أفكار لنجاح التخطيط الاستراتيجي

لا تستمتع الشركات بالتخطيط الاستراتيجي، بل تؤديه مرغمةً غالباً لأنَّه مطلوبٌ منها، ورغم أهميته، إلَّا أنَّ هذه الخطط تَظَلُّ حبيسة الأدراج ولا نراها تُبصر النور. توفر الخطة الاستراتيجية المُعَدَّة جيِّداً أداة تركيزٍ مفيدةً تُمِدُّ المنظمة بالطاقة وتحرِّكها نحو إحراز أهداف رسالتها، ناهيك عن أنَّها تُشكِّل وثيقةً لانضمام الآخرين إلى رحلة تحقيق الرسالة؛ باختصار تعد الخطة الاستراتيجية دليلاً قيِّماً لتركيز الوقت والموهبة والموارد في إدارة مشروع ناجح.



أفضل طريقة لوضع خطة استراتيجية:

كيف تخطط لقضاء الإجازات؟ غالباً ما نقرأ كتيبات ومجلات السفر لنتعرف إلى أماكن ممتعة للزيارة، ونوظف كامل طاقتنا في عملية التخطيط لقضاء تلك الإجازة، لكن الخطوة الإبداعية التي تحدد الاحتمالات وتزيد من طاقتنا مفقودة عموماً؛ وهي طاقة التخطيط الاستراتيجي؛ حيث يعدُّ التفكير قبل التخطيط أمراً منطقياً، إلا أنَّ معظم عمليات التخطيط الاستراتيجي لا تكرِّس وقتاً طويلاً للتفكير قبل التخطيط، والخطة الاستراتيجية التي توضَع على عجل تبقى حبراً على ورق.

عندما يُدعى أصحاب المصلحة الأساسيين إلى البدء بالتفكير الإبداعي، يثير هذا الحماسة في نفوس جميع المشاركين ويُمِدُّهم بالطاقة، وفي هذه المرحلة يتم التوصُّل إلى أفكارٍ جديدة، وتُوضَع تصورات لفُرصٍ مُبتكَرة، وتُرتَّب الأمور لنجاح التنفيذ، وكلما زاد عدد المشاركين في التفكير والاستكشاف، زادت الطاقة العاطفية والفكرية التي يبذلونها، وزادت احتمالية نجاح المشروع.

إقرأ أيضاً: كيف يمكن للقادة التفكير والتخطيط استراتيجياً؟

التفكير الاستراتيجي والاستكشاف:

لا ينبغي أن تكون الخطة الاستراتيجية مجرد قائمة تَذكُر الأنشطة التي تُمارَس حاليَّاً، ولكن يجب أن تحتوي 20٪ منها على الأقل أفكاراً جديدة، ومن ناحية أخرى، فإنَّ التخطيط قصير الأمد لن يفيدك إلَّا في الحفاظ على الوضع الراهن، وكأنَّك تراوح مكانك.

إذا كان الحال كذلك، يجب أن تتضمن مراحل التخطيط ما قبل الاستراتيجي التفكير الإبداعي والمبتكر؛ حيث يجب أن تكون هذه المرحلة واحدة من مراحل استكشاف الاحتمالات دون قيود، وجزء محفز وممتع من التخطيط، ومن ثم فكِّر في وضع أفكار جديدة واستكشافها ومواءمتها مع هدف الشركة.

يجب أن تكون الأسئلة في المرحلة الأولى من التفكير الاستراتيجي شاملة، وأن تشمل أموراً مثل العصف الذهني، مع التركيز على ما يلي: إلى أين تتجه الصناعة أو العمل؟ ما يريده العملاء أو يحتاجون إليه في الأعوام القادمة؟ باستخدام أساليب التفكير الإبداعي، يجب على الفريق النظر في جميع أنواع الأفكار، بما في ذلك الأفكار الغريبة.

إليك سلسلة من الأسئلة التي يجب طرحها:

  1. ما هي التوجهات السائدة في الصناعة أو قطاع الأعمال؟
  2. بالنظر إلى هذه التوجهات، حدد ثلاث أفكار جديدة يمكنك إضافتها إلى أفضل المنتجات أو الخدمات؟
  3. بالنظر إلى التوجهات، ما هي المنتجات أو الخدمات التي يجب عليك تغييرها أو إزالتها؟
  4. بالنظر إلى التوجهات، ما هي المنتجات أو الخدمات الجديدة التي يجب أن تفكر فيها؟

ناقش كل مجموعةٍ من هذه الأفكار نقاشاً مستفيضاً أكثر واستكشف قدرتها على وضع مؤسستك في مرحلة جديدة من النجاح، وخلال هذه المرحلة، من الهام جداً تجنُّب مناقشة جدوى أو تكلفة الفكرة، استمر في العصف الذهني؛ حيث سيُنظَر في القيود في مرحلة التخطيط.

فيما يلي بعض الأسئلة لاستكشاف الأفكار:

  1. ما هي المعايير التي يجب أن تستخدمها لتحديد الأفكار الجيدة والرائعة؟
  2. في حالة تنفيذها، ما هي الأفكار التي ستميزك عن الشركات الأخرى؟
  3. إذا اتخذت إجراءً بشأن أي فكرة محددة، فما هو التأثير (الإيجابي والسلبي) لاتخاذ إجراء؟ ماذا لو لم يُتَّخَذ أي إجراء؟ هل سيكون لذلك أي تأثير؟
  4. ما الذي يمكن أن يضيف قيمة أكثر بنسبة 20٪ على الأقل للمنتجات والخدمات الحالية؟ نسبة الـ 20٪ عشوائية؛ حيث يمكنك اختيار نسبة أكبر، ما مقدار التغيير المتوقع في بيئة الأعمال خلال الـ 12 شهر القادم؟ الهدف هو الاستمرار في النمو لمواكبة البيئة التنافسية المتغيرة على الأقل.

شاهد بالفيديو: عناصر التفكير الاستراتيجي

التخطيط الاستراتيجي "الجزء التكتيكي":

يمكنك عدُّ التفكير والاستكشاف الجزء الاستراتيجي بينما تكون مرحلة التخطيط هي الجزء التكتيكي، فخلال مرحلة التخطيط، يُطرَح واقع قيود التمويل والموارد في اختيار أفضل الأفكار للخطة، وفي هذه المرحلة تُستخدَم أدوات صنع القرار، بناءً على المعايير المرغوبة، لتحديد الخيارات للخطة الاستراتيجية النهائية.

على سبيل المثال، يمكن أن تكون المعايير:

  • تكلفة الإعداد.
  • الوقت اللازم لإكمال عرض الخدمة الجديدة.
  • مدى التناسب مع المنتجات والخدمات الحالية.
  • إمكانية النمو وتحقيق الربح.

في التخطيط، تدخل الخطوات التقليدية حيز التنفيذ لتشمل تحليل نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات - والتي تدعى خطة التحليل الرباعي (SWOT) - والمنافسة والموارد المتاحة، وهذا الأخير يوجِّهنا إلى اتخاذ القرارات الصائبة، وتجنُّب العقبات.

لاحظ أنَّه سيُنظَر في العديد من الفرص في خطة التحليل الرباعي في مرحلة التفكير والاستكشاف، وفيما يلي بعض الأسئلة لهذه المرحلة:

  1. أي من الأفكار تناسب مهمتك على الأمدَين القصير والطويل؟
  2. ما هو المطلوب على صعيد الوقت والمواهب والموارد لتنفيذ الأفكار؟
  3. أي من الأفكار تحقق المكاسب الأكبر بمجرد تنفيذها؟
  4. ما الذي يتعين على الشخص القيام به لتنفيذ الخطة من حيث صلتها بالأشخاص والمهارات والتكنولوجيا والإيرادات المالية؟
إقرأ أيضاً: أشهر أدوات التخطيط الاستراتيجي

أفكار مفيدة نهائية حول التخطيط الاستراتيجي والخطط الاستراتيجية:

ثمَّة ثلاث حلقات متشابكة هي:

  • من أنت (نقاط القوة والضعف).
  • وما يريده العميل (الفرص والمخاطر).
  • وما الذي تمثله (الهدف والمَهمة).

حيث سيكشف التقاطع المركزي الذي أنشأته هذه الحلقات الثلاث عن الفرص الفريدة التي لا يمكن أن توفرها إلا ظروفك، قد يُطلق على هذا التقاطع المميز اسم مناسب لك؛ حيث لا توجد مؤسسة أخرى لديها نفس الشروط.

لن يفقدك التخطيط الاستراتيجي القدرة على التميز في المنافسة؛ ففي الواقع هو وسيلة لإيجاد ما يناسبك بشكل مميز، وإذا كنت تعد الخطة الاستراتيجية دليلاً عملياً وليست وثيقة رسمية للعرض تتطلب تفاصيل كاملة، فهناك احتمال أكبر لنجاح التنفيذ.

 

المصدر




مقالات مرتبطة