أثر إضفاء الطابع الشخصي في مكان العمل في تفاعل الموظفين

تسعى المنظمات الحديثة هذه الأيام إلى تطبيق خصائص العمل التي تشير إليها "حركة العمل البشري" (Work Human movement) من خلال قوانينها، وذلك لإضفاء تجربة فردية في مكان العمل العام، بوصفه مكاناً فردياً ضمن ثقافة موحَّدة أكثر تركيزاً على الإنسان؛ فكانت النتيجة الأساسية هي افتراض أنَّ ما يصلح لموظفٍ سيصلح للآخر.



ابتعد عن مفهوم "مقاسٍ واحد يناسب الجميع":

مع تقدُّم العلم، بدأنا نفهم الدور الهام لطرائق العمل الأكثر إنسانية في دعم الموظف من خلال إتاحة مساحة للخيارات المفضلة، والأساليب، والدوافع، والقدرات الفردية. كما يؤدي توطيد أركان الدعم من إظهار التقدير والرعاية للفرد ضمن ثقافة عامَّة تُراعي حدود الطاقات البشرية المختلفة إلى زيادة الإنتاجية والنجاح. يحتاج المرء إلى إعادة النظر في الترتيبات المكتبية لتحقيق التقدُّم بعيداً عن عقلية "مقاس واحد يناسب الجميع".

نُشِرت ورقة بحثية تشكِّك في جدوى المبادئ الإرشادية لوضعيتي الجلوس والوقوف في بيئة العمل، لتحسين الصحة والسلامة. واتَّضح أنَّ العمل جلوساً أو وقوفاً هو "أمرٌ خاصٌّ بكل مشارك"؛ فقد كان كلٌّ منهم مختلفاً كثيراً عن الآخر. كما تبيَّن أنَّ لكل مجموعة وضعية خاصة تناسبها بشكل مثالي. يسعى هذا البحث إلى توضيح كيفية تسهيل وإضفاء الطابع الشخصي على بيئة العمل في أسهل مستوياتها، كما يوضِّح مدى سرعة تعقيد الأمر.

شاهد: 10 أخطاء عليك الابتعاد عنها في أول 10 دقائق من العمل

لتحديد الخيارات المفضلة في بيئة العمل لكل موظف، فلا بدَّ من مراعاة عوامل عدة تُشكِّل تجربة العمل: العوامل الجسدية، والنفسية، والاجتماعية. وهنا يظهر التحدي الذي يواجه قادة الشركة في تحقيق التوازن بين مرونة السماح للموظفين بالعمل في أماكن مُلهِمة ومريحة، مع توفير قدرٍ من التماسك والانسجام عبر المؤسسة.

التركيز على تلبية الاختلافات الرئيسة:

السر الأساسي للنجاح هو الانتباه إلى الاختلافات الرئيسة بين الفِرَق، وبين كل موظفٍ وآخر، واستخدام تلك المعلومات لإضفاء الطابع الفردي والإنساني على تجربة العمل. في بعض الحالات، توجد ممارسات واسعة تُلبِّي الاحتياجات الإنسانية الأساسية المشتركة؛ كالإنجاز، والتواصل الفعَّال، والوصول إلى الهدف. كما يتطلَّب إضفاء الطابع الفردي في هذا النطاق الاستماع للموظفين، وفهم دوافعهم، وإظهار التقدير، وتقديم التغذية الراجعة بطريقة تناسب كل فرد.

إقرأ أيضاً: 10 استراتيجيات لزيادة تفاعل الموظفين

توجد ممارسات يمكن التحكُّم بها تحكُّماً خاصاً؛ كالسياسات، والإجراءات التنفيذية؛ إذ يقتصر معنى الفردية الذي نودُّ تطبيقه في بيئة العمل على توفير مرونة وخياراتٍ أكبر، ليشعر الموظف أنَّه في مكانه المفضَّل. ويمكن لهذه السياسات أن تشمل جميع جوانب العمل المرنة وترتيبات العمل عن بُعد، وتوفير مساحات للمتعة، ومساحات أخرى للاسترخاء، واستعادة النشاط، والسماح بالمرونة، أو الاستقلال الذاتي في طريقة إنجاز العمل.

تعكس جميع هذه الممارسات تقديراً أكبر للطرائق المختلفة التي يشعر فيها العاملون بذواتهم؛ وهذا يزيد الصحة والإنتاجية. وكلَّما اقترب القادة من تصميم العمل على أساسٍ فردي، وتوسيع التأثير الفردي لإنشاء ثقافة مشتركة قوية، تمكَّنوا من إظهار اهتمامهم بخلق مكان عملٍ أكثر إنسانية، وجني فوائد القوى العاملة المتفاعلة والمتحمِّسة.

المصدر




مقالات مرتبطة