العناية بالحيوانات (الكلاب)

الكلاب رفقاء حميمين وأصدقاء مخلصين يصنعون الفرح والمحبة في حياة الإنسان اليومية، ولكن قبل أن تُحضر كلباً إلى عائلتك من الهام مَعرفة كيفية العناية به؛ إذ تحتاج الكلاب إلى عناية مستمرة وتدريب يساعدها على التكيف في البيئة المحيطة بها وتعزيز التواصل مع أصحابها.



وإنَّ فهم احتياجاتها، وتعلُّم كيفية تلبيتها يعدُّ أمراً حيوياً لصحة وسعادة هذه الكائنات، وامتلاك كلب ليس بالأمر السهل؛ بل هو مسؤولية كبيرة وممتعة في نفس الوقت، لذا نقدم لكم في هذا المقال أهم المعلومات والإرشادات التي تحتاجها للعناية بكلبك. 

طرائق تربية الكلاب والعناية بها:

طرائق تربية الكلاب والعناية بها

تتطلب تربية الكلاب والعناية بها مزيجاً من المعرفة والتفهم والصبر، وذلك من التدريب الأساسي إلى الرعاية الصحية والاهتمام بنظافتها وإلى توفير بيئة ملائمة وتغذية متوازنة، فهذه العناصر تشكل أسساً أساسية لتربية كلب صحي وسعيد.

تغذية وطعام الكلاب:

تحقيق التوازن الغذائي للكلب هو أمر حيوي، فالكلاب تحتاج إلى مزيج من البروتينات والدهون والكربوهيدرات والفيتامينات والمعادن:

1. البروتينات:

تعدُّ أساسية لبناء وصيانة العضلات والأنسجة في جسم الكلب، ويوجد 23 نوعاً من الأحماض الأمينية التي تكوِّن البروتينات، وتستطيع أجسام الكلاب إنتاج 10 منها أما الباقي، فيجب أن تحصل عليها من الغذاء، ويمكن الحصول على البروتينات من اللحوم مثل الدجاج واللحم البقري والسمك، وكذلك من مصادر نباتية مثل الفاصولياء والحبوب.

2. الكربوهيدرات:

توفر الطاقة للكلاب، ويمكن العثور على الكربوهيدرات في الأرز والشعير والذرة والبطاطا والخضروات.

3. الدهون:

تمثل مصدراً هاماً للطاقة، وتؤدي دوراًفي امتصاص بعض الفيتامينات، والزيوت النباتية، وتوفر الدهون الموجودة في اللحوم هذه الدهون.

4. الفيتامينات والمعادن:

توجد الفيتامينات والمعادن في مجموعة متنوعة من المصادر الغذائية، مثل الخضروات والفواكه واللحوم، وهي ضرورية لتقديم العناية بالكلاب.

ينبغي تحديد أوقات محددة ومنتظمة لإطعام الكلاب، ويحتاج الكلب في الغالب إلى وجبتين رئيستين، وإضافة إلى ذلك يجب اختيار الأطعمة التي تحتوي على مكونات عالية الجودة، وتتوافق مع احتياجاته الغذائية، ويُفضل البحث عن العلامات التجارية الموثوقة، ويتم تحديد كمية الطعام المناسبة للكلب بالاعتماد على العمر والحجم ومستوى النشاط البدني لديه، فمن الهام جداً مراقبة الوزن، وضبط كمية الطعام تجنباً لمشكلات زيادة الوزن التي تؤدي إلى مشكلات صحية للكلب.

من الهام أيضاً جعل الوصول المستمر إلى الماء النقي سهلاً، ويجب أن يكون الماء متاحاً للكلب في جميع الأوقات للحفاظ على ترطيبهم وصحتهم، وقد تحتاج بعض الكلاب إلى وجبات خاصة بسبب حالات صحية محددة، وإضافة إلى ذلك يجب تجنب إطعام الكلاب الأطعمة الضارة التي قد تكون سامة لهم، مثل الشوكولاتة والعنب والبصل، ويُفضل استشارة الطبيب البيطري لاختيار النظام الغذائي المناسب لنوع وحجم ونشاط الكلب.

إقرأ أيضاً: أسباب تفسر قدرة الحيوانات على تناول اللحم النيء

البيئة المناسبة للكلاب:

يعدُّ توفير بيئة مناسبة لتربية الكلاب أمراً هاماً لصحتها وسعادتها العامة، لذا إليك بعض العوامل الرئيسة التي تجعل البيئة مناسبة لتربية الكلاب:

1. المساحة والمكان:

يجب أن يكون لدى الكلب مساحة كافية للحركة والتمدد؛ إذ تتنوع احتياجات المساحة حسب حجم ونوع الكلب، فالكلاب الكبيرة التي عادة تكون أكثر نشاطاً وحيوية تحتاج إلى مساحات أكبر للحركة وممارسة التمرينات مقارنةً بالكلاب الصغيرة.

2. مكان مخصص للطعام:

يجب أن يكون هناك إمداد دائم بالماء النظيف والطعام المناسب للكلب، ويفضل تحديد مكان محدد لتناول الطعام والشراب.

3. المأوى:

يحتاج الكلب إلى مكان للاحتماء من العوامل الجوية مثل الحرارة الشديدة أو البرد القارس، فالكلاب تفضل أماكن هادئة ومريحة للراحة.

إذا لم يكن للكلب بيته الخاص، فيجب تخصيص مكان مناسب ضمن البيت وتجهيزه بشكل مناسب مثل: مكان للنوم، ومكان للطعام، وأدوات اللعب.

4. الأمان والسلامة:

يجب تأمين البيئة بحيث تكون آمنة للكلاب وخالية من المواد الضارة أو الأشياء التي تؤذيها.

النظافة والصحة:

1. يجب تنظيف الأسنان يومياً باستخدام فرشاة ومعجون أسنان خاصة بالكلاب:

للتخلص من اللويحات السنية والحفاظ على صحة فمه، كما يجب قص أظافر الكلب وتقليمها بحرص لتجنب قص بطانة الظفر التي تسبب ألماً كبيراً للكلب عند قصها.

2. تمشيط الشعر بانتظام:

للتخلص من التساقط وتجنب تشابك الشعر وتحفيز الجلد، وفحص الشعر للكشف عن وجود البراغيث والطفيليات الأخرى.

3. الاستحمام للكلب مرة شهرياً:

وذلك باستخدام شامبو خاص بالكلاب مع الأخذ في الحسبان عدم الاستحمام المتكرر لتجنب جفاف الجلد، ولكن بعض الأنواع قد تحتاج للاستحمام أكثر في حالة الاتساخ أو الروائح المزعجة.

4. يجب زيارة الطبيب البيطري لتلقي اللقاحات الضرورية:

ويعدُّ هذا جزءاً أساسياً من الرعاية الصحية للكلب، وتشمل هذه اللقاحات الأساسية، مثل:

لقاح داء الكلب (السعار):

يُعدُّ من أهم اللقاحات، فيحمي الكلب من فيروس داء الكلب القاتل الذي ينتقل عبر لسعات حيوانات مصابة مثل الكلاب والثعابين والخفافيش.

لقاح السل الكلبي:

يحمي من السل، وهو مرض ينتقل بين الحيوانات والبشر، فالإصابة بالسل تكون خطيرة للكلب وللأشخاص الذين يعيشون معه.

لقاح داء لايم:

يحمي الكلب من الإصابة بمرض "لايم" الذي ينتقل عبر لدغات القراد، وهذا المرض يسبب مشكلات صحية خطيرة للكلاب.

لقاح الكزاز:

يقي الكلب من الكزاز، وهو مرض فيروسي يؤدي إلى آلام شديدة وضعف عام.

لقاح البروتسيلوسيس:

يحمي الكلب من العدوى بالبروتسيلات، وهي بكتيريا تؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة للكلب وتنتقل إلى البشر أيضاً.

إجراء فحص مرض الدودة القلبية:

ينبغي لمالك الكلاب إجراء فحص دوري للتأكد من عدم إصابة الكلب في الدودة القلبية، وهي حالة تسببها الطفيليات الخطيرة المعروفة باسم "ديروفيلاريا إمبرونغاتس"، وتصيب غالباً الكلاب، ويتم نقل هذه الطفيلية عبر لسعة بعوض مصاب، وتنمو وتتطور داخل قلب الكلب والأوعية الدموية والشرايين الدموية، وتؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة.

من أعراض إصابة الكلب بها:

الحكة المستمرة، وضيق التنفس، والضعف، وفقدان الوزن، والتعب الشديد، ويمكن في حالات متقدمة أن يؤدي المرض إلى فشل القلب والوفاة، فعندما يتأكد الطبيب البيطري من إصابة الكلب بمرض الدودة القلبية، يمكنه استخدام عدة خيارات للعلاج، وتشمل: الأدوية المضادة للطفيليات، أو الأشعة السينية، أو دعم علاجي إضافي لعلاج الأعراض المصاحبة مثل الكحة أو ضعف القلب، ويمكن بدء الوقاية باستخدام إبرة توفر حماية لمدة تصل إلى ستة أشهر بعد التأكد من عدم وجود الإصابة، أو باستخدام حبوب الوقاية الشهرية القابلة للاستخدام الفموي.

إقرأ أيضاً: 10 أمراض شائعة لدى الكلاب عليك الحذر منها

النشاطات والتمرينات:

1. المشي والجري:

تعدُّ هذه النشاطات أساسية وهامة للكلاب، ويمكن الخروج في جولات المشي اليومية أو جري خفيف، وذلك حسب قدرة وحالة الكلب.

2. اللعب بالكرة أو الألعاب البسيطة:

اللعب بالكرة أو ألعاب الإمساك بالأشياء ورميها يساعد على تحفيز الكلب وتمرينه بشكل جيد.

3. السباحة:

إذا كان الكلب يستمتع بالماء، فتعدُّ رياضة السباحة تمريناًرائعاً للنشاط البدني.

4. التدريب على الطاعة والحيل:

التدريبات التي تتضمن التعلم والطاعة مثل الجلوس، والوقوف، والجري، والحيل المختلفة تساعد على تحفيز ذهن الكلب والحفاظ على نشاطه العقلي والبدني.

5. الركض والتسلق:

تستمتع بعض الكلاب بالركض في الأماكن المفتوحة أو التسلق على التضاريس الطبيعية.

6. النشاطات الاجتماعية مع كلاب أخرى:

يسهم اللعب مع كلاب أخرى في تحفيز الحياة الاجتماعية لدى الكلاب ويوفر لها فرصةً للتفاعل الاجتماعي والاستمتاع بحياتها.

7. التمرينات العقلية:

تمرينات البحث عن الأشياء أو ألعاب الذكاء تساعد على تحفيز العقل والتفكير لدى الكلاب.

تدريب الكلاب:

تدريب الكلاب

أولاً: تدريب الكلب على الجلوس

ابدأ التدريب في مكان هادئ وخالٍ من الانحرافات، وتأكد من أنَّه لديك مكافأة مثل الطعام أو لعبة جاهزة لاستخدامها لمكافأة الكلب، ومن ثم اجلس أمام الكلب بحيث يكون بجانبك، واجذب انتباهه بالمكافأة أمام أنفه، وارفع قطعة الطعام أو اللعبة ببطء فوق رأس الكلب؛ مما يحفزه على النظر إليك، وأمره بالجلوس بلطف وبكلمة واضحة مثل: "اجلس" أو "سيت" في أثناء رفع الطعام أو اللعبة قليلاً، وقد يتبع الحركة ويبدأ في الجلوس تلقائياً، ومن ثم قم في هذا الوقت بمكافأته بشكل فوري واحتفظ بالمكافأة أمام عينيه، وكرر هذا التدريب عدة مرات، واحرص على مكافأة الكلب عندما ينجح في الجلوس بشكل صحيح.

ثانياً: تدريب الكلب على البقاء مكانه

استخدم كلمة محددة لاستدعاء الكلب مثل "تعال" أو النداء باسمه، واستخدم المكافآت المحببة للكلب كالطعام، أو اللعبة، وابدأ بإطلاق النداء ثم احتفظ بالمكافأة أمام الكلب وامنحها له عندما يأتي إليك.

ثالثاً: تدريب الكلب للرد على النداء

تدريب الكلب على البقاء في مكان معين، ويمكن بدء هذا التدريب بوضعه في وضعية الجلوس مع استخدام عبارة "ابقَ هنا" مع ذِكر اسمه، ويمكن الوقوف بجانبه وتكرار العبارة مع وضع اليد أمام وجهه بشكل يجعل الأصابع تشير إلى الأعلى وراحة اليد مواجهة للوجه، ويجب تكرار العبارة بشكل متكرر في أثناء الوقوف بجانبه، وفي حال بقاء الكلب في المكان يجب مكافأته بطعام أو لعبة يحبها، وفي حال تحرك من المكان، فيجب التعبير عن الاستياء وعدم مكافأته.

رابعاً: تدريب الكلب على المهارات الاجتماعية

تدريب الكلب على المهارات الاجتماعية يساعده على التفاعل بشكل صحيح مع البشر والحيوانات الأخرى، لذا استخدم المكافآت، وكن دقيقاً في تعليم السلوك الصحيح، كما تحتاج إلى التدريب المنتظم والثبات لضمان تعلم الكلب هذه المهارات الاجتماعية بشكل جيد، فمن أهم المهارات التي يمكن تدريب الكلب عليها:

1. السيطرة عند اللعب:

علِّم الكلب اللعب بلطف وبأساليب لطيفة مع الناس والكلاب الأخرى، مثل تجنب العض أو القفز بشكل مفرط.

2. السلوك الهادئ والصحيح في الأماكن العامة:

علِّم الكلب التصرف بشكل هادئ وودود عندما يكونفي الأماكن العامة، مثل المنتزهات أو الشوارع.

3. الطاعة الاجتماعية:

علِّم الكلب الاستجابة للأوامر بشكل صحيح في أثناء التفاعل مع الآخرين.

4. التعامل مع المواقف الجديدة:

عرِّف الكلب إلى البيئات والمواقف المختلفة لزيادة ثقته وتقبله للأمور الجديدة.

5. الاحترام للمساحات الشخصية:

تعليم الكلب احترام المسافات الشخصية للناس والكلاب الأخرى، وعدم التدخل بشكل مفرط في مساحاتهم.

تربية الكلاب في الإسلام:

تربية الكلاب في الإسلام واقتنائها داخل المنازل غير جائز إلا للضرورة كالحيوانات الراعية أو الصيد، وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نقص في أجر من يقتني كلباً غير الاستثنائي: "مَنِ اقْتَنَى كَلْباً، إلَّا كَلْباً ضارِياً لِصَيْدٍ أوْ كَلْبَ ماشِيَةٍ، فإنَّه يَنْقُصُ مِن أجْرِهِ كُلَّ يَومٍ قِيراطانِ"، وتوجد عدة أحاديث نبوية شريفة توضح تحريم تربية الكلاب في الإسلام لغير الأغراض السابقة مثل: الصيد، ورعاية الماشية، والحراسة، ومنها:

  • "لَا تَدْخُلُ المَلَائِكَةُ بَيْتاً فيه كَلْبٌ ولَا صُورَةٌ".
  • "لولا أنَّ الكلابَ أمةٌ من الأممِ لأمرتُ بقتلِها، فاقتلوا منها الأسودَ البهيمَ، وأيُّما قومٍ اتخذوا كلباً ليس بكلبِ حرثٍ، أو صيدٍ، أو ماشيةٍ، فإنَّه ينقصُ من أجرهِ كلَّ يومٍ قيراطٌ".
  • "طَهُورُ إناءِ أحَدِكُمْ إذا ولَغَ فيه الكَلْبُ، أنْ يَغْسِلَهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ أُولاهُنَّ بالتُّرابِ".

في الختام:

العناية بالكلاب ليست مجرد واجب؛ بل هي رعاية مستمرة تبنى على الحبِّ والتفاني، وتأتي فرحة الكلب من اهتمامك به، فكن حذراً في تلبية احتياجاتهم الغذائية والطبية، وكن على استعداد لتقديم الوقت والحنان والتدريب، وتوفير بيئة آمنة وصحية تعزز التفاعل معهم بشكل يومي الصحةَ والسعادة لديهم ولك، فالكلب يقدِّم الولاء والمحبة بلا قيود، فلنرد الجميل عبر العناية الشاملة بهم، فهم ليسوا مجرد حيوانات أليفة؛ بل هم أصدقاء وفيِّون يستحقون الرعاية والمحبة.




مقالات مرتبطة