أوَّلاً: ما هو الزكام؟
يسمى الزُّكام أو الرَّشح أو نَزْلَة البَرد أو الضُّنَاك أو الضُّؤْد هو مرض فيروسي مُعدي يُصيب السبيل التنفسي العُلوي، ويؤثر بشكل خاص على الأنف كما يمتدَّ تأثيره على كل من الحلق، وَالحُنجرة، والجيوب المُجاوِرة للأنف، وهناك أكثر من 200 سلالة من الفيروسات تؤدي إلى حدوث نزلات البرد، ويُعتبر الفيروس الأنفي أكثرها شيوعًا.
ثانياً: الفيروسات المُسبِّبة للزكام
- الفيروسات الأنفية تسبب 10% - 40% من حالات الزكام.
- الفيروس المخلوي التنفسي هذا النوع من الفيروسات يُسبِّب 20% من حالات المرض.
- الفيروسات المكللة تُسبِّب 10% من حالات الإصابة بالزكام.
- فيروسات الإنفلونزا النزلة الوافدة -الفيروسات الغدانية ونظيرة النزلة الوافدة تعطي أعراض شبيهة بأعراض الزكام، لكن يرافقها التهاب رئوي، أو مرض أكثر خطورة.
- تسبِّب الفيروسة الإيكوية والفيروسة الكوكساكية أعراضًا مُشابهة لأعراض الزكام، لكن في بعض الأحيان لا تؤدي إلى ظهور الأعراض المميزة للزكام وغالبًا ما يعاني المصاب من ارتفاع الحرارة فقط.
ثالثاً: علامات الإصابة بالزكام
تظهر علامات الإصابة بالزكام بعد أقل من يومين من انتقال الفيروس إلى الجسم فيشعر المصاب بالتعب العام، والصداع، وآلام عضلية، وسعال مع نزول البلغم، والتهاب الحلق، وسيلان الأنف، والعطس المتكرر، كما ترتفع درجة حرارة جسم المصاب ويفقد شهيته على تناول الطعام.
رابعاً: تطوُّر مرض الزكام
يأخذ الزكام منحى معين حيث يشعر المصاب في البداية بالبرد، وبتَعب جسدي وعضلي، وصداع خفيف، وتتكرَّر حالات العطس ثُم بغضون بضع أيام يبدأ السيلان من الأنف والسُعال، وكما تحدثنا في السابق الأعراض تظهر خلال أقل من يومين أي في غضون ستة عشر ساعة من التَعرض لمُسبب المَرض، وتبلغ ذُروة المرض خلال يومين إلى أربعة أيام منذ بداية المرض، أما الشفاء من الزكام يتم خلال سبعة إلى عشرة أيام، ومن الممكن في بعض الحالات أن يتأخر الشفاء إلى ثلاثة أسابيع، وقد يتطوَّر المرض إلى الإصابة بالالتهاب الرئوي.
خامساً: أسباب الإصابة بالزكام
هناك أسباب عديدة تقف وراء الإصابة بالزكام سنتعرف عليها فيما يلي:
-
التعرُّض لعدوى فيروسية
الزكام مَرض فيروسي مُعدي ويُعتبر الفيروس الأنفي الفيروس الأكثر شيوعًا لحدوث الزُّكام، عندما يتعرَّض الشخص للعدوى ستظهر عليه أعراض الإصابة بالزكام من عطس وتعب وسعال وصداع بعد أقل من يومين من انتقال الفيروس لجسمه.
-
ملامسة شخص مصاب بالزكام
الاقتراب من شخص مصاب بالعدوى الفيروسية والجلوس معه في مكان مغلق أو استخدام أدواته الشخصية كالمنديل، أو أدوات الطعام، أو أي شيء ملوث يخصه يتسبَّب في انتقال الفيروس إلى جسمه، وبالتالي ظهور أعراض الزكام عليه.
-
ملامسة الأسطح الملوثة
معظم حالات الإصابة بالزكام تحدث نتيجة ملامسة اليدين للأسطح الملوثة بالميكروبات والفيروسات المسببة للزكام مثل مقابض الباب، والمقاعد، والمراحيض، وحنفيات المياه، حيث تنتقل هذه الفيروسات إلى جسم الشخص عندما يقوم بوضع يديه في عينيه، أو فمه، أو أنفه.
-
التغيُّرات الجوية المفاجئة
تلعب التغيرات المناخية المفاجئة دورًا أساسيًا في الإصابة بالزكام، وتحديداً خلال فصل الشتاء عندما تنخفض نسبة الرطوبة في الجو وتنخفض درجات الحرارة فيصبح الجو بادر جاف ما يعرض الشخص للإصابة بالزكام.
-
التواجد في أماكن مغلقة
إهمال تهوية المنزل خلال فصل الشتاء والتجمع في مكان مغلق طيلة الوقت يتسبَّب في انتشار الفيروسات المعدية بين الناس، كما أنَّ غياب الشمس معظم أيام الشتاء يتسبَّب في نقص فيتامين د ما يتسبَّب في ضعف الجهاز المناعي، والإصابة بالزكام.
-
اللُحيمات الأنفية
في الكثير من حالات الزكام المتكرِّر يعود السبب فيه إلى وجود اللحميَّات الأنفية التي تعمل على سد فتحات الأنف، لا سيما عند الأطفال، كما أنَّ اللحيمات الأنفية تعيق تدفق الهواء بالكمية الكافية للتنفس عن طريق الأنف، وتكون عملية الاستنشاق عن طريق الفم.
سادساً: طرق علاج الزكام طبيعيًا
لحسن الحظ هناك طرق عديدة لعلاج الزكام، ولعلَّ أهم هذه العلاجات هي العلاجات الطبيعية فهي خالية من أية آثار جانبية، ويمكن التداوي بها بأمان.
-
الإكثار من شرب السوائل:
ينصح الأطباء بضرورة شرب الكثير من السوائل خلال فترة الإصابة بالزكام مثل المياه، والعصائر الطبيعية كعصير البرتقال، والفراولة، والليمون، والتفاح فهي تساعد على ترطيب الحلق والحنجرة، وتسهم في تقوية الجهاز المناعي وطرد السموم من الجسم، ما يسرّع الشفاء من الزكام.
-
أخذ قسط كافي من الراحة:
يعاني الشخص المصاب بالزكام من التعب الجسدي والعضلي والصداع فيشعر برغبة دائمة للاستلقاء على السرير، لذلك ندعوه بأن يأخذ قسط كافي من الراحة بعيدًا عن العمل المجهد، وحتى لا يذهب إلى عمله فاحتكاكه بالناس يتسبب في انتشار العدوة.
-
ضبط درجة الحرارة والرطوبة في الغرفة:
يُفضَّل أن يبقى المصاب بالزكام في غرفة دافئة ورطبة، وعندما يكون الهواء الخارجي جاف يُنصَح باستخدام أجهزة الترطيب ووضعه في الغرفة التي يجلس بها إذ يُسهم ترطيب الهواء في التخفيف من الاحتقان والسعال، مع الحرص على استخدام جهاز الترطيب خلال النوم.
-
الاعتماد على الشوربات الساخنة:
من العلاجات الطبيعية الفعالة للقضاء على الزكام الإكثار من تناول الشوربات الدافئة، خاصَّة شوربة الثوم، وشوربة الخضار والدجاج، فهي تعوِّض الجسم ما فقده من غذاء وتمدُّه بكامل الفيتامينات والمعادن، كما أنَّها تُخفِّف من الشعور بالاحتقان وتزيد من طاقة الجسم.
اقرأ أيضاً: 6 أنواع من الشوربات لمواجهة برد الشتاء
-
شرب المشروبات الدافئة:
من المهم جدًا أن يحتسي المصاب بالزكام المشروبات الدافئة مثل البابونج، واليانسون، والنعناع، والقرفة والزنجبيل، والعسل وعصير الليمون حيث تحتوي هذه المشروبات على مضادات للفيروسات المسببة للزكام، كما أنَّ شربها وهي دافئة يُرطِّب الحلق ويزيل الاحتقان والألم، وهذا ما يسهم في علاج الزكام.
-
جل النعناع:
يتوفر جل النعناع الطبيعي في الصيدليات قم بشرائه واحرص على وضعه بالقرب من فتحتي الأنف، سيساعد هذا على إزالة الاحتقان بسرعة وتحسين عملية النوم، ويفضل استخدام جيل النعناع قبل النوم حتى تنعم بالراحة والسكينة طيلة الليل.
-
المحلول الملحي:
المحلول الملحي من أفضل العلاجات الطبيعية التي تساعد في علاج العديد من الأمراض أبرزها الزكام، قم بإضافة الملح إلى الماء الساخن ثم قلبه جيدًا حتى تتأكَّد من أنَّ المحلول مذاب جيدًا وقم بتقطير نقطة واحد في كل فتحة أنف، سيساعد هذا على إزالة الاحتقان وتحسين التنفس.
-
تناول الطعام الصحي:
في الحقيقة إنَّ تناول الطعام الصحي الغني بالفيتامينات والمعادن يُسهم في تقوية الجسم والجهاز المناعي، وهذا ما يساعد في محاربة الفيروسات التي سببت الإصابة بالزكام، لذا أكثر من تناول الخضروات، والفاكهة، وتناول مشتاقات الألبان والأجبان، واللحوم الحمراء، والمكسرات، والحبوب الكاملة.
اقرأ أيضاً: 5 علامات تدل على أنّك تتناول الطعام الصحي
سابعاً: العلاجات الدوائية للزكام
إلى جانب العلاجات الطبيعية هناك علاجات دوائية من شأنها أن تخفف من الأعراض المرافقة للزكام، وعلاجه في فترة قصيرة.
1- مزيلات الاحتقان:
مزيلات الاحتقان هي من أدوية علاج الحساسية، وتتوافر في الصيدليات على هيئة أقراص، وشراب، ومواد استنشاق، وبخاخات أنف، وقطرات، حيث تعمل على تخفيف احتقان الأنف والجيوب الأنفية مثل السودويفيدرين، بعض أدوية الاحتقان تحتوي على مضاد الهيستامين مثل سيتريزين، سودويفيدرين.
2- أدوية السعال:
هناك العديد من أدوية السعال والبرد المختلفة، والتي يمكن استخدامها لمختلف أعراض السعال من الأمثلة على ذلك يستخدم أسيتيلسيستين وغويفينيسين لإزالة البلغم، ويستخدم الكودين لإيقاف السعال، أما دايفين هيدرامين يعتبر أحد مضادات الهيستامين الذي يخفف أعراض الرشح، الإيفيدرين يزيل الاحتقان.
3- مُسكِّنات الألم:
يُفضَّل استخدام بعض أنواع الأدوية المسكِّنة للألم مثل الباراسيتامول (Paracetamo) والآيبوبروفين Ibuprofen)) من أجل التخلص من آلام الصداع، والحمَّى، والألم المصاحب للعدوى بمرض الزكام.
ثامناً: مضاعفات مرض الزكام
إهمال علاج مرض الزكام يترك مضاعفات خطيرة على الصحة العامة فقد يتعرَّض الشخص لالتهاب رئوي حاد، أو التهاب القصبات، أو ذات الرئة، أو التهاب الجيوب البكتيري الحاد، الربو، والانسداد الرئوي.
تاسعاً: طرق الوقاية من الزكام خلال فصل الشتاء
تقول الحكمة الشهيرة «درهم وقاية خير من قنطار علاج» وانطلاقًا من هذه الحكمة عليك أن تحمي نفسك من الإصابة بالزكام خلال فصل الشتاء حتى تتمكن من ممارسة مهماتك اليومية بصورة طبيعية.
- من الضروري جدًا أن تحافظ على درجة حرارة جسمك في فصل الشتاء، أي أن تتجنب الانتقال المفاجئ من مكان دافئ إلى مكان شديد البرودة فهذا الأمر قد يعرضك للإصابة بالزكام.
- اشرب الكثير من المياه أي ما يعادل لتر ونصف يوميًا، حيث تعمل المياه على طرد السموم من الجسم، وهذا من شأنه أن يقلل من احتمال الإصابة بالزكام.
- اعتمد على العصائر الطبيعية المعدة منزليًا مثل عصير الليمون، والكيوي، والبابايا، والبرتقال فهي غنية بفيتامين سي الذي يسهم في محاربة الفيروسات المسببة بالزكام.
- حاول أن تتعرض لأشعة الشمس قدر الإمكان خلال فصل الشتاء فهي تحفز الجسم على إنتاج فيتامين د الذي يقوي مناعته، ويحميه من الإصابة بالأمراض وخاصة الزكام.
- أكثر من تناول الخضروات التي تحتوي على فيتامين سي مثل الفليفلة، والبقدونس، والبروكلي، واللوبياء الخضراء، والسبانخ أضفها لنظامك الغذائي اليومي حتى تحمي نفسك من الزكام.
- حافظ على نظافتك الشخصية من خلال الاستحمام اليومي، وحافظ على نظافة ملابسك واغسلها باستمرار، وقم باستبدالها عندما تتسخ، ولا تنسى أن تقص شعرك، ولحيتك، وأظافرك.
- تجنب استخدام الأغراض الشخصية الخاصة بغيرك خاصة إذا كان الشخص مصاب بمرض ما، التزامك بهذا سيحميك من الإصابة بالأمراض المعدية كالزكام.
- احرص على غسل يديك جيدًا بالماء والصابون لمدة دقيقة بعد الخروج من المرحاض، واغسل يديك قبل تناول الطعام، وبعد الانتهاء منه، وعند العودة من الخارج، ولا تضع يديك المتسختين بأنفك أو فمك أو تحك عينك.
- مارس التمارين الرياضية بانتظام لمدة ساعة كاملة كل يوم، حيث تعمل الرياضة على تنشيط الدورة الدموية بالجسم وهذا ما يساعد على إيصال الدم المحمل بالغذاء والأوكسجين إلى كل أعضائه، فتقوى مناعته ما يحمي من الإصابة بالزكام.
- تناول مكملات فيتامين د خاصة زيت كبد السمك أو الحوت خلال فصل الشتاء حتى تحافظ على مناعة جسمك من الأمراض، واحرص على الخروج من المنزل في الأيام المشمسة.
الزكام ليس من الأمراض الخطيرة لكن يجب الوقاية من الإصابة به، واستخدام كل العلاجات الطبيعية والدوائية للشفاء منه، وأخيرًا أتمنى لك عزيزي دوام الصحة والعافية.
المصادر:
أضف تعليقاً