9 علامات على أنك طرف في علاقة مناسبة

"كيف أعرف ما إذا كنتُ طرفاً في علاقة مناسبة أم لا؟" هذا واحد من الأسئلة الأكثر شيوعاً التي يطرحها علينا عملاؤنا خلال تقديم الكوتشينغ لهم، وبعد أن نصغي أنا وزوجي مارك (Marc) إلى تفاصيل علاقاتهم؛ غالباً ما نعيد طرح نفس السؤال عليهم لتوضيح أفكارهم وتوقعاتهم: "ما الذي تعتقد أنَّه يجب أن يتوفر في العلاقة المناسبة للأشخاص الموجودين فيها؟" وعلى الرغم من أنَّ الإجابة هنا شخصية، إلَّا أنَّه في جميع العلاقات توجد بعض الدلائل الواضحة على أنَّ الأمور تسير على ما يرام؛ لذا فلنلقِ نظرة اليوم على بعض العلامات التي تشير إلى أنَّك طرف في "علاقة مناسبة":



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة "أنجل تشيرنوف" (ANGEL CHERNOFF)، تُحدِّثُنا فيه عن 9 علامات تدل على أنَّك في العلاقة المناسبة.

1. العلاقات الجدية ليست لعبة:

في كثير من الأحيان نجعل علاقاتنا أصعب مما يجب أن تكون عليه؛ إذ تبدأ الصعوبات عندما تصبح المحادثات عبارة عن رسائل نصية، وتصبح المشاعر غير واضحة، وتتلاشى الثقة، وتصبح الغيرة والشعور بالحزن عادة، والهروب منها هو الحل؛ لذا توقَّف عن الهرب وواجه هذه المشكلات وأصلحها وتواصل وسامح وأحب الأشخاص الذين يستحقون حبك في حياتك، وبالطبع إذا شعرت بأنَّ شخصاً ما يتلاعب بك، فتحدَّث إليه وضع بعض الحدود.

2. التفاهم والوضوح:

إذا بدأ شخص بعلاقة غير رسمية مع أحدهم ولم يخبره بأنَّه يريد علاقة جدية، فمن المحتمل ألَّا يلتزم معه أبداً، فإذا أعطيتَ شخصاً انطباعاً بأنَّ علاقتكما عادية أو أياً كان، فهذا هو ما سيكون عليه الحال في المستقبل، وخلاصة القول هي أنَّه يجب أن تكون واضحاً من البداية أو على الأقل بمجرد أن تعرف ما تريد، فإذا خاف شخص ما وتركك لأنَّك كنت صادقاً ووضعت حدوداً واضحة، فهذا الشخص لم يكن مناسباً لك على أي حال.

إقرأ أيضاً: 7 استراتيجيات للتحدث بوضوح

3. التواصل الدائم والصادق والواضح:

من الأفضل التحدُّث ومعرفة الحقيقة بدلاً من الاستمرار في إضاعة الوقت، فلا تتوقع من الأشخاص الهامين في حياتك أن يقرؤوا أفكارك، ولا تراوغ في التعامل مع عقولهم وقلوبهم، ولا تقل الحقائق من وجهة نظرك وتتوقع منهم أن يثقوا بك عندما تظهر الحقيقة الكاملة، وأصغِ دون الدفاع عن مواقفك وتحدَّث دون إساءة؛ إذ إنَّ التواصل ليس مجرد جزء هام من العلاقة؛ بل إنَّه العلاقة بحد ذاتها، وغالباً ما تفشل العلاقات بسبب مشكلات الثقة والالتزام والتواصل؛ لذا كن صريحاً والتزم وكن واضحاً بشأن توقعاتك وتواصل دائماً.

4. تعزيز الكلمات بالأفعال:

عزِّز علاقاتك الهامة فعندما تخبر الأشخاص الذين تحبهم بأنَّك تحبهم؛ فهذا مجرد تأكيد على ما أظهرته لهم بالفعل من خلال معاملتك لهم على أساس يومي، وافعل أشياء صغيرة كل يوم لتظهر لأحبائك أنَّك تهتم بهم؛ فمعرفة أنَّ الشخص الذي تفكر فيه يفكر فيك في المقابل تعني الكثير، والحق يقال؛ فيمكنك أن تقول: "آسف" ألف مرة، أو تقول: "أنا أحبك" بقدر ما تريد، لكن إذا لم تثبت أنَّ الأشياء التي تقولها صحيحة، فلن تصبح كذلك، وإذا لم تتمكن من إظهار ذلك، فكلماتك ليست صادقة وأيضاً علاقتك.

5. لا يجب توقُّع الكمال في العلاقة:

أيَّة علاقة حقيقية لن تكون مثالية، لكن إذا كنتَ على استعداد للعمل وإظهار الصراحة، فقد تحصل على كل ما حلمت به، فقد يكون شريكك بعيداً كل البعد عن الكمال ولكنَّه مناسب لك تماماً، فامنحه فرصة ليثبت لك ذلك، وعندما تتوقف عن توقُّع سلوك الأشخاص الذين تحبهم بطريقة معينة، يمكنك البدء بالاستمتاع برفقتهم وتقديرهم على طبيعتهم، ومن الهام أن تتذكر أنَّ كل علاقة لها مشكلاتها، ولكنَّ ما يجعلها مثالية في النهاية هو عدم رغبتك في أن تكون في أي مكان آخر حتى عندما تكون الأوقات صعبة.

شاهد بالفديو: ما هي سمات الشخصية المثالية؟

6. الصدق وإظهار الضعف والوجود في اللحظة أمور مقدسة:

على الرغم من أنَّه قد يبدو أمراً محفوفاً بالمخاطر، إلَّا أنَّ أقوى أنواع الحب هو الذي يجعلك تُظهر ضعفك؛ إذ يتطلب الأمر الجرأة للكشف عن نفسك بصدق، وأن تكون منفتحاً وشفافاً على الأمد الطويل، ويتعلق الأمر بالوجود بجانب بعضنا بعضاً خلال السراء والضراء، والوجود "جسدياً وذهنياً" عندما تكون في أمس الحاجة إلى أحبائك؛ لذا كن مع الشخص الذي تحبه، واسمح لنفسك بتجربة هذه المشاعر بشكل صادق، وأَزِل أي حاجز عاطفي بنيته حول نفسك وستشعر بمشاعر مميزة - سواء كانت جيدة أم سيئة - فهذا هو واقع الحياة، وهذه هي الطريقة التي تؤسس بها لعلاقة صادقة مع إنسان آخر.

7. مزيج صحي من الحرية والتعاون:

ضع في حسبانك أنَّه لا يمكننا إجبار أي شخص على البقاء معنا أو حبنا، ولا يجب أن نتوسل إلى أحد كي يبقى عندما يريد المغادرة، وبالمثل يجب ألَّا نشعر أبداً بأنَّنا محاصرون في علاقة، فإذا شعر أي شخص بأنَّه محاصر، فإنَّ العلاقة غير مناسبة بالفعل؛ وذلك لأنَّ جوهر العلاقات هو الحرية؛ إذ تُبنى العلاقات أيضاً على أساس متين من التعاون، ونظراً لأنَّ العلاقات هي واحدة من أعظم وسائل النمو الشخصي والسعادة، فإنَّ أهم رحلة تقوم بها في حياتك هي مقابلة شخص آخر في منتصف الطريق؛ إذ ستحقق أكثر بكثير من خلال العمل معه، بدلاً من العمل وحدك أو ضده.

تعتمد قوة العلاقة على قوة طرفيها، وتعتمد قوة كل طرف على الأمد الطويل على جودة العلاقة؛ فالحياة ببساطة لا يمكن التنبؤ بها؛ لذا في الأيام التي يمكنك فيها إعطاء القليل فقط؛ يجب أن يعطي الشخص الآخر الكثير، فالأمر لا يتعلق أبداً بتوازن ثابت؛ إذ إنَّ العلاقات الصحية عبارة عن شخصين على استعداد للتغير مباشرةً من أجل بعضهما حسب الحاجة، ويزيد كل طرف فيها ما يقدمه حينما لا يستطيع الطرف الآخر أن يقدم ما اعتاد أن يقدمه.

8. تبنِّي النمو الشخصي والاحتفاء به ومشاركته:

لا يتعلق الأمر بالعثور على شخص تخسر نفسك من أجله؛ بل تجد نفسك فيه، فعند التواصل مع شخص مميز أو صديق مقرَّب أو شريك حياتك، يساعدك هذا الشخص على العثور على الأفضل في نفسك؛ وبهذه الطريقة لا يلتقي أي شخص بأفضل نسخة من شريكه في الواقع؛ بل كلاهما ينموان ليصبحا أفضل ما يمكنهما من خلال قضاء الوقت معاً ورعاية نمو بعضهما بعضاً.

فعندما تفكر بصدق فيما تضيفه أنت وأقرب شخص منك إلى حياة بعضكما بعضاً، ستجد غالباً أنَّه بدلاً من إعطاء أو أخذ الأشياء من بعضكما - كنصيحة أو هدايا مادية أو غيرها - يجب اختيار مشاركة بعضكما الفرح والألم، وعيش الحياة معاً في السراء والضراء، وبصرف النظر عن أي شيء أنتما موجودان لبعضكما.

إقرأ أيضاً: 7 نصائح للتطوير الشخصي وتحقيق النمو المستمر

9. عدم السماح للغرباء باتِّخاذ القرارات عنك وعن شريكك:

العلاقات ليست دائماً منطقية؛ لذلك لا تدع الغرباء يديرون علاقاتك نيابة عنك؛ فإذا كنت تواجه مشكلة في العلاقة مع شخص ما، فاعمل على حلها معه وليس مع أي شخص آخر؛ إذ عليك أن تعيش حياتك بطريقتك الخاصة، ومن واجبك وحدك أن تقرر ما إذا كانت العلاقة مناسبة لك، كما عليك التوقف عن الاهتمام بما يريده الآخرون لك والبدء بالعيش واتِّخاذ القرار بنفسك.

المصدر




مقالات مرتبطة