التهابات ومشاكل الأذن في الصيف، وطرق الوقاية منها

يُعرف فصل الصيف بأنَّه فصل الإجازات والسفر والذهاب إلى البحر، سواء كان للسباحة أم السهر أم حضور الحفلات، ولكن يحدث أحياناً ما يُعكَّر استمتاع الكبار والصغار بهذه النشاطات، ونقصد بذلك المشكلات والالتهابات التي قد تُصيب الأُذُن عند ممارسة السباحة أو التعرُّض لتغيُّر الضغط الجوي في السفر.



مما تتكون الأذن؟

تتكون الأُذُن من ثلاث مناطق رئيسة، وهي:

1. الأذن الخارجية:

تتمثل وظيفة الأُذُن الخارجية في تجميع الموجات الصوتية وتوجيهها إلى الداخل، وتتألف من: الصيوان، قناة الأُذُن الخارجية، وطبلة الأُذُن وهي غشاء شبه شفاف وغير منفذ.

2. الأذن الوسطى:

وهي تجويف يمتدُّ بين طبلة الأُذُن، وحاجز الأُذُن الداخلية، ويوجد داخل الأُذُن الوسطى: جهاز المطرقة، والسندان، والركاب.

ويربط جهاز المطرقة بين طبلة الأُذُن وحاجز الأُذُن الداخلية، وهو الذي ينقل الموجات الصوتية إلى الأُذُن الداخلية.

3. الأذن الداخلية:

تُعدُّ الأُذُن الداخلية قناة من القنوات المسؤولة عن السمع والتوازن، ويحظى تجويف الأُذُن الداخلية بالتهوية؛ حيث يرتبط مع الحلق بواسطة القناة السمعية (قناة استاكي).

ما هو التهاب الأذن وما أعراضه؟

التهاب الأُذُن هو التهاب الغشاء المخاطي في الأُذُن، وينجم التهاب الأُذُن عن الإصابة بعدوى بكتيرية، ويُعدُّ التهاب الأُذُن الخارجية، والتهاب الأُذُن الوسطى، من أكثر أمراض الأُذُن شيوعاً في الصيف، وخصوصاً لدى الأطفال؛ حيث إنَّه في الحالة الطبيعية، تقوم الأُذُن بتنظيف نفسها تلقائياً، غير أنَّ ممارسة الرياضات المائية بكثرة خلال فصل الصيف، يُعرِّضها لمشكلة احتباس الماء في القناة السمعية، فضلاً عن إمكان دخول البكتيريا الموجودة في مياه برك السباحة إلى الأُذُن، ممَّا يزيد من مخاطر الإصابة بالالتهابات في الأُذُن الخارجية وغشاء الطبل، وقد ينتقل إلى الأُذُن الوسطى، التي تتطلب تدخُّلاً طبياً على نحو عاجل.

أعراض التهاب الأذن:

  • شعور بآلام حادة ووخز.
  • شعور بتورم وضغط في الأُذُن.
  • حمى وقشعريرة.
  • شعور بالغثيان.
  • ضعف في السمع.
  • إفرازات وتقيحات صديدية من الأُذُن.
  • عدم راحة وصعوبة في النوم.
  • مشكلة ثقب غشاء الطبل
إقرأ أيضاً: التهابات الأذن عند الأطفال: أعراضها وطرق العلاج

الأذن والسباحة:

تنتج مشكلة ثقب غشاء الطبل عن الغطس، ويكون علاجها عن طريق استخدام مضادات الاحتقان، ومضادات الالتهاب، والقطرات الأنفية، مع تجنُّب دخول الماء إلى الأُذُن مدة ساعتين.

1. التهاب الأُذُن الخارجية (أذن السباح):

هي عدوى في قناة الأُذُن الخارجية، تصل من طبلة الأُذُن إلى خارج الدماغ، بسبب احتباس الماء في الأُذُن بعد السباحة؛ ممَّا يخلق بيئة رطبة تساعد على نمو البكتيريا، ويمكن أن يحدث الالتهاب بسبب أذى ناتج عن استخدام أداة تنظيف حادة، وهناك مجموعة من البكتيريا التي قد تُسبب أيضاً التهاب الأُذُن الخارجية، مثل الزائفة الزنجارية، والمكورات العنقودية الذهبية، وتتمثل أعراض التهاب الأُذُن الخارجية بالآتي:

حكَّة في الأُذُن، تتطور إلى انتفاخ واحمرار، وإفرازات قيحية كريهة الرائحة ذات لون أبيض أو أصفر، تخرج عبر القناة السمعية، فضلاً عن وجع في الأُذُن، وضعف في السمع.

ويكون العلاج في الحالات البسيطة، بوصف الطبيب لقطرات أذنية تحتوي على الخل، أو على ستيرويد قشري، واستعمالها مرات عدة في اليوم مدة أسبوع؛ حيث يفيد الخل في منع البكتيريا من النمو، أمَّا في الحالات الشديدة، يمكن أن يصف الطبيب قطرات أذنية تحتوي على مضادات حيوية.

2. التهاب الأُذُن الظاهرة بالبكتيريا:

تزداد حالات التهاب الأُذُن الظاهرة ازدياداً كبيراً في فصل الصيف؛ وذلك بسبب كثرة ارتياد المسابح، وينتج هذا النوع من الالتهاب عن البكتيريا الموجودة في برك السباحة، وتغيُّر درجة حامضية الجلد في القناة السمعية؛ وذلك بسبب مادة الكلور التي تُعقَّم بها مياه بركة السباحة، وتتمثل الأعراض بما يأتي:

آلام حادة عند لمس صيوان الأُذُن، واحمرار الجلد في بوابة القناة السمعية، كما قد يتشكل تكتُّل جلدي يسد القناة السمعية سدَّاً كاملاً.

ويكون العلاج بتنظيف القناة السمعية للأذن الخارجية؛ وذلك بإدخال إسفنجة مشبعة بالمضادات الحيوية والاستيرويدات، أو استخدام قطرات خاصة لقطر الأُذُن في فترات متقاربة.

3. التهاب الأُذُن الظاهرة بالفطريات:

ينتشر التهاب الأُذُن الظاهرة بالفطريات نتيجة الرطوبة الزائدة من كثرة تسرُّب الماء إلى الأُذُن؛ وذلك نتيجة السباحة والاستحمام في فصل الصيف، وتبدو الفطريات عند تشخيص المرض بالفحص المجهري، ككتل تُشبه بيوت العنكبوت والعفن، وما يُميِّز هذا الالتهاب عن سابقه - التهاب الأُذُن الظاهرة بالبكتيريا - هو الحكة الشديدة، وهو أقل ألماً عن سابقه، ويُعاني المريض في هذا الالتهاب من:

ظهور إفرازات دموية، ومشكلات بالسمع بسبب انسداد القناة السمعية بطبقة من الفطريات.

ويكون العلاج بتنظيف القناة السمعية من الفطريات، وتقطير الأُذُن بقطرات مضادة للفطريات، ويُحذَّر من تسرُّب الماء إلى القناة السمعية؛ إذ يُصعِّب تعرُّض الأُذُن لأي رطوبة من عملية الشفاء، كما يُحذَّر من استخدام المضادات الحيوية؛ وذلك لأنَّ العلاج بالمضادات الحيوية يزيد من نمو الفطريات.

إقرأ أيضاً: 6 طرق آمنة للتخلص من الشمع المتراكم داخل الأذن

وصفات طبيعية لعلاج التهاب الأذن:

سنعرض بعض الوصفات الطبيعية التي تُساعد على علاج التهاب الأُذُن:

1. وصفة الأعشاب الطبية للأذن:

تتكون الوصفة من: ملعقة زيت زيتون، وعصير سنٍّ من الثوم، و6 قطرات من الزيت العطري لنبات الضرم (الخزام).

يتم تطبيق الوصفة بغمس قطعة من القطن في هذا الخليط، وإدخالها بلطف في الأُذُن الخارجية مدة 5 دقائق، مع تكرار التطبيق كل 4 ساعات.

2. شاي الزنجبيل:

يُعدُّ شاي الزنجبيل من المضادات الحيوية الطبيعية التي تُساعد على علاج التهاب الأُذُن، ويتم استخدامه بغلي ملعقة كبيرة من جذور الزنجبيل، مع كوب من الماء مدة 10 دقائق، ومن ثم شرب المستخلص خلال اليوم.

شاهد بالفيديو: 8 فوائد سحرية للزنجبيل

3. القنفذية وخاتم الذهب:

يُعدُّ نبات القنفذية ونبات خاتم الذهب، من النباتات الطبية ذات الخصائص المضادة للالتهابات، وتكون طريقة الاستخدام بصب كوب من الماء المغلي، على ملعقتين من نبات القنفذية وخاتم الذهب، ومن ثم نقع الخليط مدة 15 دقيقة، وشربه 3 مرات في اليوم، كما يُمكن خلط الزنجبيل مع هذه الوصفة للحصول على فائدة أكبر.

طرائق لإخراج الماء من الأذن بعد السباحة:

  • يفتح البُخار القناة السمعية، ويُساعد على خروج الماء منها؛ لذا يمكن وضع الرأس بالقرب من وعاء كبير مملوء بالماء الساخن، ثم تغطية الرأس بمنشفة مدة 5 إلى 10 دقائق، واستنشاق البخار المتصاعد منه، وبعدها القيام بإمالة الرأس ليخرج الماء.
  • سحب شحمة الأُذُن وهزها بشكل مائل نحو الأسفل، أو هز الرأس يميناً ويساراً.
  • يمكن إمالة الرأس إلى أحد الجانبين، مع الضغط على الأُذُنين مرات عدة؛ وذلك لضخ الماء إلى الخارج.
  • الاستلقاء على جانب الرأس الذي به الماء، مدة من الوقت.
  • يفيد مضغ العلكة (اللبان)، في تحريك الماء من الداخل إلى الخارج عبر القناة السمعية، ومن ثمَّ يمكن أن يخرج الماء تماماً من الأُذُن.
  • استخدام الكحول والخل؛ وذلك بخلط القليل من الخل مع الكحول، ووضع قطرات من الخليط في الأُذُن؛ حيث إنَّ الخل يقتل الجراثيم لاحتوائه على خصائص مضادة للجراثيم، في حين يساعد الكحول على تجفيف الأُذُن من الماء.
  • يفيد الثوم مع زيت الزيتون في إخراج الماء من الأُذُن؛ إذ يطرد الثوم الماء من الأُذُن، كما أنَّه يحوي خصائص مضادة للجراثيم، وتُطبَّق هذه الوصفة بطحن بعض فصوص الثوم وخلطها بزيت الزيتون، ومن ثم وضع قطرتين أو ثلاث قطرات من الخليط في الأُذُن، وإمالة الرأس إلى الجانب، ليخرج الماء مع الخليط.
  • يمكن تجفيف الماء في الأُذُن وتحويله إلى بخار خلال ثوانٍ قليلة؛ وذلك باستخدام مجفف الشعر عند درجة حرارة معيَّنة، ومسافة مناسبة.
  • يمكن وضع قطرتين إلى ثلاث قطرات من زيت الزيتون؛ وذلك لتليين الأنسجة في قناة الأُذُن، ممَّا يساعد على التخلص من الماء.
  • القيام بإغلاق الفم تماماً، ثم إغلاق الأنف بالأصابع، ثم محاولة النفخ وضغط الهواء، ممَّا يخلق ضغطاً في الأُذُنين، فيتحرك الماء ويخرج.
  • تجب استشارة الطبيب في حال لم يحصل أي تحسُّن خلال أيام عدة، فضلاً عن حالات الوجع الشديد الذي لا يُطاق، وعند ارتفاع درجة حرارة الجسم، وعند فقدان السمع التدريجي.

نصائح للوقاية من التهابات الأذن خلال فصل الصيف:

هذه بعض النصائح للوقاية من التهابات الأُذُن في الصيف:

  • استخدم سدادات أذن مشبعة بالفازلين في أثناء السباحة، أو قطرات تحتوي على الجليسيرين والكحول؛ وذلك لتقليل دخول الماء إلى الأُذُن.
  • احرص على تنظيف الأُذُن وتجفيفها بعد بالسباحة؛ وذلك باستخدام مجفف الشعر، مع ترك مسافة فاصلة بين المجفف والأُذُن لا تقل عن 30 سم، وضبطه على أدنى درجة، أو باستخدام قطعة نظيفة من القماش.
  • تجنَّب تنظيف الأُذُن باستخدام الأصابع أو الأدوات غير النظيفة؛وذلك لأنَّها تنقل البكتيريا إلى الأُذُن، وتؤذي المجرى الخارجي.
  • لا تبالغ في استخدام عيدان القطن في تنظيف الأُذُن؛وذلك لأنَّها تزيل الصملاخ (شمع الأُذُن) الذي يحمي جلد المجرى، ويُعدُّ الصملاخ خط دفاع طبيعي للأذن ضد العدوى والالتهابات، فهو يحمي قناة الأُذُن من التلف، ويُقلل من احتمال نمو الجراثيم؛ لذا تكون الأُذُن أكثر عرضة لتكاثر الفطريات والجراثيم وحدوث الالتهابات، عندما يُزال شمع الأُذُن بفعل الماء الزائد المحتبس فيها نتيجة السباحة، فضلاً عن كثرة الاستحمام في الصيف، أو الاستخدام المتكرر لعيدان التنظيف.
  • تجنَّب استخدام المضادات الحيوية إلا بوصفة الطبيب.
  • تجنَّب السباحة في الأماكن الملوثة أو غير الموثوق بنظافتها.
  • لا تترك التهاب الأُذُن من دون علاج؛وذلك لأنَّ إهمال علاجه قد يؤدي إلى فقدان السمع.

درهم وقاية خير من قنطار علاج:

كما يقول المثل: "درهم وقاية خير من قنطار علاج"؛ لذا احرص على أن تحمي نفسك وأطفالك، وأن تكونوا بمنأى عن الأمراض قدر الإمكان؛ وذلك بالتزام النصائح والتحذيرات المتعلقة بالأُذُن، وكيفية حمايتها والاعتناء بها في أثناء ممارسة نشاطات الصيف من سباحة وغيرها، لتنعم بقضاء إجازة صيفية سعيدة، من دون آلام وأوجاع تنغص راحتك واستمتاعك أنت وأطفالك بفصل الصيف ونشاطاته المُسلية.

المصادر: 1، 2، 3، 4




مقالات مرتبطة