل الشخص المتخصص بذلك دون غيره، بينما السيرة الذاتية الورقية مفتقرة إلى السرية؛ إذ يمكن فتحها وقراءة مضمونها من قِبل موظفي البريد أو الموظفين ممن تصل إليهم السيرة الذاتية قبل وصولها إلى الشخص المتخصص.

6. التكلفة المادية:

تكون السيرة الذاتية الورقية مكلفة مادياً في بعض الأحيان، وذلك إن كانت الجهة المرسلة إليها السيرة الذاتية خارج البلاد؛ إذ يتم دفع أجر مقابل ذلك قد يكون مرتفعاً قليلاً أو قد يضطر المتقدم إلى السفر بنفسه لتقديمها، وذلك بحسب سياسة المؤسسة، أما السيرة الذاتية الإلكترونية فكما ذكرنا آنفاً تحتاج فقط إلى وجود الإنترنت.

خطوات تتعلق بكتابة السيرة الذاتية الورقية:

عند كتابتك للسيرة الذاتية الورقية يُفضَّل الانتباه إلى النقاط الآتية تفادياً للوقوع في الأخطاء:

1. يجب عدم المبالغة في عدد الصفحات:

فالسيرة الذاتية هي ملخص للمعلومات الأساسية، لذلك يفضل كتابتها في صفحة واحدة أو صفحتين كأقصى حد، فلا تعتقد أنَّ السطور الكثيرة هي ما تؤثر في القارئ؛ إنَّما يمكن ذلك باختيار كلمات عميقة ومفهومة وقوية في نفس الوقت.

2. الانتباه قدر الإمكان إلى الأخطاء الإملائية:

وذلك لأنَّها تُفقد السيرة الذاتية قيمتها فالقارئ لن ينظر بالكثير من الاهتمام إلى سيرة ذاتية فيها أخطاء إملائية نظراً لكثرة الطلبات المقدمة للعمل، ويفضل مراجعتها مرات عدة قبل إرسالها.

شاهد بالفيديو: 7 طرق مبتكرة لتحسين سيرتك الذاتية المختصرة

3. إضافة العديد من طرائق التواصل معك:

فيفضل إضافة أكثر من رقم هاتف وإضافة بريد إلكتروني خاص بك أو بشخص موثوق، ومن الضروري مراجعة الأرقام مرات عدة للتأكد من صحتها قبل الإرسال.

4. يجب الحرص على نظافة الورقة:

فالأوراق المتسخة لن تترك انطباعاً جيداً لمن يقرأ سيرتك الذاتية، وحتى إنَّه قد يهملها ولا يقوم بإضاعة وقته في القراءة، فعدم النظافة دليل على الإهمال.

خطوات تتعلق بكتابة السيرة الذاتية الإلكترونية:

يفضل الانتباه إلى النقاط الآتية عند كتابة السيرة الذاتية الإلكترونية:

  1. اختيار نمط الكتابة الملائم وحجم خط مناسب وواضح أيضاً.
  2. من الضروري الاستعانة ببرنامج التدقيق اللغوي الخاص للتأكد من خلو السيرة الذاتية من الأخطاء اللغوية.
  3. تنسيق الصفحة تنسيقاً جميلاً بحيث يتم ترك هوامش مناسبة ويتم الانتباه إلى استخدام الحروف الكبيرة عند الكتابة باللغة الإنجليزية، كما يمكن تمييز المعلومات الهامة من خلال اختيار ألوان مميزة أو من خلال حجم الخط أو بجعل الخط عريضاً ليتم الانتباه أكثر إلى هذه المعلومات.
  4. يجب وضع عنوان مناسب للرسالة الإلكترونية ثم كتابة تحية لطيفة تشجع من يقرأ الرسالة على القراءة بحب، ثم يتم التعريف بالنفس ويُفضَّل ذكر أسباب إرسال الرسالة كالتحدث قليلاً عن الرغبة بالحصول على هذا العمل لتطابق احتياجات هذا المنصب مع قدراتك، وفي النهاية يمكنك وضع عبارة شكر لطيفة أيضاً.
إقرأ أيضاً: 10 مشكلات شائعة في السيرة الذاتية

في الختام:

السيرة الذاتية هي ملخص لما قمت بدراسته سابقاً وما تمتلكه من قدرات ومهارات وما قمت بإنجازه من أبحاث، إضافة إلى معلوماتك الشخصية كالاسم والعنوان ورقم الهاتف والبريد الإلكتروني، ولكتابة السيرة الذاتية يمكنك كتابتها ورقياً كما هو معتاد سابقاً أو إلكترونياً باستخدام الحاسوب.

على الرغم من أنَّ المعلومات نفسها تُكتب بالسيرة الذاتية الورقية والإلكترونية، إلا أنَّهما مختلفتان بالعديد من النقاط، فالسيرة الذاتية الإلكترونية تتميز بخلوها من الأخطاء الإملائية وبتنسيقها السهل وبإمكانية إرسالها لأي مكان حول العالم بوقت قصير جداً ودون تكلفة مادية كبيرة، ولكنَّها تتطلب مهارة في التعامل مع الحاسوب إضافة إلى الإنترنت.

إقرأ أيضاً: ما الفرق بين السيرة الذاتية الكاملة C.V والمختصرة Resume؟

أما السيرة الذاتية الورقية فتحتاج إلى جهد وتركيز ودقة أكثر عند إعدادها لتجنب الأخطاء اللغوية أو الإملائية قدر الإمكان، كما أنَّها تفتقر إلى السرية، وقد تكون مكلفة مادياً بعض الشيء، ولكنَّها لا تحتاج إلى خبرة في التعامل مع الحاسوب، ومن ثمَّ يمكن لأي شخص إعدادها وإرسالها، كما أنَّها تناسب الوظائف التي لا تحتاج إلى التعامل مع الحاسوب.




مقالات مرتبطة