استفد من وضعك الحالي قبل الانتقال إلى مرحلة أخرى

هل تعتقد أنَّك تماماً في المكان الذي ترغب في أن تكون فيه؟

غالباً ما تكون الإجابة بالنسبة إلى معظم الناس هي "لا"، وربما تكون "لا، ليس تماماً؛ لكنَّني في طريقي إلى حيث أريد أن أكون"، أو ربما تكون أشبه بـ "مستحيل، أنا لست قريباً منه حتى"؛ فربما ترغب في وظيفة يمكنك الاستمتاع بها أكثر، أو منزل أكبر، أو سيارة أحدث، وربما تكون عازباً وترغب في الارتباط، أو ربما تريد أن يكون حسابك المصرفي أفضل قليلاً، أو أن تكون أكثر صحة، أو أكثر سعادة قليلاً.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة "جاستن هالي فيليبس" (JUSTIN HALEY PHILLIPS)، وتخبرنا فيه عن تجربتها في الاستفادة من المكان، والوضع الحالي لها قبل الانتقال إلى مرحلة أخرى.

لا بأس بالرغبة في المزيد:

في الواقع، من الهام أن تطلب المزيد؛ فالرغبة في المزيد لا تعني الاستياء؛ بل ما يحفز النمو والتقدم؛ إذ يمكنك أن تكون راضياً تماماً عن ظروفك الحالية دون أن تكون وجهتك النهائية، كما يمكنك أن تأكل للتو أكثر الوجبات اللذيذة في حياتك، وما زلت ترغب في تناول الحلوى.

القبول هو الحل:

لكن ليس ذلك النوع من القبول الذي يعني الرضوخ لوضعك الحالي أو الاستسلام في حالة من الهزيمة، وليس ذلك النوع الذي يجعلك تشعر باليأس أو اللامبالاة أو الرضوخ والاستسلام، إلا أنَّ وضعك الحالي هو مصيرك النهائي؛ بل هو ذلك القبول البسيط بأنَّ هذا مكانك الحالي في هذه اللحظة الراهنة فقط، وعليك حصر انتباهك فيها.

النقطة المحورية الخاصة بك:

إذا كنت تعيش أو تشعر بالاستياء، بدلاً من القبول، تابع ما يأتي:

عندما تتقبل مكانك الحالي، فأنت تستخدم قوتك، فالانتقال من الاستياء إلى القبول يشبه الاستعانة بخريطة الطريق عندما تضيع، ودون الرجوع إلى خريطتك - والتي نسيت حتى أنَّها في حوزتك - لا بدَّ من أنَّك ستتجول من مكانٍ إلى آخر وتبقى تائهاً، ولا تصل أبداً إلى المكان الذي تريد الذهاب إليه، لكن عندما تقبل مكانك الحالي، يمكنك رؤية الصورة الأكبر ومعرفة كيفية الانتقال من مكانك الحالي إلى الخطوة التالية، وعندها فقط يمكنك أن تقرر ما عليك فعله بوقتك الحالي، قبل أن تصل إلى مكانٍ آخر.

شاهد بالفيديو: مقومات النجاح الأساسيّة في الحياة

لا يمكنك تجنُّب ظروفك:

أنت هنا الآن، ولا يمكنك أن تبدأ حياة جديدة والانتقال إلى مكان آخر؛ إذ لا بدَّ لهذا الانتقال أو التحول أن يستغرق بعض الوقت والجهد؛ لذا عليك تحقيق أقصى استفادة مما لديك الآن، على سبيل المثال لم أكن أرغب حقاً في إدارة محطة وقود في بلدة صغيرة، كما كنت أفعل قبل بضع سنوات؛ لكنَّني كنت راضية، فقد كانت قريبةً جداً من منزلي، وتدرُّ لي دخلاً لائقاً، وكنت ناجحة في مجال الخدمات.

كان مساعدي "مدير محطة الغاز" وكنت أنا الخبيرة:

كنا مبتسمَين ومشرقَين دائماً حتى في الورديات الصباحية التي كانت تبدأ في الخامسة صباحاً، وننضح بالطاقة الدافئة والودودة؛ إذ لا يهم أنَّ الشمس لم تشرق بعد، فقد جلبنا نورنا معنا، كنا نستقبل زبائننا الدائمين بالاسم، وكثيراً ما كنا نجهز مشروباتهم قبل دخولهم، لقد قدمنا ​​الإلهام والتشجيع لمن يحتاجون إليه.

بدأت في تعليق فكرة الأسبوع على الواجهة الأمامية:

واصلت ذلك لمدة عام كامل، ما زلت أحتفظ بجميع المنشورات في ملف في مكتبي، كان بعضها مضحكاً، وبعضها فلسفياً، وبعضها كان كلمات أغانٍ، ربما كانت مجرد محطة وقود، لكن نحن الاثنين قمنا بتحويلها إلى مركز يبث الطاقة الإيجابية في بلدتنا الصغيرة، وقد قال لنا بعض الزبائن إنَّهم رفضوا الذهاب إلى أي من محطات الوقود الثلاث الأخرى في المدينة.

إقرأ أيضاً: نصائح لمواجهة الأوقات الصعبة في حياتك

كان سبب النجاح هو موقفنا:

من المؤكد أنَّ هذا المتجر لم يكن هو المكان الذي يريده كلانا؛ لكنَّنا حولناه إلى شيء أكبر وأفضل، وجعلناه مكاناً مليئاً بالمرح والمتعة والإحساس بالمجتمع، لقد جعلناه "منزلاً" حين نكون هناك، حتى انتقل كلانا إلى المرحلة التالية من حياتنا.

إقرأ أيضاً: 10 نصائح لتحقيق التطور المهني وتطوير العمل

لم يكن ذلك جيداً لكلينا فقط:

كان جيداً لكل من حولنا، رؤسائنا وموظفينا وزبائننا، بفضل جهودنا استفاد الجميع؛ فبدلاً من الشعور بعدم الرضى كوني أحمل شهادة جامعية من جامعة مرموقة وأدير محطة وقود في مكان غير معروف، استثمرت ما لدي وصنعت شيئاً مفيداً منه.

لم أكن حيث أردت أن أكون، ولا حتى شيئاً قريباً منه؛ لكنَّني قبلت ذلك آنذاك، كان ذلك مكاني، لقد وجدت طريقة لملء قلبي وتغذية روحي، وحقيقة أنَّني اخترت أن أتألق حيث كنت - بدلاً من الانتظار حتى تصبح الظروف مثالية - غيَّرت العالم، أو على الأقل ركني الصغير من هذا العالم.




مقالات مرتبطة