ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن ستيفن أتشيسون (Steven Aitchison)، ويُحدِّثنا فيه عن الخط الزمني.
منظور الخط الزمني، هو تعلُّم النظر إلى مجالات حياتك جميعها من منظورات الخط الزمني المختلفة جميعها؛ أي الماضي والحاضر والمستقبل.
لماذا تستخدم منظور الخط الزمني؟
أعتقد أنَّ الوعي هو جانب مذهل من جوانب حياة الإنسان، وأعتقد أيضاً أنَّه يمكننا الوصول إلى الوعي من جميع الجوانب في داخلنا؛ سواء من الماضي أم الحاضر أم المستقبل، فقد تكون لدينا ذاكرة يمكننا الاستفادة منها؛ إنَّني أرى الوعي على أنَّه مقسم إلى سُحُب مختلفة، ويمكن الاستفادة من كلِّ سحابة وعي على حدة، إذا أردنا استخدام المعلومات الموجودة فيها.
إنَّني أعمل حالياً على النظرية التي تقول إنَّ سُحُب الوعي هذه يمكن الاستفادة منها بسهولة بالتفكير، على سبيل المثال: إذا أردنا الاستفادة من الوعي النفسي، فكلُّ ما علينا فعله هو التفكير في خوض تجارب نفسية، وعلينا أن نصدق أنَّ هذا الأمر سيحدث فعلاً، وعلينا القراءة عنه، والسماح له بالسيطرة علينا، وفي النهاية سوف نحظى بالتجارب النفسية الكافية بكلِّ تأكيد.
أنا أعتقد أنَّ هذه هي الطريقة التي يعمل بها "قانون الجذب"؛ فنحن نعتقد أنَّ أمراً ما سينجح فعلاً، ونؤمن بأنَّه سينجح في النهاية، وفي النهاية ينجح فعلاً، لكن يتطلب الأمر التمتع بالإيمان المطلق بأنَّ الأمر سيحدث، وبمجرد أن يبدأ قانون الجذب بمساعدتنا في حياتنا اليومية، فإنَّه سيعمل بسرعة، وهذا يعني أنَّنا نستفيد من سحابة قانون الجذب.
سحابة الخط الزمني:
مثلما قد تكون هناك سحب من الوعي لكلِّ ما يمكننا التفكير فيه، وبعضها ما يزال يتعين علينا التفكير فيه؛ لدينا أيضاً سحب تخصنا تحديداً، وبهذه السحب يمكننا الوصول إلى وعينا الماضي ووعينا الحالي ووعينا المستقبلي.
سأناقش سحب الوعي هذه لاحقاً؛ لأنَّني في الوقت الحالي أحاول اكتشاف النظرية التي أعمل عليها، وأحاول تجربتها قدر الإمكان قبل صياغة أي اعتقاد ملموس، وهذه هي روعة التحقق من معتقداتي الحالية جميعها، فمن الرائع اكتشافها ورفضها وصياغة نظرياتي الخاصة بدلاً من أن يخبرني أحدهم أنَّني يجب أن أصدق شيئاً معيناً.
إنَّنا موجودون جميعاً تحت سحابة وعي شخص آخر بدرجة أو بأخرى، على سبيل المثال، لدينا سحابة وعي من الحكومة، ومن المتوقع أن نمشي حسب قواعد معينة، وكذلك لدينا سحابة وعي في مجموعاتنا الاجتماعية، ومن المتوقع أن نتصرف بطرائق معينة، فلماذا لا نصنع سحابة الوعي الخاصة بنا؟
شاهد: 7 قواعد ذهبية تمهد طريق النجاح
جرِّب الأمر:
إليك مثال للتحقق من منظور الخط الزمني، انظر إلى مجال معين من حياتك، على سبيل المثال، حياتك المهنية، اطرح على نفسك هذه الأسئلة، وكن صريحاً قدر الإمكان، وحاول الوصول إلى الإجابات إذا استطعت، وحاول تدوين كلِّ ما يخطر في ذهنك على الورق أو على الكمبيوتر، سأستخدم إجاباتي بوصفها مثالاً؛ إنَّني أعمل في الوقت الحالي في دعم المشردين، ولم أصبح كوتشاً في أمور الحياة بدوام كامل بعد أو متحدثاً في الندوات، ورائد أعمال بالإنترنت.
إليك مثالاً من حياتي:
- هل أنت سعيد بمهنتك الحالية؟ نعم، إنَّني سعيد جداً بمهنتي الآن؛ فأنا كاتب ومدرب على الإنترنت.
- فكِّر في نفسك منذ عام واحد، هل سيكون ذلك الشخص سعيد بمهنتك الحالية؟ أعتقد أنَّه سيكون سعيداً جداً.
- فكِّر في نفسك قبل 5 أعوام، هل سيكون ذلك الشخص سعيداً بمهنتك الحالية؟ نعم، لطالما أردت أن أصبح كاتباً وأساعد الآخرين.
- فكِّر مرة أخرى في نفسك قبل 10 أعوام، هل سيكون ذلك الشخص سعيداً بمهنتك الحالية؟ نعم، سيصدم قليلاً؛ لأنَّه كان من الصعب التفكير في إمكانية القيام بما أحب.
- الآن فكِّر في نفسك بعد عام واحد من الآن، هل سيكون ذلك الشخص سعيداً بمهنتك الحالية؟ نعم، ولكنَّه يريد أن يمضي قُدماً، ويكتب مزيداً من الكتب، وربما يبدأ عملاً تجارياً.
- الآن فكِّر في نفسك بعد 5 أعوام من الآن، هل سيكون ذلك الشخص سعيداً بمهنتك الحالية؟ نعم، إنَّه ما يزال سعيداً، ولكنَّه يعلم أنَّ ثمة مزيداً من الكتب التي يجب كتابتها، ويحتاج إلى خطة عمل أكثر قوة لأعماله التجارية الخاصة، كما يجب أن يكون عمله الخاص قد بدأ على قدم وساق الآن.
أعتقد أنَّك فهمت الفكرة:
أكثر ما وجدته مثيراً للاهتمام في هذا التمرين هو أنَّني اعتقدت أنَّني سأكون سعيداً بهذه المهنة في جوانب نفسي جميعها؛ أي في الماضي والحاضر والمستقبل، ومع ذلك عندما وصلت إلى الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بجوانب حياتي المختلفة كان من المدهش كيف كان رأيي في الماضي عن حاضري، وكيف كانت أفكاري المستقبلية عن اختياراتي الحالية.
الوصول إلى نفسك المستقبلية:
الآن قد تفكر "كيف يمكنني الوصول إلى نفسي المستقبلية؟" فكِّر للحظة فيما ستفعله غداً، فربما عليك النهوض للذهاب إلى العمل، وفكِّر في العمل الذي ستقوم به، والأشخاص الذين ستتحدث معهم، وما إلى ذلك، وهكذا تكون قد تمكنت من الوصول إلى نفسك المستقبلية.
في الختام:
عليك دائماً الوصول إلى نفسك المستقبلية في مرحلة ما، وفي اللحظة التي تستيقظ فيها ستصل إلى نفسك المستقبلية، لكن عليك أن تفكر فيما ستفعله قبل أن تفعل ذل، فقد كان هذا الأمر اكتشافاً عظيماً بالنسبة إلي عندما اكتشفته، وهو لم يكن اكتشافاً جديداً على أيَّة حال؛ لذا عليك دائماً التفكير في مستقبلك قبل أن تصل إلى نفسك المستقبلية.
أضف تعليقاً