أخطاء لغة الجسد و10 نصائح لتحسينها الجزء الثاني

يحاول كثيرٌ من الناس تحسين لغة جسدهم لتسهيل التواصل والتقرب من الآخرين، لكنَّه ليس أمراً سهلاً بالنسبة إلى الكثيرين، وهو ما شهدناه في الجزء الأول من المقال الذي تحدَّثَت فيه الكاتبة عن معاناتها، ولكن في هذا الجزء الثاني والأخير تُبيِّن لنا الكاتبة كيفية تغلبها على هذه الصعوبات، وتقدِّم بعض النصائح القيمة التي يمكن للجميع الاستفادة منها.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة "سيليستين تشوا" (Celestine Chua)، وتتحدَّث فيه عن لغة الجسد الانطوائية، وتقدِّم بعض النصائح لتحسينها.

إبداء لغة جسد أكثر انفتاحاً:

منذ ذلك الحين وأنا أعمل على معالجة هذا الأمر؛ إذ كنتُ أعيد التفكير في معتقداتي وأفكاري، كما أحاول إبداء لغة جسد أكثر انفتاحاً، من خلال الخطوات الآتية:

1. إزالة الحدود حول مساحتي الشخصية:

لم أعد أحاول وضع حاجزٍ بيني وبين العالم، فمن حق كل إنسانٍ أن يحظى ببعض المساحة الشخصية، إلا أنَّ الطريقة التي فرضتُ بها هذه المساحة في الماضي كانت شديدةً جداً؛ لذا حان الوقت الآن لإزالة هذه الحدود التي تفصل بين مساحتي الشخصية والعالم من حولي.

2. إشراك الطرف الآخر في عملية تفكيري:

بتُّ أسمح لنفسي بإظهار مشاعري للطرف الآخر، وأعطي مؤشرات عندما أفكِّر، وأصدر بعض الأصوات، وألقي نظراتٍ عميقة، وأفكِّر بصوت عالٍ، كما أحافظ على التواصل البصري حتى عندما أفكِّر.

شاهد بالفيديو: كيف تستثمر لغة الجسد لتكسب كاريزما قوية تسحر من حولك

3. تلطيف نظرتي:

ذلك من خلال الابتسام، والحفاظ على التواصل البصري دون التحديق، والضحك في الأوقات المناسبة، وإرخاء عضلات وجهي.

4. إبداء بعض الحركة كي تصبح المحادثة أكثر تفاعلاً:

على سبيل المثال، حركات عشوائية مثل تمشيط شعري، وتحريك يدي بلطف للتعبير عن نفسي، ولمس وجهي؛ إذ إنَّها حركات بطيئة وسلسة أضيفها إلى المحادثة، وليست حركات سريعة ومفاجئة؛ لأنَّها قد تشتِّت الانتباه (ما لم تكن السرعة لتوضيح نقطة ما).

5. إبداء لغة جسد أكثر إيجابية:

على سبيل المثال، عندما يتحدث شخص معي، أصبحت أبتسم بلطف في أثناء سماع حديثه، بدلاً من التحديق في أثناء تحليل ما يقوله كما كنت أفعل في السابق، وفي حين اعتدتُ في السابق على ضم حقيبتي إلى صدري أو وضعها في حضني، أصبحت أضعها جانبي ولم أعد أضمُّ ذراعيَّ.

لقد بدأت باتباع هذه الخطوات منذ أسبوع فقط، ولكن أشعر أنَّني أحرزت تقدماً جيداً، يبدو الأمر كما لو كنت أتصرف بهذه الطريقة طوال حياتي، وأتطلَّع الآن إلى تطبيقها على مستوى أعمق.

إقرأ أيضاً: لغة الجسد والأسرار التي تكشفها عن الإنسان

10 نصائح لتحسين التواصل من خلال لغة الجسد:

إليك فيما يأتي 10 نصائح كي تتواصل مع الآخرين بأسلوب أكثر انفتاحاً من خلال لغة الجسد:

  1. ابتسم أكثر.
  2. حافظ على المساحة أمام جذعك العلوي مفتوحةً؛ بمعنى آخر، حاول ألا تضمَّ ذراعيك، أو تضع حقيبتك في حضنك، أو تضمَّها، أو تفعل أي شيء يغطي الجزء الأمامي العلوي من جسمك؛ إذ إنَّ إغلاق هذه المساحة يرسل للطرف الآخر إشارةً مفادها "لا تتحدث معي، لستُ مهتماً بالحديث مع أحد"، ومن ناحيةٍ أخرى، فإنَّ إبقاء المنطقة مفتوحةً يجعلك تبدو ودوداً أكثر.
  3. حافظ على التواصل البصري؛ إذ إنَّه عنصرٌ هامٌّ جداً، يساعد على بناء الروابط، ويؤكِّد للشخص الآخر أنَّك تنصت جيداً، لكن لا تحدِّق طويلاً؛ بل انظر بعيداً من وقت لآخر، كي تمنح الشخص بعض المساحة، ثمَّ أعد النظر بعد وقت قصير؛ لأنَّ التحديق المستمر قد يسبِّب الإزعاج لبعض الناس.
  4. أبدِ الثقة بنفسك؛ لا تتلوَّ أو تجلس بطريقةٍ تبدي القلق، فليس من المفترض أن يشغل جسمك مساحةً فقط؛ بل يجب أن تسيطر عليها أيضاً، وهنا تكمن أهمية الثقة بالنفس.
  5. بالنسبة إلى السيدات، إذا كان عليك أن تريحي رأسك على يدك، فأبقي الجانب الداخلي من ذراعك وراحة يدك موجهةً للخارج نحو الشخص، بدلاً من الاستلقاء على مرفقك، ووضع الجزء الخارجي من ذراعك مواجهاً للشخص آخر، فالوضعية الأولى تجعلكِ تبدين أكثر وداً.
  6. قلِّل الحركات التي تُشتِّت الانتباه، كنقر الأصابع، وقضم الأظافر، وتقشير الجلد، ونزع قشرة الرأس، بعض هذه العادات سيئة جداً على أي حال؛ لذا من المفيد التخلي عنها.
  7. تحدَّث ببطء؛ إذا كنت تتحدث بسرعة، عليك الإبطاء، خاصةً إذا كان عليك تكرار كلامك؛ لأنَّ هذا يعني أنَّ الشخص الآخر لن يستطيع مواكبتك، فإذا كنت مضطراً إلى لمس شعرك أو وضع ساقٍ فوق الأخرى أو القيام بأي حركة، فافعل ذلك بسرعةٍ طبيعية؛ إذ يمكن للحركات السريعة والمفاجئة، كأن ترفع ساقك فجأةً لتنقلها من جانب إلى آخر، أو نفض شعرك، أو التلويح بيديك بشدة، أن تفاجئ الشخص الآخر، وتشتِّت تركيزه عن المحادثة.
  8. تقرَّب من الشخص الآخر؛ وقم بحركات تقرِّبه منك بدلاً من إبعاده عنك، لكن إذا شعرت أنَّ الشخص مريب، أو متحرِّشٌ، أو شيء من هذا القبيل، فحافظ على مسافة بينك وبينه.

تشمل التصرفات التي تبعد الشخص الآخر وتضع حدوداً بينك وبينه ضم الذراعين، ووضع ساقٍ فوق الأخرى، ووضع أشياءٍ بينك وبينه، وزيادة المسافة المادية بينك وبينه، في حين تشمل الإجراءات التي تقرِّبك منه تقليل المسافة الجسدية بينك وبينه (بطريقة مناسبة)، والابتسام، والمصافحة، شبك الأذرع (بين الأصدقاء المقربين)، والحفاظ على التواصل البصري، وإبداء بعض الإيماءات العفوية تجاه الشخص.

  1. عبِّر عن مشاعرك بصدق، فعندما تشعر بالحزن أو بالدهشة أو بالسعادة، فعبِّر عن حزنك أو دهشتك أو سعادتك، لا تضمر مشاعرك في الداخل؛ بل دع ما في قلبك يظهر للعلن.
  2. راعِ كل شخص، ففي نهاية المطاف، كل إنسانٍ مختلف عن الآخر.

النصائح السابقة التي شاركتها مثاليةٌ بعض الشيء، وليس جميع الأشخاص مستعدين لها، قد يستغرق بعض الأشخاص وقتاً طويلاً كي يتودَّدوا لك، وقد يخافون من إظهار عواطفهم، وقد يكون بعض الناس خجولين للغاية ويخشون التواصل البصري، كما قد يتفاجأ بعض الناس ويتخذون موقفاً دفاعياً عندما ترفع الكلفة بينك وبينهم.

إقرأ أيضاً: تعلم قراءة لغة الجسد من خلال الحركات

في الختام:

عليك تقييم كل شخص على حِدة، واعتماد لغة الجسد التي ستساعدك على التواصل معه بأسلوب أفضل، والعمل على كسب وده تدريجياً؛ لذا اتبع النصائح السابقة بوصفها نموذجاً، ولكن لا بأس بالارتجال إذا اقتضت الحاجة، قد يكون بعض الأشخاص حساسين جداً، ممَّا يتطلَّب منك أن تتواصل معهم في البداية بلغة جسد حذرة ومتحفِّظة، قبل أن تنتقل إلى لغة أكثر وداً وانفتاحاً، وتذكَّر أنَّه لا يوجد أسلوبٌ واحد يناسب جميع الأشخاص.




مقالات مرتبطة