التشوهات الخلقية عند الأطفال: أسبابها، وأنواعها، وطرق علاجها

مع كثرة التلوث والتغيُّرات المناخية والعادات الصحية السيئة، كثُرت في عصرنا الحالي التشوهات الخلقية عند الأطفال؛ حيث تشتمل هذه التشوهات أيَّ عضو في جسم الطفل (السبيل الهضمي، أو العظام والمفاصل، أو العضلات، أو القلب، أو الدماغ والحبل الشوكي، أو الأعضاء التناسلية والسبيل البولي).



في هذا المقال أعزاءنا القراء، سنقدم لكم لمحة عن أسباب التشوهات الخلقية عند الأطفال، وأنواعها، وعلاجها؛ لذا تابعوا معنا في السطور القليلة القادمة.

ما هي أسباب التشوهات عند الأطفال؟

توجد الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث تشوهات خلقية عند الأطفال، ومن أهم هذه الأسباب نذكر لكم ما يأتي:

1. تعرُّض الأم خلال فترة الحمل إلى مواد ضارة:

يمكن أن يؤثر التعرض للمواد الضارة خلال فترة الحمل في أعضاء الجنين، ويتوقف ذلك على عوامل عدَّة أهمها:

  • فترة تعرُّض الأم الحامل لهذه المواد.
  • كمية المواد الضارة التي تعرَّضَت لها.
  • في أيَّة مرحلة من الحمل تعرضت الأم الحامل لهذه المواد.

ومن أبرز المواد الضارة التي يمكن أن تتعرض لها الأم الحامل خلال فترة الحمل نذكر لكم:

  • أنواع معيَّنة من الأدوية.
  • التعرض للأشعة بما فيها الأشعة السينية.
  • السموم.
  • الكحول والتدخين.
إقرأ أيضاً: 4 أمور عليكِ الابتعاد عنها خلال فترة الحمل

2. التغذية غير السليمة للأم خلال فترة الحمل:

يجب أن تحصل الأم خلال فترة الحمل على غذاء صحي يساعد على نمو الجنين وتطوره بشكلٍ سليم، فعلى سبيل المثال لا الحصر، يؤدي نقص حمض الفوليك خلال فترة الحمل إلى العديد من التشوهات الخلقية، نذكر لكم منها:

  • الحنك المشقوق.
  • الشفة الأرنبية.
  • السنسنة المشقوقة.
  • عيوب الأنبوب العصبي؛ وهي عبارة عن تشوهات في الحبل الشوكي أو الدماغ.

ومن الجدير بالذكر هنا أنَّ السُمنة يمكن أن تزيد أيضاً من مخاطر الإصابة بتشوهات الأنبوب العصبي.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح ترشد الحامل لكيفية الحفاظ على صحتها

3. الوراثة والعوامل الجينية:

يمكن أن تنتقل الجينات الوراثية غير الطبيعية من الأبوين الحاملين لهذه الجينات أو أحدهما إلى الجنين، ومن الجدير بالذكر هنا، أنَّ التشوهات الخلقية الناتجة عن العوامل الوراثية تنطوي على أكثر من مجرد تشوه واضح لجزء واحد من الجسم عادةً.

4. العدوى التي يمكن أن تتعرض لها الأم خلال فترة الحمل:

يمكن أن تؤدي إصابة الأم الحامل بأنواعٍ معيَّنة من العدوى إلى حدوث تشوهات خلقية عند الجنين؛ وذلك يتوقف على عوامل عدَّة أهمها:

  • وقت التعرض لهذه العدوى.
  • عمر الجنين خلال التعرض لهذه العدوى.

ومن أبرز التشوهات الخلقية الناتجة عن العدوى وأكثرها شيوعاً، نذكر لكم الآتي:

  • عدوى الفيروس المُضخم للخلايا.
  • عدوى فيروس الهربس.
  • الزُهري.
  • الحُمَّاق.
  • عدوى الفيروسة الصغيرة B12، أو ما يسمى "الداء الخامس".
  • الحصبة الألمانية.
  • داء المقوسات، ومن الجدير بالذكر هنا، أنَّ هذه العدوى يمكن أن تنتقل من فضلات القطط.

ويجب التنويه إلى أنَّ المرأة الحامل يمكن أن تصاب بإحدى هذه الأنواع من العدوى من دون أن تشعر؛ ذلك لأنَّ بعضها ليس له أي أعراض، أو أنَّ أعراضه قليلة لدى البالغين.

تشخيص التشوهات الخلقية عند الأطفال:

1. تشخيص التشوهات الخلقية عند الأطفال ما قبل الولادة:

بدايةً، يجب تقييم وضع المرأة فيما إذا كانت تواجه زيادة خطر ولادة طفل بتشوه خلقي أم لا؛ حيث توجد عوامل تساهم في زيادة نسبة هذا الخطر، ومن أهم هذه العوامل نذكر لكم:

  • تعرض المرأة لحالات إسقاط أجنَّة بشكلٍ متكرر.
  • زيادة عمر المرأة عن 35 عاماً.
  • إنجاب أطفال بتشوهات خلقية أو شذوذات صبغية، ولم يكملوا الحياة لأسباب لم يتمكن الأطباء من معرفتها.

يمكن اكتشاف التشوهات الخلقية للأجنة في أثناء فترة الحمل من خلال فحوصات عدة، نذكر لكم من أهمها:

  • التصوير بالرنين المغناطيسي.
  • تخطيط الصدى للأجنة.
  • اختبار بزل السلى.
  • أخذ عينة من الزغابات المشيمائية.
  • الاختبارات الدموية؛ إذ يمكن الكشف عن التشوهات الخلقية في الدماغ أو الحبل الشوكي، من خلال إجراء اختبار الدم؛ حيث يكون مستوى البروتين الجنيني "ألفا" مرتفعاً في هذه الحالة.
  • اختبار قبل الولادة غير الباضع: يجرى هذا الاختبار بأخذ عينة من دم الأم، بهدف الكشف عن زيادة في خطر تثلُّث الصبغي 13، أو تثلُّث الصبغي 21، أو تثلُّث الصبغي 18، أو اضطرابات أخرى معيَّنة في الأجسام الصبغية للجنين.

2. تشخيص التشوهات الخلقية عند الأطفال بعد الولادة:

يقوم الطبيب بعد الولادة بإجراء فحص بدني عام وشامل للطفل يتضمن: (فحص رأس الطفل، وعنقه، والجلد، والأعضاء الداخلية والقلب، والرئة)، كما يُقيِّم الطبيب الجهاز العصبي للطفل ومنعكساته.

ومن الجدير بالذكر هنا، أنَّ الطفل الذي يولَد بتشوه خلقي يكون لديه مظهر بدني يشير إلى اضطرابٍ معيَّن، وعندها يمكن إجراء عدد من الفحوصات، نذكر لكم من أهمها:

  • اختبارات التحري الدموية.
  • التصوير المقطعي المحوسب.
  • تخطيط الصدى.
  • الرنين المغناطيسي.

أنواع التشوهات الخلقية:

توجد العديد من أنواع التشوهات الخلقية، ونذكر لكم فيما يلي أكثر التشوهات الخلقية انتشاراً وشيوعاً:

1. التشوهات الخلقية الوظيفية:

مثل التشوهات التي تؤثر في الجهاز المناعي، أو الأيضي، أو الجهاز العصبي، ومن أكثر التشوهات الخلقية الوظيفية شيوعاً نذكر لكم:

  • الصمم.
  • العمى.
  • متلازمة داون.
  • مرض تاي ساكس.
  • قصور الغدة الدرقية الخلقي.
  • خلل الأنبوب العصبي: يُصاب طفل واحد من (1000) طفل بهذا النوع من التشوهات الخلقية؛ وهو عبارة عن عيوب في الدماغ، أو النخاع الشوكي (شلل الحبل الشوكي)، ومن الجدير بالذكر هنا، أنَّ هذا النوع من التشوهات الخلقية خطر في أغلب الأحيان، ويسبب موت العديد من الأجنة، والأطفال الرضع.

2. التشوهات الخلقية الهيكلية:

وهي التشوهات التي يولَد فيها الطفل من دون أحد أعضائه، أو مع تشوه في هذا العضو، ومن أكثر أنواع هذه التشوهات الخلقية شيوعاً نذكر لكم الآتي:

  • الفلح الوجهي الفموي: يصاب طفل واحد من كل (700 إلى 100) طفل بالفلح الوجهي الفموي؛ حيث يتضمن هذا التشوه الخلقي حنكاً مشقوقاً أو شفة مشقوقة، أو كليهما معاً، ومن الجدير بالذكر هنا، أنَّ حالة الشفة المشقوقة أكثر شيوعاً بين الأطفال من الحنك المشقوق.
  • التشوهات الخلقية في القلب: تشكل التشوهات الخلقية في القلب نحو ربع إلى ثلث التشوهات الخلقية للأطفال؛ حيث يولَد طفل واحد من بين كل (100 إلى 200) طفل مع تشوه في القلب، ومن الجدير بالذكر هنا، أنَّ القليل من هذه العيوب يكون خطيراً جداً على حياة الطفل، ولكن في بعض بلدان العالم يكون عدد وفيات تشوهات القلب الخلقية نصف عدد وفيات الأطفال الذين يُعانون من تشوهات خلقية أخرى، والذين لا يتجاوز عمرهم السنة الواحدة.
  • المبال التحتاني: هو تشوه خلقي شائع الحدوث بين الأطفال الذكور، ولكن لا يشكل خطراً كبيراً على حياة الطفل، ومن النادر جداً أن يتسبب هذا النوع من التشوهات الخلقية بالموت، ولكنَّه يتطلب تدخلاً جراحياً؛ حيث لا تكون فتحة الإحليل في رأس القضيب؛ وإنَّما على الجانب السفلي، ويمكن أن يكون العلاج بإجراء عمل جراحي معقد؛ وذلك يتوقف على مقدار بعد الفتحة عن رأس القضيب.
  • السنسنة المشقوقة.
  • خلل التنسج الخلقي في الورك.
  • القدم الحنفاء.

كيفية الوقاية من التشوهات الخلقية:

هناك عدد من النصائح التي تساهم مساهمةً كبيرةً في الوقاية من الإصابة بالتشوهات الخلقية عند الأطفال، ومن أهم هذه النصائح نذكر لكم الآتي:

  1. تجنَّبي التدخين والكحول والعقاقير الترويجية.
  2. احذري في أثناء فترة الحمل من التعرض للمواد السامة والخطرة، مثل: المبيدات الحشرية، أو الكلور.
  3. احرصي خلال فترة الحمل على أخذ جميع اللقاحات وخاصة اللقاح ضد الحصبة الألمانية.
  4. السيطرة على مرض السكري.
  5. تجنَّبي تناول الأدوية والتعرض للأشعة.
  6. اتَّبعي في أثناء فترة الحمل نظاماً غذائياً صحياً يحتوي على جميع المواد الضرورية لجسمك ولنمو الجنين بشكل سليم، وتناولي المكملات الغذائية من فيتامينات وحمض الفوليك تحت إشراف الطبيب المتابع للحمل.

شاهد بالفيديو: 8 أطعمة ممنوعة خلال فترة الحمل

علاج التشوهات الخلقية:

يختلف علاج التشوه الخلقي تبعاً لحالة كل طفل، ولكن يمكن تصحيح أو تحسين العديد من التشوهات الخلقية من خلال إجراء العمل الجراحي المناسب للطفل، سواءً بعد الولادة أم وهو جنين في داخل رحم أمه، وهناك بعض الحالات التي تحتاج إلى أخذ العلاج الدوائي منذ الولادة لضبط الأعراض الناجمة عن التشوه الخلقي للطفل، ومن الجدير بالذكر هنا، أنَّ الأجسام الصبغية أو الجينات غير الطبيعية لا يمكن تصحيحها مطلقاً.

وبذلك أعزاءنا القراء نكون قد قدمنا لكم أسباب التشوهات الخلقية، وأنواعها، وتشخيصها، وعلاجها.

المصادر: 1، 2، 3




مقالات مرتبطة