السيرة الذاتية لرجل الأعمال العماني سهيل بهوان

من هو الملياردير سهيل بهوان؟ وكيف تمكن من تكوين ثروة تقدَّر بمليارات الدولارات؟ وكيف استطاع أن يصبح أحد أهم رجال الأعمال العرب، وأحد أهم أباطرة الاقتصاد في سلطنة عمان؟ سنقدم لكم كل ذلك أعزاءنا القراء في السطور القليلة القادمة، فتابعوا معنا.



النشأة والتحصيل العلمي لسهيل بهوان:

وُلِد سهيل بهوان في عام 1937م في سلطنة عمان، وتحديداً في مدينة صور التي تقع جنوب شرق العاصمة العمانية (مسقط) بـ 100 ميل، وهي ميناء بحري صغير محاذٍ للساحل.

لعلَّ من الأمور التي جعلت سهيل يحب التجارة ويصبح ماهراً في ممارستها أنَّه كان يرافق والده في رحلاته البحرية التي كان يُجرِي خلالها مقايضة الأسماك والتمور بالسكر والأرز.

لقد درس سهيل في مدرسة ابتدائية في الهند، لكنَّه لم يستطع إكمال تعليمه؛ ذلك لأنَّ والده استدعاه للإبحار معه في رحلاته التجارية، ممَّا ساهم في تعليمه أساليب المقايضة والتجارة، والتعامل مع مختلف أنواع التجار ومساومتهم، وتمييز الصفقات التجارية الرابحة من الخاسرة.

إقرأ أيضاً: قصص نجاح ملهمة لأشهر رجال الأعمال

المسيرة التجارية لسهيل بهوان:

بدأ سهيل بهوان حياته التجارية في بداية الستينيات من القرن الماضي، حيث كان يبحث عن أي فرصة للتجارة أو البيع أو المقايضة بهدف تحقيق الأرباح، وكان كثيراً ما يخرج في رحلات بحرية من مدينته (صور) إلى العاصمة (مسقط).

لقد اقترض المال من تجار هنود تربطهم به علاقات وثيقة، حيث اشترى بهذا المال ذهباً من الهند، وباعه في سلطنة عمان، وحقق أرباحاً تعدُّ قليلة بعدما سدد ديون المقرضين.

افتتح سهيل وشقيقه سعود في عام 1965م متجراً لبيع مواد البناء وشِباك الصيد في سوق مطرح ذي الممرات والأزقة الضيقة، واتخذ الأخوان قراراً نهائياً بالاستقرار في العاصمة العمانية (مسقط) التي كانت تتميز بمينائها البحري الهادئ، وقررا دخول عالم رجال الأعمال في مسقط بهدف البحث عن الفرص المناسبة، ممَّا دفع سهيل إلى التعرف على أصحاب الشركات والمتاجر هناك، ومصادقة المسؤولين الحكوميين، والمشاركة في المناسبات الاجتماعية، وإقامة العلاقات والصلات الاجتماعية المتنوعة، واستطاع أن يحصل على فوائد عظيمة نتيجة مجهوداته.

لم يتوقف نشاط سهيل التجاري على بيع شباك الصيد ومواد البناء فقط، وإنَّما عمد إلى الاتصال بالشركة اليابانية (Seiko) لصناعة الساعات، واستطاع الحصول على حق الامتياز لتأسيس فرع لبيع منتجات الشركة؛ كما استطاع أن يبدأ مرحلة جديدة من حياته التجارية كرائد أعمال في مجال بيع الأجهزة الإلكترونية، وذلك عندما حصل على حق الامتياز لتأسيس فرع لبيع منتجات شركة توشيبا العملاقة.

عندما استلم السلطان قابوس حكم البلاد، فتح أبواب السلطنة على العالم الخارجي، وأطلق برامج تحرير الاقتصاد والتحديث، الأمر الذي ساعد على إيجاد الكثير من الفرص، فزاد الإقبال على المشروعات الصناعية والتجارية والسلع الاستهلاكية.

سهيل بهوان وابنته الجميلة 

كانت شركة تويوتا للسيارات تبحث في بداية السبعينيات من القرن الماضي عن شركاء لها في منطقة الخليج العربي، فوجد الشقيقان الفرصة الذهبية التي من المستحيل التخلي عنها، ولكن لم تكن الساحة خالية لهما، بل كانا يواجهان منافسة قوية من العائلة الإماراتية العريقة "الفطيم"، حيث أنَّها لم تكن تسعى إلى الحصول على الشراكة فقط في موطنها "الإمارات العربية المتحدة"، وإنَّما كانت تتطلع إلى أخذ الشراكة في سلطنة عمان أيضاً، فتضاعفت الجهود على سهيل وشقيقه سعود من أجل إثبات امتلاكهما المال اللازم لهذه الشراكة وهذا الاستثمار؛ لذلك عقدا شراكة مع رجل الأعمال العماني "عمر زواوي" لتأسيس شركة صناعة الأنابيب "Amantit Oman" في عام 1974م، ونجحت هذه الشركة نجاحاً باهراً، وحققت أرباحاً مذهلة، وتمكنا من جمع رأس المال المطلوب للشراكة مع تويوتا، وذلك خلال سنة واحدة فقط؛ لكن رغم تحقيق الشروط المطلوبة لإتمام الشراكة مع تويوتا، إلَّا أنَّ عائلة الفطيم كانت هي الأقرب للحصول على الشركة، ولكنَّ السلطان قابوس تدخل لأنَّه أراد تمثيل علامة تويوتا التجارية في سلطنته من قبل شركة عمانية، وبالفعل بدأت السفن التجارية تفرغ حمولتها من سيارات تويوتا في ميناء العاصمة مسقط، وذلك في العام 1975م، وأصبح آل بهوان خلال ثلاث سنوات فقط رائدي سوق السيارات في سلطنة عمان.

إقرأ أيضاً: السيرة الذاتية لرجل الأعمال السعودي سليمان عبد العزيز الراجحي

تمكن الشقيقان خلال عشر سنوات فقط من الحصول على العديد من امتيازات الشركات الأجنبية، مثل: "Bomag"، و"Ford"، و"Kubota"، و "Komatsu"؛ كما أسسا وكالة سفريات وشركة تأجير سيارات، وتعاونا مع كلٍّ من الشركات التالية: "Thai Airways" و"Pan Am" و"Air France".

لم يتوقف الشقيقان عند التجارة فحسب، بل توجها في عام 1977م إلى العمل في مشروعات البنى التحتية في قطاعي الطاقة والإنشاءات، وتمكنا في عام 1984م من الاستحواذ على شركة لتطوير محطات تحلية المياه وتوليد الكهرباء في أنحاء سلطنة عمان كافة.

نمت الشركة في أواخر الثمانينات نمواً كبيراً مع نمو الأعمال وتنوعها، فوصل عدد الموظفين فيها إلى ما يزيد عن أربعة آلاف موظف، وتوسعت نشاطاتها لتمتد إلى قطاعات مختلفة مثل: الاتصالات، والإلكترونيات، والشحن، والأغذية، والخدمات اللوجستية.

إنشاء مصنع اليوريا:

أنشأ سهيل مصنعاً لليوريا بلغت تكلفته حوالي 1.3 مليار دولار أمريكي، حيث اقترض من "Japan Bank for International Cooperation"، وعهد ببناء المصنع إلى "Mitsubishi Heavy Industries"، واختار في البداية دولة قطر لتكون مقراً للعمل؛ ولكن بسبب ارتفاع أسعار الغاز وصعوبة الإجراءات الحكومية، قرر سهيل نقل أعماله إلى الجزائر، وعقد شراكة مع "Sonatrach"، حيث تمتلك مجموعته نسبة 51% من أسهم المشروع؛ ورغم استكمال الصفقة وإنهاء بناء المصنع في عام 2008م، إلَّا أنَّ المصنع لم يباشر عمله حتى عام 2009م؛ وذلك بسبب الظروف التي كانت تمر بها الجزائر، وحالة عدم الاستقرار التي تعيشها البلاد.

إقرأ أيضاً: قصص نجاح لأشخاص وصلوا إلى النجاح والثراء بعد الخمسين عاماً

سلَّم سهيل أمور متابعة أعماله واستثماراته لابنته أمل التي استطاعت أن تحقق إيرادات بلغت نحو 4 مليارات دولار أمريكي في عام 2016م، وتعدُّ شركته من أكبر الشركات في السلطنة، حيث تعمل في العديد من القطاعات مثل: الأسمدة، وتجارة السيارات، وخدمات النفط والغاز.

 

المصادر: 1، 2




مقالات مرتبطة