الفرق بين التعليم النمطي والتدريب

لا يوجد نهاية للتعلُّم، ولا عمر محدد يتوقَّف بعده، فنحن نتعلَّم أشياء جديدة كل يوم سواء كنا ندرك ذلك أم لا؛ فالتعليم النمطي والتدريب كلاهما طريقتان منتشرتان جداً للتعلُّم، لكن كثيراً ما يسيء الناس فهمهما؛ والحقيقة أنَّ التعليم النمطي يحصل أساساً في الفصول الدراسية؛ حيث يُقدَّم للطالب معلومات نظرية عن موضوعات مختلفة وفقاً لمنهاج محدد؛ بينما التدريب هو العملية التي تساعد على تقديم مهارات محددة للمتدرِّب لإعداده لوظيفة أو عمل ما، وفي هذه الأيام أصبح التدريب متطلَّباً ضرورياً في جميع المهن؛ لذا يجب أن يخضع كل الطلاب للتدريب، كي يحصلوا على معرفة معمَّقة بكيفية أداء العمل أداءً عملياً في مهنة ما؛ لذا سنشرح فيما يلي الفرق بين التعليم النمطي والتدريب.



جدول مقارنة بين التعليم النمطي والتدريب:

معيار المقارنة

التعليم النمطي

التدريب

المعنى:

التعليم النمطي نشاط أكاديمي ينقل خلاله المعلِّم المعرفة والمفاهيم إلى الطالب في موضوع ما، بهدف تهيئته لمواجهة التحديات المستقبلية.

التدريب عملية تعلُّم يتلقى خلالها الفرد تعليمات وتوجيهات من شخص محترف أو خبير، بشأن مهارة معينة تتعلَّق بوظيفته، بهدف تحسين أداء المتعلِّم.

الأسلوب:

نظري.

عملي.

ماهيته:

تزويد الطلاب بمعارف جديدة.

تطبيق معارف يمتلكها المتعلِّم بالفعل تطبيقاً محدداً.

مجال التركيز:

التعليم والمعرفة والحكمة.

المهارات والقدرات.

يتعلَّم المتعلِّم:

نطاق واسع من المعرفة في مختلف المجالات.

معرفة معمَّقة في مجال معين.

البيئة:

 بيئة الفصول الدراسية.

بيئة العمل أو بيئة الفصول الدراسية.

تعريف التعليم النمطي:

يشير التعليم النمطي إلى مهنة تزويد الطلاب بمعارف عن موضوعات مختلفة، في مرحلة الدراسة الأساسية والثانوية والجامعية، وهو تشارك مخطَّط له مسبقاً للمعلومات والتجارب مع الطلاب في مجال محدد بهدف تعزيز نموِّهم الفكري والعاطفي؛ ولهذا يجب أن يكون المعلِّم مدرَّباً وذا خبرة في ذلك المجال المحدد كي يتمكَّن من التعليم على نحو جيد، وهو نشاط يشارك خلاله المعلِّم طريقة التفكير وإنجاز الأمور عبر تقديم الإرشادات والتعليمات الضرورية للطالب بهدف جعله شخصاً مسؤولاً.

يمكن القيام بذلك عبر أساليب مختلفة وفقاً لطبيعة الموضوع أو المادة وقدرة الطالب على الفهم والاستيعاب.

ينقل المعلِّم المعرفة إلى الطلاب اليافعين والفضوليين في التعليم النمطي، ويساعدهم على اكتساب المعارف والقيم الأخلاقية والآداب والكفاءة، وهو مَن يبذل جهداً نحو إحداث التغيير المرغوب فيه في سلوك الطلبة مثل التفكير والشعور والنشاط، كما يساعد المعلِّم الطلاب على اختيار الحياة المهنية المناسبة لهم عبر توجيههم وإرشادهم لكيفية مواجهة التحديات.

إقرأ أيضاً: مُقارنة بين المُعلّم التقليدي ومُسهِّل التعلُّم

تعريف التدريب:

يشير التدريب إلى تقديم الإرشاد والتعليمات والكوتشينغ لشخص ما، لنقل مهارة أو معرفة في مجال محدد إليه حتى يصل إلى المستوى المرغوب فيه بغرض تحقيق هدف معين؛ وهو نشاطُ تعلُّمٍ دوريٍ بطبيعته، ويتم ضمن فترة زمنية محددة؛ حيث يتولَّى خبير في المجال مهمَّة نقل المهارة إلى المتدرب الذي يتلقى المعرفة، ويصقل مهاراته الاحترافية، ويحسِّن سلوكه وكفاءته، كي يؤدي المهام الموكلة إليه على نحو أفضل.

يهدف التدريب إلى تحسين إمكانات الفرد وإنتاجيته وفاعليته وكفاءته في أداء المهام، أو مساعدته على الوصول إلى المستوى المرغوب من المعرفة، كما يساعد التدريب الخريجين الجدد على اكتساب المعارف الأساسية في الحياة العملية والتعرُّف إلى الثقافة التنظيمية أو بيئة العمل أو غيرها.

التدريب أداةٌ لإدارة الموارد البشرية، يمكنها تحسين مقوِّمات الموظفين وتطويرهم، بحيث يتمكَّنون من أداء مهامهم ووظائفهم بفاعلية، ولهذا يحدد قسم الموارد البشرية أولاً الحاجة إلى التدريب والمجالات التي تتطلَّبه، ثم تتخذ سلسلة من الإجراءات لتلبية حاجات التدريب، سعياً نحو مصلحة الشركة بأكملها؛ لذا فهو حاجة أساسية في الشركة، تتطلَّبها كل مرحلة ولازمة على كل موظف يعمل لديها؛ بحيث يواكب الموظفون الحاجات المتغيرة في عالم الأعمال وآخر التقنيات، كما يحسِّن التدريب من نوعية العمل المُنجَز.

إقرأ أيضاً: التدريب (مفهوم - حاجة - أهمية)

أنواع التدريب:

  • "التدريب الإعدادي للموظف الجديد" (Induction training): يُقدَّم للموظفين الجدد لتعريفهم على مهامهم الجديدة.
  • "التدريب في موقع العمل" (Job training): يُجرى هذا التدريب ضمن البيئة التي سيعمل فيها الموظَّف ليحصل على خبرة مباشرة عن منصبه.
  • "التدريب المهني" (Apprenticeship training): هو مزيج بين التدريب على الوظيفة والتعليم في الفصول الدراسية.
  • "التدريب الداخلي" (Internship training): يتم عبر اتفاق بين مؤسسة تعليمية وشركة؛ بحيث توافق الشركة على تدريب الطلاب لفترة محددة.
  • "تدريب الترقية" (Promotional Training): يهدف إلى إعداد مرشح محتمَل لتحمُّل المزيد من المسؤوليات والمهام، وتأهيله لاستلام مناصب أعلى ضمن الشركة.
  • "إعادة التدريب" (Retraining): يهدف إلى تعليم المتدرِّب مهارة جديدة أو إعادة التدريب على مهارة قديمة.
  • "التدريب على السلامة" (Safety Training): يُقدَّم خلاله للعمال المهارات والمعارف اللازمة كي يتمكَّنوا من أداء وظائفهم أداءً آمناً.
  • "التدريب التأهيلي" (Remedial Training): يخضع له الموظفون الذين فشلوا في تأدية مهامهم على النحو المطلوب.

الفروقات الأساسية بين التعليم النمطي والتدريب:

يكمن الفرق بين التعليم النمطي والتدريب في النقاط السبع التالية:

  1. التعليم النمطي هو مهنة يشارك فيها المعلِّم المعارف والتجارب والقدرات مع الطلاب المبتدئين، بهدف إحداث تغيير إيجابي في سلوكهم، وهو أمر هام لنموِّهم؛ ومن جهة أخرى، يشير التدريب إلى برنامج يتعلَّم خلاله المتدربون مهارات أو معارف محددة بالدورة التدريبية أو الوظيفة بهدف تحسين أدائهم وإنتاجيتهم.
  2. الفارق الرئيس بين التعليم النمطي والتدريب هو أنَّ التعليم النمطي ينقل معرفة نظرية، بينما يزوِّد التدريب بمعارف عملية عن كيفية أداء مهمة ما أو كيفية استخدام الأدوات أو التعليمات التي يجب اتباعها.
  3. يقدِّم المعلِّم معلومات جديدة عن الموضوع للطلاب خلال التعليم النمطي، بينما في التدريب يتعلَّم المتدرِّب كيفية تطبيق معارف يمتلكها بالفعل.
  4. يركِّز التعليم النمطي على التعليم والمعرفة والحكمة، بينما يشدد التدريب على المهارات والقدرات.
  5. يُنقل خلال التعليم النمطي مجال واسع من المعارف في مجالات دراسة متعددة، على عكس المعرفة المعمَّقة في مجال محدد التي يقدِّمها التدريب.
  6. يُجرى التعليم النمطي في بيئة الفصول الدراسية؛ أي المدارس والجامعات ومعاهد البحوث وغيرها، أما التدريب فيحصل غالباً في بيئة الشركات؛ أي بيئة العمل أو في فصول دراسية تابعة للشركة.
  7. المعلِّم شخص يمتلك مستوى عالٍ من المعرفة والخبرة في مجال معين، بينما المدرِّب هو فرد يتمتَّع ببراعة في مهارة محددة، يتلقى تدريباً عليها.

في الختام:

نحن جميعاً نعلم أنَّ التعليم النمطي فن يمكن أن يغيِّر طريقة تفكير المجتمع ويكسر التصورات الشائعة، وفي كثير من الأحيان يتعدَّى حدود الفصل الدراسي، وهو مهنة تتطلَّب تلقي المعلِّم التدريب المناسب لمزاولته؛ أما التدريب فهو عملية رفع مستوى المعرفة والمهارة لدى شخص، بهدف إعداده لأداء وظيفته بفاعلية؛ فهو برنامج منظَّمٌ لزيادة المهارات والمعارف والكفاءة والقدرات، وأيضاً لإحداث تغيير في سلوك وتصرفات الموظفين، بغرض مساعدتهم على تقديم أداء مُرضٍ.

المصدر




مقالات مرتبطة