أثر إدارة الطاقة الشخصية على تحسين جودة الحياة

فلنفترض أنَّك تبذل قصارى جهدك في العمل، وأنا متأكد من أنَّك تأخذ مهنتك على محمل الجد، وإلا لماذا قد تقرأ هذه الأنواع من المقالات؟ ومع ذلك، نريد أن نعيش حياة جيدة أيضاً، كما يجب أن نستمتع بالحياة؛ إذ قال الكاتب ريتشارد كوك (Richard Koch): "افعل الأشياء التي تحب القيام بها، واجعلها وظيفتك".



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "داريوس فوروكس" (Darius Foroux)، ويُحدِّثنا فيه عن كيفية إدارة طاقتك الشخصية لتحسين جودة الحياة.

نظريَّاً، قد تبدو أشياء كثيرة جميلةً في الحياة:

  • "سأدَّخر أموالي، وأشتري عقارات، وأعيش من أموال الإيجار".
  • "سأبدأ مدونة، وأبيع الدورات، وأعيش من الدخل السلبي".
  • "سأفتح مدرسة لتدريب اليوغا وسأعمل فقط بضع ساعات في اليوم".

لنكن صادقين هنا، فإذا كنت لا تستمتع بحياتك حالياً، ولا تستيقظ كلَّ صباح بشعور من الإثارة، فأنت بحاجة إلى القيام بشيء حيال ذلك، فأنت تستحق أن تعيش حياة جيدة، والناس في حياتك يستحقون ذلك أيضاً، وفي الواقع، نستحق جميعاً ذلك، فلا أحد يريد أن يعيش أو يعمل مع متشائم.

أريد أن أشارككم في هذا المقال فكرة واحدة كان لها تأثير هائل في نوعية حياتي؛ إذ يتحدَّث ريتشارد كوك في كتابه "مبدأ 80/20" (The 80/20 Principle) عن كيف أنَّ 20% من النشاطات تؤدي إلى 80% من سعادتنا؛ وهو مبدأ ابتكره عالم الاقتصاد فيلفريدو باريتو (Vilfredo Pareto)؛ إذ وجد باريتو أنَّ 80% من الأراضي في معظم البلدان مملوكة لـ 20% من السكان.

لكن هذه الفكرة تتجاوز توزيع الثروة؛ إذ طبقه ريتشارد كوك على كلِّ شيء، من العمل إلى السعادة، وليس كلُّ شيء يجب توزيعه 80/20؛ إذ توزع بعض الأشياء بنسبة 90/10 أو حتى 99/1، والنقطة الهامة هي أنَّ السبب والنتيجة ليست علاقة بنسبة 50/50، فعلى سبيل المثال 100% من سعادتي تأتي من مصدر واحد؛ طاقتي الشخصية.

شاهد بالفديو: كيف تحافظ على صحتك مدى الحياة؟

فهم تأثير المزاج في السعادة:

لقد كنت أفكر في هذا المفهوم لفترة طويلة؛ فأريد أن أعرف كيف تَحدُث الأشياء طوال الوقت ولماذا؛ ولذلك أسأل نفسي أشياء مثل:

  • لماذا أنا في مزاج جيد اليوم؟
  • لماذا أنا في مزاج سيئ اليوم؟
  • لماذا أنا سعيد في هذه اللحظة؟
  • لماذا أنا متوتر الآن؟

للإجابة عن هذه الأسئلة، أحتفظ بدفتر يوميات، ومؤخراً اكتشفت نمطاً، ما أشعر به يتحدد من خلال طاقتي الشخصية، فإذا كانت طاقتي مرتفعة، أكون في مزاج جيد وأشعر بالثقة وأتطلع إلى المستقبل وأبتسم وأستمتع وأقوم بكلِّ ما يحلو لي.

أمَّا إذا كانت طاقتي منخفضة؛ فأكون في مزاج سيئ وأشعر بالحزن والخوف من المستقبل والخجل والقلق، وقد تعتقد أنَّ هذا واضح جداً، لكن لم يعلمني أحد كيفية إدارة طاقتي، لا في المدرسة ولا في العمل، لكنَّ إدارتها كان لها تأثير كبير في نوعية حياتي.

إقرأ أيضاً: 10 طرق تساعد على زيادة هرمون السعادة

إذاً كيف تدير طاقتك الشخصية؟

من الناحية العملية، اسأل نفسك:

  1. "ما هي النشاطات التي تضر مزاجي وتستنزف طاقتي؟".
  2. "ما هي النشاطات التي تجعلني أشعر بالسعادة وتمنحني الطاقة؟".

الاحتفال وصرف النقود ليس الطريقة هنا، وإليك مثال على ما أعنيه: أعتقد أنَّ الكتابة نشاط شاق ومضجر، ولأكون صادقاً، أنا لا أستمتع بها على الإطلاق، ومع ذلك، بعد أن أكتب، أشعر بالرضى عن نفسي، وهذا يمنحني طاقة كبيرة؛ ولذلك هذا يجعل الكتابة تستحق العناء بالنسبة إلي؛ لذا فالأمر لا يتعلق بتجنب الأشياء الصعبة؛ بل يتعلق بالنظر إلى نتائج النشاطات المتعلقة بمزاجك.

إليك 3 أشياء تعلَّمتُها عن إدارة طاقتك الشخصية:

1. تحديد 20% من النشاطات التي تحقق لك أكبر قدر من النتائج لكلِّ جانب من جوانب حياتك:

انظر إلى علاقاتك وعملك وصحتك وأموالك، وبعد ذلك، ركِّز على القيام بمزيد من النشاطات التي تعمل على تحسين تلك الجوانب.

2. إعادة التقييم باستمرار:

احصل على تغذية راجعة ودوِّن يومياتك، واسأل نفسك دائماً ما إذا كنت على الطريق الصحيح؛ فالحياة ليست ثابتة، ويجب عليك تعديل نشاطاتك باستمرار؛ ولذلك خصص وقتاً كلَّ يوم للتأمل والتفكير في المستقبل.

3. تحسين المزاج:

هذا ليس واقعياً، فأنا أسعى لأكون في مزاج جيد 95% من الوقت، ويمكنك أن تكون في مزاج جيد وتواجه الصعوبات؛ فالحياة صعبة؛ ولذلك من الأفضل أن تكون في مزاج جيد لتسهيل الأمر.

إقرأ أيضاً: 10 نصائح ذهبيّة لتحسين المزاج

في الختام:

الحياة طويلة، وإذا عشتها بطريقة صحيحة، يمكنك القيام بمعظم الأشياء التي طالما رغبت فيها، وتحتاج فقط إلى التحلِّي بالصبر وإدارة طاقتك حتى تتمكن من الاستمتاع بالأشياء التي تقوم بها؛ لذا ابدأ الآن بسؤال نفسك: "ما هو الشيء الوحيد الذي يمكنني فعله اليوم لتحسين مزاجي؟".




مقالات مرتبطة