التهاب أوتار اليد، أنواعه، أسبابه، أعراضه، وطرق الوقاية والعلاج

أيدينا هي مصدر حيويتنا، إذ إننا نعمل ونتواصل مع الآخرين بها. والمرض والتمزّق اللذان يَحْدُثَان لها نتيجة استعمالاتنا اليوميّة قد يؤديان إلى التسبب في حدوث حالات مَرَضِيّة مؤلمة، إذ ترتبطُ عضلات اليد مع بعضها البعض عن طريق الأوتار التي تُعتبرُ المسؤولة الأساسيّة عن تنظيم حركة اليد والأصابع ومدّها بالقوة اللازمة لكي تعمل بشكلٍ سليمٍ وصحيّ. سنُسلطُ الضوء على مشكلة إلتهاب أوتار اليد، هذهِ المشكلة التي تُصيب العديد من الأشخاص في العالم وخاصة النساء، وسنتعرفُ على أهم المعلومات المتعلقة بهذهِ المشكلة الصحيّة المؤلمة، وطرق الوقاية والعلاج.



ومعروفٌ أنّ الأوتار تربط ما بين عضلات ساعد اليد وعضلات الرسغ، مع العظام الموجودة في الأصابع والإبهام، الأمر الذي يسمح لنا بثني الرسغ ومفاصل اليد وتحريك أصابعنا وكذلك الإبهام. وتبقى الأوتار في مكانها بفضل وجود الأغشية الليفية، التي يكون شكلها شبيهاً بشكل أنبوب وتسمّى الأغمدة (sheaths). والأوتار تكون مغطاة بنسيج منزلق يسمى الغشاء المصلي (synovial membrane) الذي يساعدها على الانزلاق بنعومة عبر الأغمدة.

ونتيجة للإكثار من الاستعمال، أو بسبب وجود حالة مرضية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، أو أحياناً من دون سببٍ واضحٍ، فقد تتعرّضُ الأوتار والأغمدة الوترية للالتهاب، والتورم، وتزداد سمكاً، مسببةً الألم الذي يقود إلى الحد من الحركة. وتسمى هذه الحالة التهاب غمد الأوتار (tenosynovitis).

أهم الأسباب التي تؤدي للإصابة بالتهاب أوتار اليد:

  1. الإجهاد المتكرر لليد والعمل المستمر دون أي راحة.
  2. تعرض اليد للكدمات والصدمات.
  3. ممارسة بعض التمارين الرياضية بطريقةٍ خاطئة.
  4. العوامل المتعلقة بتقدم العمر والشيخوخة.
  5. الإستخدام الزائد للهواتف الخليوية.
  6. الكتابة الطويلة على الحاسوب الشخصي أو الكومبيوتر.
  7. القيام ببعض الأعمال المنزليّة الشاقة.
  8. الإصابة ببعض الأمراض كمرض السكر، والتهاب الغدة الدرقيّة.

الأعراض التي يشعرُ بها الإنسان عندما يُصاب بالتهاب وتر اليد:

  1. ألم واحمرار في مكان الوتر.
  2. صعوبة في تحريك اليد قبل النوم وعند الإستيقاظ.
  3. تورم المنطقة المصابة.
  4. ارتفاع في درجة الحرارة.
  5. الشعور بطقطقة عند تحريك اليد.
  6. الشعور بألم شديد عند تحريك الأصابع.

الطرق التي تُساعد في الوقاية من الإصابة بالتهاب أوتار اليد:

  1. الحفاظ على وضعية مريحة لليد أثناء استخدام الكومبيوتر.
  2. القيام بمد المعصم قبل القيام بالأعمال.
  3. استخدام الرباط الطبي المخصص لليد أثناء العمل.
  4. تجنب العمل المجهد.

العلاجات المتبعة للتخلص من التهابات الوتر المؤلمة:

  1. الراحة حتى نمنح الأوتار فرصةً للشفاء.
  2. استخدام الكمادات الباردة ووضعها على مكان الإصابة بطريقة غير مباشرة.
  3. تناول بعض المسكنات كالسيتامول والآيبوبروفين.
  4. العلاج الطبيعي عن طريق القيام بالمساج والتدليك الفيزيائي.
  5. تناول بعض أدوية الإلتهاب التي يصفها الطبيب المختص.
  6. اللجوء للجراحة وذلك في الحالات المتقدمة والمستعصية.
إقرأ أيضاً: 6 أسباب تقف وراء التهاب المفاصل

أنواع التهاب أوتار اليد وطرق علاج كلّ منها:

1. التهاب غمد الأوتار (دي كويرفين):

التهاب غمد الأوتار المسمى "التهاب دي كويرفين لغمد الأوتار" هو التهاب مؤلم للأوتار الموجودة في الرسغ، ويؤدي إلى إبعاد الإبهام ومدّه -وكذلك يؤدي إلى التهاب النطاق الليفي أو الغمد، الذي يحيط بتلك الأوتار.

وأبرز أعراض هذا الالتهاب حدوث ألم في قاعدة الإبهام. وفي بعض الأحيان يمتد الألم ليشمل ساعد اليد، خصوصاً عند الحركة التي تتطلب تحريك الإبهام والرسغ - مثل الإمساك بالأشياء. وقد يظهر أيضا تورّم على جهة الرّسغ من جانب الإبهام، كما قد يظهر في بعض الأحيان كيس مليء بالسوائل. وتصبح عمليات بسيطة مثل رفع كوب القهوة أو تقشير الخضراوات، مستحيلة.

1. 1. أسباب التهاب غمد الأوتار:

الاستخدام الزائد عن الحد للرسغ واليد هو أحد الأسباب الرئيسية. وهناك وتران رئيسيان وهما وتر المقربة الطويلة (abductor pollicis longus tendons) ووتر المقربة القصيرة (the extensor pollicis brevis) يربطان بين الإبهام وساعد اليد، ويمتدان عبر الغمد الليفي في الرسغ.

وفي حالات مد الإبهام بشكل متكرر، أو تكرار الإمساك بشيء وَلَيّهِ بالإبهام مع تدوير للرسغ، فإن الأوتار يمكن أن تتعرض للالتهاب. كما قد تتضيق أغمدتها، الأمر الذي يحد من حركة الأوتار. وإن ظلت تلك الحالة من دون علاج فإن الالتهاب والتضيق المتزايد قد يتسببان في ظهور ندوب تعوق أكثر من حركة الإبهام.

ويطلق على التهاب دي كويرفين أحيانا اسم "رسغ الطفل" أو "إبهام الأم" لأن هذه الحالة تظهر لدى الأمهات الجدد، ربما بسبب تكرارهن لحركات تتعلق بالعناية بأطفالهن. كما أنها قد تكون ناجمة عن تعرض الإبهام إلى الضرر نتيجة حالة من الالتهاب مثل التهاب المفاصل الروماتويدي. إلا أن سبب المشكلة غالباً ما يظل غير واضح.

1. 2. تشخيص التهاب غمد الأوتار:

يفحص الطبيب الإبهام ويتعرف على الألم في قاعدته أثناء تنفيذ المريض لحركات اليد والإبهام. ويسمى أكثر الفحوصات شيوعاً "مناورة فنكلشتاين" (Finkelstein maneuver)، إذ يطلب الطبيب إغلاق أصابع اليد الأربعة على إبهامك، ثم يقوم بلي رسغ يدك بسرعة باتجاه الإصبع الصغير فيها. وهذا ما يقود إلى مط الوتر عبر الغمد المتضيق، وهي حركة مؤلمة جداً لدى المصابين بالتهاب دي كويرفين.

1. 3. علاج التهاب غمد الأوتار:

العلاج الأساسي هو الراحة، ووضع كمادات الثلج، وتناول أدوية تخفيف الالتهابات غير السترويدية. والراحة مهمة بشكل خاص لأنّ الاستعمال المتواصل للإبهام سوف يحفز على ظهور الالتهاب. وإحدى وسائل إراحة الإبهام والرسغ هي استعمال جبيرة تغطي الإبهام والرسغ، إلا أنّ الأطباء مختلفون حول أوقات استخدام هذه الجبيرة، إذ يرى بعضهم ضرورة ارتدائها دوماً لفترة ستة أسابيع، بينما يوصي آخرون بارتدائها عند حدوث الألم فقط.

ولتخفيف الألم توضع كمادة من الثلج على الرسغ لفترة 15 دقيقة كل أربع إلى ست ساعات، ويتم تناول الأدوية. وإن لم يخف الألم خلال ثلاثة أسابيع قد يصف الطبيب حقنة من الستيرويدات تحقن في غمد الوتر. وإن أخفقت كل تلك العلاجات فإن الخطوة التالية هي إجراء جراحة لفتح الغمد، بهدف فسح مجال أكبر للأوتار.

وبعد أن يهدأ الألم ويزول الورم، فإن تمارين المط البسيطة يمكنها أن تساعد في إعادة الحركة الطبيعية إلى الإبهام والرسغ. ويجب تدليك قاعدة الإبهام وراحة اليد قبل إجراء تمارين مط الإبهام.

إقرأ أيضاً: 6 وصفات طبيعيّة لعلاج التهاب المفاصل

2. التهاب إصبع الزناد:

وإصبع الزناد (trigger finger) هو حالة مؤلمة ينغلق فيها الإصبع أو الإبهام على نفسه، عندما يأخذ الشخص في تعديله أو ليّه. وقد سمي بهذا الاسم لأن هذه الحالة مشابهة لصوت الإصبع عند طقطقته. وتظهر هذه الحالة لدى الأشخاص في أعمار الأربعينات والخمسينات، وهي أكثر انتشاراً بستة أضعاف لدى النساء من الرجال.

2. 1. أعراض التهاب إصبع الزناد:

أول أعراض هذا المرض ربما هو الألم، وتزايد سمك قاعدة الإصبع أو الإبهام. والميزة الخاصة له هي حدوث طقطقة تشبه زناد المسدس، وتظهر تدريجياً أو فجأة، وقد ينتشر الألم "شعاعياً" إلى راحة اليد أو إلى نهاية الإصبع والإبهام. وقد تظهر حالة انغلاق الإصبع أو الإبهام وميله نحو راحة اليد عند الاستيقاظ، لكنّ الإصبع يتحرر من وضعيته تدريجياً مع مرور الوقت. وتبدو المشكلة وكأنها تكمن في البرجمة (مفصل الإصبع) الوسطى للإصبع أو العليا للإبهام. إلا أنها في الواقع مشكلة في قاعدة الأصابع تؤثر في مفاصلها. وفي بعض الأحيان يمكن تحرير مفصل الإصبع بتدليك قاعدة الإصبع.

2. 2. أسباب التهاب إصبع الزناد:

الحركات المتكررة أثناء العمل قد تتسبب في حدوثه، إلاّ أنّ الأبحاث حول هذه المسألة متناقضة. كما أن إصبع الزناد يرتبط أيضاً بحالة التهاب المفاصل الروماتويدي، وبمرض السكري (المصابون بالسكري يتعرضون أربع مرات أكثر لحالة إصبع الزناد). ولكن، وفي بعض الأحيان، يظل السبب مجهولاً.

وتظهر هذه الحالة المرضية عندما تظهر عقدة على الوتر، أو تتورم بطانته (الغشاء المصلي synovial membrane)، ونتيجة لذلك فإن الوتر، وبدلاً من المرور بنعومة عبر الغمد الليفي الذي يمر فيه عادةً، يصبح عالقاً، مما يتسبب في حدوث الألم والتصلّب.

كما يمكن أن تحدث حالة إصبع الزناد بسبب الالتهاب الذي يحدث في الغمد المتضيق. وفي كلتا الحالتين تنشأ حلقة مفرغة، فكلما علق الوتر ازداد التورم والانزعاج، وكلما ازداد التورم والانزعاج ازداد احتمال أن يصبح الوتر عالقاً.

2. 3. تشخيص التهاب إصبع الزناد:

المؤشر الرئيسي للحالة المرضية هو تاريخ تصلّب الإصبع المصاب، أو طقطقته عند مطه أو ثنيه. وأشعة إكس ليست ضرورية للتشخيص. وسوف يفحص الطبيب التورم في قاعدة الإبهام عند فتح وغلق اليد وتحريكها. وتوجد حالة أخرى تسمى "تقفع أو تصلب دوبويتران" (Dupuytren’s contracture)، إلا أنها غير مؤلمة في العادة.

2. 4. علاج التهاب إصبع الزناد:

أول خطوة للعلاج هي التوقف عن أي عمل من شأنه زيادة الحالة سوءاً. والخطوة الثانية هي تعطيل أو شل حركة الإصبع أو الإبهام، إما بشده إلى إصبع مجاور أو باستخدام جبيرة. ويمكن أن تكون الجبيرة مفيدة في الليل، خصوصاً لمنع تصلب الإصبع. ولتخفيف الألم توضع كمادات الثلج وتؤخذ الأدوية غير السترويدية.

وإن كنت تعاني من الحالة، حتى بعد مرور ستة أسابيع من شل حركة الإصبع المصاب، فسوف يوصي الطبيب لك بحقنة من الستيرويدات تحقن في قاعدة الإصبع. وإن لم تتحسن الأعراض بعد ستة أسابيع لاحقة يمكن إعطاء حقنة أخرى. والعلاجات غير الجراحية لهذه الحالة (ولحالة "دي كويرفين") فعالة إن تم البدء فيها مبكراً مع تعطيل حركة الأصابع المصابة.

ولكن، إن ظلت الحالة كما هي فقد يوصي الطبيب بعملية جراحية، تماثل جراحة حالة "التهاب دي كويرفين". وتشتمل الجراحة التي تُجْرَى على إصبع الزناد على عملية فتح الغمد لتمكين الوتر من الحركة عبره بسهولة. وقد تستمر نتائج العملية -وهي التورم والانزعاج- لفترة شهر أو أكثر.

 

المصدر: الطبي.




مقالات مرتبطة