التهاب الجيوب الأنفية: الأسباب والعلاج

يعاني الكثير من الأشخاص من التهاب الجيوب الأنفية، وهو أحد الأمراض المؤرقة للإنسان؛ وذلك بسبب أعراضها المزعجة والمؤلمة، وهو مرض يصيب الكبار والصغار، خصوصاً خلال فصل الشتاء بسبب تقلبات درجة الحرارة، كما تكثر الإصابة به خلال فصلي الربيع والصيف بسبب الحساسية الموسمية، وهناك من يعاني منه على مدار العام، فما هو التهاب الجيوب الأنفية؟ وما هي أعراضه؟ وما هو علاجه؟



أولاً: ما هو التهاب الجيوب الأنفية؟

الجيوب الأنفية هي أربع حجيرات موجودة داخل عظام الوجه ويملؤها الهواء، ويُبطنها غشاء مخاطي يفرز المخاط، وتتصل هذه الجيوب بالأنف عبر فتحات، وتتمثل وظائف الجيوب الأنفية بـ : تسهيل عملية التنفس من خلال تنقية وترطيب وتسخين الهواء المستنشق، والتقليل من الحساسية، ومن وزن الجمجمة، وامتصاص الصدمات عند إصابة الرأس.

أما التهاب الجيوب الأنفية، فهو التهاب يصيب الغشاء المخاطي الذي يُبطن الجيوب الأنفية، فيصبح المخاط أكثر ثخونة ولزوجة، وغير قادر على المرور عبر الفتحات التي توصله إلى الأنف، ومن ثمَّ يتراكم هذا السائل المخاطي والجراثيم في الجيوب، مُحدثاً احتباساً للهواء وشعوراً بالضغط والألم داخل هذه الجيوب، وداخل الرأس ككل، ويعد هذا العرض "الشعور بالضغط" من أشهر أعراض التهاب الجيوب الأنفية.

ثانياً: أسباب التهاب الجيوب الأنفية

أسباب التهاب الجيوب الأنفية عديدة، وهي:

  • تُعَدُّ الحساسية هي السبب الأبرز لالتهاب الجيوب الأنفية.
  • الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي ونزلات البرد هي أحد أسباب التهاب الجيوب الأنفية.
  • قد يسبب الماء المعقم بالكلور في حمامات السباحة التهاب الجيوب الأنفية.
  • التدخين من أهم محرضات التهاب الجيوب الأنفية.
  • التعرض للتلوث الهوائي والأبخرة المؤذية والعفن.
  • قد تسبب مشكلات الأسنان التهاب الجيوب الأنفية.
  • قد ينتج التهاب الجيوب الأنفية عن سبب خلقي مثل: انحراف الحاجز الأنفي "انحراف الوتيرة"، أو نمو زوائد عظمية داخل الأنف.
  • ضعف الجهاز المناعي وأمراض السرطان والإيدز.
  • التليف الكيسي وهو اضطراب وراثي.

شاهد بالفيديو: 7 نصائح للتخلص من احتقان الأنف والنوم بشكل أفضل

ثالثاً: أعراض التهاب الجيوب الأنفية

تتمثل أعراض التهاب الجيوب الأنفية فيما يأتي:

  • يُعَدُّ الصداع من أكثر أعراض التهاب الجيوب الأنفية شيوعاً.
  • صعوبة التنفس بسبب انسداد الأنف والاحتقان.
  • الشعور بالضغط حول العينين، وألم في الجبهة أو الخدين الذي يشتد عند الانحناء نحو الأمام.
  • شعور بثقل كبير في الرأس، خاصة عند الإمالة للأمام والأسفل.
  • سيلان الأنف "مخاط سميك أصفر أو أخضر اللون"، أو السيلان من أسفل الحلق.
  • السعال بسبب وجود البلغم.
  • عدم القدرة على العطاس على الرغم من الشعور برغبة بذلك.
  • الحمى.
  • ألم واحمرار وتورم في العينين.
  • فقدان حاسة الشم.
  • الغثيان.
  • ألم في الأسنان.
  • رائحة فم كريهة.
  • ضغط وطنين في الأذن.
  • الانزعاج من الضوء القوي.

مضاعفات التهاب الجيوب الأنفية:

  • قد يتحول التهاب الجيوب الأنفية إلى التهاب مزمن ويستمر لفترة طويلة.
  • قد تنتقل العدوى إلى المخ؛ وهذا يسبب الإصابة بالتهاب السحايا.
  • قد تحدث مشكلات في الإبصار بسبب انتقال العدوى إلى العينين.
  • قد تصل العدوى إلى الجلد والعظام.

رابعاً: أنواع التهاب الجيوب الأنفية

ينقسم التهاب الجيوب الأنفية إلى الأنواع الآتية:

1. التهاب الجيوب الأنفية الحاد:

ينتج التهاب الجيوب الأنفية الحاد عن الإصابة بنوع ما من أنواع البكتيريا، مثل: الجرثومة العقدية الرئوية، وتستمر أعراض هذا النوع من التهاب الجيوب الأنفية من 3 إلى 5 أيام، ويتم الشفاء منه باستخدام الدواء المناسب.

2. التهاب الجيوب الأنفية شبه الحاد:

ينتج التهاب الجيوب الأنفية شبه الحاد عن عدوى بكتيرية أو فيروسية أو عن الحساسية، وتستمر أعراض هذا الالتهاب بين الشهر إلى ثلاثة أشهر.

3. التهاب الجيوب الأنفية المزمن:

يتم عدُّ التهاب الجيوب الأنفية مزمناً عندما تستمر أعراضه لأكثر من ثلاثة أشهر، أو عندما تتكرر أعراضه ثلاث مرات في السنة، كما قد يتحول التهاب الجيوب الأنفية الحاد إلى التهاب مزمن في حال لم يتم علاجه بالشكل الصحيح.

4. التهاب الجيوب الأنفية المتكرر:

ينتج التهاب الجيوب المتكرر عن تكرار هجمات التهاب الجيوب الأنفية خلال السنة الواحدة.

إقرأ أيضاً: حساسيّة الربيع وطرق الوقاية منها

خامساً: العلاج الدوائي لالتهاب الجيوب الأنفية

يجب زيارة الطبيب المختص عندما تستمر أعراض التهاب الجيوب الأنفية أكثر من أسبوعين؛ إذ يهدف العلاج في هذه الحالة إلى تخفيف الأعراض، ولا يجب أخذه دون استشارة الطبيب المختص، ويتم التشخيص إما من خلال فحص موضع الألم في الأنف والوجه، أو من خلال التنظير الأنفي، أو التصوير بالأشعة، أو من خلال اختبار الحساسية.

يقوم الطبيب بوصف أحد الأدوية الآتية:

1. المسكنات:

يصف الطبيب المسكنات مثل الباراسيتامول والإيبوبروفين، لتخفيف أعراض الصداع والحمى وأوجاع الوجه.

2. دواء الأموكسيسيلين:

دواء الأموكسيسيلين هو الخيار الأول الذي يلجأ إليه الطبيب في علاج التهاب الجيوب الأنفية.

3. المضادات الحيوية:

عندما يفشل علاج التهاب الجيوب الأنفية بالأموكسيسيلين، يصف الطبيب المضادات الحيوية الفعالة ضد البكتيريا والمقاومة للأموكسيسيلين، مثل: السيفاكلور، واللوراكاربيف، والكلاريثروميسين، والأزيثروميسين.

4. مضادات الاحتقان:

يصف الطبيب مضادات الاحتقان وبخاخات مزيلات الاحتقان التي تقلص الأغشية المخاطية، وتقلل من احتقان الأنف، لكن لا يُنصَح باستخدام هذه الأدوية لفترة طويلة من الزمن، كونها قد تسبب جفاف أغشية الأنف.

5. مضادات الهيستامين:

توصف مضادات الهيستامين في حالة التهاب الجيوب الأنفية الناتج عن الحساسية؛ إذ يعمل الهيستامين على تقليل المواد التي تسبب الحساسية.

6. مضادات الالتهاب:

يتم اللجوء إلى العلاج بمضادات الالتهاب كالستيروئيدات في الحالات الصعبة من التهاب الجيوب الأنفية، كونها تخفف من التورم والالتهاب، ورشح السوائل، وتساعد على تهوية الجيوب الأنفية.

7. الجراحة:

يلجأ الطبيب إلى الجراحة في الحالات النادرة، التي يكون فيها المريض مهدداً بالإصابة بمضاعفات خطيرة؛ إذ يتم من خلال الجراحة تصريف الخراج وتخليص الجيوب الأنفية من الوذمات ومصادر العدوى.

إقرأ أيضاً: كل ما تريد معرفته عن عمليات تجميل الأنف

سادساً: وسائل للعلاج الطبيعي لالتهاب الجيوب الأنفية

فيما يأتي بعض المواد الطبيعية التي أثبتت فاعليتها في علاج التهاب الجيوب الأنفية:

1. زيت الزيتون:

أثبتت التجارب فاعلية زيت الزيتون في تخفيف التهاب الجيوب الأنفية، وتحسين عملية التنفس؛ وذلك لاحتوائه على خصائص علاجية تحارب الفيروسات والطفيليات، ومضادات أكسدة وفيتامينات تساعد على تخفيف الالتهاب، ويتم استخدامه بترطيب أعواد القطن بقليل من زيت الزيتون، وإدخالها في الأنف لترطيبه، أو من خلال المضمضة بالزيت أو حتى بلع القليل منه.

2. البصل:

يُعَدُّ البصل مُطهراً فعالاً للجيوب الأنفية، لما يحتوي من خصائص مضادة للالتهابات، ويتم استخدامه من خلال غلي شرائح البصل بالماء، لمدة 5 دقائق ومن ثم استنشاق البخار المتصاعد منه، كما يمكن تقطيع البصل واستنشاق رائحته المباشرة.

3. الثوم:

يساعد الثوم على الشفاء من التهاب الجيوب الأنفية، من خلال احتوائه على مضادات الأكسدة التي تخفف من الالتهابات، ومادة الأليسين التي تخفف ضغط الجيوب الأنفية والاحتقان، ويتم استخدامه بإضافته إلى الطعام.

4. العسل:

من المعروف أنَّ العسل مقوي للجهاز المناعي، ومضاد للأكسدة في مواجهة البكتيريا والفيروسات؛ لذا فهو دواء طبيعي فعال لتخفيف التهاب الجيوب الأنفية، ويكون استخدامه بإضافة ملعقة منه إلى المشروبات الدافئة بدلاً من السكر.

5. حبة البركة:

حبة البركة مضادة للالتهابات والجراثيم، وتسرع في علاج التهاب الجيوب الأنفية، ويتم استخدامها بخلطها مع العسل وتناولها 3 مرات خلال اليوم.

6. زيت البردقوش:

يساعد زيت البردقوش على تخفيف التهاب الجيوب الأنفية؛ وذلك لاحتوائه على خصائص مضادة للالتهابات والبكتيريا والفطريات.

7. خل التفاح:

يحتوي خل التفاح على خصائص مضادة للالتهابات والجراثيم، ويتم تناوله بعد مزجه مع الليمون والعسل والماء الفاتر.

8. الكركم:

يُعَدُّ الكركم من التوابل الفعالة التي أُثبتت فاعليته في علاج التهاب الجيوب الأنفية؛ وذلك لاحتوائه على مادة "الكركمين" المضادة للالتهابات، ويتم استخدامه بغليه بالماء ومن ثم شرب المزيج الناتج.

9. الزنجبيل:

يحتوي الزنجبيل على خصائص مضادة للالتهاب؛ إذ يساعد على تخفيف السيلان الأنفي، ويتم استخدامه بعد غليه بالماء وشرب المزيج الناتج.

10. البابونج والشاي الأخضر:

البابونج والشاي الأخضر من المشروبات الفعالة في علاج التهاب الجيوب الأنفية وتخفيف أعراضه، لما يحتوي كل منهما على خصائص مضادة للأكسدة والالتهابات.

شاهد بالفيديو: 8 فوائد سحرية للزنجبيل

 

سابعاً: خطوات للتخفيف والوقاية من التهاب الجيوب الأنفية

نقدم لك مجموعة من النصائح التي تفيدك في التخفيف والوقاية من الإصابة التهاب الجيوب الأنفية:

  • استخدم كمادات الماء الدافئة، وضعها على وجهك لمدة من 5 إلى 10 دقائق؛ وهذا يساعد على تهدئة أنسجة الوجه المتورمة، وفتح ممرات الجيوب الأنفية، ومن ثمَّ تحسين عملية التنفس.
  • استنشق البخار لفتح ممرات الجيوب الأنفية، ويتم ذلك بالاستحمام والبقاء تحت الماء الساخن لفترة طويلة واستنشاق البخار الناتج عنه، أو من خلال غلي كمية من الماء في وعاء، والانحناء فوقه على أن يُغطى الرأس بمنشفة، واستنشاق الدخان المتصاعد؛ وذلك لـ 3 أو 4 مرات في اليوم الواحد.
  • استخدم المحاليل الملحية للمساعدة على تنظيف الأنف، والجيوب الأنفية من المخاط وفتح الممرات الأنفية ومنعها من الجفاف؛ وهذا يحسن من عملية التنفس.
  • اغسل يديك واعتنِ بنظافتك الشخصية حرصاً من التعرض لأية عدوى.
  • أقلع عن التدخين وتجنَّب التدخين السلبي قدر الإمكان، لما يسبب من ضرر للأغشية المخاطية للفم والبلعوم.
  • اشرب كثيراً من الماء والسوائل، للمحافظة على جسمك رطباً، وتليين المخاط لتسهيل مروره في ممرات الجيوب الأنفية.
  • استشر الطبيب عند الشعور بأي عرض من أعراض التهاب الجيوب الأنفية، خاصة الزكام المترافق مع شعور بضغط في الرأس.
  • حافظ على وضعية رأسك مرتفعاً على وسادتين في أثناء النوم، فهذا يجعل التنفس أفضل.
  • رطِّب جو المنزل باستمرار من خلال استخدام أجهزة مخصصة لذلك.
  • اهتم بتنظيف أجهزة تكييف الهواء لمنع تشكل الغبار أو العفن فيها.
  • ابتعد عما يُحرِّض الحساسية لديك كغبار الطلع، والغبار، ووبر الحيوانات.
  • تجنَّب السباحة في أحواض السباحة؛ إذ تُهيِّج مياهها المعقمة بالكلور التهاب الجيوب الأنفية.
  • تجنَّب السفر خلال فترة الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية؛ فهذا يدفع التغير في الضغط الجوي بالمخاط إلى داخل الجيوب الأنفية؛ وهذا يزيد من الضغط فيها، وفي حال الاضطرار إلى السفر يُنصح باستخدام مزيلات الاحتقان وبخاخ الأنف قبل السفر بـ 30 دقيقة.

في الختام: الاهتمام وليس الاستهتار

التهاب الجيوب الأنفية مرض غير مخيف، إن كنت تهتم بالقواعد الصحية، وتلتزم بالنصائح، وتتجنب المحاذير التي تزيده كالتدخين وغيره، ولكنَّ أي إهمال منك أو استهتار بالمرض سيحوله إلى مرض مزمن، وستصاحبك أعراضه المزعجة على طول السنة.

المصادر: 1، 2، 3، 4




مقالات مرتبطة