التواصل البصري (الجزء الثاني)

لقد تحدَّثنا في الجزء الأول من المقال عن أهمية التواصل البصري والدراسات التي أُجريت على الأطفال الرضع، ثم ذكرنا أنَّ العين تكشف ما نفكر فيه ونحبه. وفي نهاية المقال تحدَّثنا عن دور بؤبؤ العين وحجمه في التواصل البصري، فتابعوا معنا هذا الجزء من المقال لنكمل الحديث عن التواصل البصري.



أنواع العيون المختلفة:

1. العيون المتجولة:

هل سبق لك أن لاحظت أنَّك عندما تتحدث إلى شخص ما أنَّ عيونه تنظر في كلِّ اتجاه ولا تنظر إليك؟ يعدُّ هذا الأمر في حدِّ ذاته علامةً واضحةً على التشتت  أو الملل، ولكنَّه يعني أيضاً أنَّ الشخص يبحث عن طريقة للابتعاد عنك، وقد يعني النظر عبر النافذة عندما يتحدث شخص ما معك أنَّه يفضل الوجود في الخارج بدلاً من الوجود معك.

احذر إذا فعلت ذلك من الإشارات التي ترسلها إلى الشخص الآخر، إلا إذا كنت تريد إخباره أنَّك لا تريد أن تكون معه.

2. العيون الغاضبة:

عندما نكون غاضبين، تتضيق عيوننا وتتجعد حواجبنا ويتقلص بؤبؤ العين؛ فمن السهل جداً معرفة ما إذا كان شخص ما غاضباً عندما يظهر عليه كلُّ ما سبق، ويجب علينا إذا لم تظهر عليه تلك الإشارات البحث عن أدلة أخرى للغة الجسد مثل انقباض الشفاه، واتساع فتحتي الأنف، والتحديق، وشدِّ الفك، وما إلى ذلك.

يمكنك عندما تتحدث إلى شخص تظهر عليه علامات الغضب إمَّا التراجع، أو  الدفاع عن نفسك بحسب ما يقتضيه الموقف، وإذا دافعت عن نفسك يجب أن تحدق به بعينك، ولا تزيح نظرك عنه، سيُظهر هذا للشخص الآخر أنَّك لا تخاف منه، وإذا كنت الشخص الذي يتوقف عن التواصل البصري في جدال محتدم فستخسر الجدال.

3. العيون الجذابة:

من السهل جداً معرفة ما إذا كان شخص ما يحبنا من حجم بؤبؤ عينه في غرفة مضاءة جيداً، يمكنك رؤية حجم بؤبؤ العين إذا كنت تتحدث إلى شخص ما وجهاً لوجه، فإذا بدأت العيون في الاتساع فهو مهتم بما تريد قوله أو يجدك جذاباً.

مع ذلك، هذا ليس صحيحاً في غرفة مظلمة؛ إذ إنَّ حجم بؤبؤ العين سيتسع للسماح بدخول مزيد من الضوء من أجل رؤية أفضل في الغرفة؛ لهذا السبب احرص على قراءة الإشارات بصورة صحيحة قبل أن تتعرض لموقف محرج.

توجد طرائق أخرى لجذب شخص ما بعينيك، على سبيل المثال، لقد كان مظهر الليدي ديانا (Lady Diana) التقليدي بحيث تحني رأسها للأسفل، وعيناها تنظران للأعلى أحد الأسباب التي جذبت كثيراً من الناس إليها، وهذا النوع من النظرات يجعل المراقب يشعر بمزيد من مشاعر الأبوة والأمومة، ويدفع الرجال لتأدية دور الحامي، ممَّا يجعل الليدي ديانا أكثر جاذبيةً.

شاهد: 4 أخطاء في لغة الجسد ابتعد عنها

التحديق:

عندما نتحدث إلى أصدقائنا، وفي المواقف الاجتماعية، وننظر إلى شخص آخر ونتحدث معه لبعض الوقت، فإنَّنا نحدق دون وعي في وجوه الأشخاص بطريقة تُظهِر أنَّنا نضعهم تحت المراقبة، ومع ذلك، إذا فقدنا الثقة أو لم نكن بارعين اجتماعياً في التواصل، فيمكننا أن نفقد هذه القدرة.

فيما يأتي بعض الأمثلة للمكان الذي يجب أن تحدق فيه، وتركز عليه نظراتك عند التحدث إلى شخص ما:

1. التحديق الاجتماعي:

عندما تتحدث في مكان اجتماعي، فأنت لا تريد التحديق في عيون شخص ما لأنَّ هذا الأمر قد يبدو غريباً بعض الشيء، وهو أمر مزعج قليلاً للمتحدث، وللتغلب على هذا، اتَّبع نهج المثلث، وهو أن تنظر أولاً إلى إحدى عيني المتحدث، ثم انظر إلى فمه لفترة قصيرة، ثم انظر إلى عينه الأخرى، فيوضح هذا أنَّك ما زلت مهتماً بما يقوله؛ لأنَّك لم تبعد نظرك عنه.

2. تحديق المغازلة:

تبقى العينان عندما نغازل بعضنا بعضاً تتحركان بطريقة مثلثية، ولكن بتركيز أكبر على الشفاه، فإنَّ النساء اللواتي يقرأن هذا المقال سيكون لديهنَّ خبرة أكثر من الرجال في هذا الأمر، ومع ذلك فإنَّنا جميعاً نفعل ذلك رجالاً ونساءً، ولكنَّ النساء فقط هن الأفضل في ذلك.

لقد ثَبُتَ أنَّنا عندما نسير باتجاه بعضنا بعضاً من مسافة معينة، يفحص الرجال والنساء بعضهم تلقائياً من الرأس إلى القدم، فالمرة الأولى للتحقق من جنس الشخص، والمرة الثانية للتحقق من جاذبيته.

تحتوي أعيننا على نوعين من المستقبلات الضوئية، وهي العصي والمخاريط، فالعصي هي المسؤولة عن الرؤية في الضوء الخافت والرؤية في الظلام، وهي التي تهيمن على الرؤية المحيطية؛ إذ تمتلك النساء عدداً من العصي في عيونهن أكثر من الرجال؛ ولهذا السبب يتمتعن برؤية محيطية أفضل، ويكنَّ أفضل في الرؤية في الظلام.

في مقال للمؤلف مارك مانسون (Mark Manson)، بعنوان "مستويات التواصل البصري"، اقترح أنَّ المستوى السادس من التواصل البصري هو الابتسامة، حيث يقول:

"المستوى السادس من التواصل البصري هو التحديق مع الابتسامة، فإذا كان التحديق علامةً واضحةً تخبرك أنَّ الطرف الآخر مهتم، فقد تكون الابتسامة معها دليل أكبر على القبول".

إقرأ أيضاً: كيف تجري حواراً مع شخص لا يتواصل معك بصرياً؟

3. التحديق المسيطر:

إذا كنت تتطلع إلى ترويع شخص ما عندما تتحدث إليه، أو تحاول التحكم بالمحادثة، انظر إلى المنطقة المعروفة باسم "العين الثالثة" وهي البقعة بين الحاجبين، فيفعل عديد من الرجال هذا لمحاولة ترويع الأشخاص الذين يتحدثون إليهم ويحاولون السيطرة على النقاش.

إقرأ أيضاً: 7 طرق لتطوير مهارات التواصل

الخلاصة:

لقد تحدَّثنا في هذا الجزء من المقال عن أنواع العيون الثلاثة، ثم ذكرنا 3 أمثلة للمكان الذي يجب أن تحدق فيه وتركز عليه نظراتك عند التحدث إلى شخص ما، وفي الجزء الثالث والأخير من هذا المقال سنتحدَّث عن معلومات أخرى تتعلق بالتواصل البصري؛ لذا تابعوا معنا.

المصدر




مقالات مرتبطة