الأكزيما: أسبابها وأعراضها وعلاجها

يتعرض جلد الإنسان للكثير من الأمراض؛ منها الأمراض المؤقتة ومنها المزمنة، وغالباً تسبب الأمراض الجلدية الإحراج لأصحابها عند التعامل مع الآخرين، خاصة عندما يصاب الإنسان بمرض جلدي معدٍ؛ فقد ينتقل بالملامسة أو باستخدام أغراض الشخص المريض.



وتختلف الأمراض الجلدية عن بعضها؛ فمنها أمراض فيروسية، ومنها فطرية، ومنها بكتيرية، ومن ثمَّ طرائق العلاج أيضاً مختلفة، ونذكر من هذه الأمراض، مرض الأكزيما الذي يعاني منه الكثيرون، فلنتعرف إليه بالتفصيل في هذا المقال.

مفهوم الأكزيما:

يُعرَف باسم التهاب الجلد التأتبي، ويظهر هذا المرض على شكل احمرار في الجلد، ويرافقه شعور بالحكة المستمرة وجفاف لدرجة ظهور تشققات على الجلد، ولا تُعَدُّ الأكزيما مرضاً مُعدياً، ومن الممكن أن تظهر الأكزيما في أي مكان من الجسم، لكن يكثر ظهورها على الوجه والأطراف، ولا تصيب مرحلة عمرية محددة؛ إنَّما يمكن ظهورها في أي مرحلة.

لكنَّ الأكزيما شائعة جداً لدى الأطفال، وقد تختفي قبل وصول الطفل إلى عمر 6 سنوات، وأحياناً تستمر حتى وصول الطفل إلى مرحلة البلوغ، بالإضافة إلى شيوعها عند عمال التنظيفات وعمال البناء ومصففي الشعر.

وتُعَدُّ الأكزيما مرضاً مزمناً يكثر احتمال ظهوره بعد ظهور أعراض تشير إلى وجود حالة تحسس مثل مرض الربو أو التهاب الأنف الأرجي، والذي يسمى حمى القش.

إقرأ أيضاً: الصيام وقاية وعلاج للأمراض الجلدية

أنواع الأكزيما:

1. الأكزيما البقعية المحددة:

تظهر الأكزيما في هذه الحالة على شكل بقع بيضاوية أو دائرية ذات لون أحمر ومغطاة بحبيبات أو قشور صمغية، والأماكن التي تظهر فيها عادةً هي الذراعين والفخذين.

2. الأكزيما الميكروبية:

هذا النوع من الأكزيما يحدث في الجلد الذي يجاور الأكزيما البقعية المحددة، وهي عبارة عن تفاعل أكزيمي.

3. أكزيما الدوالي:

تظهر في أسفل الساقين عند المرضى المصابين بدوالي الساقين؛ فتراكُم كميات الدم في الجلد يؤدي إلى احتقانه، ثم تظهر تغيرات أكزيمية في الجلد.

4. الأكزيما التعرُّقية:

هذا النوع من الأكزيما يصيب الأصابع بكثرة وراحة اليدين؛ إذ تظهر على شكل فقاعات صغيرة يصاحبها الشعور بالحكة، ثم تجف ويتقشر الجلد لتظهر دفعة جديدة بعدها.

5. الأكزيما الجافة:

تصيب عادةً كبار السن، ففي هذه المرحلة العمرية يقل إفراز الغدد الدهنية في جسم الإنسان وخاصة في فصل الشتاء، وتظهر الأعراض بشكل شقوق على الجلد يرافقها احمرار وشعور بالحكة.

6. الأكزيما التي تصيب ربات البيوت:

تنتج عن تعرُّض الجلد للمواد الكيميائية، فتظهر على شكل جفاف واحمرار الجلد ثم تشققه.

7. الأكزيما الدهنية التهاب الجلد الدهني:

وهذا النوع من الأكزيما شائع كثيراً، ويصيب الأماكن التي يوجد فيها الشعر بكثرة؛ كفروة الرأس؛ حيث تكثر إفرازات الغدد الدهنية في هذه المناطق، وتظهر بشكل قشور سميكة حمراء عالقة في فروة الرأس.

8. أكزيما الثدي:

وتصيب عادةً الإناث - وخاصة النساء المرضعات - وفي بعض الأحيان تصيب النساء الحوامل، وتظهر على شكل احمرار وتغطيه القشور التي تتشقق عن الرضاعة لتتسبب بحدوث آلام.

إقرأ أيضاً: أمراض الجلد الأكثر شيوعاً في الصيف وطرق الوقاية منها

أسباب ظهور الأكزيما:

لا يوجد سبب محدد ودقيق لظهور الأكزيما؛ إذ يرى المختصون أنَّ الأكزيما تظهر نتيجة مزيج من العوامل البيئية والوراثية والنفسية؛ وذلك لوجود مجموعة من الجينات في جسم بعض الناس، والتي تتسبب في جعل الجلد حساساً جداً أكثر من الحالة الطبيعية له، وعند وجود عوامل بيئية معينة، بالإضافة إلى العوامل النفسية مثل الضغط النفسي، والتوتر، والحالات النفسية التي يتعرض لها الإنسان نتيجة أحداث سيئة في حياته، أو تغييرات جذرية مفاجئة؛ تظهر الأكزيما بوصفها رد فعل الجسم تجاه ما يتعرَّض له، وتزداد فرصة الإصابة بها عند وجود إصابات سابقة في العائلة؛ لذلك يمكن عَدُّ أسباب الأكزيما هي:

  1. العامل الوراثي؛ فإن كان يعاني الوالدان من إصابتهما بالأكزيما، فاحتمال أن يصاب الأبناء بها نحو 80%.
  2. العامل البيئي الذي يتمثل بالمواد التي يستنشقها الإنسان باستمرار، مثل الغبار أو حبوب اللقاح أو فضلات الحيوانات، ويشمل أيضاً التقلبات الجوية التي تسبب زيادة ظهور أعراض الأكزيما، مثل البرد الشديد في الشتاء الذي يتسبب بجفاف الجلد وتشققه بسبب طبيعة الجو المصاحب للرياح والأمطار، أو التعرض للحرارة العالية في الصيف، الذي تزداد بقدومه مشكلات الجلد من جفاف وحروق تسببها الشمس.
  3. العامل النفسي نتيجة وجود علاقة تربط بين الخلايا التي تؤثر في التفاعلات المناعية وبين الخلايا العصبية؛ لذلك الكثير من الأمراض الجلدية يرتبط ظهورها بالضغوطات النفسية.

قد تنتج الأكزيما أيضاً عن تعرُّض الجلد لبعض المواد المحفِّزة لظهورها التي قد تُستخدم يومياً مثل:

  • مواد التنظيف أو الصابون أو الشامبو أو غيرها من المواد التي تسبب جفاف الجلد.
  • تعرُّض الجلد للحرارة بكثرة وبدرجات عالية والتعرُّق الكثير.
  • الأقمشة الاصطناعية أو الألبسة الصوفية.
  • استنشاق بعض الروائح أو المواد التي تسبب الحساسية.
  • تناول أطعمة تسبب حساسية للشخص مثل المكسرات أو بعض أنواع الحبوب أو البيض.

شاهد بالفيديو: 8 أسباب تؤدي لجفاف البشرة وتشققها

أعراض الأكزيما:

الأعراض ليست متشابهة لجميع المصابين، فقد تختلف بحسب المرحلة العمرية أو بحسب شدة الإصابة، ومن هذه الأعراض نذكر ما يأتي:

  1. جفاف الجلد وحساسيته وخشونته.
  2. يصبح جلد المكان المصاب بالأكزيما حرشفياً.
  3. تهيُّج الجلد واحمراره، وقد تكون البقع الحمراء مائلة للون البني وخصوصاً على الأقدام والأيدي والعنق وداخل ثني المرفقين والركبتين وحتى فروة الرأس، وفي المناطق حول البقع الحمراء يكون الجلد أكثر سماكة.
  4. قد ينتج عن الحكة المستمرة ظهور تقرحات جلدية.
  5. انتفاخ أو تورُّم بعض المناطق المصابة بالأكزيما.

قد تظهر هذه الأعراض لفترة ثم تختفي وتعود للظهور مرة أخرى.

علاج الأكزيما:

لا يوجد علاج يؤدي إلى اختفاء الأكزيما؛ إنَّما يهدف العلاج غالباً إلى التخفيف من الحكة ومحاولة منعها تماماً؛ وذلك لأنَّ الحكة المتواصلة تؤدي إلى التهاب الجلد.

ومن العلاجات المستخدمة لدينا ما يأتي:

  1. استخدام المراهم والمستحلبات التي تساعد على ترطيب الجلد، ويوصى باستخدامها بعد الاستحمام كي تحافظ على رطوبة الجسم لمدة أطول.
  2. استخدام الكمادات الباردة التي تساعد على التخفيف من الشعور بالحكة.
  3. المضادات الحيوية التي توصَف من قِبل الأطباء المختصين من أجل معالجة الالتهابات التي تسببها البكتيريا؛ لأنَّ وجود الشقوق أو الجروح أو التقرحات على سطح الجلد تجعله أكثر عرضة للإصابة بالبكتيريا، ومن ثمَّ، من الضروري معالجتها بالمضادات الحيوية.
  4. المراهم التي تحتوي على مادة الهيدروكورتيزون أو على كورتيكوستيرويدات، والتي تساعد على التخفيف من التهاب الجلد، وتوجد أدوية أيضاً تُتناوَل فموياً تحتوي على كورتيكوستيرويدات، وتُعالَج أيضاً بأدوية مضادة للحساسية مثل مضادات الهيستامين، والتي تُستخدم بهدف تخفيف الحكة الشديدة.

وأيضاً يوجد علاج طبي يعتمد على القطران والفحم يساعد على تخفيف الحكة؛ إذ يضاف القطران لبعض العقاقير الطبية، ويُستخدم استخداماً موضعياً على الجلد، ويقتصر استخدامه على الحالات الشديدة في المستشفيات؛ وذلك لأنَّ مظهره ورائحته لا يشجعان على استخدامه، أما في حال لم يستفد المصاب من الأدوية السابقة، فيُعالَج بدواء سياكلوسبورين.

  1. في حال علاج الأكزيما عند الأطفال الرضع أو الأطفال عموماً، يختار الأطباء المختصين المرطبات بدقة، إضافة إلى مراقبة النظام الغذائي للطفل ومراقبة ما يُستخدَم من مناديل معطرة.
  2. العلاج بتعريض الجلد للضوء؛ إذ يقوم الأطباء بتعريض الجلد المصاب للأشعة فوق البنفسجية.
  3. في حال وجود حساسية من مواد معينة كالتي ذكرناها آنفاً، يجب الابتعاد عنها كلياً.

يوجد أيضاً بعض النقاط التي تساعد الشخص المصاب بالأكزيما على تخفيف الشعور بالحكة والوقاية من نوبات التهاب الجلد منها:

  • ارتداء الملابس القطنية حصراً والابتعاد عن الملابس الصوفية أو الأقمشة الصناعية؛ وذلك لأنَّ الملابس القطنية تساعد على دخول الهواء إلى الجلد، ومن ثمَّ تخفيف الشعور بالحكة.
  • غسل الملابس الجديدة جيداً قبل ارتدائها لتنظيفها من بقايا الصبغات الملونة.
  • الابتعاد عن مصادر الحرارة العالية؛ وذلك لأنَّها تسبب تهيج الجلد، ويُفضَّل النوم في غرفة باردة نوعاً ما، كما يجب الحرص على عدم التعرض لتغيرات كبيرة ومفاجِئة في درجات الرطوبة أو الحرارة.
  • ارتداء القفازات القطنية بعد ترطيب اليدين في أثناء النوم للمحافظة على الرطوبة لمدة طويلة، كما أنَّ تغطية يدي الطفل المصاب بالأكزيما بقفازات قطنية ضرورية؛ وذلك لمنعه من حك الجلد وخاصة في أثناء النوم، إضافة إلى الحرص على قص أظافره باستمرار.
  • الاستحمام بالماء الدافئ المعتدل، ويجب الابتعاد عن استخدام الصابون؛ إذ يُفضَّل استخدام شامبو لطيف على الجلد، كما يُفضَّل أن يتم الاستحمام ليلاً؛ وذلك للحصول على نوم هادئ، والالتزام باستخدام المرطبات بعد الاستحمام مباشرة بعد أن يُنشَّف الجسم بالمناشف الناعمة حصراً.
  • التعرف إلى المواد التي تسبب لك التهيج؛ وذلك لأنَّها تزيد من سوء الحالة، فإن قللتَ من التعرض لها، تقل أعراض الأكزيما.
  • الابتعاد عن مسببات التوتر واتباع أساليب الاسترخاء من أجل التخلص من الضغط النفسي والقلق والتوتر.

توجد بعض العلاجات المنزلية التي قد تساعد على تخفيف أعراض الأكزيما:

  • زيت جوز الهند والذي يُطبَّق على المنطقة المصابة عدَّة مرات في اليوم للتخفيف من الحكة والآلام، نظراً لخصائصه المضادة للجراثيم والفطريات والأكسدة والميكروبات.
  • إضافة دقيق الشوفان إلى الحوض الذي يحوي ماء الاستحمام ونقع الجسم فيه لمدة لا تقل عن 15 دقيقة؛ وذلك لأنَّه يساعد على تهدئة الأعراض المصاحبة للأكزيما كالحكة والاحمرار.
  • وضع الكركم بعد عجنه مع ملعقة حليب على المكان المصاب مرتين خلال اليوم حتى تزول الحكة؛ وذلك لأنَّ الكركم يحتوي على خواص مضادة للأكسدة.
  • استخراج جل الصبار من نبات الصبار ووضعه على الجلد المصاب وتركه بضع دقائق ثم غسله بالماء الفاتر ليُنظَّف جيداً؛ وذلك لأنَّ الصبار يحتوي على خصائص مضادة للالتهابات، ومن ثمَّ يساعد على تخفيف الحكة والاحمرار.
  • استخدام منقوع أزهار البابونج؛ وذلك من خلال تبليل قطعة قماش فيه ثم وضعها على المكان المصاب وتركها لمدة لا تقل عن 15 دقيقة، ويمكن تكرار هذا العمل ثلاث مرات يومياً.
  • تساعد ثمرة جوزة الطيب على التخفيف من الالتهابات والألم؛ لذلك يمكن طحنه جيداً وتشكيل عجينة متماسكة منه بعد إضافته إلى القليل من زيت الزيتون، ومن ثم وضع العجينة على الجلد المصاب لمدة 20 دقيقة، ثم الغسل بالماء الفاتر.
  • وضع شرائح الخيار على الجلد المصاب لمدة ساعة، ثم الغسل جيداً بالماء الفاتر؛ وذلك نظراً لخصائصه المضادة للالتهابات، ويمكن تكرار ذلك أربع مرات في اليوم.

من الضروري الانتباه دائماً إلى جميع الأعراض التي تظهر على الجلد؛ وذلك لكثرة انتشار الأمراض الجلدية ولكثرة الضغوطات النفسية التي تساعد على ظهور الأمراض الجلدية، ويُفضَّل اتباع تعليمات الوقاية المذكورة آنفاً، والتي تتعلق بالنظافة والاستحمام ونوع الملابس دون الإصابة بأي مرض جلدي؛ وذلك لأنَّ درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج.

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5




مقالات مرتبطة