أهمية المبادرة في الحياة والعمل

عندما كنت فتاةً صغيرةً، كنت هادئةً وخجولةً، وفي المدرسة، كنت الطفلة التي تنزلق في كرسيها كي لا يلاحظني أحد؛ وذلك ليس لأنَّني لم أكن أعرف الإجابة عن الأسئلة؛ وإنَّما لأنَّني لا أرغب في أن ينظر زملائي إليَّ ويحكمون علي، كنت أتمتع بخيال واسع، وكنت أفضِّل العيش ضمن عالمي الإبداعي الخاص بي.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّنة جوان إيمري (Joanne Emery)، والتي تُحدِّثنا فيه عن تجربتها الشخصية في التواصل مع المعلمين.

لذلك كنت راضيةً عن نفسي تماماً، ولم أبدأ بالتعبير عن نفسي إلا بفضل بعض المعلمين الماهرين والمتعاطفين؛ حيث تمكَّنت من مشاركة أفكاري وآرائي بثقة كبيرة، وكنت أعرف أنَّني أريد أن أكون مثل أولئك المعلمين القادرين على رعاية جميع الطلاب والاهتمام بهم، سواءً كانوا منفتحين اجتماعيين أم انطوائيين متواضعين.

وبالانتقال إلى الوقت الحاضر، كجزء من دوري كمنسقة للمناهج الدراسية في اللغة الإنجليزية، أقدِّم المنتورينغ لأعضاء هيئة التدريس؛ حيث إنَّ عملية المنتورينغ ذات أهمية خاصة جداً؛ وذلك لأنَّها تتطلب قدراً كبيراً من التعاطف، ولقد تعلمت على مر السنين أن أتمهل، وأكون حاضرةً فعلاً، وأن أنصت من دون إلقاء الأحكام، فأنا أعلم أنَّه من خلال القيام بذلك، سأكون قادرةً على مساعدة زملائي على الاقتراب من تحقيق أهدافهم.

لا يضيِّع زملائي الانطوائيون جهودي سدىً، فهم يطلبون مني النصيحة، وقد بنينا معاً أساساً للثقة والاحترام المتبادَلَين، ولكي أُنجِزَ عملي بفاعلية، كان عليَّ أن أجد طرائق لكشف أسلوبي القيادي، وإظهار تأثير القيادة تصاعدياً؛ أي من القاعدة إلى القمة.

شاهد بالفديو: 10 طرق لبناء علاقات عمل إيجابية وفعالة

وأحد الأساليب البسيطة التي استخدمتها هذا العام للتواصل مع المعلمين، وتوسيع نطاق مناقشاتنا حول التدريس والتعلُّم هو كتابة الملاحظات، فكل أسبوع، بعد أن أكون قد راقبت المعلمين وتعاونت معهم، كنت أرسل لهم رسائل بريد إلكتروني شخصية توضِّح لهم بالتفصيل الاستراتيجيات والتقنيات والإجراءات المحددة التي رأيتها خلال زياراتي للصفوف الدراسية؛ حيث إنَّ هدفي أن يشعر المعلمون بالتقدير والاحترام، وفتح المجال لمزيد من التعاون والتعلُّم.

إقرأ أيضاً: 5 نصائح لإرساء ثقافة التعلم في مكان العمل

عندما بدأت بكتابة هذه الملاحظات، كنت أعلم أنَّ المعلمين سوف يستمتعون بالتغذية الراجعة الإيجابية، لكنَّني لم أدرك مدى فاعلية الملاحظات في تعميق علاقتي معهم، ولا سيما الذين لم يكونوا منفتحين دائماً على فكرة التغيير، وهذه المهمة البسيطة، التي تستغرق دقيقتين تقريباً لكتابتها، كان لها تأثير فعَّال في الطريقة التي أؤدي بها وظيفتي، لدرجة أنَّني اضطررت إلى مشاركتها مع الآخرين، وكما قالت الأم تيريزا (Mother Teresa): "كن مخلصاً في الأمور الصغيرة؛ وذلك لأنَّ قوَّتك تكمن فيها".

المصدر




مقالات مرتبطة