الإنتاجية ودورها في العثور على عمل

في الشهر الماضي، اتصل بي أشخاص عدة للحصول على المساعدة أو النصيحة في العثور على عمل، وعادةً عندما أبدأ التحدث مع شخص ما وأُلقي نظرة على سيرته الذاتية، فإنَّ المشكلة الأساسية التي أجدها هي أنَّه يفكر في العملية برمتها من منظوره بدلاً من وجهة نظر رب العمل.



إذا كان هناك من يهتم بتوظيفك، فإنَّه يريد أن يعرف ما إذا كنت ستصبح منتجاً بالنسبة إليه، وما إذا كنت ستكسبهم أموالاً أكثر ممَّا سيدفعونه لك. إليك بعض الخطوات التي تُظهِر من خلالها لرب العمل أنَّ بإمكانك أن تكون منتجاً:

1. المشاريع المُنجَزة:

يُعَدُّ استكمال المشاريع أمراً صعباً؛ إذ لا يهم ما إذا كنت تكتب أغنية أو تنشئ برنامجاً أو تصنع عملاً فنياً؛ فإنَّه من الصعب للغاية الوصول إلى النقطة التي يمكنك عندها القول إنَّ المهمة تَمَّت بأفضل النتائج. وبعض الناس لا يعرفون كيفية القيام بذلك، فعندما أنظر إلى سيرة ذاتية لموظف جديد، فإنَّ إحدى أهم الأشياء التي أبحث عنها هي قدرته على إكمال مشروع من البداية إلى النهاية.

بصفتي رب عمل، أريد شخصاً يمكنه إنجاز مهمة من بدايتها حتى نهايتها، وحقيقة أنَّهم يستطيعون الانتقال من مرحلة إلى أخرى، ليست بهذه الأهمية ما لم يتمكنوا من التعامل مع المرحلة النهائية؛ إذ غالباً ما يتطلب آخر 20% من المشروع 80% من الجهد، وهو المكان الذي يتعثر فيه الأفراد، ما لم يكن لديهم سجل حافل بإكمال الجزء الأخير.

بالنسبة إلى الكثيرين، تُظهِر السِّيَر الذاتية فقط القدرة على البدء أو العمل في منتصف المشاريع، ولكن ليس الجزء الهام المتمثل بإنهاء شيء ما.

تحدثت مع مهندس برمجيات شاب كان يبحث عن وظيفة بعد إتمام دراسته الجامعية؛ وسألتُه عمَّا أنجزه مؤخراً، فذكر عدداً من الأفكار للمشاريع التي كان قد فكر فيها أو بدأها؛ لكنَّه في المقابل، لم ينهِ شيئاً منها.

كانت نصيحتي له هي إنشاء شيء مفيد - بغضِّ النظر عن مدى سهولته - يمكنه أن يشير إليه ويقول: "لقد فعلتُ هذا لأنَّني أردت حل المشكلة التي كانت تعترض طريقي".

شاهد بالفيديو: أهم 9 أمور في الحياة للإنجاز والسعادة

2. القيمة السابقة:

يريد أرباب العمل معرفة نوع الفائدة التي قدمتَها في عملك السابق؛ إذ عليك أن تثبت ليس ما فعلتَه فحسب، ولكن كيف كانت مساهماتك ذات فائدة.

قدَّمتُ منذ سنوات، بعض الدروس حول كيفية استعمال موقع "مايكروسوفت أوت لوك" (Microsoft Outlook) للمستشفى حيث كنت أعمل، وقد أخبرني أحد المسؤولين التنفيذيين الذي حضر إلى الفصل، أنَّ ما تعلَّمه في صفي وفَّر له من 20 إلى 40 ساعة شهرياً مقارنة بالطريقة التي كان يستعمل بها "آوت لوك" (Outlook) سابقاً.

كان أرباب العمل المحتملون مهتمين بأنَّني قمت بتدريس الفصل الذي وفَّر لأفضل المواهب في وظيفتي السابقة من 20 إلى 40 ساعة في الشهر، أكثر بكثير من اهتمامهم كيف أُدرِّس فصلاً عن "مايكروسوفت آوت لوك" (Microsoft Outlook). لقد كانوا مهتمين بالقيمة التي قدمتُها في الماضي أكثر من اهتمامهم بتفاصيل ما فعلتُه بالضبط.

هناك سببان لأهمية هذا الأمر بالنسبة إلى رب العمل؛ أولاً، لا يعني مجرد قول أحدهم إنَّه باع آلاتٍ كاتبة أنَّه كان ماهراً في ذلك؛ إذ يهتم أرباب العمل بالنتائج، وليس بمجرد العمل من دون أيِّ مجهود يُذكَر.

أمَّا السبب الثاني، فهو أنَّ أرباب العمل يرغبون في توظيف أشخاص يهتمون بالأهداف الرئيسة، ويفهمون كيف يساهم عملهم في ربح الشركة، فإنَّ توضيح فهمك لـ "الصورة الكبيرة" من خلال إظهار فهم جيد لأهداف المنظمة على الأمد الطويل، يمكن أن يُظهِر لرب العمل المحتمل أنَّك تفكر فيما يتجاوز التفاصيل الثانوية التي يقع في شركها الآخرون.

إقرأ أيضاً: بالخطوات: كيف تكتب سيرتك الذاتية بشكل احترافي؟

3. التفاعل مع المجتمع:

إنَّ إثبات تفاعلك مع المجتمع من حولك باستعمال مهاراتك، يُظهِر لرب العمل أنَّك لا تُنفق الساعات فحسب من دون أن يكون لديك أيُّ اهتمام حقيقي بعملك.

ثم إنَّ السبب الآخر الذي يجعل أرباب العمل يرغبون في رؤيتك على تواصل جيد، هو أنَّ الأشخاص الذين يتمتعون بعلاقات جيدة مع الآخرين يمكنهم حل المشكلات بشكل أسرع بكثير من أولئك الذين ليست لديهم علاقات.

إذا كان عليك الاختيار بين شخصين ولم يحل أيُّ منهما مشكلة معيَّنة، فهل تفضل أن يكون لديك الشخص الذي لديه خمسة أصدقاء قاموا جميعاً بحل هذه المشكلة، أم الشخص الذي ليس لديه أصدقاء تعاملوا مع مثل هذه المشكلة من قبل؟

التفاعل مع المجتمع

4. التعلم المستمر:

يرفض الموظفون الجيدون البقاء في حالة ركود؛ ذلك لأنَّ احتياجات الأعمال تتطور باستمرار، وإذا كان بإمكانك إثبات أنَّك واصلت تعلُّم مهارات جديدة خلال مسيرتك المهنية، فستتميز عن أولئك الذين لم يفعلوا ذلك؛ إذ يوضح ذلك أنَّ لديك سجلاً حافلاً في البقاء على صلة بمجال عملك، وأنَّك لا تخطط لمجرد البقاء في مجموعة المهارات التي بدأت بها.

إقرأ أيضاً: ما هو التعليم المستمر؟ وما هي أهميَّته؟

5. الدافع الذاتي:

يمكن أن يعني التحفيز الذاتي الكثير من الأشياء المختلفة، وبالنسبة إلى هذا التعريف، فإنَّني أشير إلى شخص يمكنك إسناد مشروع أو مهمة إليه، وعندما تعود للتحقق منه، يكون قد أحرز تقدماً كبيراً وتغلَّب على جميع العقبات بمفرده؛ إذ تشعر وكأنَّه يمكنك الانتظار فترة أطول قبل التشاور معهم مرة أخرى.

إنَّه لأمرٌ مدهش مدى صعوبة العثور على موظفين لديهم دوافع ذاتية؛ لذا فإنَّ أيَّ شيء يمكنك القيام به لإثبات أنَّ لديك دوافع ذاتية، وأنَّك لا تحتاج إلى الكثير من المساعدة والإرشاد كموظف، سيزيد من فرصك في الحصول على وظيفة، وعلى وجه الخصوص؛ حين تُظهِر أنَّ لديك الدافع للتغلب على المجهول والمضي قدماً في المهمة.

كانت هذه خمس خطوات للتفكير في بحثك عن وظيفة من وجهة نظر رب العمل، فضع في حسبانك أنَّ الأمر كله يتعلق بإثبات أنَّ لديك المهارات والشخصية لتكون موظفاً منتجاً، وليس شخصاً سيخسرون المال بتوظيفه.

المصدر




مقالات مرتبطة