الطموح هو العنصر الأساسي للنجاح

ما هي السمات البشرية التي تتنبأ بالنجاح في الحياة المهنية والشخصية؟ لقد انتابني الفضول بشأن هذا السؤال منذ أن كان عمري 16 عاماً، لكن في ذلك السن لم أكن أعتقد أنَّ الطموح ذو أهمية، وفي ذلك الوقت أيضاً أصبحت مهتماً بالتنمية الشخصية، فقد كنت أرغب في تحسين حياتي، وأن أصبح طالباً وصديقاً وابناً وإنساناً أفضل.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن داريوس فوروكس (Darius Foroux)، ويُحدِّثنا فيه عن أهمية الطموح.

لذلك قررت أن أبني حياة جيدة لنفسي وللناس الموجودين في حياتي، والآن بعد 16 عاماً، أعتقد أنَّ هذا القرار كان أهم قرار اتخذته في حياتي على الإطلاق؛ فذلك اليوم هو اليوم الذي قررت أن أصبح فيه طموحاً، فبناء حياة خاصة وحياة مهنية ناجحة هو أحد أصعب الأمور في الحياة.

لن تتمكن من تحقيق النجاح بسهولة:

لن تتمكن من تحقيق النجاح بسهولة ما لم تكن ثرياً منذ ولادتك؛ فمعظم الناس يستسلمون في الظروف الصعبة، لاحظ كيف أنَّ الاكتئاب في أعلى مستوياته على الإطلاق، والسمنة أصبحت أكثر شيوعاً، وأنَّ الناس مُنهكون في منازلهم؛ فالحياة ليست سهلة، وجميعنا نعرف ذلك، إذاً ما الذي يجعلك تعتقد أنَّك ستكون ناجحاً؟

إليك الإجابة البسيطة: إذا لم تبدأ بالإيمان بنفسك، فلن تبدأ بشيء أبداً، وإذا لم تبدأ، فلن تصل إلى النجاح على الإطلاق؛ فهذه هي قوة الطموح، ولأكون واضحاً أكثر، عندما أتحدث عن النجاح، لا أقصد النجاح من الناحية المالية؛ بل إنَّني أتحدث عن عيش حياتك بشروطك الخاصة؛ أي أن تملك وظيفة تحبها، وأن تكون محاطاً بالأشخاص الذين تحبهم، وأن يكون لديك نظرة إيجابية إلى المستقبل؛ فهذا هو النجاح، وليس امتلاك كثير من المال والسلطة والمكانة.

شاهد بالفديو: 5 استراتيجيات لبلوغ أعلى الطموحات وتحقيق الأهداف

الاعتقاد والجهد:

درس ألبرت لازلو براباشي (Albert-László Barabási)، وهو أستاذ في علم الفيزياء في جامعة نورث إيسترن (Northeastern University)، ومؤلف كتاب "الصيغة" (The Formula)، قوانين النجاح، ووجد أنَّ الطموح يؤدي دوراً رئيساً في النجاح، على سبيل المثال يُظهر بحث ألبرت أنَّ الطلاب لا يتفوقون بفضل المدرسة التي يرتادونها؛ فغالباً ما نفترض أنَّ الأشخاص الذين درسوا في جامعة مثل هارفارد (Harvard) أصبحوا متفوقين بسبب تعليمهم.

لكنَّ هذا افتراض خاطئ؛ فقد كتب ألبرت في كتابه: "إنَّ العامل الوحيد المحدد للنجاح على الأمد الطويل مستمد من أفضل كلية، قد يتقدم لها الطالب، وإن لم يلتحق بها؛ أي بمعنى أنَّه إذا تقدَّم إلى جامعة هارفارد، ورُفض، ثم درس في جامعة أخرى، فإنَّ نجاحه كان مماثلاً لنجاح خريجي جامعة هارفارد الذين حصلوا على درجته نفسها في اختبار سات (SAT) ودرجاته في المدرسة الثانوية".

الطموح - ببساطة - هو ما يجعل الشخص مميزاً، وليس الجامعة التي درس فيها؛ إذ تدعم أبحاث ألبرت ما قاله الصناعي الأمريكي هنري فورد (Henry Ford) منذ عقود: "سواء كنت تعتقد أنَّك تستطيع أم أنَّك لا تستطيع، فأنت محق على الأرجح".

لكنَّنا نعلم أنَّنا لن نحقق النجاح تلقائياً إذا اعتقدنا أنَّنا سنفعل ذلك؛ فالاعتقاد وحده لا يكفي؛ إذ يحتاج أداؤك إلى دعم اعتقاداتك، وإلا فلن تحصل على أيِّ نتائج ملموسة، وكذلك، ما يزال النجاح معقداً؛ فلا توجد مخططات أو خرائط طريق تتضمن كلَّ شيء، ولا أعتقد أنَّ النجاح يمكن تكراره، لكن هذا ليس ما أتحدث عنه هنا.

إقرأ أيضاً: المعتقدات والاتجاهات وسبل تكوينها

الطموح، الإيمان بأنَّك تستطيع فعل شيء ما:

هذا ما أتحدث عنه، فعندما قررت أنَّني أستطيع فعل شيء ما في حياتي، ثابرت على تحقيق ذلك، وهذا ما لا يفهمه معظم الناس، نعم، إنَّ الاعتقاد في حد ذاته لا فائدة منه؛ لكنَّ الأشخاص الذين يؤمنون أنَّهم قادرون على تحقيق أهدافهم هم الذين يحققون أهدافهم بالفعل.

لذا اجعل الطموح خيارك الافتراضي، وعندما تضع هدفاً كبيراً لنفسك، لا تقل على الفور: "لا يمكنني أن أفعل ذلك أبداً"؛ بل يجب أن تكون طموحاً بما يكفي لوضع بعض الأهداف الكبيرة لنفسك.

لقد كان هدفي من إطلاق مدونة هو أن أعمل بدوام كامل، وليس أن أكون كاتباً يكافح بدوام جزئي فقط، وكنت أرغب في كسب دخل جيد أيضاً، لكن عندما بدأت، كسبت نحو 500 دولار في أول سنة، وخلال تلك السنة، فكرت في نفسي: "كيف يمكنني أن أشعر بالراحة إذا لم أكسب ما يكفي من المال لسداد أقساط الرهن العقاري؟".

لكن كان لدي مصادر دخل أخرى، وفي النهاية بدأت في كسب مبالغ كبيرة من الكتابة وحدها، وبالطبع لم يكن الأمر بهذه البساطة، فقد عملت على تحسين نفسي والاستثمار في مهاراتي لمدة 16 عاماً، لكن لا يمكنك أن تتوقع الحصول على أيِّ شيء مجاناً في الحياة؛ إنَّه ببساطة الثمن الذي ندفعه مقابل الإنجاز.

ما عليك سوى أن تنظر إلى الأشياء التي حققتها في حياتك، هل تذكر بداية كلِّ عام دراسي؟ بالطبع، لم تكن تعرف أيَّ شيء عن المواد الجديدة، لكن في النهاية، نجحت في امتحاناتك، وفي نهاية الرحلة حصلت على شهادتك.

ينطبق الشيء ذاته على العمل، فما هي المعلومات التي كنت تملكها في يومك الأول؟ بالتأكيد لا شيء، بالنسبة إلي ما زلت أذكر اليوم الأول الذي بدأت فيه بجميع الوظائف والأعمال التي عملت بها، والتي لم أكن أعرف شيئاً عنها في البداية، لكن انظر إلى ما تعلمته منذ ذلك الحين.

إقرأ أيضاً: 15 رسالة يجب تذكرها في لحظات الشك الذاتي

في الختام:

يمكنك تعلم الكثير في فترة زمنية قصيرة؛ إذ إنَّك تبدأ من الصفر وتحقق تقدماً كلَّ يوم، وهذه هي الطريقة التي ستحقق بها أهدافك الجديدة أيضاً، لكن لن يحدث ذلك، إلا إذا آمنت بقدرتك على تحقيقها.




مقالات مرتبطة