التفكير الجماعي: فوائده وسلبياته

إنَّ التفكير الجماعي تقوم فيه جماعةً ما بتقريب وجهات النظر، والوصول إلى قرارٍ صائبٍ، وحلِّ مشكلةٍ معينة، من خلال طرح الأفكار والآراء وتحليلها وتقييمها، مما يُعزز روح الجماعة، ولكن ما هي إيجابيات هذا النوع من التفكير، وما هي سلبياته، وكيف يمكن التخفيف من هذه السلبيات؟ هذا ما سنقدمه لكم في هذا المقال؛ لذا تابعوا معنا في السطور القليلة القادمة.



ما هي فوائد التفكير الجماعي؟

1. تهيئة قاعدة متينة لاتخاذ أفضل قرار:

عند اجتماع عدد من الأفراد لاتخاذ قرارٍ معين أو حل مشكلةٍ ما، فإنَّ كل شخص يحاول إيجاد أفضل حلٍّ وطرح القرار الأنسب؛ الأمر الذي يجعل هذه العملية أكثر إبداعاً وذكاءً، من أن يقوم بذلك فرد واحد فقط، فخلال الاجتماع يمكن للأشخاص مناقشة الكثير من الأفكار، وطرح الأسئلة، والتعاون معاً للتوصل إلى التوصيات الكاملة والحلول المناسبة القوية؛ وذلك لأنَّ التفكير الجماعي يتيح الفرصة لاتخاذ القرار الأفضل من خلال ملاحظة المشكلة من وجهات نظر متعددة، حتى إذا كانت مهمة المدير هي اتخاذ القرار النهائي، فإنَّ التفكير الجماعي يساعده على امتلاك الحكمة اللازمة له للتوصل لأفضل الحلول.

2. تهيئة المزيد من الاستثمار في مهمة ورؤية الفريق:

عندما يُسمح للأفراد باستلام زمام المسؤولية عن موقفٍ، أو قرارٍ معين، فمن المؤكد حينها أنَّهم سيستثمرون أنفسهم في النتيجة النهائية، حيثُ سيكون هناك التزام أكبر بالقرارات والحلول المعتمدة من خلال التفكير الجماعي؛ لأنَّ هذا الجهد يخلق روح التعاون بين الأفراد؛ مما يرفع المستوى الأخلاقي للفريق مع مرور الوقت ليصبح في أعلى مكانة، حتى إن لم تكن النتيجة مُرضية للتوقعات، فإنَّ أعضاء الفريق سوف يعملون معاً بجد لتحقيق نتيجةٍ أفضل.

3. تعزيز تبادل المعلومات بين أعضاء الفريق:

تعدُّ إتاحة الفرصة أمام كل فرد من الفريق للمساهمة بخبراته وتجاربه الفريدة للتوصل إلى الحل النهائي ميزةً هامةً للتفكير الجماعي؛ وذلك من خلال تشجيعه على مشاركة المعلومات مع باقي أعضاء المجموعة، حيثُ يمكن أن يكون كل رأي من الآراء صحيحاً، ومن ثمَّ يمكن الحصول على مجموعة واسعة من المعلومات، ووجهات نظر متعددة.

4. احتمالية أن يؤدي إلى موقع مركزي:

عندما يكون القرار الذي يجب اتخاذه ناتجاً عن حصيلة التفكير الجماعي، فذلك يمكن أن ينقل الحل من موقف متطرف إلى موقف وسطي، حيثُ إنَّ الأفكار التي تُناقَش خلال اجتماع أعضاء الفريق يمكن أن تتضمن حلولاً إيجابية وسلبية يجب تقييم كلٍّ منها لتعيين أفضل مسار للعمل، فعملية التفكير الجماعي تساعد على القضاء على احتمال توجيه فرد واحد لباقي أعضاء الفريق في مسارٍ يراه الجميع أنَّه مسارٌ خاطئ.

5. تعزيز مستوى الرضا الوظيفي لدى الموظفين:

يساهم الالتزام بعملية التفكير الجماعي في تعزيز مستوى الرضا الوظيفي لدى الأفراد، فهناك علاقة طردية بين السعادة في الذهاب إلى العمل وبين جودة الاتصال بين الموظفين في مكان العمل، حيثُ إنَّ عملية التفكير الجماعي تتيح الفرصة أمام جميع الموظفين للتعلم من بعضهم، وزيادة معرفتهم التي يمكنهم تسخيرها في حياتهم اليومية، كما أنَّها تتيح الفرصة أمام الموظفين للتدريب المتبادل في بعض المواقف؛ مما يزيد الإنتاجية والرغبة في تحقيق أهداف العمل.

إقرأ أيضاً: 5 نصائح لتعزيز التعاون في بيئة العمل

ما هي سلبيات التفكير الجماعي؟

1. احتمالية جعل الجميع يعتقدون أنَّهم يقومون بدور قيادي في المنظمة:

تعتمد الشركة أو المؤسسة على فريق القيادة لاتخاذ القرارات الهامة والنهائية، ولكن عندما تُدمَج عملية صنع القرار الجماعي، يُمنح كل فرد في هذا الفريق جزء من الدور القيادي، وهنا يمكن أن نميز حالتين:

  • يتحمَّل بعض الأفراد هذه المسؤولية بالشكل المطلوب منهم فقط؛ الأمر الذي يحفز ويعزز التعاون والمشاركة بين أعضاء الفريق.
  • يسخِّر بعض الأفراد هذه المسؤولية لتقوية نفوذهم وتوسيع سيطرتهم؛ الأمر الذي ينتج عنه تقليل الابتكار والإبداع؛ لأنَّ ذلك لا يشجِّع بعض أعضاء الفريق لطرح أفكارهم، ومشاركة آرائهم.

2. الاعتماد على خبرة كل عضو لتحقيق النجاح:

لن يضمن جمع الأفراد معاً في عملية التفكير الجماعي الحصول على تجربة تعاون ناجحة؛ حيثُ إنَّ فوائد التفكير الجماعي تتحقق فقط عندما تتوافر الخبرات الكافية لحل المشكلة واتخاذ القرار، فعندما يقدِّم أعضاء الفريق الآراء فقط دون دعمها بالحقائق المُثبتة سوف يزداد احتمال التوصل لحل وقرار خاطئ؛ لذا لضمان عملية تفكير جماعي ناجحة يجب أن يتمتع كل عضو في الفريق بالقدرة على التعرف إلى العوائق والمشكلات وتحديدها، ويجب أن يعمل على البحث عن الحل الأنسب.

3. احتمالية التأثر بالنزاعات الشخصية:

يمكن أن يُفضِّل بعض الأفراد في عملية التفكير الجماعي عدم التعاون والمشاركة في الجهود المبذولة للتوصل إلى الحل المناسب، واتخاذ القرار الصحيح، بسبب خلافات ونزاعات شخصية مع أعضاء آخرين في الفريق؛ مما يؤدي إلى فشل هذه العملية، خاصةً إذا كانت هذه النزاعات بين القادة.

4. اتخاذ القرار يتطلب وقتاً أطول:

تُعد عملية التفكير الجماعي أقل كفاءة من منظور الوقت، فهي تستغرق وقتاً أطول مما يحتاجه فردٌ واحد لاتخاذ القرار، حيثُ تُمنَح في هذه العملية الفرصة لكل فرد بطرح آرائه، وتجاربه، ووجهة نظره، ومناقشتها مع باقي أعضاء الفريق، الأمر الذي يتطلب وقتاً طويلاً، خاصةً في حال عدم كفاءة القائد في تيسير الاجتماع بشكلٍ فعال.

5. الوصول إلى مستوى أدنى من المساءلة والمسؤولية:

في حال كان القرار أو الحل الناتج عن عملية التفكير الجماعي سيئاً، فالاحتمال الأقوى حينها أن يقوم الكثير من أعضاء الفريق بالتهرب وإنكار أي مسؤولية شخصية عن النتائج التي تم التوصل إليها، حيثُ إنَّ وجودك في مجموعة عمل يُسهل عملية إلقاء اللوم على الآخرين والتهرب من المساءلة عند فشل النتائج.

إقرأ أيضاً: 8 خطوات لتشجيع الموظفين على العمل كفريق واحد

كيف يمكن التخفيف من الآثار السلبية لعملية التفكير الجماعي؟

  1. تشجيع النقاشات المفتوحة.
  2. تشكيل مجموعات متعددة ومستقلة للتفكير الجماعي.
  3. إدخال أفكار متجددة من خلال إدخال عناصر جديدة للمجموعة، ومناقشة الأفكار مع أفراد من خارج المجموعة.
  4. اختيار القائد النزيه الموضوعي الذي يعمل على تيسير الاجتماع بشكل جيد ويقبل مشاركة جميع الأعضاء ومقترحاتهم، ووجهات نظرهم، وأفكارهم.
  5.  تشجيع أعضاء الفريق على الإدلاء بآرائهم، وعدم التردد في انتقاد الأخطاء التي تحدث في العمل، والتأكيد على أنَّ الهدف الأول من العمل ليس إرضاء المديرين، أو أصحاب القرار في المؤسسة، أو الزملاء، وإنَّما هو تحقيق المصلحة العامة للمؤسسة.

وبذلك نكون قد قدمنا لكم إيجابيات التفكير الجماعي، وسلبياته، وكيفية تخفيف هذه السلبيات.

المصادر: 1، 2، 3




مقالات مرتبطة