إدراك الغاية الأساسية من الحياة

هل تساءلت يوماً عن الهدف من كل ما تسعى إليه، سواء الحصول على وظيفة أم كسب المال أم بناء منزل أم امتلاك سيارة أم ادخار المال للمستقبل؟



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدوِّنة "إرين فالكونر" (Erin Falconer)، وتروي لنا فيه تجربتها مع اكتشاف السعادة.

قد يجيب بعض الأشخاص عن هذا السؤال أنَّنا نقوم بذلك لنضمن لأنفسنا الأمان والراحة بقيَّة حياتنا؛ لكنَّ الهدف الحقيقي من الشعور بالأمان والراحة هو السعادة الحقيقية والمستدامة؛ أي إنَّ السعادة مقصَد حقيقي من كل ما يفعله الإنسان في حياته؛ لكنَّ السؤال هنا هل الأمان والراحة كافيان ليكون الإنسان سعيداً؟

يعمل بعض الأشخاص طوال حياتهم من أجل الوصول إلى حالة من الأمن والأمان، ومع ذلك ليس من الضروري أن يجعلهم ذلك سعداء وآمنين؛ ففي أوقات الكوارث الطبيعية لا يبقى للأمان أي فائدة في حماية حياة البشر مثل كارثة "تسونامي" التي وقعت في اليابان وذهب ضحيتها الآلاف.

لا يوجد شيء مضمون بالمطلق في الحياة عموماً، ولا يوجد أمان حقيقي، ويجب ألا تُعدُّ هذه الحقيقة مؤلمة؛ بل هي بمنزلة تحرُّر من الخوف من المستقبل، فتجنُّب الخطر ليس أكثر أماناً على الأمد الطويل من التعرُّض المباشر له.

هل الممتلكات المادية سببٌ كافٍ للسعادة؟

قد تظن أنَّ توفُّر وسائل الراحة شرط أساسي للسعادة، مثل امتلاك منزل وسيارة ورصيد بنكي كبير ووظيفة مرموقة؛ لكنَّني رأيت أناساً خلال إقامتي في الهند بالكاد يحصلون على قوت يومهم، ومع ذلك تجد السعادة في قلوبهم والابتسامة على وجوههم.

عملت في السابق لدى بنك استثماري كبير وخلال سنوات العمل التقيت بأغنياء كُثُر ومع ذلك ليسوا سعداء؛ بل إنَّ بعض الناس بدو غاضبين ومرهقين، وبالمقابل يوجد أشخاص سعداء من ذوي الدخل المتوسط؛ وهذا يعني أنَّ الوصول إلى السعادة يتطلَّب أشياء أخرى غير المال والراحة والرفاهية.

إنَّ معظم الكماليات أو ما يسمى بوسائل الراحة غير ضرورية للإنسان؛ بل تحدُّ من تطوره، ولا علاقة للسعادة بما تملكه، فمن الممكن أن تكون سعيداً بمجرد سماعك لقصيدة تحبُّها أو مشاهدة شروق الشمس أو بطرائق أخرى ليست مُكلفة على الإطلاق.

شاهد بالفديو: 10 قواعد في الحياة للمحافظة على الدافع

أسباب السعادة:

السعادة قرار؛ فالناس السعداء على اختلاف مستوياتهم المادية والاجتماعية قرروا أن يكونوا سعداء؛ لذلك تجدهم مبتسمين تحت أي ظرف ويسعون إلى تخطِّي أي عقبة تقف في وجه سعادتهم، وقد يفشلون في بعض الأحيان، لكن سرعان ما يعيدون توجيه تركيزهم نحو الأشياء التي تسعدهم، والتي أصبحت بالنسبة إليهم عادة وسلوكاً يومياً، وفي المقابل يشعر آخرون أنَّ سعادتهم مُؤجَّلة لحين تحقُّق شيء ما أو حصولهم على مبلغ من المال، وهم بذلك يضعون قيوداً على أنفسهم لم يفرضها عليهم أحد.

إقرأ أيضاً: مفهوم السعادة وطرق الوصول لها

في الختام:

اجعل من سعادتك أولوية، وابدأ بتجربة الأشياء التي تسعدك، ولا داعي للشعور بالذنب إن أخفقت، فهذا أمر طبيعي، أعِد توجيه تركيزك نحو هدفك فقط الذي تسعى إليه، ومع الاستمرار بذلك ستصل إلى حالة من السعادة الدائمة. 

توقَّف عن فعل أشياء بهدف أن تكون سعيداً في المستقبل، واحرص أن تفعل ما يسعدك في الوقت الحاضر ويشعرك بالحماسة والشغف، بدلاً من القلق بشأن المستقبل، مثل سماع أغنية تحبُّها أو اللعب مع الأطفال أو تأمُّل صورة جميلة أو التحدُّث إلى صديق تحبُّه، فالسعادة متاحة مجاناً وفي أي وقت والقرار يعود لك ولا أحد يستطيع أن يسلبها منك إلا بموافقتك.




مقالات مرتبطة