9 نصائح لمساعدة الانطوائيين في التغلب على الخوف من التحدُّث أمام الجمهور

يخشى معظم الأفراد التحدُّثَ أمام العامة؛ لكنَّ إلقاء خطاب أو القيام بعرض تقديمي يمكن أن يكون صعباً جداً بالنسبة إلى الفرد الخجول أو الانطوائي؛ لذا نقدِّم فيما يأتي 9 نصائح للتغلُّب على الخوف من التحدُّث أمام الجمهور وإلقاء خطاب ناجح في حال كنت شخصاً انطوائياً أو لم تكن.



1. تعرَّف إلى عقلية جمهورك:

يُعَدُّ فهم الجمهور المستهدف عاملاً حاسماً لإلقاء خطاب ناجح، وتعتمد هيكليةُ الخطابِ خصائصَ الجمهورِ المستهدفِ؛ إذ إنَّك بلا شكٍّ لن تتحدث إلى مجموعة من المدرسين بالأسلوب نفسه الذي تخاطب فيه الطلاب مثلاً؛ وبناءً عليه يجب أن تحدد خصائص جمهورك ورغباته واحتياجاته؛ لتدرجها ضمن خطابك وتعرضها بأسلوب مناسب.

يتميز الفرد الانطوائي بقدرته على إدراك احتياجات الآخرين، ومن ثمَّ يمكنه الاستفادة من هذه المقدرة الفطرية في تحديد احتياجات الجمهور ومشاركة وجهات نظره الخاصة بالموضوع قيد الطرح.

2. وضِّح محاور خطابك بتسلسل منطقي:

يتألف الخطاب الناجح كما في حال أيَّة قصة ممتعة من مقدمة وعرض وخاتمة تتسم جميعها بالوضوح، ولا غنى عن المنهجية الواضحة للخطاب عند التحدُّث أمام العامة؛ لأنَّها تساعدك على تنظيم أفكارك وعدم الخروج عن الموضوع أو التشتت في أثناء الإلقاء.

يساعد هذا الأسلوب جمهورك من ناحية أخرى على متابعة محاور طرحك بسلاسة، ويبرع الفرد الانطوائي في تنفيذ المهام الفردية التي تتطلب التركيز الشديد كإجراء الأبحاث العلمية والكتابة؛ وبهذا يمكنك أن تستخدم هذه الميزة في إعداد خطاب منظم ومترابط منطقياً.

ننصحك بأن تعدَّ مقدمة تجذب انتباه الجمهور وتعطي نبذة مختصرة عن محاور طرحك، وبعدها يمكنك أن تدخل في صلب الموضوع وتفاصيل أفكار الخطاب، ويستحسن أن تقوم بتجزئة الخطاب إلى عدة محاور رئيسة مترابطة ترابطاً منطقياً مع إعداد فقرات انتقالية بين هذه المحاور؛ لمساعدة الجمهور على متابعة الموضوع بتسلسل منطقي، وفهم المعنى الذي تود نقله، فعلى سبيل المثال يمكنك أن تقول: "بعد أن قمنا بمناقشة طرائق زيادة الرفق بالبيئة في المنزل سننتقل إلى مناقشتها ضمن مكان العمل".

حبَّذا لو تلخِّص الأفكار التي طرحتها وتدعو إلى اتخاذ إجراءات فعلية في الختام؛ أي أن تخبر جمهورك بما يجب أن يفعلوه بعد سماع الخطاب، وفي حال واجهت صعوبة في إعداد هيكلية خطابك فإنَّنا ننصحك باستخدام خدمات كتابة المحتوى مثل موقع "كوبي كرافتر" (CopyCrafter)، فتساعدك هذه الأدوات على إعداد خطاب متسلسل منطقياً، ومتَّسقٍ، ومترابط، وموجَّه إلى الجمهور.

3. تمرَّن بصورة مكثَّفة:

ما زالت أسباب رهاب التحدُّث أمام الجمهور مجهولة بالنسبة إلى الباحثين، وقد بينت الأبحاث أنَّ 74% من الأفراد يعانونه، وتُرجِّح النظرياتُ أنَّه يرتبط بعملية تطور الجنس البشري وخوف الفرد من التعرض للرفض في وسطه الاجتماعي واعتماده على نفسه في تأمين احتياجاته بعد نفيه من الجماعة.

يُعَدُّ التحضير من أنجح طرائق التغلب على رهاب التحدُّث أمام العامة بصرف النظر عن الأسباب؛ ذلك لأنَّ مستويات التوتر يوم الخطاب ستكون في أوجها، ومن ثمَّ لا بُدَّ أن يساعدك التحضير على الحفاظ على هدوئك ورباطة جأشك خلال الإلقاء.

يميل الفرد الانطوائي إلى الاجتهاد في التحضير للفعاليات؛ وبناءً عليه يمكنك تطبيق النهج نفسه عند تحضير خطابك؛ لذا حاول أن تتدرَّب على العرض في أثناء المشي حتى تتذكره على نحو أفضل؛ إذ وجد العلماء أنَّ أداء الذاكرة يتحسن عند المشي.

لا تقتصر سِمَاتُ المتحدث البارع على تذكُّر الأفكار؛ بل على نقل المعنى المراد من خلال لغة الجسد ونبرة الصوت، وتفيد التجارب بأنَّ التدريب على الخطاب أمام المرآة من أفضل الأساليب المستخدمة في هذا الصدد؛ كونها تساعدك على الانتباه لإيماءاتك، وتعابير وجهك، وحركات جسدك الأخرى لضمان توافقها مع أفكارك وتعبيرها عن المعنى المراد، وبعد أن تزداد ثقتك بنفسك وبقدراتك يمكنك أن تلقي الخطاب على أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء؛ حتى تعتاد على توجيه خطابك أمام الجمهور.

شاهد بالفيديو: 8 نصائح تساعدك على التحدث أمام الجمهور دون قلق

4. تحدَّث ضمن نطاق خبراتك:

التزم الحديث عن موضوعات تتبع إلى مجال اختصاصك وشغفك في الحياة؛ إذ لا بد أن تُخفِق عند مناقشة الموضوعات التي لا تفهم تفاصيلها بصورة كاملة أو البعيدة عن نطاق اهتماماتك؛ لذلك عليك أن تتصرف على طبيعتك وتبرز حماسة حقيقيَّاً عند طرحك للموضوع.

يشير مؤسس وصاحب "مؤتمر تيد" العالمي (TED) "كريس أندرسون" (Chris Anderson) إلى أنَّ جميع مؤتمرات تيد البارزة تشترك في عامل أساسي؛ وهو: "تقتضي مهمة المتحدث الرئيسة نقل الأفكار الاستثنائية، والجميلة، أو الغريبة حيناً إلى المستمعين"، ويرغب الجمهور في الإصغاء إلى الموضوعات التي تودُّ مشاركتها؛ وبهذا عليك أن تطرح أفكارك وخبراتك بحرية وانفتاح.

5. تذكَّر أنَّه مجرد استعراض:

لا يعدو إلقاء الخطاب أو القيام بعرض تقديمي كونه مجرد استعراض؛ لهذا السبب على وجه الخصوص يجعلك متوتراً؛ لكنَّ التفكير فيه من هذا المنظور يمكن أن يصرف عنك رهبة التحدُّث أمام العامة.

تقول الكاتبة الأمريكية "سوزان كين" (Susan Cain) مؤلفة كتاب "الهدوء: قوة الانطوائيين في عالم لا يمكنه التوقف عن الحديث" (QUIET: The Power of Introverts in a World That Can’t Stop Talking) إنَّ الأمر أشبه بحضور حفلة تنكرية؛ إذ إنَّنا نشعر بالحرية خلف القناع، وتتلاشى مخاوفنا، ويحدث الأمر نفسه عندما تعتلي المنصة وتتقمص شخصية معينة تبرز ثقتك بنفسك وتجذب اهتمام الآخرين، وقد ترغب أيضاً بارتداء لباس معين يزيد ثقتك بنفسك.

6. خُذِ الأمور برويَّة:

يتميز الانطوائيون بهدوئهم؛ لكنَّهم يُعبِّرون عن أفكارهم بحماسة تلفت الانتباه، ولا بأس في أن تتروَّى وتتمهل في أثناء طرح أفكارك حتى يتسنى للمستمعين فرصة استيعابها قبل أن تنتقل إلى فكرة جديدة، ويساعدك التروِّي أيضاً على تخفيض معدل ضربات القلب ومستويات القلق.

7. ابتسم في أثناء حديثك:

تؤدي الابتسامة دوراً أساسياً في تعزيز التواصل مع جمهورك، فضلاً عن أنَّها تزيد شعورك بالراحة، وتخفض مستويات التوتر، وتعزز شعور الجمهور بالارتياح.

إقرأ أيضاً: ابتسم لتعيش حياة سعيدة

8. استمر في حديثك عندما تقترف خطأً ما:

لا بُدَّ أن تقترف أخطاء معينة في أثناء إلقاء الخطاب، وقد يتعذر على الفرد الانطوائي الذي يُعنَى بكافة التفاصيل قبول هذه الأخطاء؛ لكنَّ الجمهور قد لا يلاحظ هذه الزلَّات أساساً؛ لأنَّها لن تكون واضحة على الأرجح بالنسبة إليهم، وحتى لو كانت أخطاءً بارزة فلا بأس في ذلك وعليك بالمتابعة؛ سيتذكر الجمهور كامل الخطاب ولن يتوقفوا عند الخطأ؛ إذ لن يهتمَّ أحدٌ ما لم تلفت الانتباه إليه.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح للتحدث بثقة أكبر أمام الجمهور

9. قُمْ بزيارة استكشافية إلى المكان الذي ستُلقي فيه خطابك:

يمكنك أن تقضي بعض الوقت في الغرفة التي ستُلقي فيها الخطاب قبل اليوم المنشود؛ حتى تجرِّبَ مكبر الصوت، وتتأكد من أنَّ المعدات البصرية والسمعية تعمل جيِّداً، ويمكنك أيضاً أن تجرب إلقاء الخطاب إذا تسنى لك ما يكفي من الوقت، وتتأكد من وجود كأس ماء، ووضع أوراق الملاحظات بالترتيب الصحيح.

نذكِّر مجدداً بأنَّ التحضير له دورٌ أساسيٌ في تجاوز رهبة التحدُّث أمام العامة بالنسبة إلى الانطوائيين وغيرهم من المتحدثين المتوترين، وكلما قمت بإجراء المزيد من العروض التقديمية ستعتاد الأمرَ وتتخلص من مشاعر التوتر.

بالنسبة إلى الانطوائيين وغيرهم ممَّن يهابون التحدُّث أمام العامة فلا بأس بادِّعاء الثقة بالنفس والقوة حتى تكتسبها فعلاً لا سيَّما في البداية، وليس عليك أن تستسلم؛ إذ بوسع التحضير والمواظبة أن يساعداك لتصبح متحدثاً بارزاً.




مقالات مرتبطة