الامتنان: كيف تكون ممتناً وأنت تعيش مشاعر أخرى؟

تُشير الأبحاث إلى أنَّ الشعور بالامتنان قد يقلل من الاكتئاب والقلق من خلال تحفيز التفكير الإيجابي، فنتذكر جميعاً عندما قيل لنا أن نكون ممتنين منذ طفولتنا، سواء كان ذلك عند تلقي هدية أم مديح من نوع ما، ولسوء الحظ إنَّ هذه الأنواع من العبارات على الرَّغم من نيتها الحسنة، فإنَّها غالباً ما تَحِدُّ من مساحتنا العاطفية؛ فقد تجعلنا نظنُّ أنَّه من غير المقبول أن نشعر بالغضب أو الحزن أو خيبة الأمل؛ لأنَّنا نمتلك كثيراً ممَّا يجب أن نكون ممتنين له.



إذا عشت تجربةً مشابهة فاعلم أنَّك لست وحيداً، فقد طورنا جميعاً معتقدات داخلية قد تصبح ضارةً مع مرور الوقت إذا لم نتعامل معها؛ إذاً كيف يمكنك أن تغير أفكارك المتعلقة بالامتنان؟ عليك أن تُحدد كيف تكونت أفكارك في المقام الأول.

كيف تتطور مشاعر الامتنان؟

إذا أخبرك أفراد عائلتك في أثناء نشأتك بأن تكون ممتناً لكِّل ما لديك فاعلم أنَّك لست وحيداً، فقد كان هدفهم على الأرجح هو مساعدتك على التركيز على الجوانب الإيجابية في حياتك؛ وذلك حتى تتمكن التعامل مع أي مشاعر سلبية، لكنَّ المشاعر السلبية ليست بالضرورة حقيقية؛ فلكل شعور صفات تكيُّفية تهدف إلى إبقائنا على قيد الحياة بطريقة ما.

مع ذلك فإنَّنا عادةً ما ننظر إلى بعض المشاعر السلبية كالحزن والغضب والخوف على أنَّها ضارة؛ لذلك عندما نبدأ في الشعور بها نبذل قصارى جهدنا للتخلص منها.

قد تعلمنا من عائلاتنا عندما كنَّا أطفالاً الامتنان على أنَّه بديل للمشاعر السلبية، فطوَّرنا بعض المعتقدات الخاطئة المتعلقة بالمعنى الحقيقي للامتنان؛ فغالباً ما نشعر أنَّه من المخجل التعبير عن أي شعورٍ غيره.

شاهد بالفيديو: 6 نصائح لتحقيق الامتنان في حياتك

حقائق عن الامتنان:

1. من الطبيعي أن تشعر بالامتنان إلى جانب مشاعرٍ أخرى:

نادراً ما نشعر بعاطفة واحدة فقط، وهذا أمر جيد وطبيعي؛ لكنَّنا كائناتٌ معقدة؛ وهذا يعني أنَّنا نشعر بمشاعر متعددة في آن واحد مثل الامتنان والغضب أو الامتنان والحزن.

2. عدم شعورك بالامتنان ليس أمراً مخجلاً:

الامتنان هو شعور مثل أي شعور آخر، وبإمكانك أن تختار التركيز على الأشياء التي تُعزز لديك مشاعر الامتنان، لكن إذا كنت لا تشعر بالامتنان وشعرت بأحاسيس أخرى فلا بأس في ذلك أيضاً.

3. لا بأس في التعبير عن مشاعرك الأخرى:

نظراً لأنَّه قد طُلِبَ منَّا التَّعبير عن الامتنان منذ وقتٍ مُبكرٍ من حياتنا، فقد نشعر أنَّه يتعين علينا قمع المشاعر الأخرى، لكن إذا قمنا بذلك فإنَّنا نفقد الخصائص التكيُّفيَّة التي توفِّرُها لنا هذه المشاعر، مثل الغضب الذي قد يشير إلى حدوث ظلم أو الخوف الذي ينبهك إلى وجود خطر.

إنَّ تجاهل هذه المشاعر من خلال التركيز على الامتنان فقط يُصعِّب عليك الاعتناء بنفسك.

كيف يمكننا أن نكون ممتنين دون قمع مشاعرنا الأخرى؟

1. عَدُّ الامتنان مجرد جزءٍ من تجربتك الحياتية:

أن تفترض أنَّك ستعيش شعوراً واحداً فقط تجاه شيء ما هو أمرٌ غير واقعي، بدلاً من الخجل من مشاعرك الأخرى انظر إليها على أنَّها أجزاء من أحجية، قد تشعر بالامتنان للتضحيات التي قدمتها عائلتك لك خلال الطفولة؛ لكنَّك قد تشعر أيضاً بالحزن عندما تتذكر أنَّك لم تقضِ وقتاً كثيراً معهم خلال طفولتك كما كنت ترغب، يجب ألَّا تُناقض هذه الأجزاء بعضها؛ فجميعها موجودةٌ في الوقت نفسه.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح لتحقيق الامتنان في حياتك

2. إعطاء فرصة لكل مشاعرك بما فيها الامتنان:

اسمح لكل عاطفة بالوجود داخلك، وأعطِها مساحةً، وتحقَّق من صحة كل شعور، وخذ وقتاً للتفاعل مع كل شعور بدلاً من التركيز على المشاعر الإيجابية فقط مثل الامتنان.

3. إظهار مشاعرك للعيان:

من الهام التحقق من مشاعرك والسماح لنفسك بعيش هذه المشاعر في وقتها - في العلاقات على وجه الخصوص - قد تجد في أثناء التفاعل مع مشاعرك أنَّه من الهام التعبير عنها في العلاقة، قد يكون من المفيد وجود شخص يشاركك هذه المشاعر ويحمل أعباءها معك.

إقرأ أيضاً: كيف تعبر عن مشاعرك بطريقة صحية؟

في الختام:

لا تُلغي أيَّاً من مشاعرك امتنانك؛ فعندما تُعطي اعتباراً لجميع مشاعرك على حدٍّ سواء قد تجد معنىً وحقيقةً أعمق في امتنانك أكثر ممَّا أحسست به يوماً، كلَّما تعمَّقَت قدرتُك على عيش المشاعر كلها والتفاعل معها، سوف تتعمق قدرتك على الامتنان وستشعر بالفوائد الإيجابية العديدة التي تأتي من ذلك.

المصدر




مقالات مرتبطة