الثقة بالنفس: فوائدها وتأثيراتها على الحياة

إنَّ الثقة بالنفس هي مفتاح النجاح في الحياة الشخصية أو المهنية، وهي سمة رئيسة تساعد على الإيمان بالنفس وبالقدرات؛ وهذا يجعل الشخص أكثر إيجابية وواثقاً في التعامل مع عقبات الحياة.



الثقة بالنفس:

هي إيمان الشخص بقدرته على القيام بعملٍ ما، إضافة إلى إيمانه بقراراته وقدرته على تحقيق أهدافه، وهذا الأمر يجعله شديد الاحترام لنفسه ويقدرها حق التقدير، ومن دون الثقة بالنفس يصبح الشخص أكثر عرضة للاستغلال من قبل الآخرين، وأكثر عرضة للإيذاء والألم، ويعيش حياة بائسة مليئة بالأمراض الجسدية والنفسية.

فوائد الثقة بالنفس:

الثقة بالنفس لها إيجابيات كبيرة تعود على الشخص الواثق من نفسه بشكل خاص، وعلى الآخرين بشكل عام؛ فالثقة بالنفس تجعل الشخص يستطيع التعبير عن صحته النفسية بقوة، وعن شعوره الداخلي واحتياجاته النفسية، وهذا الأمر هو الذي يجعله قادراً على تلبيتها؛ لذلك الثقة بالنفس تجعل الإنسان يصل إلى شعور السعادة والرضى الذي يحميه من أمراض عديدة كالقلق والاكتئاب، ويصل الواثق من نفسه إلى مرحلة الاتزان النفسي والسلام الداخلي، وسنتعرف في هذا المقال إلى أهمية الثقة بالنفس وفوائدها على الحياة الشخصية والاجتماعية.

1. الصحة الجسدية:

الثقة بالنفس تجعل الإنسان يعرف قيمته الذاتية ويحترمها، فالشخص الذي يملك الثقة بنفسه يعرف تأثير الصحة الجسدية في جودة الحياة؛ فيبتعد عن العادات غير الصحية والسيئة التي تؤدي إلى أمراض عديدة، فتقل احتمالية إصابته بأمراض القلب والضغط والظهر، والتي تترافق في أغلب الأحيان مع أمراض في الصحة النفسية.

2. جودة العلاقات مع الآخرين:

تقوي الثقة بالنفس من قدرة الشخص على بناء علاقات حقيقية مع الآخرين؛ وهذا يزيد من عمق تلك العلاقات؛ بسبب المرونة التي يتمتع بها الواثق من نفسه، فتجعله أكثر انفتاحاً على الآخرين، ولديه القدرة على تقبل الآخر والحوار، ومن ثم تكون العلاقات أكثر راحة وتقبلاً.

3. النجاح المهني:

تزيد الثقة بالنفس من فرص النجاح؛ لأنَّها تساعد الأشخاص على الدخول بتحديات ومشاريع جديدة دائماً؛ لذلك الثقة بالنفس تطرد الخوف من الفشل، وتولد لدى الشخص الرغبة في التحدي والمغامرة، الأمر الذي يزيد من القوة الداخلية لاقتناص الفرص، والتي في كثير من الأحيان تؤدي الى النجاح وتجعل منه شخصاً فعالاً ومؤثراً وله بصمته في المجتمع.

4. معرفة الذات:

تجعل الثقة بالنفس الإنسان يتعرف إلى ذاته، حيث يعرف نقاط قوته، فيسعى لتطويرها، ويعرف نقاط ضعفه، فيتقبلها، وهي أيضاً تجعل الإنسان يعرف ذاته حق المعرفة ويسامحها على أخطائها ويتقبل ضعفها ويجتهد بتطويرها وتنميتها.

5. تحمل المسؤولية:

تجعل الثقة بالنفس صاحبها قادراً على تحمل المسؤولية دون الشعور بالخوف والتردد؛ فيكون محط ثقة الآخرين، فيمتلك القدرة على النصح، وإيجاد الحلول لأغلب المشكلات؛ فهو قادر على اتخاذ القرارات الصحيحة؛ لقدرته على قول وفعل ما يشعر به تماماً.

شاهد بالفديو: 8 طرق ذهبية لاكتساب الثقة بالنفس

تأثير الثقة بالنفس في الحياة:

الثقة بالنفس هي عنصر أساسي في النمو والتطور الشخصي، وهي الأساس الذي تبنى عليه الشخصية والحياة الشخصية أيضاً؛ فمن خلال الثقة بالنفس الخاصة بك، أنت تؤكد قيمتك واستقلالك، وتضع قواعد ومبادئ في اتجاه حياتك؛ لذلك تجاربك وآراؤك ونظرتك المتميزة لا تُقدَّر بثمن، وتساعد على تشكيل خياراتك الأكاديمية والمهنية، وهي مؤثرة في الموضوعات التي تختار دراستها، والأمور التي تقوم بها، والطرائق التي تتبعها.

الثقة بالنفس أمر هام جداً، فإنَّ وجهات نظر المجتمع تؤدي دوراً متساوياً في توجيه قراراتنا، ويمكن للمجتمع تقديم سياق ورؤى كبيرة وهامة جداً، وتساعد على تشكيل فهمنا للعالم، ويعرضنا المجتمع أيضاً لوجهات النظر المتنوعة، ويشجعنا على التساؤل عن أفكارنا، ويتحدى أن ننظر في التأثيرات المحتملة لأفعالنا على الآخرين.

إنَّ رحلة الحياة رحلة شخصية، وعلى الرغم من أنَّ مجتمعنا يمكن أن يقدم خارطة الطريق، إلا أنَّ الأمر يعود إليك لتحديد مسارك الخاص، والثقة بنفسك لا تعني تجاهل وجهات نظر المجتمع؛ بل تعني دمج هذه الآراء في إطار أكبر يتم توجيهه بواسطة قيمك وغرائزك وتجاربك، ومع ذلك، يجب ألا يغطي تأثير المجتمع على أهمية الثقة بالنفس، ويجب ألا تتبع القواعد والتوقعات المجتمعية بشكل أعمى، بل يجب أن يتم تقييمها وانتقادها وعند الضرورة تحديها.

من الضروري أن تقف ضد القواعد المجتمعية عندما تكون غير عادلة، أو ضارة، من ثم تحقيق التوازن بين الثقة بالنفس وتأثير المجتمع ليس مهمَّة سهلة، ولكنَّه قابل للتحقيق؛ لذا ابدأ بالاعتراف والتحقق من صحة مشاعرك وأفكارك وتجاربك، ومارس التأمل الذاتي، وزرع الوعي بالنفس، وفي الوقت نفسه، تفاعل مع المجتمع، واستمع إلى الأصوات المتنوعة، لتتساءل عن القواعد المجتمعية، وتحاول فهم وجهات النظر المختلفة؛ لذلك ثقة الإنسان تعد جيدة وضرورية، وتساعد الإنسان في جميع جوانب حياته المهنية والشخصية وغير ذلك، أو في أماكن العمل، ويمكن تلخيص أهميتها في الآتي:

  • تزيد قدرة الإنسان على تجربة الأشياء المفيدة.
  • تزيد من قدرة الإنسان على القيام بالأعمال.
  • تزيد القدرة على التعامل، وحل المشكلات المختلفة التي يواجهها الإنسان في حياته.
  • تقوي العلاقات والمهارات الاجتماعية للتواصل.
  • تساعد الثقة بالنفس الإنسان على تقبل نفسه، وتجعله شخصاً أكثر تفهماً وحباً للناس من حوله.
إقرأ أيضاً: الثقة المفرطة بالنفس: أسبابها، وعلاماتها، وسلبياتها، وطرق تجنبها

أسباب فقدان الثقة بالنفس:

توجد أسباب كثيرة لفقدان الثقة بالنفس، منها ما يعود لمرحلة الطفولة، ومنها ما هو متعلق باكتساب الإنسان قلة الثقة بالنفس من بيئته ومجتمعه؛ لذلك نستعرض لكم أهم الأسباب التي تؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس:

1. السخرية من الطفل:

إهانة الطفل والسخرية من أفكاره وآرائه بشكل متكرر أمام الآخرين، فهذا الأمر يعزز الانكسار لدى الطفل، والخوف من إبداء رأيه ورغبته، لنجده بدأ في التحول إلى شخصية انطوائية غير محبة للآخرين، وليست متفاعلة معهم.

2. النقد السلبي:

يلجأ الأهل في تربيتهم إلى توجيه النقد لأطفالهم عندما يقومون بأي تصرف، لكن بطريقة خاطئة، وهذا الأمر الذي يؤدي إلى نتائج مناقضة، ويصبح نقداً هداماً بدلاً من أن يكون في سبيل التطوير من شخصية الطفل وبنائها والتصحيح من أخطائه بطريقة بناءة؛ لذلك يخاف حينها الطفل من الخطأ؛ لأنَّ الأهل لا يقدمون لأطفالهم فرصاً للحل.

3. الحرمان والفقر:

إنَّ حرمان الطفل من أمور كثيرة بسبب الفقر، قد تجعله يشعر بالخجل أمام  أصدقائه، فيتولد لديه شعور بالنقص، وهذا الأمر يؤثر في ثقته بنفسه؛ لذلك هذا الأمر يؤدي إلى تراجع التحصيل العلمي، إضافة إلى السكن في بيئة أسرية غير آمنة، وكلها أمور تؤدي إلى تقليل الثقة لدى الطفل.

4. الإهمال:

تعرض الطفل للإهمال وسوء المعاملة إضافة إلى تجاهله من قبل والديه، يولد لديه شعور بأنَّه لا يستحق الاهتمام، فيقلل من أهمية نفسه، ويحد من قدرتها وقيمتها، فنجد الطفل أصبح لديه قلة ثقة بنفسه؛ بسبب عدم حصوله على المشاعر التي يريدها.

5. الفشل في التحصيل العلمي:

معظم الأهل يطالبون أطفالهم بتحصيل العلامات العالية دون النظر الى القدرات الفكرية، وعندما يفشل في تحقيق الهدف يفقد ثقته بنفسه؛ لأنَّه خسر الحب والاحترام من الأهل.

نصائح تعزيز الثقة بالنفس:

كما ذكرنا آنفاً إنَّ الثقة بالنفس لا تولد لدى الإنسان، إنَّما تكتسب، والثقة ضرورية؛ لذا يجب أن يكون الإنسان واثقاً من نفسه، لما لها من فوائد عليه وأيضاً على مجتمعه؛ لذلك سنقدم لكن بعض النصائح لزيادة الثقة بالنفس:

1. ضع أهدافاً:

اعرف قدراتك وإمكاناتك، وضع كل يوم أهدافاً وتحديات عليك تحقيقها، وراقب نفسك وتطورك، وتعرَّف إلى أخطائك لتتجنبها، ولا تستسلم عند المرور بالعقبات؛ لأنَّ هذه الطريقة سوف تجعلك كبيراً بعين نفسك، فتزيد الثقة بالنفس لديك، فالنجاحات البسيطة الصغيرة تجعل الشخص يشعر بالسعادة.

2. تميَّز عن الآخرين:

تبنَّ آراءً خاصة بك، واطرحها أمام الآخرين، وعبِّر عنها، ولا تخف منها أو تحتفظ بها؛ فكل ذلك سيزيد من ثقتك بنفسك، ونظرة الآخرين لك ستكون مختلفة.

3. كن إيجابياً:

الابتعاد عن الأشخاص السلبيين، وإحاطة النفس بالأشخاص الداعمين الإيجابيين قدر المستطاع، والتصالح مع الذات، وعدم تأنيبها، فبذلك يكون الشخص لطيفاً مع ذاته يتحدث معها بإيجابية، ويذكِّر نفسه أنَّ الجميع يرتكب الأخطاء، وأنَّ الأخطاء هي مجرد وسائل للتعلم وبناء المهارات.

إقرأ أيضاً: الثقة التامة بالنفس: أسباب ضعفها، وطرق تقويتها

4. واجه التحديات:

يعدُّ الخوف أكبر عدو للإنسان، فعندما يعمل الشخص على حل المشكلات ومواجهتها، وعدم الهروب، والقدرة على حلها؛ بذلك يقضي على الخوف، ويزيد الثقة بالنفس.

في الختام:

إنَّ الثقة بالنفس تكتسب، ولا تُخلَق مع الطفل؛ لذلك يجب على الأهل بناءها عند الطفل، ليكون شخصاً سليماً، وصاحب شخصية فعالة في المجتمع.




مقالات مرتبطة