أهمية التقدير في ربط الموظفين بقيم ورسالة الشركة

عندما يتعلق الأمر برسالة وقيم الشركة، فهناك منظوران لذلك؛ من ناحية، قد تفكر: "بالطبع أنا مهتم برسالة شركتي وقيمها. وبصفتي متخصصاً في الموارد البشرية، فهذا هو عملي، وهدفنا هو مواءمة الموظفين مع رسالة الشركة وقيمها؛ لذلك نحن جميعاً على وفاق، إذا جاز التعبير".



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدوِّنة وموظفة الموارد البشرية "ديبرا كوري" (Debra Corey)، وتُحدِّثنا فيه عن أهمية تقدير الموظفين.

ومن ناحية أخرى، ربما تعتقد أنَّ رسالة الشركة وقيمها ليست سوى مجرد كلام تتفوه به الشركات، وربما هذا هو بالضبط ما يتحدث عنه موظفو الموارد البشرية بشكل حساس؛ لأنَّهم يواجهون صعوبة في مناقشة مخاوف العمل الحقيقية.

إن كنت في هذه المرحلة، فقد حان الوقت لتغيير طريقة تفكيرك؛ إذ تُعَدُّ رسالة شركتك وقيمها من الاهتمامات التجارية الحقيقية. عندما يعلم الموظفون في جميع مستويات شركتك برسالتك، ويفهمون القيم التي تدافع عنها ويجسدونها، فمن المرجح أن ينجح عملك؛ أي عندما يفهم موظفوك الهدف من شركتك، سيكون لذلك تأثير حقيقي للغاية في أرباحك النهائية.

قد لا تدرك أنَّ موظفيك مهتمون بشركتك:

يكشف نظام جديد اتخذه مديري في العمل، وهو عبارة عن نظام أساسي لإشراك الموظفين، أنَّ 98% من أرباب العمل و95% من الموظفين - وهي نسبة عالية - متفقون على أنَّ التوافق الشخصي مع رسالة الشركة أمر هام. ولكن، أقل من نصف الموظفين يعرفون فعلياً رسالة الشركة وقيمها، وينبغي ألَّا يكون هذا مفاجئاً؛ لذا، ما عليك سوى أن تطلب من زملائك سرد رسالة الشركة وقيمها.

مع ذلك، حتى لو كان بإمكان موظفيك سرد رسالة شركتك، فإنَّ المشكلة الحقيقية تكمن في أنَّهم لا يشعرون بارتباط حقيقي بها، ولا يفهمون كيف يمكن لما يفعلونه أن يتماشى ويدعم تلك الرسالة.

إقرأ أيضاً: 3 طرق لمشاركة الموظفين من خلال بيان رؤية الشركة

ثقافة التقدير:

بصفتي متخصصةً في الموارد البشرية، فإنَّ واحدة من أفضل الطرائق التي رأيتها خلال أكثر من 20 عاماً لإنشاء هذا الارتباط مع رسالتك وقيمك، هي من خلال إنشاء ثقافة التقدير. فالتقدير أمر بالغ الأهمية في جميع الأعمال، بغضِّ النظر عن حجم الشركة أو مجال عملها؛ ذلك لأنه يلبِّي حاجة أساسية للشعور بالتقدير، ويحفز الموظف. وبالطبع، فهو يساعد أيضاً على تحقيق الأهداف بناءً على السلوكات الموضحة من خلال قيمك للتأثير في أرباح شركتك.

من المؤكَّد أنَّ 80% من المديرين الذين شملهم الاستطلاع يقولون إنَّ ثقافة التقدير موجودة في أماكن عملهم. وعلاوة على ذلك، يعتقد 9 من كل 10 قادة أنَّ شركتهم تقوم بما يكفي لتقدير الموظفين الذين يُظهِرون قيماً تنظيمية. لكن بالطبع هناك شيء آخر يُشعِر الموظفين خلافاً لذلك؛ إذ يعتقد أكثر من 60% أنَّه يجب على مديريهم وقادتهم تقديم المزيد من الشكر، في حين يقول 70% منهم إنَّ دوافعهم ومعنوياتهم ستتحسن كنتيجة لتقدير أكبر.

قد تؤدي المشاركة والثقة إلى الاحتفاظ بالموظفين وتعزيز أدائهم؛ فلا توجد حدود لما يمكن لثقافة التقدير والارتباط برسالة وقيم الشركة أن تساعدك على تحقيقه.

شاهد بالفيديو: 3 خطوات على المدراء اتباعها لتحفيز موظفيهم

تقديم الشكر هو البداية:

"شكراً لك"؛ هاتان الكلمتان السهلتان يمكن أن تُحدِثا فرقاً كبيراً في ثقافتك التنظيمية؛ لأنَّنا جميعاً بحاجة إلى التقدير على العمل الذي نقوم به والجهود التي نبذلها.

لكنَّ التقدير الحقيقي لا يقتصر على كلمات الشكر، ولتحقيق أقصى استفادة منه، عليك ربطه بأهداف أكبر لشركتك؛ وهذا يعني مدح الموظفين في سلوكات تُجسِّدهم، كما أشرتُ آنفاً. ادمج قيم شركتك، وابعث الإلهام والتمكين في مديريك وجميع موظفيك لتقدير بعضهم بعضاً بشكل متكرر على وجه التحديد.

فيما يأتي أربع نصائح أعتقد أنَّه يجب عليك اتباعها للبدء والحصول على النتائج:

  1. اجعل التقدير ذا معنى: ثِق بأنَّ لحظات التقدير لها تأثير حقيقي عندما تجعلها ذات معنى؛ لذا عندما تشكر موظفيك، أخبِرهم بالضبط ما فعلوه، وأنَّ عملهم كان رائعاً. فبدلاً من قول "شكراً على مساعدتك"، قل له "شكراً على العمل الجاد في هذا المشروع. لقد جسدت قيمنا في المضي قدماً". سيساعد ذلك الموظفين على فهم ما قاموا به بشكل جيد، وما الذي يجب أن يستهدفوه في المستقبل.
  2. اجعل التقدير رسمياً: يجب أن يكون تقدير السلوكات أمراً رسمياً، وأن يكون كل موظف في شركتك قادراً على تقديم التقدير وتلقِّيه؛ إذ إنَّك لن تتمكن من إنشاء الثقافة الصحيحة إذا كان التقدير يحدث عن طريق الرشوة.
  3. سلِّط الضوء على التقدير: ويكون ذلك خلال الاحتفاء بموظف ما علناً (بافتراض أنَّه مرتاح لذلك). فأنت بالإضافة إلى تشجيع هذا الموظف على المشاركة في سلوك مماثل، تُظهِر للآخرين ما يجب أن يبدو عليه التصرف وفقاً لقيم الشركة.
  4. قدِّم التقدير في الوقت المناسب: لا تنتظر كثيراً لتقدير موظفيك؛ لأنَّ مدحهم في الوقت المناسب باستخدام أدوات التقدير الفورية سيكون له تأثير أكبر بكثير من التأخير، الذي سيُفقِد قيمة اللحظة والتأثير.
إقرأ أيضاً: كيف تقدم تغذية راجعة بناءة في مكان العمل؟

في الختام:

سأقترح أن تسأل نفسك: هل يمكنك تحمُّل ضعف أداء أكثر من نصف موظفيك لأنَّهم يفتقرون إلى الارتباط برسالة وقيمة شركتك؟ وهل يمكنك تحمُّل أنَّ 70% من موظفيك لا يقدِّمون أفضل ما لديهم؟ الجواب واضح. ومع ذلك، فإنَّ الحل يتطلب منك اتخاذ إجراءات بشكل مختلف.

لا يمكنك بناء ثقافة يتوافق فيها الجميع مع رسالة وقيم شركتك، إذا كان الموظفون الذين تأمل في إلهامهم لا يفهمونها ولا يعيشونها ولا يحظون بالتقدير. الأمر متروك لك لتصميم برنامج التقدير الذي يقوم بكل هذا من خلال ربط النقاط لموظفيك وعملك.

المصدر




مقالات مرتبطة