البحث عن البهجة في أحلك الظروف

هل تشعر بتوتُّرٍ بشأن صحتك، أو الجائحة، أو البطالة، أو عدم الاستقرار المالي، أو الاضطرابات المدنية؟ اطمئن، يمكنك إيجاد البهجة والمتعة اليومية في أحلك الأوقات، الأمر الذي سيحسِّن نظرتك العامَّة للحياة.



يساهم الاستمتاع بالتجارب اليومية الروتينية في تحسين نمط حياتك، وتعزيز صحتك النفسية، وفي حين يغرق الكثيرون في التعامل مع الكمِّ الهائل من المعلومات - السلبية غالباً - من الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي، وينشغلون بعدم الاستقرار المالي، والاضطرابات السياسية والمدنية، فقد أصبح العثور على السلام الداخلي والخارجي أمراً صعباً.

وإضافةً إلى ذلك، يستمر التوتر الإضافي الناجم عن عمل عديدٍ من البالغين من المنزل جنباً إلى جنب مع أداء أدوارهم ومسؤولياتهم المتجددة الأخرى، وتلبية الاحتياجات الأكاديمية لأطفالهم، فكيف يمكننا بصفتنا أفراداً ومجموعات أن نعثرَ على البهجة لنرفع معنوياتنا ونتجاوز الأوقات الصعبة؟

استراتيجيات للعثور على البهجة في حياتك:

إليك بعض الأفكار الملهمة التي ستغير حياتك:

1. الاستماع للموسيقى:

سيساعدك الاستماع لأحب الأغاني وأقربها لقلبك على استرجاع اللحظات والذكريات الإيجابية، وتوفير متَنَفَّس من التحديات اليومية الشاقة، فإحياء هذه الذكريات بالاستماع للموسيقى، هو طريقة سهلة وفعَّالة لتحسين مزاجك في أثناء العمل أو القيام بالمهام في المنزل.

وقد أظهرت الأبحاث أنَّ الاستماع للمقطوعات الموسيقية المفضَّلة، يُقلِّل شعور القلق، ويخفض ضغط الدم، ويحسِّن جودة النوم، ويعزِّز المزاج أيضاً.

إقرأ أيضاً: 10 أسئلة ستقودك أجوبتها إلى حياة ملؤها البهجة

2. ممارسة الامتنان يومياً:

ليس عليك الامتنان للعطايا الكبيرة فحسب، لكن يكفي أن تُظهِر امتنانك للنعم البسيطة الاعتيادية مثل: "أشعر بالامتنان لوجودي في بيتٍ مسقوف"، أو "أشعر بالامتنان لانعكاس أشعة الشمس على جسدي كل صباح دون أي أذىً"، أو "أنا ممتن للوجبة اللذيذة التي تناولتها اليوم"، اكتب مذكَّرة في نهاية كل يوم، أو قل عبارات الامتنان بصوتٍ عالٍ بسهولة.

سيساعدك الامتنان على تقييم الظروف السيئة تقييماً صحيحاً عند المرور بأوقات صعبة أو مؤلمة، وسيؤدي إلى الابتهاج بأدق وأسهل التفاصيل بطريقة غير مباشرة، وهذا يبقيك في الواقع بعيداً عن المبالغات المرهقة للنفس.

3. تخصيص وقت لتخيُّل رغبات وأحلام مستقبلية:

أغلق عينيك وركِّز على أحبِّ الأماكن، أو الأشخاص أو الأشياء إليك، أو حتى تخيَّل مكان لعطلةٍ ما.

تنفَّس في تلك اللحظة، وتصوَّر نفسك في هذا الفضاء الشاسع أو الوضع المرغوب، وتخيَّل الألوان والمذاق، والمحادثات، واقضِ خمس دقائق لعيش هذا الحلم بكل كيانك، وتنفَّس ببطء وأرخِ جسمك، قد يفضِّل بعضنا تعزيز تجربة الاسترخاء بالاستلقاء مع وضع وسادة أو بطانية أعلى الجسم، أو عن طريق الجلوس على كرسي مع وسادة وراء الظهر وتحت القدمين.

يذكِّرك التأمُّل بانتظامٍ بهذه الطريقة أنَّ أي موقفٍ صعب تتعامل معه - كالعزلة أو الحزن أو اليأس - مؤقَّت، وستصل مجدَّداً لنفس النتيجة، وهي تجربة إيجابية تبعث فيك البهجة، كما ستدفعك ممارسات التأمُّل القصيرة الفعَّالة لتكرارها.

4. العثور على لحظة الدهشة المُبهِجة كل يوم:

"الدهشة" مفهومٌ يصف حالة شعورية عند المرور بتجربة رائعة مذهلة، فقد تُثير فكرة الدهشة عادةً صورة حدوث أمرٍ عظيمٍ، مثل: الغطس في "الحاجز المرجاني العظيم" (Great Barrier Reef) أو رؤية "برج إيفل" (Eiffel Tower) في "باريس"، إلا أنَّ أبحاث العلماء توصَّلت إلى أنَّ ملاحظة اللحظات البسيطة والممتعة كل يوم سيأتي بالنتيجة ذاتها.

يمكنك تجربة "الدهشة الممتعة" بملاحظة اللحظات الأولى لشروق الشمس، أو مشاهدة سير النمل، أو من خلال قراءة أبيات شعر جميلة، أو المشي لمسافات طويلة في طريق جديد ورؤية الصخور أو الزهور المثيرة للاهتمام.

خذ الوقت لملاحظة تفاصيل الأشياء من حولك، التي اعتدت رؤيتها من قبل، فمن خلال الاستمتاع بها، تدرك معانٍ خفية من حياتك، وتشعر بتواصل قوي بالعالم ككل، فتجرِّب مزيداً من الفرح والبهجة اليومية.

شاهد بالفيديو: 19 نصيحة للعثور على السعادة في الأوقات العصيبة

نصائح لمساعدة الآخرين للشعور بالبهجة:

يمكن للأفكار الآتية مساعدة الآخرين على تجربة الفرح، ولأنَّ مساعدة الآخرين هي إحدى أفضل الطرائق للشعور بسعادةٍ أكبر وصحةٍ أوفر، فستشعر بالبهجة عندما يشعرون بها.

  1. أرسل رسائل لطيفة أو قصائد أو رسوماتٍ ملهِمة إلى الآخرين؛ إذ سيعمل تكرار هذا النشاط، في توصيل مشاعر من الراحة والفرح والرضى الذاتي لإسعاد الآخرين، أضف إلى ذلك، أنَّه سيشتِّت انتباهك عن الصراعات اليومية والمشاعر السلبية.
  2. ابدأ بجمع الفَكَّة الزائدة، أو أي مبلغ صغير من المال كل يوم، بنيِّة التبرع به لجمعية خيرية من اختيارك، واكتب رسالة إلى الجمعية الخيرية في نهاية فترة زمنية محددة - من شهر إلى ثلاثة أشهر لإعلامهم بما فعلته والهدف من التبرع؛ إذ سيعمل توفير المال ورؤية ثمار جهدك على نشر الفرح بتحقيق الهدف المنشود.

بالإضافة إلى ذلك، ستوفر خطوة كتابة الرسالة فرصة لإثبات حسن النية، التي تكون في كثير من الأحيان فرصة ذهبية للشعور بالسعادة العارمة بعد أن أظهرنا جانبنا الإيجابي للآخرين بدل إخفائه.

اقضِ حاجة صديق أو اطلب الطعام له؛ إذ ستقلِّل مساعدة الآخرين بأي أمرٍ بسيط من نسبة التوتر، وسيملأ الفرح قلبك من عبارات شكرهم وامتنانهم، كما سيفرحون من جميل صنيعك.

إقرأ أيضاً: 8 نصائح لعيش الحياة بسعادة وبهجة

في الختام: اجعل المتعة جزءاً من رحلتك

كما ترى، فإنَّ تحقيق تجربة الفرح مع كل الصعوبات التي نواجهها أخيراً على الصعيد الشخصي والجماعي، أمرٌ سهلٌ من خلال إجراء بعض التعديلات البسيطة على نشاطاتنا اليومية.

"اجعل المتعة جزءاً من رحلتك الحالية، وليس هدفاً بعيداً" - "تيم كوك" (Tim Cook)، مدير الأعمال والمدير التنفيذي لشركة "آبل" (Apple) سابقاً.

المصدر




مقالات مرتبطة