التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو: أسبابه، وأعراضه، وطرق تشخيصه

مرض هاشيموتو، المعروف أيضاً باسم "التهاب الغدة الدرقية اللمفي المُزمن"؛ ما أسباب الإصابة بهذا المرض، وما أعراضه؟ ما طرائق تشخيصه وعلاجه، وما المضاعفات الناتجة عن عدم معالجته؟ هذا ما سنقدِّمه لكم أعزاءنا القرَّاء في هذا المقال؛ لذا تابعوا معنا في السطور القليلة القادمة.



ماهو مرض هاشيموتو؟

يُعدُّ مرض هاشيموتو من أمراض المناعة الذاتية؛ حيث يعمل الجهاز المناعي على إنتاج أجسام مضادة تهاجم الغدة الدرقية، وتؤدي إلى تلفها مع مرور الوقت، ولا توجد حتى الآن، أي دراسات تبين سبب مهاجمة الجهاز المناعي للغدة الدرقية؛ إذ يعتقد الأطباء بوجود فرضيتين، إحداهما تقول: "يحدث هذا المرض بسبب وجود خلل وراثي"، بينما الفرضية الثانية تقول: "إنَّ الفيروس أو البكتيريا، أحدهما هو المسؤول عن رد الفعل الهجومي لجهاز المناعة الذاتي".

أسباب الإصابة بمرض هاشيموتو:

توجد عوامل عدة تؤدي إلى ارتفاع نسبة خطر الإصابة بمرض هاشيموتو، ومن أهم هذه العوامل نذكر لكم:

  • إصابة الإنسان بأحد الأمراض الآتية: الذئبة، أو مرض أديسون، أو مرض البُهاق، أو مرض السكري من النمط الأول، أو التهاب المفاصل الروماتويدي، أو مرض غريفر، أو متلازمة شوغرن.
  • الجنس: إذ إنَّ النساء أكثر عرضةً من الرجال للإصابة بهذا المرض، وخاصة النساء اللواتي خضن تجربة الحمل والولادة.
  • العمر: لا يوجد عمر معيَّن للإصابة بهذا المرض، ولكنَّ معظم حالات الإصابة تنتشر بين أشخاص في منتصف العمر.
  • التعرض للإشعاع: تزداد نسبة خطر الإصابة بهذا المرض عند الأشخاص المعرضين لنسبة عالية جداً من الإشعاع البيئي.
  • الوراثة: عند وجود فرد في العائلة يُعاني من أحد أمراض الغدة الدرقية، أو أحد أمراض المناعة الذاتية الأخرى، فإنَّ نسبة خطر الإصابة بمرض هاشيموتو سوف تزداد.
  • الإصابة بنقص شديد في مستويات فيتامين ب 12 في الجسم.
  • تناول مكملات اليود بكمياتٍ كبيرة.

ما أعراض مرض هاشيموتو؟

غالباً لا تظهر أي أعراض خاصة بمرض هاشيموتو، ولكن من الممكن، في بعض الحالات، ملاحظة تورم في مقدمة الحلق، ومن الجدير بالذكر هنا، أنَّ مرض هاشيموتو بطيء التقدم على مر السنين؛ لذا فهو يُسبب أضراراً مزمنة جداً للغدة الدرقية، ينتج عنها انخفاض مستويات هورمون الغدة الدرقية في دم المريض.

أعراض مرض هاشيموتو هي الأعراض نفسها الناتجة عن حدوث خلل في الغدة الدرقية، وأهم هذه الأعراض هي:

  • شعور متزايد وغير اعتيادي تجاه البرودة.
  • هفوات ومشكلات في الذاكرة.
  • جفاف وشحوب الجلد.
  • بطء نبضات القلب.
  • بحة في الصوت.
  • مشكلات في الخصوبة.
  • تورم وانتفاخ في الأعين.
  • الشعور الدائم بالإرهاق والتعب والخمول.
  • ترقق في الشعر وتساقطه.
  • إمساك.
  • اكتئاب.
  • زيادة في الوزن بشكلٍ غير مبرر.
  • ارتفاع في مستويات الكوليسترول الضار بالجسم.
  • ضعف العضلات.
  • دورة شهرية كثيفة وغير منتظمة.
  • انتفاخ الوجه.
  • هشاشة الأظافر.
  • تضخم اللسان.
  • تيبس العضلات والشعور بآلامها.
  • الشعور بألم في المفاصل، بالإضافة إلى تيبُّسها.

شاهد بالفديو: 8 عادات يومية من أجل صحة قوية

متى يجب الذهاب إلى الطبيب وإجراء الفحوصات اللازمة؟

يجب زيارة الطبيب عند شعور المريض بأحد الأعراض الآتية:

  • جفاف الجلد.
  • التعب والإجهاد من دون وجود سبب واضح.
  • الإمساك.
  • انتفاخ وشحوب الوجه.

كما يجب زيارة الطبيب لإجراء اختبارات وتحاليل دورية لوظائف الغدة الدرقية في الحالات الآتية:

  • إذا كان المريض قد خضع لجراحة في الغدة الدرقية.
  • إذا كان المريض قد خضع للمعالجة الإشعاعية في منطقة أعلى الصدر، أو الرقبة، أو الرأس.
  • إذا كان المريض قد تلقَّى علاج اليود المُشع، أو الأدوية المضادة للغدة الدرقية.

كيف يتم تشخيص مرض هاشيموتو؟

يعتمد تشخيص مرض هاشيموتو على كلٍّ ممَّا يأتي: أعراض المرض ومؤشراته المذكورة آنفاً، ونتائج اختبارات الدم التي تبين مستويات كلٍّ من الهرمون المنشط للغدة الدرقية، الذي يُفرَز من قبل الغدة النخامية، والهرمون الدرقي الذي تفرزه الغدة الدرقية، كما يتضمن التشخيص الاختبارات التالية أيضاً:

1. اختبار الأجسام المضادة:

كما ذكرنا آنفاً، يُعدُّ مرض هاشيموتو من أمراض المناعة الذاتية؛ حيث يقوم الجسم المناعي بإنتاج أجسام مضادة غير طبيعية، تهاجم أنزيم بيروكسيداز الدرقي، وهو أنزيم موجود طبيعياً في الغدة الدرقية، ويساهم مساهمة فعَّالة في إنتاج الهرمون الدرقي، وعندها بإجراء اختبار الدم، يمكن أن تكون النتيجة إيجابية وتؤكد وجود هذه الأجسام المضادة، ولكن من الجدير بالذكر هنا، أنَّ هذا الاختبار لا يعطي نتيجةً إيجابيةً لدى كل المصابين بهذا المرض؛ حيث إنَّ كثيراً من الأشخاص لديهم أجسام مضادة لإنزيم البيروكسيداز الدرقي، غير أنَّهم في الواقع غير مصابين بقصور الغدة الدرقية، أو تضخمها.

2. اختبار الهرمونات:

يمكن لاختبارات الدم أن تُحدد كمية الهرمونات التي تنتجها كل من الغدة النخامية، والغدة الدرقية؛ حيث ينخفض مستوى الهرمون الدرقي في حال كانت الغدة الدرقية ضعيفة النشاط، وفي المقابل، يرتفع الهرمون المُحفز للغدة الدرقية، والذي يُفرَز من قبل الغدة النخامية، بهدف زيادة تحفيز الغدة الدرقية على إنتاج الهرمون الدرقي، ويُعدُّ هذا الاختبار، هو الأفضل في الكشف عن اضطرابات الغدة الدرقية مبكراً، فضلاً عن دوره في تحديد جرعة الدواء المناسبة خلال فترة العلاج؛ لذا غالباً ما سيطلب الطبيب المعالج إجراء هذا الاختبار ابتداءً.

إقرأ أيضاً: أسباب وأعراض زيادة نشاط الغدّة الدّرقيّة

كيف يُعالج مرض هاشيموتو؟

يعتمد علاج مرض هاشيموتو على العلاج الاستبدالي بالهرمون الدرقي؛ أي يجب تناول الهرمون الدرقي الاصطناعي "ليفوثيروكسين" يومياً، بجرعاتٍ يحددها الطبيب المعالج خلال فترة العلاج، ومن الجدير بالذكر هنا، أنَّه يجب مراقبة كمية الجرعة؛ حيث يمكن أن تزيد أو تنقص خلال تلك الفترة.

التداخلات الدوائية لـ "الليفوثيروكسين" مع الأدوية الأخرى

يمكن أن تؤثِّر بعض المكملات الغذائية، وبعض الأدوية، في امتصاص الليفوثيروكسين؛ لذلك يجب أن إخبار الطبيب بجميع أنواع الأدوية والمكملات التي يتناولها المريض، خاصةً إن كان المريض:

  • خضع لحمية غذائية تحتوي كميات كبيرة من الألياف.
  • تناول كمياتٍ كبيرة من فول الصويا أو أحد منتجاتها.
  • يتناول دواء "كوليستيرامين"، وهو دواء يساعد على خفض مستويات الكوليسترول في الدم.
  • يتناول مكملات الحديد.
  • يتناول دواء "سوكرالفات"، وهو دواء يستخدم في معالجة القرحة.
  • يتناول مكملات الكالسيوم.
  • يتناول الأدوية المضادة للحموضة، والتي تحتوي على "هيدروكسيد الأمونيوم".

ما المضاعفات الناتجة عن مرض هاشيموتو؟

ينتج عن عدم معالجة مرض هاشيموتو، مشكلات صحية عدة؛ من أهم هذه المشكلات نذكر لكم:

1. أمراض القلب:

في حال عدم معالجة مرض هاشيموتو، سيزداد خطر الإصابة بأمراض القلب، وذلك بسبب ارتفاع نسبة الكوليسترول السيئ؛ أي كولسيترول البروتين الشحمي المنخفض الكثافة، وعند تركه من دون أي علاج، فإنَّ مرض هاشيموتو سيؤدي إلى تضخم القلب، كما يمكن أن يؤدي أيضاً إلى فشل القلب.

2. حدوث تضخم في الغدة الدرقية:

عند الإصابة بمرض هاشيموتو، فإنَّ مستويات الهرمون الدرقي ستنخفض؛ الأمر الذي سيؤدي إلى تحفيزٍ مستمرٍ ودائمٍ للغدة الدرقية من أجل تعويض نقص الهرمون الحاصل، ومن ثمَّ حدوث تضخم في الغدة الدرقية، والذي سيؤثِّر في مظهر المريض ويعوق عمليتي التنفس والبلع لديه.

إقرأ أيضاً: 5 أعراض للإصابة بالغدة الدرقية

3. مشكلات صحية ونفسية وعقلية:

يمكن أن يؤدي مرض هاشيموتو إلى ضعف الأداء العقلي، كما يمكن أن يُعاني المريض في بداية فترة المرض، من الاكتئاب الذي تزداد حدته مع مرور الوقت من دون أي علاج، بالإضافة إلى أنَّه يؤثِّر في الرغبة الجنسية ويضعفها عند الرجال والنساء على حدٍّ سواء.

4. التشوهات الخلقية:

إنَّ الأطفال الذين يولدون من نساء يُعانين من مرض هاشيموتو غير المُعالج، سيكونون أكثر عرضة للإصابة بالتشوهات الخلقية من الأطفال الذين يولدون من نساءٍ يتمتعنَّ بصحةٍ جيدة؛ حيث إنَّ أولئك الأطفال أكثر عُرضةً للمشكلات الذهنية والتنموية، ومن الجدير بالذكر هنا، أنَّ هناك ارتباطاً بين الإصابة بمرض هاشيموتو والعيوب الخلقية مثل: الحنك المشقوق، بالإضافة إلى وجود علاقة بينه وبين مشكلات الكلى، والدماغ، والقلب عند الرُضَّع.

5. الوذمة المخاطية:

هي حالة طبية نادرة تهدد الحياة، وتتطلب علاجاً طبياً عاجلاً في الطوارئ؛ حيث تتطور الوذمة المخاطية نتيجة مرض هاشيموتو غير المُعالج، ومن علاماتها وأعراضها، فقدان الوعي، والنعاس المُصاحَب بخمول عميق، ومن الجدير بالذكر هنا، أنَّ هناك عوامل عدة يمكن أن تُحفز غيبوبة الوذمة المخاطية، نذكر لكم منها: تناول المهدئات، أو التعرض للبرد، أو العدوى.

وبذلك أعزاءنا القرَّاء، نكون قد قدَّمنا لكم سرداً عن أسباب مرض هاشيموتو، وأعراضه، وطرائق تشخيصه وعلاجه، وأهم المضاعفات الناتجة عن عدم معالجته.   

المصادر: 1، 2، 3




مقالات مرتبطة