البقاء على أعتاب حافة عدم اليقين

عندما نواجه موقفاً نشعر فيه بعدم اليقين، سيحاول معظمنا على الفور إيجاد طريقة للشعور باليقين.



بدلاً من كتابة منشور ومشاركته، ستجد نفسك ترغب في تصفُّح رسائل البريد الإلكتروني أو مواقع التواصل الاجتماعي المفضلة، وبدلاً من إجراء نقاش صعب مع صديق، ستبقى في وضع سيئ لفترة أطول مما تحتاج إليه، وبدلاً من مشاركة أفكارنا مع العالم، سنخفيها في مكان آمن حتى لا ينتقدها أحد.

عندما تبدو الأمور فوضوية ومُربكة، فإنَّنا نبحث عن طريقة نشعر فيها بأنَّنا أكثر ترتيباً ووضوحاً، فكل منا يفعل هذا في معظم مجالات حياتنا، وفي بعض الأحيان، نكون قادرين طواعية على البقاء في حالة من عدم اليقين، ولكنَّ تلك الأوقات نادرة نسبياً، وفي العادة، لا نُفضلِّها كثيراً.

إليك حقيقة الأمر، حافة عدم اليقين والفوضى هي المكان الذي نتعلَّم فيه وننمو، ونبتكر، ونقود، ونصنع فنَّاً مذهلاً واختراعات جديدة، وهي المكان الذي نستكشف فيه، ونغامر، ونشعر بالفضول، ونعيد تكوين أنفسنا.

حافة عدم اليقين هي المكان الذي نجد فيه الجمال، والحب، والألفة، والضعف، والمعنى دون توقُّع. كل ما نتوق إليه حقاً موجود على حافة عدم اليقين، لكنَّنا نهرب منها، ولحسن الحظ، هناك حيلة للبقاء فيها.

اسمح لنفسك بالوصول إلى حافة عدم اليقين:

نقول "حافة عدم اليقين" لأنَّ معظمنا غير مستعد ليكون في حالة عدم يقين كاملة دون وجود شيء نرتكز عليه؛ فنحن بحاجة إلى بعض اليقين وبعض الأمان، فمن دونهما، نشعر أنَّنا خرجنا عن نطاق السيطرة.

عندما تصبح حياتنا غير مستقرة، نحتاج إلى شيء نرتكز عليه، عندما نخسر أو نشعر بالاكتئاب أو الصدمة، نحتاج إلى أن نشعر بطيبة الآخرين من حولنا.

لذلك يجب ألا تتخلى عن كل اليقين، ودع حياتك مستقرة في الغالب، ولكن عند حصولك على القليل من الاستقرار، اسمح لنفسك بالوصول إلى حافة عدم اليقين؛ ذلك لأنَّه المكان الذي تتعلم فيه، ولكن لا تضيع فيه تماماً، وهو المكان الذي تستكشف فيه كل شيء، لكن ليس دون الحيطة والحذر، وهو المكان الذي تبتكر فيه شيئاً جديداً، ولكن ليس دون فهمك لِمَ اعترض طريقك.

ابق على الحافة، ثم اترك لنفسك بعض الراحة، واذهب إلى الحافة، ثم عد وخذ قسطاً من الراحة.

شاهد بالفديو: 7 طرق سحريّة لتبسيط الحياة

كيف تتدرب على أن تكون على حافة عدم اليقين؟

إذا كنت ترغب في أن تصبح جيداً في البقاء في حالة من عدم اليقين، نوصي بشدة بالتدريب اليومي.

ولا يكفي أن تقول: "حياتي مليئة بالشك وعدم اليقين أصلاً"، ربما يكون هذا صحيحاً، لكنَّه ليس ممارسة متعمدة، فهذا ما يحدث لك، لكنَّك لا تتدرب تدرُّباً متعمداً للبقاء على حافة عدم اليقين؛ لذا جرِّب هذه الممارسات اليومية المتعمَّدة:

  1. تخصيص وقت: ليس من المفيد عادة أن تقول إنَّك ستفعل ذلك في وقت ما، ولديك بالفعل ما يكفي من هذه الأشياء في حياتك، ولن تكون إضافة واحدة أخرى مفيدة؛ لذا خصِّص وقتاً، واضبط رسائل تذكير عدة لذلك.
  2. اختيار شيء تتجنبه أو تشعر بالارتباك أو الخوف منه: كتابة كتاب أو تقرير، أو التسويق، أو إعطاء تغذية راجعة صادقة، أو التعامل مع التكنولوجيا الجديدة، أو إجراء المكالمات، أو تسجيل مقاطع الفيديو، وما إلى ذلك. تمتلك سبباً وجيهاً للقيام بهذه المهام، ليس فقط لأنَّها صعبة؛ بل لأنَّها تضفي معنى إلى حياتك.
  3. إنجاز المهام التي تشعر بعدم اليقين تجاهها في وقت قصير: اعمل لمدة تصل إلى 30 دقيقة في اليوم، فأنت تحتاج إلى البقاء في حالة عدم اليقين لفترة قصيرة، وليس إلى الأبد.
  4. تعلُّم تقبُّل عدم اليقين: لاحظ كيف تشعر بالرغبة في القيام بشيء آخر، فدع نفسك تشعر بعدم اليقين، كإحساس في جسدك، واسمح لنفسك بالبقاء هناك، ولكن اشعر بالفضول بدلاً من الشكوى من عدم اليقين، وتأكَّد إن كان هناك أي نوع من الانفتاح والامتنان وحتى الفرح في وسط عدم اليقين.
  5. اللطف مع نفسك: لاحظ ما إذا كنت تضغط على نفسك بسبب عدم القيام بالمزيد أو القيام بعمل أفضل، واترك بعضاً من ذلك، وكن طيباً، إذا كنت تحاول إجبار نفسك على فعل شيء تكرهه، فامنح نفسك التشجيع، وكن ودوداً تجاهها في هذا التدريب.

من الجيد وضع نظام محاسبة، أو القيام بذلك مع الآخرين، على سبيل المثال: عبر مكالمة فيديو.

المصدر




مقالات مرتبطة