أهم 3 مبادئ تمنعك من تحقيق أهدافك

هل تريد الوصول إلى المثالية؟ هل تريد الحصول على اللياقة البدنية؟ هل تريد مضاعفة دخلك وتحقيق الاستقلال المالي وعيش حياة سعيدة أكثر؟ يقول ألبرت هوبارد: "الانضباط الذاتي هو القدرة على فعل ما يجب فعله، حينما يجب عليك فعله، سواءً أَكنتَ راغباً فيه أم راغباً عنه".



عندما يسيطر عليك الخوف وتترك تحمّل المسؤولية ولا تخطط لحياتك؛ فذلك يمنعك من الالتزام بما تريد القيام به وتحقيقه، فالنجاح لا يأتي مصادفة، وكذلك الفشل؛ فأنت تنجح عندما تقوم بما يقوم به الناجحون مراراً وتكراراً، إلى أن تصبح هذه التصرفات عادةً لديك. يودُّ الجميع أن يكونوا ناجحين وأصحاء وسعداء ونحيفين وأغنياء، ولكنّ غالبية الناس ليس لديهم الاستعداد لدفع الثمن؛ فتحقيق النجاح يحتاج إلى القيام بما هو مطلوبٌ بصورةٍ يوميّة، فهو يشبه اكتساب اللياقة البدنية التي تحتاج إلى وقتٍ للوصول إلى النتيجة المنشودة. لذا سنطرح في الأسطر القادمة أهم ثلاثة مبادئ أساسية تمنعك من تحقيق أهدافك، كما سنتطرّق إلى خطوات تحقيق الأهداف.

1. عدم تحمّل المسؤولية:

لا يتحمّل أكثر من 80% من الناس مسؤولية أفعالهم أبداً، فتجدهم يشتكون وينتقدون ويختلقون الأعذار بصورةٍ مستمرّة، ويلقون باللائمة على الآخرين في الأمور التي لا يكونون راضين عنها في حياتهم.

فالأشخاص الذين اكتسبوا عادة إلقاء اللوم تلقائياً، عادةً ما يَصُبُّون جام غضبهم على المقتنيات، ويُعدُّ إلقاء اللوم على الجَمادات -حينما لا تعمل كما هو متوقّعٌ منها- أمراً في غاية السخافة، لدرجة أنَّه بات شكلاً بسيطاً من أشكال الجنون.

فالناس يغضبون من الأبواب التي تغلق، ويشتمون الأدوات التي يستخدمونها حينما يرتكبون الأخطاء بأنفسهم، ويصيبهم الجنون حينما لا يعمل محرك سيارتهم، وقد يركل الناس السيارة التي أثارت جنونهم، أو صندوقاً تعثروا فيه، وحتى إن كان الملام شيئاً جامداً لم يعمل بصورةٍ جيّدة.

لذلك يجب عليك تَحمُل مسؤولية حياتك وردود أفعالك عبر التوقف عن إلقاء اللائمة على غيرك؛ فأنت المسؤول عن كلّ ما تقوله أو تفعله، لذا يتطلب الأمر منك قدراً من السيطرة على النفس، والتركيز على إيجاد حلول للمشكلات التي تواجهها بدلاً من ذلك.

فكلما زَادَ تَحمُّلُكَ المسؤولية، ازداد لديك الشعور بالسيطرة على الجوانب الهامة في حياتك، وازداد شعورك بالإيجابية والسعادة في كلّ ما تقوم به. وعندما تتحمل المسؤولية، سوف تشعر بالقوة والنفوذ والقدرة على تحديد الأهداف.

إقرأ أيضاً: 10 صفات يمتلكها صاحب الشخصية القوية

2. الخوف:

كُلّنا نخاف أشياء عديدة في العادة، وهذا أمرٌ طبيعي؛ فالخوف أحياناً يكون ضرورياً للحفاظ على الحياة. لكن إن كان الجميع يخافون، فما الفرق بين الشجاع والجبان؟ الفارق الوحيد هو أنَّ الشجاع يضبط نفسه على مواجهه الخوف والتعامل معه، بينما يسمح الجبان للخوف بأن يهيمن عليه ويتحكّم فيه.

ومن حسن الحظ أنَّ كلّ المخاوف مكتسبةٌ لا يولد أحدٌ بها، ومن ثمّ يمكن تناسيها من خلال الالتزام بالخطوات التالية بصورة متكررة إلى حين زوالها. إنَّ أكثر ردود الأفعال تجاه مواقف الخوف شيوعاً هي قول: لا أستطيع، وهذا هو الخوف من الفشل والخسارة الذي يمنعنا من اتخاذ الإجراءات اللازمة. لذا إليك التمرين الآتي للتخلص من الخوف:

  1. التأكيد والتكرار، كأن تقول: "يمكنني فعلها" أينما شعرت بالخوف لأيّ سببٍ كان.
  2. التخيّل والتصرّف كما لو أنَّك تمتلك بالفعل تلك الصفة التي ترغب فيها، وكلما ازداد عدد المرات التي تتخيل فيها نفسك في اليوم الواحد، زاد رسوخ تلك الصفة في شخصيتك. كأن تتخيّل لو أنَّك تمتلك الثقة والجرأة في الحديث أمام الجمهور، وبالتالي سوف يقوم عقلك اللاواعي بقبول تلك الصورة على أنَّها حقيقة.

3. عدم وضع الأهداف:

هل تعلم أنَّ هناك 3% فقط من البالغين الذين وضعوا أهدافاً وخططاً لأنفسهم؟ وهل تعلمُ أنَّهم يجنون أكثر مما يجنيه البالغون الآخرون الذين تبلغ نسبتهم 97% ؟ فما السبب في ذلك؟

إذا كان لديك هدفٌ واضحٌ وخطّةٌ لتحقيقه، فأنت تمتلك مساراً تنطلق منه كلّ يوم. إنَّه لمن المؤسف أنَّ أغلب الناس يعتقدون أنَّهم يمتلكون أهدافاً بالفعل، ولكن ما لديهم حقاً هي آمال وأمنيات؛ فهم لا يبذلون جهداً للالتزام بما يريدون تحقيقه.

ما يزال بعض الناس يتردّدون في وضع الأهداف، فيقول أحدهم: "أريد أن أكون مستقلاً من الناحية المالية"، ونتيجةً لذلك التردّد لا يقدرون على وضع النجاح الماليّ كهدفٍ لهم. ولكن ما يسرُّ في الأمر هو أنَّك لست بحاجةٍ إلى معرفة كيفية الوصول إلى هدفك، فكلّ ما عليك معرفته هو ما يجب عليك القيام به لتحقيق هذا الهدف.

إقرأ أيضاً: 5 قواعد ذهبية مثبتة علميًا في تحديد الأهداف

خطوات تحقيق الأهداف:

1. حدّد بدقّة ما تريده:

فمثلاً، إذا أردت زيادة دخلك فعليك تحديد مقدار الزيادة، كأن تقول: أريد الحصول على (X) دولار زيادة شهرية في نهاية العام. أو إذا أردت إنقاص وزنك فعليك تحديد الوزن الذي تريد الوصول إليه. وهكذا في كلّ هدف.

2. اكتب الهدف:

إنّ الهدف الذي لا يُكْتَب يكون كالدخان، يتطاير بعيداً ثم يختفي دون أن يكون له تأثيرٌ أو قوة. أما الهدف المكتوب، فيصبح شيئاً يمكنك رؤيته ولمسه وقراءته وتعديله إن دعت الضرورة إلى ذلك.

3. حدّد موعداً نهائياً لتحقيق الهدف:

يعمل الموعد كنظام دفعٍ في عقلك، فعقلك الباطن يعمل بصورةٍ أسرع وأكثر كفاءةً حينما تقرر تحقيق هدفٍ معيّن في وقتٍ محدد. لذا اكتب التاريخ الذي تودّ تحقيقه فيه، وقَسّم الهدف إن كان كبيراً.

لكن ماذا ستفعل إذا لم تحقق هدفك في الموعد؟ بكلّ بساطةٍ سوف تُحدّد موعداً نهائياً آخر.

4. دَوِّن قائمةً بالأشياء التي تعتقد أنَّه بإمكانك القيام بها لتحقيق هدفك:

كأن تقوم بما يلي:

  • عمل قائمةٍ بالعوائق والصعوبات.
  • كتابة قائمةٍ بالمعلومات والمهارات التي تحتاجها لتحقيق هدفك.
  • معرفة الأشخاص الذين سيدعمونك وتسجيل أسمائهم.
  • وضع قائمة تحدّد جميع الأشياء التي تعتقد أنَّ عليك القيام بها.

5. رتِّب أولوياتك:

سوف تمكنك القائمة المرتبة وفق الأولويات من تحديد ما هو أكثر أهمية، وما هو أقلّ أهمية.

إقرأ أيضاً: تحديد الأولويات: أفضل استثمار للجهد والوقت

6. قم باتّخاذ إجراء فوري يقودك إلى تنفيذ خطتك:

فلتبدأ بالخطوة الأولى ثم الثانية ثم الثالثة، اشغل نفسك وسر بسرعةٍ ولا تؤجل شيئاً. وتذكَّر أنَّ التأجيل لا يسرق منك وقتك فحسب، بل وحياتُك أيضاً.

7. افعل كلّ يومٍ شيئاً يحرّكك نحو هدفك الرئيس:

هذه الخطوة الأساسية التي تضمن لك النجاح، فافعل أيّ شيءٍ من شأنه أن يقربك إلى هدفك ولو خطوةً واحدةً على الأقلّ.

ابدأ الآن بكتابة هدفك وطبق الخطوات السبع أعلاه، وتقدّم نحو هدفك كلّ يوم. وذكِّر نفسك أنَّ الفشل ليس خيارك. لاريب أنَّك سمعت مقولة "لا شيء ينجح مثل النجاح"، أي أنَّ أعظم مكافأة على النجاح هي الشخصية الرائعة التي ستصبح عليها خلال كفاحك نحو تحقيقه، وتطبيق الالتزام متى احتجت إليه. وفقاً لقانون التركيز، فإنَّ كلَّ ما تركّز عليه وتمنح نفسك وقتاً للتفكير فيه؛ يكبر ويزداد في حياتك ويترسّخ بعمقٍ أكبر في عقلك الباطن؛ إلى أن تبدأ في ممارسته تلقائياً في كلّ جوانب حياتك. واعلم أنَّه لديك العديد من الأفكار التي ساعدتك سابقاً على تحقيق هدفك، فجميل أن تضيفها إلى القائمة.

فأنا أراك اليوم وقد وصلت إلى ما تسعى إلى الوصول إليه، وسعيداً بما أنجزته.




مقالات مرتبطة