أكثر أربعة هواتف أماناً في العالم

أظهرت لنا السنوات مدى عدم أمان هواتفنا الذكية، فهي تشكل خطراً إذا أضعناها أو وضعناها في مكانٍ غير آمن، حيث يتمّ تخزين جميع بياناتنا السرية على الجهاز، كما أنّها تمثل أيضاً خطراً هائلاً على الخصوصية. تراقب كلاً من "جوجل Google" و"أبل Apple" كلّ ما تفعله على هاتفك الذكي، ثمّ يضيف المُصَنِّعُون برامجهم التجسسية الخاصة بهم إلى هذا المزيج. قد يبدو الوضع قاتماً بالنسبة لعشاق الخصوصية.



لحسن الحظ، لديك العديد من الخيارات إذا كنت تبحث عن أفضل هاتفٍ يحمي خصوصيتك.

اختيار الهاتف الأكثر أماناً:

قبل الغوص في التوصيات لأكثر الهواتف أماناً في العالم، من المهمّ ملاحظة الاعتبارات الفريدة لاختيار هاتفٍ للخصوصية. تعتمد تجربة الهاتف الذكي على جمع البيانات وإضفاء الطابع الشخصي.

تعتمد تطبيقات الطرف الأول مثل تطبيق "صور Google" أو "خرائط Apple"، وتطبيقات الجهات الخارجية مثل "إنستغرام Instagram" و"واتساب WhatsApp" على تسجيل معلوماتك الشخصية. ومع ذلك، فهي أيضاً جزءٌ لا يتجزأ من الطريقة التي نستخدم بها هواتفنا يومياً.

سيعني اختيار هاتفٍ ذكيٍّ يُرَكّزُ على الخصوصيّة أنّك تفقد بعض هذه الميزات والخدمات. بالطبع، قد تتمكن من التغلب على هذه القيود المتعلقة بالتطبيقات. ومع ذلك، ينطبق فقد الميزات هذا على نظام التشغيل ككل أيضاً.

بشكلٍ عام، تعدُّ الهواتف الذكية التي تركّز على الخصوصية أقلّ سهولةً وأكثرَ تعقيداً في عملها، وذلك يعود لتضمين البرامج المشفرة فيها، وعددٍ أقلّ من منصات التواصل الاجتماعي، ونقصِ التخصيص.

هذا لا يعني أنّها غير صالحةٍ للاستعمال. ومع ذلك، يجب أن تكون عند الشراء، على درايةٍ بالاختلافات الكبيرة بين جهاز "أيفون iPhone" أو "أندرويد Android" العادي وهاتفٍ ذكيٍّ آمنٍ.

1. هاتف "بيوريزم لايبرم 5" (Purism Librem 5):

هاتف بيوريزم لايبرم 5 (Purism Librem 5)

تقوم شركة "بيوريزم" (Purism) -وهي شركةٌ ذات أغراضٍ اجتماعية- بإنتاج كمبيوترات مكتبية وأجهزة كمبيوتر محمولة تعتمد على نظام "لينكس Linux" منذ عام 2014. إنّ "بيوريزم لايبرم 5" (Purism Librem 5) هو أوّلُ هاتفٍ ذكيٍّ للشركة. تمّ إطلاق الجهاز كمشروعٍ ممول من الجمهور (مشروع تمويل جماعي) في عام 2017، وكان شحن الدفعة الأولى من الهواتف في أواخر عام 2019.

يعمل الهاتف بنظام تشغيلٍ يدعى "بيور أو إس" (PureOS)، وهو نظام تشغيل لينكس (Linux) الذي يركز على الخصوصية من شركة "بيوريزم" (Purism). على هذا النحو، فإنّ البرنامج مفتوح المصدر، ويأتي مع برامج مجانيّة ومفتوحة المصدر أيضاً مثبت مسبقاً فيه (FOSS). نتيجةً لذلك، لا يوجد وصولٌ إلى متجر تطبيقات جوجل بلاي "Google Play" أو متاجر التطبيقات الرئيسية الأخرى. متصفح الويب الافتراضي المزوّد به هذا الهاتف هو "مستعرض بيور" (Pure Browser)، وهو نسخةٌ معدلةٌ من متصفح الإنترنت الشهير "فايرفوكس Firefox" مع "داك داك جو DuckDuckGo" كمحرك البحث الافتراضي بدلاً من محرك بحث جوجل.

يحتوي الهاتف أيضاً على ثلاثة أزرار أمان فيزيائية، يمكنها:

  • تعطيل الكاميرا والميكروفون بالكامل.
  • إزالة الطاقة من محولات شبكة "واي فاي" (Wi-Fi) و"بلوتوث" (Bluetooth).
  • إغلاق جميع اتصالات الشبكة، بما في ذلك "نظام تحديد المواقع الجغرافي" (GPS).

أمّا بالنسبة لبقية مكوّنات الهاتف، فيحتوي هاتف "لايبرم 5" (Librem 5) على بطارية قابلة للإزالة تبلغ سعتها 3500 مللي أمبير، وكاميرا أساسيّة بدقة 13 ميجابكسل، و32 جيجابايت من ذاكرة التخزين الداخلي، قابلة للتوسيع حتى 2 تيرابايت عبر "كرت ذاكرة" خارجي (microSD).

التزمت شركة "بيوريزم" (Purism) بالتحديثات المستمرة لهاتف "لايبرم 5" (Librem 5). وهذا يعتبر تناقضاً صارخاً مع كلٍّ من "جوجل Google" و"أبل Apple"، اللذان يدعمان الهاتف لمدّةٍ معيّنةٍ فقط. يشحن الهاتف عبر منفذ (USB-C)، ويدعم اتصال "بلوتوث" (Bluetooth) اللاسلكي. لحسن الحظ، يوجد أيضاً منفذ 3.5 ملم المعروف لأولئك الذين ما زالوا يفضلون استخدام السماعات التقليدية.

يعتبر هاتف "لايبرم 5" (Librem 5) أفضل هاتفٍ للخصوصية. المفاضلة بين الخصوصية وسهولة الاستخدام واضحةٌ هنا في هذا الهاتف، والهاتف به بعض العيوب البارزة. ومع ذلك، إذا كان هدفك الأساسي هو تحسين خصوصية الهاتف الذكي، فإن هاتف "لايبرم 5" (Librem 5) لا يزال خياراً جيداً.

إقرأ أيضاً: 8 نصائح أمان مهمّة لجميع مستخدمي أندرويد

2. هاتف "فير فون 3" (Fairphone 3):

هاتف فير فون 3 (Fairphone 3)

إنّ هاتف "فير فون 3" (Fairphone 3) هو هاتفٌ ذكيٌّ أخلاقي، ومستدامٌ، وقابلٌ للإصلاح بشكلٍ كبير، يعمل بنظام "أندرويد Android". عادةً ما تركز المراجعات التي تتحدّث عن الهاتف جانبين أساسيين فقط هما: سلسلة التوريد وقابلية الإصلاح للجهاز، وكلاهما من الاعتبارات الهامة بلا شك. ومع ذلك، فإنّ هاتف "فير فون 3" (Fairphone 3) هو أيضاً هاتفٌ ذكيٌّ مناسبٌ يعمل بنظام "أندرويد Android" موجّهٌ لمن يهتمّ بالخصوصية.

تماشياً مع موقفها الأخلاقي، تدرك شركة "فير فون" (Fairphone) أيضاً أنّ العديد من الأشخاص لا يريدون تجربة نظام تشغيل "أندرويد Android" تعتمد على "جوجل Google" وبرامج جوجل. يأتي الهاتف مزوداً بنظام التشغيل "فير فون أو إس" (Fairphone OS)، وهو إصدارٌ مخصصٌ من نظام "أندرويد 9" (Android 9) مثبت مسبقاً في الهاتف. لحسن الحظ، هناك أيضاً خيارُ تثبيت أنظمة تشغيلٍ بديلة.

تطور شركة "فير فون" (Fairphone) نظام تشغيلٍ يقلل الارتباط بغوغل إلى حدٍّ كبير، يعرف هذا النظام باسم "فير فون المفتوح" (Fairphone Open). تمّ إصدار نظام التشغيل هذا في البداية جنباً إلى جنب مع هاتف "فير فون 2" (Fairphone 2) وهو حالياً في مرحلة التطوير الأولى للعمل على هواتف "فير فون 3" (Fairphone 3). يمكنك تثبيت نظام التشغيل "فير فون المفتوح" (Fairphone Open) على هواتف "فير فون 3" (Fairphone 3)، على الرغم من أنّ العملية ليست مباشرةً وإنّما بطرق خاصّة في الوقت الحالي.

إذا كنت تفضل اختيار خيار التثبيت السهل، فيمكنك إلغاء قفل أداة إقلاع الهاتف (Bootloader) لهاتف "فير فون 3" (Fairphone 3) وتثبيت نظام التشغيل البديل المفضل لديك. نظراً لإطلاق الجهاز في عام 2019، لا يزال تطوير تطبيقات الطرف الثالث لهذا الهاتف مستمراً. إذا كنت بحاجةٍ إلى خيارٍ أكثر فوريّةً ولا تمانع في استخدام الأجهزة القديمة، فهناك مجتمعٌ نشطٌ على شبكة الإنترنت يقوم بإنشاء إصدارات من أنظمة "لاينيج أو إس LineageOS" و"أوبونتو تاتش Ubuntu Touch" لهواتف "فير فون 2" (Fairphone 2).

يتم تشغيل هاتف "فير فون 3" (Fairphone 3) بواسطة معالج "سناب دراغون 632" (Snapdragon 632) المصنّع من قبل شركة كوالكوم في عام 2017، ويحتوي على ذاكرة وصولٍ عشوائيٍّ سعتها 4 جيجابايت و64 جيجابايت من مساحة التخزين الداخلي. سعة بطارية الهاتف 3000mAh وهي قابلةٌ للإزالة والاستبدال، ويتمّ شحنها عبر منفذ (USB-C). يدعم الهاتف تقنية "بلوتوث 5" (Bluetooth 5) و"إن إف سي" (NFC) وشريحتي SIM. كما أنّ هناك كاميرا أساسيّة بدقة 12 ميجابكسل وكاميرا أمامية بدقة 8 ميجابكسل.

3. هاتف "باين فون" من شركة "باين64" (Pine64 PinePhone):

هاتف باين فون من شركة باين64 (Pine64 PinePhone)

إنّ هاتف "باين فون" المصنوع من قبل شركة "باين64" (Pine64 PinePhone) هو بديلٌ لهاتف "بيوريزم لايبرم 5" (Purism Librem 5) يعمل بنظام التشغيل لينكس. ومع ذلك، لم يتم تكييف هاتف "باين فون" (PinePhone) خصيصاً لزيادة الأمان والخصوصية. بدلاً من ذلك، تأتي قوة هذا الهاتف من حقيقة أنّ الهاتف يعمل بنظام تشغيلٍ مفتوح المصدر ويعتمد فقط على برامج مفتوحة المصدر.

تم تصميم هاتف "باين فون" (PinePhone) لتشغيل مجموعةٍ متنوعةٍ من أنظمة تشغيل لينكس (Linux). هناك إصداراتٌ متوفرةٌ مُعَدّةٌ مسبقاً للهاتف مثل إصدار مجتمع باين فون والذي يُدعَى "بوست ماركت أو إس" (PostmarketOS)، وهو متاحٌ للشراء مباشرة من موقع شركة "باين64" (Pine64). ومع ذلك، بمجرد حصولك على الجهاز الفعلي بين يديك، يمكنك تثبيت أيّاً من أنظمة التشغيل الـ 17 المدعومة حالياً.

يستخدم هاتف "باين فون" (PinePhone) شرائح (Allwinner A64) رباعية النواة وهي عبارة عن "منظومة على رقاقة" (SoC)، ويحتوي على ذاكرة وصول عشوائي (RAM) بسعة 2 جيجابايت، وذاكرة تخزين داخلية تبلغ 16 جيجابايت. يتم تشغيله بواسطة بطاريةٍ قابلة للإزالة بسعة 3000 مللي أمبير، والتي يمكن إعادة شحنها عبر منفذ USB-C. هناك كاميرا أساسية بدقة 5 ميجابكسل وكاميرا سيلفي (أمامية) بدقة 2 ميجابكسل أيضاً. والأهم من ذلك هو أنّ هناك أزرار أمان فيزيائية للخصوصية مخصصة لكلٍّ من: اتصال الهاتف المحمول وشبكة "واي فاي" (Wi-Fi) والميكروفون ومكبر الصوت وكلا الكاميرتين.

الهاتف قابلٌ للإصلاح بسهولة -يمكن الوصول إلى المكونات بسهولة باستخدام مفك براغي فقط- وسيكون عمر إنتاجه خمس سنوات، لذا سيتم دعمه حتى عام 2024 على الأقل. في أوائل عام 2020، أعلنت شركة "باين64" (Pine64) عن إصدار المجتمع من هاتف "يو بي بورتس" (PinePhone UBports).

إقرأ أيضاً: كيفية قفل التطبيقات في هواتف أندرويد

4. الهاتف الأشهر في العالم "أبل أيفون 11" (Apple iPhone 11):

الأشهر في العالم أبل أيفون 11 (Apple iPhone 11)

الهواتف الذكية التي أدرجناها حتى الآن ليست خيارات سائدة والعديد منها يروق فقط لمجموعةٍ فرعيةٍ صغيرةٍ من المستخدمين. ومع ذلك، ليس لدى الجميع الوقت أو الموارد للاستثمار في هذه الخيارات. نتيجةً لذلك، يجدر التفكير في خيارٍ متاحٍ بسهولةٍ أيضاً.

في خطوةٍ قد يجدها بعض الأشخاص مثيرةً للجدل، فإن اختيارنا الأخير للهاتف الأكثر أماناً المتاح اليوم هو هاتف "أبل أيفون 11" (iPhone 11). على الرغم من أنّك قد تتساءل عما إذا كانت شركة "أبل Apple" شركةٌ صديقةٌ للخصوصية حقاً، فإنّ هذه الأجهزة تعتبر أكثر خصوصيةً وأماناً من هواتف "أندرويد Android" الذكية.

السبب الرئيسي لذلك هو الاختلاف في نموذج العمل بين "أبل Apple" المصنّعة لهواتف أيفون و"جوجل Google" المصنّعة لنظام التشغيل أندرويد. تعتبر أجهزة شركة "أبل Apple"، بشكلٍ عام، باهظة الثمن للغاية وتميل إلى تشجيع البائعين على البقاء معها. لذلك، بمجرد أن يكون لديك جهاز "أيفون iPhone"، ستفكر في شراء كمبيوترٍ محمول "ماك بوك MacBook" وساعةٍ ذكيّةٍ "أبل وتش Apple Watch" وسماعاتٍ لاسلكيّة "أير بودز AirPods" وما إلى ذلك. في الواقع، إنّ شركة "أبل Apple" هي شركة أجهزة محترمة.

من ناحيةٍ أخرى، توفر "جوجل Google" نظام "أندرويد Android" -في الغالب- مجاناً للمُصَنِّعِين الذين ينتجون مجموعةً متنوعةً من الهواتف الذكية من أمثال: سامسونغ، وهواوي، وشاومي، وغيرهم. تستعيد شركة "جوجل" استثمارها من خلال تسجيل بياناتك الشخصية. تُستخدم هذه البيانات لإبلاغ الإعلانات التي تراها عبر التطبيقات التي تستخدمها، ومواقع الويب التي تزورها، وأينما سجلت الدخول إلى حساب "جوجل Google".

ومع ذلك، هذا لا يعني أنّ "أبل Apple" مثاليةٌ لعشاق الخصوصية. لا تزال الشركة تجمع بياناتٍ عنك وعن عاداتك، ولكن هذا يُستخدم لتخصيص تجربتك مع منتجات "أبل Apple"، بدلاً من إنشاء ملفِّ تعريفٍ للإعلانات كما تفعل شركة جوجل. يتمّ تخزين الكثير من البيانات محلياً على جهازك بدلاً من مزامنتها مع السحابة.

إنّ "أيفون 11" (iPhone 11) هو أحدث هاتفٍ ذكيٍّ من شركة "أبل Apple" تمّ طرحه حتى تاريخ كتابة هذا المقال، ويعمل بأحدث إصدارٍ من نظام تشغيل الهواتف المحمولة "أي أو إس" (iOS). يتميز الجهاز بشاشة تعمل بتقنية "ريتينا Retina" مقاس 6.1 إنش، وهو حاصلٌ على تصنيف "علامة الحماية العالمية" IP68 لمقاومة الماء والغبار، ويستخدم تقنية التعرف على الوجه "فيس أي دي Face ID" للمصادقة البيومترية.

أفضل هاتف للخصوصية:

في أعقاب تسريبات "إدوارد سنودن" في عام 2013، نما الاهتمام العام بالخصوصية، مما أدى في النهاية إلى موجةٍ جديدةٍ من المنتجات التي تركز على الخصوصية. على الرغم من وجود مقايضات في بعض الأحيان، إلا أنّ هذا أمر لا مفرّ منه لأنّ الخيارات السائدة تعتمد على جمع البيانات لتعمل.

لقد جمعنا لكم بعضاً من أفضل الهواتف الذكية التي تهتمّ بالخصوصية المتاحة اليوم، لكنّ العديد منها يُشَغّل أنظمة تشغيل "لينكس Linux" بدلاً من "أندرويد Android" أو "أي أو إس iOS".

                          

المصدر




مقالات مرتبطة