اجعل دوافعك أساساً لبناء عاداتك

يشترك رواد الأعمال جميعهم في سعيهم الدؤوب لإنجاح أعمالهم، فهم مدفوعون للنجاح مهما كلفهم الأمر، ويميلون إلى التفاني وبذل كامل طاقاتهم، ويوظفون ما يظنه الجميع ضعفاً كمَواطن قوة، حتى أنَّهم قد يكونون محط غيرة ممَّن هم ليسوا أهلاً لريادة الأعمال.



لقد جُبِل هؤلاء على مجتمع يلح عليهم للاندماج، وأظهر لهم كيفية فعلِ الأمور بالطريقة الصحيحة وتكوين صداقات مع الأشخاص الملائمين، ومع ذلك، يميل رواد الأعمال إلى أن يتميزوا عن الجميع؛ لذا كسروا الحواجز جميعها، ولم يأبهوا بآراء الآخرين.

تنص إحدى المقولات على أنَّ "الطريقة التي يقوم بها الشخص بشيء واحد هي الطريقة التي يفعل بها كل شيء"، وهذا ينطبق بصورة خاصة على رواد الأعمال؛ فهم يشرعون بفعل الأمور دون توانٍ، ويمتلكون رؤيا وينظرون للأمور نظرةً شاملة.

يسير رواد الأعمال قُدماً ويتخذون القرارات، ولا يخشون الفشل، ويفعلون كل ما باستطاعتهم لإنجاح الأمور، فَهُم يستقون العِبر من فشلهم وينطلقون منه نحو الخطوة التالية، ولكن في بعض الأحيان يمكِن أن تكون أعظم مَواطن قوَّتهم هي ما يُضعفهم، حيث يواجهون صعوبةً في الإبطاء من وتيرتهم والقيام بخطوات صغيرة؛ لأنَّهم ينظرون إلى الصورة الشاملة.

يكون جدول أعمال رواد الأعمال الذين يسيرون بوتيرة معيَّنة مليئاً بالاجتماعات والمهام والتبويبات المفتوحة على متصفحات حواسيبهم. وفي فعَّالية بعنوان "معلمو رواد الأعمال والمينتورز" (Entrepreneur's Masters & Mentors)، يتحدَّث خبير العلوم السلوكية "جيمس كلير" (James Clear) عن العادات الصغيرة وعن سلوكات قد تبدو غريبةً لبعض رواد الأعمال مثل: عدم التحقق من البريد الإلكتروني حتى فترة الظهر والتعود على القيام بالتمرينات الرياضية أو الكتابة أو إجراء مكالمات المبيعات، كما يتحدث عن استراتيجية "قائمتَي المهام" لرجل الأعمال الكبير "وارن بافيت" (Warren Buffett)، وهي استراتيجية تكتب فيها أهم 25 هدف لديك (شخصية ومهنية وتعليمية، وغيرها)، ثمَّ تحيط بدائرة أفضل 5 أهداف في تلك القائمة، وبعدها تضع قائمةً أخرى بالأمور التي عليك تجنُّبها مهما كلفك الأمر، وكيف أنَّ التركيز على الأهداف المهنية الخمسة هو ما سيجعلك تُحقِّق مبتغاك.

ربما تجد صعوبةً في تصديق أنَّ من يتَّبع هذه الاستراتيجيات هم مَن لا يبالغون في زيادة المهام على قائمة مهامهم؛ ومع ذلك عليك أن تشرع في تطبيق هذه العادات الصغيرة بأن تكون متفانياً في مسعاك لتصبح رائد أعمال ناجح. إليك بضع استراتيجيات لتطبِّقها على الفور:

1. إكمال المهام:

لا شيء ينعش القلب مثل مراقبة شروق الشمس وبيدك كوب من الشاي وأنت تقرأ كتاباً ورقياً مفيداً، لكنَّك لا تلبث أن تسمع بكتاب جديد حتى ترمي بالقديم وتقرأ الجديد وهكذا. ووفقاً لـ "كلير" (Clear)، تصبح هذه الكتب التي لم ننتهِ من قراءتها حلقاتٍ مفتوحة في ذهنك؛ لذا عليك إنهاؤها أو التبرع بها، ومن الآن فصاعداً، لا تبدأ في قراءة كتاب جديد قبل أن تُنهي ما لديك، حيث يمكِن أن ينطبق هذا أيضاً على أيِّ شيء آخر يحتل مساحةً من ذهنك.

إقرأ أيضاً: عادات ريتشارد برانسون للبدء في العمل

2. تنظيم العادات:

يقول "كلير" (Clear): إنَّ تعلُّم عادات جديدة لا يمكِن أن يُبنَى على دوافعنا؛ فالبدء على نطاق ضيق وتحديد محفِّز يدفعك إلى اتباع هذه العادات هو أفضل طريقة لجعلها حقيقة. وبالنسبة إلى بعض الناس، الكتابة هي إحدى هواياتهم المُفضَّلة؛ لأنَّها تتيح لهم تحرير أفكار كانت حبيسة أذهانهم، وتمنحهم العديد من الموضوعات التي يجب أن يكتبوا عنها.

قد تحاول تأطير الوقت إلى فترات طويلة لتمارس هوايتك، لكنَّك تتركها وتتجه لغيرها من المهام الهامة، وإن كانت هذه الحال لديك، فجرِّب تأطير الوقت على فترات قصيرة وابدأ بمهام بسيطة وخصِّص ساعتين أسبوعياً لممارسة هوايتك واجعلها عادةً، وبذلك تصبح أفعالك كلها مدروسةً.

3. التخلص من الفوضى:

يقول "كلير" (Clear): "تزيد البيئة النظيفة من ضبط النفس". يعاني الكثيرون من الفوضى في منازلهم أو مكاتبهم، ويؤجلون تنظيفها دوماً، لكن من المعروف عن رواد الأعمال تشتت انتباههم وصعوبة تركيزهم؛ لذا إن أرادوا التركيز، فعلى أذهانهم ومكاتبهم وحتى حواسيبهم أن تكون خاليةً من الفوضى؛ لذا جرِّب مثلاً عرضَ وضعِ ملء الشاشة عند العمل على الحاسوب كيلا يتشتت ذهنك.

4. إدارة الطاقة وليس الوقت:

يقول "كلير" (Clear): إنَّ معظمنا يركز على إدارة الوقت بينما يتعين علينا في الواقع التركيز على إدارة الطاقة، حيث يمرُّ الشخص بحالة من التقلبات على مدار اليوم، فمثلاً: قد تحب القيام بالتمرينات الرياضية في الخامسة صباحاً كي تحفز إنتاج هرمون الأدرينالين لتكمل يومك، لكنَّ ذهنك يكون في حالة من الفوضى الكاملة في وقت مبكر من بعد الظهر، ثمَّ يتضاعف تركيزك في المساء.

يتغير تواتر طاقات كل شخص على مدار اليوم؛ لذا حضِّر ليومك وجهِّز قائمة مهامك لتتناسب مع الأوقات التي تكون فيها طاقتك في ذروتها، فأنت رائد أعمال، وستنجز كل شيء، ولكن لا تبخل على نفسك بالراحة إن احتجتَها.

إقرأ أيضاً: كيف يمكن رفع الطاقة؟ من كتاب المفاتيح العشرة للنجاح لإبراهيم الفقي

5. تحديد غايتك:

يتيح لك تحديد غايتك لليوم بالشعور بالإنجاز عند تحقيقه، ولكن قد تتعرض للمقاطعة على مدار اليوم وأحياناً تكون أنت أكبر مصدر تشتيت لنفسك؛ كأن تُضيِّع وقتك الثمين في تصفُّح وسائل التواصل الاجتماعي؛ لذا يُنصَح باستخدام إضافة متصفح "كروم" (Chrome) "مومينتوم" (Momentum) التي تستطيع عن طريقها تحديد غايتك لليوم؛ حيث تُذكِّرك بها في كل مرة تفتح فيها علامة تبويب جديدة.

 

المصدر




مقالات مرتبطة