أساسيات تعلم فن الطبخ للمبتدئين

يعتقد الفرد منَّا أنَّ الطبخ أمر بسيط يمكن لأي شخص القيام به إن توفَّرت لديه المواد اللازمة لإعداد طبق من الطعام؛ وذلك ربَّما لأنَّنا كبرنا ونحن نرى أمهاتنا تُحضِّرن الطعام بسهولة ومحبة، فاعتقدنا أنَّ عملهن سهل، لكنْ عندما يضطر الفرد إلى الانتقال من منزل العائلة بسبب الدراسة أو العمل وربما يضطر أيضاً إلى أن يعيش في منزل وحده، فيحاول عندها إعداد الطعام لنفسه، ويجد أنَّ الأمر ليس كما اعتقدَ سابقاً؛ لأنَّ اختيار التوابل المناسبة للوجبة أو تحديد كمية الملح اللازمة سيبدو أمراً شاقاً في البداية.



ربما ستتراجع عن الطبخ بنفسك وستلجأ إلى تناول الوجبات الجاهزة والسريعة، ولكنَّ هذا الاختيار ليس صحيحاً، فالجسم الصحي يبدأ بتناول الطعام الصحي المطبوخ في المنزل باهتمام ونظافة؛ لذلك أَبعِد عن ذهنك تلك الأفكار التي تبعدك عن تعلُّم الطبخ، فهو ليس بالأمر الصعب، وكل ما يحتاج إليه هو تعلُّم بعض النقاط الأساسية التي تُدخِلُكَ إلى عالم الطبخ بسهولة؛ بل ستجعل منك مع مرور الوقت محترفاً.

أساسيات تعلُّم فن الطبخ للمبتدئين:

يحتاج تعلُّم فن الطبخ إلى اقتناء الأدوات التي تُستَخدَم في الطبخ كالقدور وصواني الشواء والمقلاة والملاعق المعدنية والخشبية، إضافة إلى الإلمام بالأفكار الرئيسة لأسرار الطبخ، وفيما يأتي الأفكار والأساسيات لتعلُّم الطبخ بالنسبة إلى المبتدئين:

1. شراء كتب طبخ:

لا نقصد هنا شراء أي كتاب من؛ بل شراء كتب ذات جودة عالية لمؤلفين معروفين في هذا المجال، كما يجب مراعاة توفُّر الوصفات التي تحبها في هذا الكتاب، ومع التطوُّر الحاصل أصبح في إمكاننا الاستغناء عن كتب الطبخ والاستعانة باليوتيوب ومتابعة أمهر الطباخين حول العالم، كما يمكن الاعتماد على برامج الطبخ - التي تُقدَّم في التلفاز - في تعلُّم وصفات لذيذة.

2. التعرُّف إلى أساليب الطبخ:

أساليب الطبخ متنوعة، ولإعداد كل صنف من الوجبات يُستَخدَم أسلوب معيَّن، وأهم تلك الأساليب ما يأتي:

1. الطبخ بالحرارة الجافة:

الذي يناسب الأطعمة التي تحتوي على دهون، والذي يشمل على الطبخ بالتشويح الذي تُستَخدَم فيه حرارة مرتفعة مع كمية قليلة من الزيت، وعندما يتصاعد البخار تُضاف المكونات، والطبخ بالمقلاة الذي يحتاج إلى كمية أكبر من الزيت لمنع خروج السوائل والرطوبة من الطعام ولكنَّ الحرارة لا تكون مرتفعة جداً؛ بل أعلى من المتوسطة.

2. الطبخ بالتحميص والخَبز:

"الطريقة التي تُستَخدَم للعجين باستخدام الفرن على درجة حرارة بين 150 و220"؛ إذ يكون العامل الأساسي في طهو الطعام في هذه الطريقة هو الهواء الذي ينقل الحرارة، والطبخ بالشوي الذي يحافظ على نكهة الطعام دون تعرُّضه إلى الحرق، وتناسب هذه الطريقة قطع اللحم الصغيرة أكثر من الكبيرة لضمان النضج وبعض أنواع الخضروات أيضاً.

3. الطبخ بالحرارة الرطبة:

تناسب هذه الطريقة الطعام القاسي أو الذي يحتاج إلى وقت طويل لينضج، والذي لا يُستَمتَع بنكهته إن طُهيَ باستخدام الحرارة الجافة، ويشمل طريقة الطبخ بالتسوية التي تُستَخدَم فيها درجات حرارة منخفضة وتصلح للطعام اللين؛ لذلك يجب أن يكون الماء قليلَ الحركة وخالياً من الفقاعات.

4. طريقة الطبخ بالتسبيك:

وتختلف هذه الطريقة عن سابقتها في إمكانية وجود الفقاعات، فهنا يجب أن تظهَرَ الفقاعات الصغيرة في ماء الطهي، وتسمَح هذه الطريقة بإبراز نكهة الطعام المطبوخ، وطريقة الطبخ بالسلق التي تُستَخدَم فيها درجات عالية من الحرارة كي تظهرَ الفقاعات الكبيرة في الماء؛ والتي تُعتَمَد للخضراوات، أمَّا الطبخ بالبخار فهنا يتم غلي الماء ومن ثم الطبخ بوضع المكونات بقدر فوق الماء المغلي لتنضج بالاعتماد على البخار الناتج، وتُستَخدَم للخضراوات والسمك.

شاهد بالفيديو: 6 طرق تساعد على تعلّم فنّ الطهي

3. اختيار الخضروات:

الخضروات التي تُستَخدَم في الطهي تؤدي دوراً كبيراً في مذاق الطبق الناتج؛ لذلك احرصْ عند اختيار الخضروات على أن تكون طازجة، ويمكن تمييزها من اللون الأخضر؛ فمثلاً السبانخ تكون خضراء لامعة إن كانت طازجة وكذلك السلق والنعنع والخيار، بينما القديمة منها تكون ذات لون باهت، ويُفضَّل دائماً شراء كميات صغيرة من الخضروات تكفي لإعداد كمية الطعام التي تريدها كي لا تبقى لديك فتذبل في اليوم التالي، ومن الضروري غسل الخضار أو الفواكه جيداً للتخلُّص من الغبار والبكتريا وبقايا الأسمدة الزراعية والمبيدات الحشرية، وتُغسَل بنقعها قليلاً بالماء الممزوج بالخل الأبيض، كما يمكن استخدام اسفنجة في غسيل الثمار.

4. اختيار نوع الزيت:

الزيت له أنواع مختلفة؛ حيث يتميز كل نوع بنكهة معينة؛ لذلك يجب معرفة النوع الذي تحتاج إليه في إعداد الوصفة؛ لأنَّ بعض أنواع الزيت مُخصَّصة للقلي وبعضها الآخر للطبخ وبعضها غير صحي لا يَنصَح الخبراء باستخدامه، كما يُفضَّل تجنُّب تكرار القلي بنفس الزيت حتى لو أُضيفَ إليه زيت جديد، فعملية التكرار تتسبَّب بحدوث أكسدة تضر بصحة الإنسان.

5. التعرُّف إلى أنواع اللحوم:

أنواع اللحوم المُستخدَمة في إعداد وصفات الأطعمة متنوعة، ففي البداية تعتقد أنَّه من الكافي معرفة إن كنتَ تحتاج إلى لحم الدجاج أم العجل أم الخاروف أم السمك في إعداد الطبق الذي ترغب فيه، لكنْ في الحقيقة تُوجَد وصفات تنجح باستخدام لحم فخذ العجل حصراً - والذي يختلف عن لحم الأضلاع - وكذلك بالنسبة إلى الدجاج فبعض الوصفات تحتاج إلى صدر الدجاج وبعضها الآخر تحتاج إلى الفخذ.

أيضاً بالنسبة إلى الشواء فإنَّ اللحم الذي يصلح للشواء مختلف عن اللحم المُخصَّص للطهو؛ لذلك لا تكتفِ بمعرفة نوع اللحم الذي يحتاج إليه الطبق بشكل عام؛ بل اسألْ عن النوع بالتفصيل لتضمن النجاح لتجربتك، ويُنصَح عند شراء اللحوم الانتباه جيداً، فاللحم الطازج يكون ذا لون أقرب إلى الوردي ويكون العظم ذا لون أبيض، ففي حال كانت اللحوم ذات لون غامق، فقد يكون هذا مؤشراً على فسادها أو أنَّ مصدرها حيوان كبير، ومن ثم سيكون الطهي أصعب، وغالباً لن تُعطي المذاق المطلوب.

يُفضَّل الابتعاد عن اللحوم المجمدة أو التي تُعرَض ضمن تخفيضات في السعر، وفي حال اضطررت إلى شراء لحوم مجمدة، فتأكَّد من اللون والرائحة وانتبه إن كان الكيس مُحكمَ الإغلاق أم غير محكم.

إقرأ أيضاً: كيف أصبح نباتياً وأمتنع عن أكل اللحوم؟ وهل هذا مضر بالصحة؟

6. غسل اللحوم والدجاج:

يجب الانتباه كثيراً إلى هذه النقطة تجنُّباً للتسمُّم الغذائي، وبالنسبة إلى الدجاج فيجب نقعه بالملح والماء فترة من الزمن ثم شطفه جيداً، أما بالنسبة إلى اللحوم فيجب وضعها في الماء البارد فترة من الزمن؛ حيث نلاحظ أنَّ لون الماء يتحول إلى الوردي ومن ثم تُشطَف عدة مرات بالماء النظيف للتأكُّد من خلوها من الدم.

7. اختيار التوابل:

لكل وجبة نوع مُحدَّد من التوابل يُنصَح باستخدامه ليكون المذاق ألذ، فبعض التوابل تتسبب بإفساد الوجبة إن لم تلائِمها، وعند وضع التوابل على الطعام تجنَّب الإكثار من الكمية كي لا تطغى نكهة التوابل على نكهة مكونات الوجبة فلا تشعر بطعمها الحقيقي، ويُفضَّل شراء كميات قليلة من التوابل كي لا تُخزَّن لمدة طويلة فتفقد نكهتها.

إقرأ أيضاً: توابل وأعشاب لزيادة الذكاء وتقوية الذاكرة

8. الالتزام بالكميات بدقة:

من الهام تطبيق القواعد التي وُضِعَت لتحضير طبق معيَّن لتحصل على النتيجة المرجوَّة؛ ولذلك يُنصَح باستخدام الأكواب الشفافة المدرجة التي تُقاس السوائل فيها إضافة إلى الميزان الصغير المُخصَّص للمطبخ.

9. التدريب على الطهي يومياً:

اجعل الطهي هوايتك الأساسية وخصِّص وقتاً يومياً للطهي، فالسر وراء الوجبات اللذيذة التي تعدُّها الأمهات هو التدريب المستمر والتجريب على الدوام، ولا يجب البدء بتجريب وصفات معقدة؛ بل يُفضَّل البدء بالأكلات البسيطة والسريعة التي سيُعطي نجاحها الحماسة للاستمرار في التدريب وتجربة وصفات أخرى.

في حال توفُّر عدة طرائق لتحضير طبق معيَّن؛ فيجب تجربة الطريقة الأسهل أولاً، وكي لا تهدر الكثير من المكونات فيصبح الأمر مكلفاً مادياً يمكن التجربة باستخدام كميات قليلة، فإن نجحت التجربة، فيمكن مضاعفة الكمية، وفضلاً عن ذلك فإنَّ ممارسة الطهي والتجريب باستمرار تساعد على تعليم المُبتدِئ كيفية التنقُّل بين المهام بسهولة؛ فمثلاً لا يجد صعوبة في طهي الرز بينما ينتظر نضوج اللحم الموجود في الفرن.

شاهد بالفيديو: 10 أنواع أطعمة تقوي جهاز المناعة

10. تعلُّم كيفية التعامل مع مشكلات الطبخ:

معظم الناس حتى أمهر الطباخين يواجهون مشكلات في الطبخ؛ كزيادة الملح أو تأخُّر نضوج الطعام وغيرها من المشكلات التي يمكن مواجهتها وإصلاحها قبل فساد الطبخة والفشل في إعدادها، ويمكن تعلُّم الحلول من خلال مشاهدة فديوهات تتحدَّث عن ذلك أو من خلال سؤال الآخرين ممَّن تثق في مهاراتهم في الطبخ عن أفضل الحلول، ولا تنسَ تدوينها في دفتر خاص بك.

في الختام:

فن الطبخ كغيره من الفنون التي تحتاج إلى إبداع، وهو أحد الفنون التي يمكن إتقانها بالتجربة والاهتمام والدقة، وبالنسبة إلى المبتدئين ممَّن يريدون تعلُّم الطبخ فيجب في البداية تعلُّم أساسياته، والتي تبدأ باقتناء كتب تحتوي على وصفات إعداد الوجبات التي تحبها، ومن ثم يجب تعلُّم أساليب الطبخ جميعها لمعرفة استخدام كل منها، وتعلَّم الفارق بين أنواع اللحوم، فبعض الوجبات تحتاج إلى صدر الدجاج حصراً وبعضها تحتاج إلى فخذه.

كذلك الأمر بالنسبة إلى اختيار الخضروات، فالخضروات الطازجة تعطي نكهة أفضل بكثير من الخضروات القديمة، كما يجب الانتباه إلى توفر عدة أنواع من الزيت، وكل نوع يناسب إعداد أطباق دون غيرها، وينطبق الأمر نفسه على التوابل؛ فأنواعها كثيرة؛ لذلك يجب الانتباه عند اختيارها وعند إضافتها إلى الطعام كي لا تفسد نكهته.

لتصبح ماهراً في إعداد الطعام عليك محاولة الطبخ باستمرار والبدء بتجربة الأطباق البسيطة وبكميات قليلة وباتِّباع الطريقة الأسهل؛ وذلك لأنَّ الممارسة أساس الإتقان.




مقالات مرتبطة