أهم الأفكار الواردة في كتاب الانضباط الذاتي لعبد الكريم بكار

كتاب "الانضباط الذاتي" لـ "عبد الكريم بكار" هو كتاب هام يتحدَّث عن كيفية تطوير الانضباط الذاتي والتحكُّم في النفس والعواطف والتفكير، ويعدُّ الكتاب دليلاً عملياً يساعد القارئ على تحقيق أهدافه وتحقيق النجاح في الحياة الشخصية والمهنية، ويتناول الكتاب عدة موضوعات هامة، مثل تحديد الأهداف وتطوير الإرادة وتعزيز التفاؤل وتحويل الطاقة السلبية إلى إيجابية وغيرها من الأفكار.



يعدُّ الكتاب مرجعاً هاماً للأشخاص الذين يرغبون في تحسين حياتهم وتحقيق أهدافهم والوصول إلى نجاحهم المرجو، وفي هذا المقال سنتحدث بعمق عن بعض الموضوعات الهامة التي يتناولها الكتاب، ونقدم الأمثلة المفصلة لتوضيح الأفكار، لذلك إذا كنت من المهتمين، فتابع معنا.

أهمية تحديد الأهداف:

يتحدَّث كتاب الانضباط الذاتي لـ "عبد الكريم بكار" عن أهمية تحديد الأهداف في تحقيق الانضباط الذاتي؛ إذ يمكن لتحديد الأهداف بشكل واضح ومحدَّد أن يوفر الاتجاه والتوجيه الصحيحين للأفراد، ويحفزهم على العمل بجدية لتحقيق هذه الأهداف.

يذكر الكتاب عدداً من الأمثلة عن أهمية تحديد الأهداف، مثل:

  1. إذا كان لديك هدف واضح في الحياة، فإنَّ ذلك يمنحك الدافعية والتحفيز للعمل بجدية لتحقيق هذا الهدف، ويمكن أن يكون هذا الهدف تحقيق النجاح في العمل أو تحقيق السعادة والرضى الذاتي.
  2. يمكن أن يوفر تحديد الأهداف للأفراد التركيز في حياتهم، ويمكن أن يوفر لهم الوقت والجهد في تحقيق هذه الأهداف.
  3. قد يساعد تحديد الأهداف على تحديد ما يجب على الأفراد التركيز عليه، ويمكن أن يساعد على تحديد المهارات والمعارف التي يحتاجها الفرد لتحقيق هذه الأهداف.

يوضح الكتاب كيفية تحديد الأهداف بشكل صحيح ومحدَّد، ويشير إلى أنَّ الأهداف يجب أن تكون ذات صلة بالرغبات والأحلام والطموحات الحقيقية للفرد، وأنَّها يجب أن تكون واضحة ومحدَّدة بشكل جيد وقابلة للقياس والتحقق.

شاهد بالفيديو: طرق تنمية الانضباط الذاتي:

تطوير الإرادة:

يتحدث كتاب الانضباط الذاتي لـ "عبد الكريم بكار" عن أهمية تطوير الإرادة في تحقيق الانضباط الذاتي؛ إذ تعد الإرادة من العوامل الرئيسة في السيطرة على النفس وتحقيق الأهداف المحدَّدة، وتقوم الإرادة على العزيمة والإصرار والإرادة الصلبة لتحقيق الأهداف التي يرغب الفرد في تحقيقها.

يوضح الكتاب كيفية تطوير الإرادة، ويشير إلى أنَّ تطوير الإرادة ممكن من خلال التمرين والممارسة المنتظمة؛ وذلك عن طريق التحكم في الأفكار والمشاعر والسلوكات السلبية التي تمنع تحقيق الأهداف.

من الأمثلة التي يقدمها الكتاب عن كيفية تطوير الإرادة:

  1. التمرين على الصبر: ينصح الكتاب بأن يمارس الفرد التحكم في العواطف والمشاعر السلبية وعدم الاستسلام لها، والاستمرار في العمل بصبر وثبات لتحقيق الأهداف المحددة.
  2. تطوير الإرادة الصلبة: يقترح الكتاب ممارسة القيام بالأشياء التي تتطلب الإرادة الصلبة، مثل الصوم والتحكم في الأكل والشرب؛ وذلك لتحقيق القدرة على التحكم في الرغبات والمشاعر وتحقيق الأهداف المحددة.
  3. تحديد الأهداف الواقعية: ينصح الكتاب بتحديد الأهداف التي يمكن تحقيقها بشكل واقعي ومحدَّد؛ وذلك لتحقيق الثقة في النفس وتطوير الإرادة الصلبة في تحقيق هذه الأهداف.

يشير الكتاب إلى أنَّ تطوير الإرادة يتطلب كثيراً من الجهد والممارسة المستمرة، ويمكن تحقيق ذلك عن طريق تحديد الأهداف، ووضع خطة عمل لتحقيقها، والالتزام بتنفيذ تلك الخطة دائماً وبانتظام.

يعد تحقيق الانضباط الذاتي وتطوير الإرادة أمراً هاماً جداً في حياتنا اليومية، فقد يساعدنا ذلك على تحقيق أهدافنا المهنية والشخصية والتعليمية والاجتماعية، وتحسين نوعية حياتنا عموماً.

إقرأ أيضاً: 6 خطوات لإنشاء خطَّة عمل ناجحة

دور التفاؤل:

يشير الكتاب إلى أنَّ التفاؤل يؤدي دوراً كبيراً في تحسين نوعية حياتنا وزيادة فرص النجاح، فعندما نكون متفائلين ننظر إلى الأمور بإيجابية، ونركز على الأفكار الإيجابية والحلول بدلاً من الشكوى والتذمر والمشاعر السلبية.

ينصح الكتاب بطرائق عدة لتعزيز التفاؤل، مثل تغيير نمط التفكير من السلبي إلى الإيجابي، والتركيز على الإنجازات والأشياء الجيدة التي نُحدِثها في حياتنا، والتفكير بالنجاحات المستقبلية بدلاً من الفشل والخسارة، كما يوصي الكتاب بأن نكون أكثر تفاؤلاً في التعامل مع الآخرين حتى في الظروف الصعبة، وهذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة التفاؤل والأمل في المستقبل.

التفكير بأنفسنا كأنَّنا متفائلون من المفترض أن يكون له تأثير إيجابي في تحقيق الأهداف وتحسين الحالة النفسية، فعلى سبيل المثال، إذا كنت شخصاً يتوقع الفشل في امتحان ما، فإنَّ هذا النوع من التفكير سيؤثر في طريقة تحضيرك وأدائك في الامتحان، بالمقابل إذا كنت شخصاً يتوقع النجاح، فستعمل بجد أكثر وستكون لديك الثقة اللازمة لتحقيق النجاح.

عموماً يمكن أن يحسِّن التفاؤل والتفكير الإيجابي من مستوى السعادة والارتياح النفسي لدى الأفراد، كما أنَّه يمكن أن يساعد على تحقيق الأهداف والنجاحات المستقبلية في الحياة الشخصية والعملية.

تحويل الطاقة السلبية إلى إيجابية:

يشير الكتاب إلى أنَّه من الهام تحويل الطاقة السلبية إلى إيجابية حتى نتمكن من التغلب على الصعاب والتحديات في حياتنا، فالطاقة السلبية يمكن أن تؤثر في حالتنا النفسية والصحية وتؤدي إلى تقليل الإنتاجية والتأخير في تحقيق الأهداف، لذلك يوصي الكتاب بطرائق عدة لتحويل الطاقة السلبية إلى إيجابية.

  1. يوصي الكتاب بتقليل مصادر الطاقة السلبية في حياتنا، مثل الابتعاد عن الأشخاص السلبيين أو الأحداث السلبية، وبدلاً من ذلك، يمكن التركيز على الأشياء الإيجابية، مثل الأشخاص الذين يحبونك والأحداث الجميلة التي تجعلك سعيداً.
  2. يوصي الكتاب بتحويل الطاقة السلبية إلى إيجابية عن طريق ممارسة النشاطات الإيجابية، مثل ممارسة الرياضة أو الاستماع للموسيقى المفضلة لديك، ويمكن أن يساعد الكتاب على تعزيز الأفكار الإيجابية وتحويل الطاقة السلبية إلى إيجابية.
  3. يوصي الكتاب بممارسة العفو والتسامح حتى نتمكن من التخلص من الشعور بالغضب والسخط، ويمكن التفكير في الأشياء التي تزعجك والتحلي بالتسامح والعفو بدلاً من الشعور بالغضب والانتقام.

على سبيل المثال، إذا كان شخص يعاني من الضغوطات والتوتر في العمل، يمكنه تحويل الطاقة السلبية إلى إيجابية عن طريق الرياضة أو الاستماع للموسيقى المفضلة لديه، وبدلاً من التفكير في الأشياء السلبية في العمل، يمكن أن يحاول هذا الشخص العمل على تحسين علاقته بزملائه في العمل، وإذا كان لديك زميل يتصرف بطريقة سلبية، فيمكن محاولة مساعدته أو التحدث معه حديثاً ودِّياً ومحاولة تحويل طاقته السلبية إلى إيجابية.

يمكن تطبيق فكرة تحويل الطاقة السلبية إلى إيجابية أيضاً في الحياة الشخصية، فعندما يتعرض الشخص للضغوطات والتوتر في حياته اليومية، في هذه الحالة يمكن أن يقوم الشخص بتحويل الطاقة السلبية إلى إيجابية عن طريق القيام بالنشاطات التي يحبها وتسعده، مثل القراءة أو ممارسة الهوايات المفضلة له أو التحدث مع الأشخاص الذين يحبهم ويدعمونه.

إنَّ تحويل الطاقة السلبية إلى إيجابية يساعدنا على التخلص من الشعور بالتوتر والضغوطات وتحسين حالتنا النفسية والصحية، ويمكن أن يساعدنا أيضاً على تحسين علاقاتنا الاجتماعية وتحقيق أهدافنا بطريقة أكثر إيجابية وفاعلية.

إقرأ أيضاً: أسباب التفكير السلبي وكيفية التخلص منه

أهمية الاستمرار في العمل على الرغم من المصاعب:

يتحدث كتاب الانضباط الذاتي عن الاستمرار في العمل على الرغم من الصعوبات والتحديات التي يواجهها الشخص، ويقول إنَّ الصعوبات والتحديات هي جزء من الحياة ولا يمكن تجنبها، لكن من الهام أن يتمكن الشخص من التعامل معها بطريقة إيجابية ومواصلة العمل نحو تحقيق أهدافه.

يمكن تحقيق هذه الفكرة عن طريق تعزيز الإرادة والعزيمة لدى الشخص، وتذكيره بأهدافه وما يحققه من خلال العمل المستمر، ويمكن أيضاً تطبيق بعض التقنيات، مثل تقنية التفكير الإيجابي والتأمل لتحسين مزاج الشخص ودعمه في الاستمرار في العمل.

على سبيل المثال، يوضح الكتاب قصة المصمِّم الشهير "توماس هيذ" الذي كان يعمل على تصميم شعار (FedEx)، ولكنَّه واجه صعوبات كثيرة في البداية، وكان يشك في قدرته على إتمام المهمة، ومع ذلك، قرر "هيذ" أن يستمر في العمل وتحدي نفسه والبحث عن حلول للصعوبات التي يواجهها، وفي النهاية تمكَّن "هيذ" من تصميم شعار (FedEx) الذي أصبح رمزاً عالمياً شهيراً.

يوضح الكتاب أيضاً أنَّ الاستمرار في العمل على الرغم من الصعوبات يمكن أن يحقق نتائج رائعة، مثلما حدث في حالة الشاعر الإنجليزي "جون كيتس" الذي كتب أشعاره الأكثر شهرة خلال فترة صحية سيئة، ولكنَّه استطاع تجاوز تلك الصعوبات وأنتج أعمالاً شعرية رائعة.

إضافة إلى ذلك، يشير الكتاب إلى أنَّ الاستمرار في العمل على الرغم من الصعوبات يتطلب الثبات على الأهداف والتفاؤل، وتحويل الطاقة السلبية إلى إيجابية، وتحسين الإرادة والتركيز، والتفكير الإيجابي.

يقدم الكتاب بعض الأمثلة المفصلة عن هذه الفكرة، مثل الشخص الذي يواجه صعوبات في تحقيق هدفه في الحصول على وظيفة جديدة والذي يشعر باليأس والاستسلام، ولكنَّه في النهاية يستمر في البحث والتقدم حتى يتحقق هدفه ويحصل على الوظيفة التي يريدها.

يوضح الكتاب أنَّ الاستمرار في العمل على الرغم من الصعوبات يتطلب أيضاً الاعتراف بأنَّ الفشل يمكن أن يحدث، وأنَّه يجب الاستفادة من الأخطاء والتعلم منها بدلاً من الاستسلام والانكسار، ويقدم الكتاب عدداً من الأمثلة عن هذه الفكرة، مثل الشخص الذي يفشل في امتحان هام ويتعلم من الأخطاء التي ارتكبها في الاختبار الأول، ويحصل في النهاية على درجة عالية في الاختبار الثاني بفضل التعلم من أخطائه.

إقرأ أيضاً: 7 نصائح تساعدك على الاستفادة من أخطائك

عموماً يؤكد الكتاب على أهمية الاستمرار في العمل، والتحلي بالصبر والاستمرارية على الرغم من الصعوبات التي يمكن مواجهتها في الطريق، وأنَّ هذه الصفات يمكن تنميتها وتحسينها عن طريق تحسين الإرادة والتفكير الإيجابي وتحويل الطاقة السلبية إلى إيجابية والاستفادة من الأخطاء والفشل.

في الختام:

لقد انتهينا من استعراض بعض الموضوعات الهامة التي يتناولها كتاب الانضباط الذاتي لـ "عبد الكريم بكار" التي تساعد تحسين الحياة وتحقيق الأهداف، فيعد الكتاب دليلاً عملياً قيِّماً للأشخاص الذين يسعون إلى تحسين حياتهم وتحقيق نجاحهم المرجو، ويوفر الكتاب عدة أدوات وتقنيات عملية يمكن استخدامها في حياته اليومية؛ لذلك أوصي بشدة بقراءة هذا الكتاب لكل شخص يرغب في تحسين حياته وتحقيق أهدافه.




مقالات مرتبطة