أشهر كتب أحمد الشقيري

قلَّما تجد شاباً يسير في رحلة الوعي واكتشاف نقاط القوة في هذه الأيام لم يتأثر بالإعلامي السعودي "أحمد الشقيري"؛ الإنسان الرائد في مجال نشر الوعي وترك الأثر الإيجابي بين جموع الناس عموماً والشباب خاصةً.



لقد حمل "الشقيري" على عاتقه - وبكل حب - مسؤولية الارتقاء بالإنسان العربي، واجتهد في تقديم خلاصة تجاربه الحياتية الكثيفة على طبق من فضة لكل المهتمين، علَّ تجربته تكون منارة لهم من بعيد تدلهم على طريق النجاح والصلاح.

ما يميِّز "أحمد الشقيري" ويجعله ملهماً للكثيرين لغته البسيطة وأسلوبه الواضح المباشر الذي يهدف من خلاله إلى إيصال ما يريد قوله للمتلقي، فهو أبعد ما يكون عن المفاخرة واستعراض الثقافة والخبرة.

لقد قدَّم "الشقيري" برنامج "خواطر" لخدمة غايته النبيلة في رفع سوية الوعي، واستكمل مهمته بتأليف كتب تجمع زبدة أفكاره وعصارة تجربته؛ لذا فقد قررنا تخصيص هذا المقال للإضاءة على أشهر كتب "أحمد الشقيري" صاحب اليد البيضاء والبصمة الإيجابية في حياة الكثيرين.

نبذة مختصرة عن "أحمد الشقيري":

قبل الغوص في تفاصيل أشهر كتب "أحمد الشقيري" لا بد لنا من التعريف بشخصه الغني عن التعريف بالنسبة إلى الكثيرين، فهو "أحمد مازن أحمد أسعد الشقيري" المولود في مدينة "جدة" في "المملكة العربية السعودية" عام 1973م، والمنحدر من أصول فلسطينية، إعلامي له بصمات واضحة في زيادة الوعي بين فئة الشباب، ومضيف سلسلة "خواطر" ومؤسس للعديد من البرامج الفكرية الاجتماعية.

تولى "الشقيري" مسؤولية التأثير في الشباب العربي وتحفيزهم واستثارة هممهم لانتزاع مكانات مرموقة لهم في سجلات البشرية، مركزاً على الدور والرسالة التي حمَّلها الخالق تعالى لكل إنسان ليؤديها خلال مسيرته الحياتية بكل أمانة، وحرصاً على أداء رسالته الشخصية بإخلاص ألَّف "الشقيري" العديد من البرامج التلفزيونية لمساعدة الشباب على تطوير مهارات التواصل مع أنفسهم، وتعزيز اكتشافهم للعالم وخدمة إيمانهم.

كان أسلوب "الشقيري" في التركيز على الجانب الإيماني والروحاني في مسيرة الإبداع والإنجاز الإنساني لافتاً، فقد حرص على التنوير بأسلوب محبب مغلف باللطف بعيد عن التهديد بالعقاب والأهوال الشديدة.

للشقيري مشاريع توعوية متبناة على أرض الواقع في مجال نشر الوعي، تجسدت عبر وجوده في المحاضرات والندوات والجامعات والمناسبات العامة، فضلاً عن تبنيه لمواهب العديد من الشباب بالتطوع والتأليف وتوفير البيئة المناسبة لتفاعلهم وتبادل أفكارهم وعصفهم الذهني.

كما أنَّه تكفل بمصاريف مجموعة من الطلاب الأجانب في الجامعات، وأصبح بذلك قدوة ومثالاً يحتذى بالنسبة إلى الشباب في مجال السعي إلى ترك أثر إيجابي في الحياة، والعمل لخدمة البشرية ونشر الحب والوعي والتسامح والاستفادة قدر المستطاع من الدروس الحياتية وفهم الرسائل الكامنة وراءها.

أشهر كتب "أحمد الشقيري":

أشهر كتب "أحمد الشقيري" هي خلاصة تعبه، وحصيلة ما جناه خلال سنوات حياته التي مضت، ويشير "الشقيري" إلى أنَّه لا يكتب مُدَّعياً الوصول إلى نهاية الطريق وقمة الرحلة؛ بل يكتب علَّ القارئ يجد نفسه في رحلته، ويلمس التقاطعات المشتركة في مسيرة كل منهما، فيشحذ بذلك همته ويلمح بصيص الأمل في عيش حياة جديرة بأن تعاش.

فيما يأتي أشهر كتب "أحمد الشقيري" التي تركت آثاراً إيجابية كثيرة في نفوس القراء:

1. كتاب "خواطر شاب":

خواطر شاب

من أشهر كتب "أحمد الشقيري" وأول عمل كتابي صدر عنه وتمَّ هذا الكتاب بالجمع بين عمق المغزى وبساطة الأسلوب، الأمر الذي كان سبباً كبيراً في نجاحه، فهو لم يرد تكلُّفاً منفِّراً؛ بل أراد بساطة تجعل كلماته مفهومة بالنسبة إلى جميع القراء مهما كان مستوى ثقافتهم، وتناول الكتاب في طياته جوانب من حياة الكاتب الشخصية، والغرض من إبرازها هو إضافة الواقعية والمصداقية إلى محتواه.

لقد تحدَّث وبكل صراحة وجرأة عن تجربته في الإقلاع عن التدخين؛ تلك العادة السيئة المستنزفة لكنوز الإنسان الصحية والمادية، وقدَّم خطوات عملية لجميع الراغبين في اتخاذ هذا القرار، وكان أبرزها الابتعاد عن المحيط الذي كان سبباً في إقحامهم في خانة المدخنين.

من النقاط التي ساهمت كثيراً في نجاح الكتاب حديث "الشقيري" عن مشاعر الكِبر التي داخلت نفسه بسبب النجاح والشهرة، مدركاً أنَّ الغرور هو الرمل المتحرك الذي يبتلع النجاح؛ لذا فقد قدَّم للقرَّاء مجموعة أسئلة تختبر شعورهم بالكبر ومجموعة خطوات لاتباعها من أجل التخلص منه.

كان هذا المحور حساساً للغاية وواقعياً لدرجة بعيدة، وساهم في زيادة محبة الناس لشخص "الشقيري" واحترامهم له، فهو لم يقدم نفسه على درجة من المثالية والكمال؛ بل أشعر القراء بأنَّه إنسان مثلهم يخطئ ويمر بمراحل شعورية سلبية، فيعي ذلك ويبدأ بالحل.

تناول الكتاب المزيد من خواطر كاتبه التي تطرق فيها إلى التحكم بالأفكار من أجل تطوير الذات والعقل، وشجع الناس على قراءة سير حياة الناجحين للاستلهام منهم، ويستشهد بأقوال المؤثرين فيه، ويتحدث أيضاً في أمور الدين الإسلامي ويتناول أكثر القضايا التي تشغل بال المسلمين.

2. كتاب "خواطر 2":

خواطر 2

من أشهر كتب "أحمد الشقيري"، وهو الجزء الثاني من سلسلته "خواطر"، يستكمل فيه تفكيره بصوت مرتفع ونقاشه للأفكار والرؤى التي تتدفق في ذهن الإنسان، واتسمت موضوعاته في هذا الكتاب بكونها أكثر واقعية، متطرقاً في الكتاب الصادر عام 2008 إلى مجالات عديدة عبر مقالاته التي جمعها فيه، وتناول موضوعات تؤثر تأثيراً مباشراً في الشباب المسلم، وتساهم في ارتقائه بذاته مثل القراءة وغض البصر.

كما تحدَّث عن طريق الالتزام وما يعترض رحلة التمسك بها من كسل وتراخٍ، وتكلَّم على الشره والشهوة والغضب وغيرها من الموضوعات، التي قلَّما نجد من استطاع تناولها بالموضوعية والدقة والسلاسة والبساطة التي استخدمها "الشقيري" في كتابه المقسم إلى تبويبات ثلاث: خواطر للقلب، خواطر للفكر، خواطر للتطوير.

إقرأ أيضاً: أسوأ 10 أخطاء يرتكبها الشباب في سن العشرينات

3. كتاب "خواطر 3" من اليابان:

خواطر 3 من اليابان

هو من أشهر كتب "أحمد الشقيري" والجزء الثالث من سلسلته "خواطر"، يتناول فيه خواطره ونجواه عندما كان في اليابان، والتقاطعات التي لمسها بين الشعب الياباني والدين الإسلامي التي نتجت عن تحلي شعب اليابان بالأخلاق التي نادى بها جميع الأنبياء والرسل والفلاسفة والمفكرون.

يخاطب "الشقيري" في كتابه المفكرين والمربين والمصلحين والمسؤولين والشباب طبعاً، ويحكي لهم عما تعلمه من وجوده في اليابان من أصول الأخلاق وقواعد العلم والعمل، ويعزو التقدم الحضاري الموجود في تلك البلاد إلى هذه الثلاثية الذهبية "العلم والعمل والأخلاق".

4. كتاب "أربعون":

هو الكتاب الذي ألَّفه "أحمد الشقيري" عندما أتم سن الأربعين؛ إذ انفرد لمدة أربعين يوماً على جزيرة نائية دون أي مرافق أو جهاز تكنولوجي، متفكِّراً فيما مضى من حياته ومستشرفاً لما هو آتٍ؛ لذا يُعَدُّ كتاب "أربعون" بتجربته الفريدة من أشهر كتب "أحمد الشقيري".

توصَّل الكاتب في نهاية عزلته إلى خواطر ثمينة وحكم لا تُقدَّر بثمن، صنَّفها في عشرة محاور، وكانت المحاور على الشكل الآتي: مع حياتي، مع قرآني، مع نفسي، مع تحسيناتي، مع قصصي، مع إلهي، مع حكمي، مع كتبي، مع حكم الناس، مع ذكرياتي.

كان دافع "الشقيري" وراء اختياره العزلة ما يأتي:

  1. تهذيب نفسه والتغلب على نقاط الضعف التي يجدها فيها، وخلص إلى أنَّه كلما تخلص من نقطة ضعف ظهرت نقطة ضعف أصغر منها.
  2. محاولة الوصول إلى حالة السلام الداخلي ووضع حد للصراعات الداخلية وبلوغ ما يدعى "النفس المطمئنة".
  3. تقييم ماضيه والتفكُّر في مجريات حياته السابقة، ومحاولة استخلاص العبر والدروس التي حاولت المواقف إيصالها للاستفادة منها في المستقبل.
  4. العثور على أجواء هادئة تعزز من قدرته على اتخاذ قرارات مصيرية تتعلق بالمستقبل، كون الحياة الصاخبة التي نحياها في أيامنا تقلل من التركيز وتعزز التشتت ومن ثمَّ لا تنتج قرارات سليمة.
  5. التفرغ للقراءة بعمق وتمعُّن، كون القراءة في الأيام العادية وضمن نشاطات الحياة اليومية كثيرة الأشغال لا تأخذ حقها من التفكر والتمحيص والتأمل.
إقرأ أيضاً: 7 أمور يجب عليك القيام بها قبل بلوغ الأربعين

5. كتاب "لو كان بيننا":

كتاب لو كان بيننا

هو كتاب من أعظم وأشهر كتب "أحمد الشقيري" الذي تناول فيه سيرة النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم، أيقونة الأخلاق الحميدة والفاضلة وقدوة المسلمين جميعاً؛ إذ تطرق إلى سيرة حياته النبوية الشريفة، وتعمَّق في ذكر المواقف التي تبرز نبل أخلاق الرسول، ثم إسقاط واقعنا وتقييم الأحداث فيه على مقياس أخلاق النبوة، ليجد القارئ ويتلمس بنفسه الهوة التي حدثت بين أخلاق النبي التي يجب أن يتحلى بها كل مسلم، وأخلاق البشر وتصرفاتهم في أيامنا هذه.

كان هدف "الشقيري" من هذا الكتاب تفعيل الرقابة الذاتية للنفس عن طريق مقارنة أفعالها بما تنص عليه أخلاق النبوة، فيرشد بذلك إلى التصرفات الحكيمة والأفعال الحسنة.

إقرأ أيضاً: أحاديث الرسول محمد ﷺ عن الأخلاق

6. كتاب "رحلتي مع غاندي":

من أشهر كتب "أحمد الشقيري" كتابه الذي تناول فيه حياة "المهاتما غاندي" الذي حرر الهند في القرن العشرين، مستفيداً من الدروس والمواقف التي مر بها "غاندي" في حياته ليصل إلى حكم وخواطر تلامس القضايا الروحية والفكرية، محللاً التجربة الإنسانية لـ "غاندي" بعمق ودقة لتكون خواطره المسطَّرة في هذا الكتاب من أبلغ وأعظم ما قيل من حكم.

في الختام:

إنَّ كتب "أحمد الشقيري" هي كنز حقيقي وخارطة طريق موثوقة وواضحة لكل شاب وشابة يبحثون عن الغاية وراء وجودهم في الحياة؛ إذ تساعدهم الخواطر المكتوبة بسلاسة وبساطة على اكتشاف أنفسهم، وإدراك دورهم في الحياة الذي خلقهم الله لأجله، ومن ثمَّ إيصال رسالتهم، فإنَّ "الشقيري" وعن طريق كتبه بذل جهوداً حثيثة في سبيل تطوير الإنسان لذاته وتحسين نفسه، وهذا الصلاح سوف تنعكس ثماره الحسنة على الإنسانية جمعاء.

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5، 6




مقالات مرتبطة