9 طرق يُهَوِّن بها الروتين عليك حياتك

نحن كبشر، قد راكمناً كمَّاً مهولاً من المعرفة العمليّة، ووضعناها بين أيدي أناسٍ مُدَرَّبِيْنَ تدريباً عالياً ويمتلكون مهاراتٍ عالية، ويعملون بجدٍّ في مجتمعنا. لكنَّ هذه المعرفة أثقلت كاهلنا، وأنقذتنا في ذات الوقت. لقد أثقل ذلك كاهلنا لأنَّه يوجد أمورٌ كثيرة ومختلفة يتعيّن علينا القيام بها بترتيب معيّن، وإلا سنفشل بالقيام بأيِّ شيء. وفشلنا هذا سيكون مُدَوِّياً. لكن هناك طريقة لإيصال تلك المعرفة واستخدامها بشكلٍ آمنٍ وسليمٍ وموثوق. كما ويمكننا القيام بذلك باستخدام أداة بسيطة موجودة منذ عهد "الرجال الأوائل" في مسلسل صراع العروش، أو منذ العصر الحجري إن لم تكن من متابعي ذلك المسلسل. وهذا الحل هو وبكلِّ بساطة: أن توجد روتيناً لنفسك.



لكن... ما هو الروتين؟

سنرى عِظَمَ أثر الروتين على أعظم لاعب تنس في العالم، والذي تبدو مسيرته المهنية وكأنَّها سيناريو مكتوبٌ في استوديوهات هوليوود.

ملاحظة: هذا المقال مترجم نقلاً عن مقالة للمدون مات دوزيمنسكي.

الروتين القوي لأعظم لاعب تنس:

قد يكون رافائيل نادال أفضل لاعب تنس في جميع الأوقات. لكن سيأتي أحدهم بعد عدة سنوات ويكون أفضل منه. كما أنَّ واقع الحال يقول بأنَّه سيكون هناك دائماً "أفضل لاعب تنس" على الإطلاق.

لكن كان هناك لاعب تنس واحد فقط، حاز على لقب أعظم لاعب تنس على الإطلاق. لاعب كان حضوره كافياً لملء جميع المقاعد في الملعب، لاعب حظيَ بمحبة وإعجاب جميع الناس.

لاعبٌ تشاجر مع حكام الملعب لمدة 10 دقائق، لا من أجل شيءٍ سوى جعلهم ينطقون اسمه بشكلٍ صحيح. لاعبٌ عندما كان في العشرين من عمره، تنبأ له "أيون تيرياك" بالفوز بخمس بطولات ويمبلدون على التوالي، ليخسر ذلك اللاعب ثلاث نهائيات ويمبلدون على التَّوالي.

كان اسمه "غوران ايفانيسيفيتش"، وكان أعظم لاعب تنس غير متوَّج بلقب "جراند سلام" في حياته. كان هدفه في الحياة هو الفوز ببطولة ويمبلدون، وكان لسنوات عدَّة ضمن قائمة أفضل 10 لاعبي تنس محترفين في العالم. وصل إلى نهائي ويمبلدون ثلاث مرات، وخسرهم كلهم. وبعد خسارته النِّهائي الثالث، قال غوران في مؤتمره الصحفي "إنَّه لمن الأفضل له لو كان قد وُلدَ فاقداً للرجولة على أن يولد من دون حظ".

ونظراً لكونه اللاعب الوحيد في تاريخ التنس الذي أُقصيَ من مباراة بسبب نقص المعدات (إذ كان قد كسر عمداً ثلاثة مضارب في جولة واحدة ضمن إحدى المباريات، فعاقبه حكم المباراة بإقصاءه منها)، ولأنَّ الجمهور كان يستمتع بمشاهدته وهو يلعب؛ قدَّم منظموا بطولة ويمبلدون اللطفاء إلى "غوران إيفانيسيفيتش"، الرجل الذي لم يفز بأيِّ بطولةٍ كانت منذ عامين (ولم يكن تصنيفه يسمح له بالمشاركة بالبطولة أصلاً)، بطاقة دعوة لكي يشارك في ويمبلدون.

فما كان من صاحب الثلاثين عاماً، والذي كان في وقتها يعاني من آلام كبيرة في الكتف، ويحتل المركز 126 على قائمة اتحاد لاعبي التنس المحترفين؛ إلا أن لملم شتات نفسه وذهب إلى ويمبلدون مع 2 تي شيرت و3 مضارب تنس: وهو ما يكفي فقط لحصة تدريبية واحدة، ومجموعة واحدة ضمن إحدى المباريات.

وبعد مضي أسبوعين، كان غوران يرسل نقطة البطولة في المجموعة الخامسة التي كانت نتيجتها 8 : 7 ضد باتريك رافتر. كانت نقطة البطولة الرابعة "المحظوظة" بالنسبة له، مما جعله يحقق حلمه في سن الثلاثين عاماً، ومركزه هو "126" ضمن تصنيف ATP، مع كتفٍ مدمرة وبطاقة دعوة لآخر بطولة ويمبلدون لُعبت مباراتها النهائية يوم الاثنين بدلاً من الأحد (لُعبت يوم الاثنين بسبب هطول الأمطار).

أعظم لاعب تنس غير مُتوَّج في العالم، والذي لم يسبق أن له أن فاز بشيء، فاز في النهاية بشيء. وهذا الشيء كان بطولة ويمبلدون؛ أكبر وأقدم وأصعب بطولة تنس في العالم. والشيء الوحيد الذي جعله يقدم بطولة تنس على سوية واحدة مثل هذه، هو روتينه الذي تسبب بوضعه في حالةٍ ذهنية صحيحة لتحقيق الفوز.

كان روتين غوران لهذه البطولة كما يلي:

  • الاستيقاظ في الساعة 9:30 صباحاً.
  • مشاهدة التيليتابيز في غرفته هو وأعضاء فريقه في تمام الساعة 10:00.
  • غسيل القمصان التي حصل عليها في بداية البطولة.
  • تناول نفس الطعام في نفس المطعم طيلة كل يوم من أيام البطولة.
  • على كل فرد من فريقه أن يجلس في نفس المكان على مدرجات الملعب.
  • ألا يضع قدمه فوق الخط الأبيض عند دخوله إلى الملعب.
  • أمّا آخر عادة، والتي قد تستغربونها بعض الشيء هي: استخدام ذات المرحاض كل مرة.

في إحدى المرات، كان أحد الأشخاص يستخدم ذات المرحاض، لكن غوران انتظره بدلاً من أن يجد لنفسه مرحاضاً آخر. يمكننا أن نضحك ساخرين على ذلك، وحتى غوران قد يسخر من نفسه بسبب ذلك؛ لكنَّ هذا الروتين قد ساعده على الفوز ببطولة ويمبلدون. لذا يجب علينا أن نصمت ونتعلم درساً منه.

والدروس المتعلقة بالروتين الذي يمكننا أن نتعلمها هي كما يلي:

1. اجعل الأمر شخصياً:

على روتينك أن ينجح معك أنت وحدك. إذ أنت تفعل ذلك لأجلك، وليس من أجل أيِّ شخص آخر.

وهنا مثال رائع على ذلك: إذا كنت ترغب في أن تحقق النجاح في الولايات المتحدة، قد يخبرك الجميع أنَّه يتعين عليك أن تستيقظ الساعة 5:00 صباحاً. إذ هذا هو الوقت الوحيد الذي ستقضي فيه وقتاً هادئاً. لكن حيث أعيش أنا، يكون الوضع هادئاً طوال اليوم تقريباً، لذا فإنَّ هذه النصيحة لا تنطبق علي. إذ يمكنني أن أستيقظ في الساعة 8:00 أو 9:00 صباحاً، وأنعم بوقت هادئ رغم ذلك.

لذا اجعل روتينك شخصياً، لأنَّه شخصيٌّ أصلاً.

2. قم به يومياً:

أسهل أمرٍ يمكن تخطيه هو الذي لا يكون "عادة - habit". وإذا جعلت روتينك عادة، فلسوف تلتزم به يومياً.

هذا هو السبب في أنَّ الناس لديهم روتين صباحي، أو روتين ليلي -والذي وبمجرد بنائه، يكون من الصعب كسره- مثله مثل الروتين السيء. لذا إذا كنت تفعل أمراً محدداً كل يوم، فلسوف تجعله عادة لك. والعادات تصبح أسهل في العمل عليها مع مرور الوقت.

شاهد بالفديو: 10 طرق لتمارس العادات الجيّدة يوميّاً

3. إن لم تتمكن من إنشاء روتينٍ مخصص لك، فجد لنفسك روتيناً جاهزاً:

يكون الروتين أمراً جيداً إن كان يساهم في خدمة أهدافك. فإن كان لديك روتيناً محدداً ولكنَّك تعتقد أنَّه لا يخدمك، فابحث في روتين الآخرين وانظر فيما يمكنك أن تحصل عليه من ذلك.

لست بحاجةٍ إلى أن تتعامل مع روتينهم من مبدأ "نسخ - لصق"، بل اطلع عليه لتحصل على نوعٍ من الإلهام. فمثلاً، كان إرنست همنغواي يقضي ليلته في حالة سُكرٍ يومياً، لكنَّه كان يستيقظ كل صباح، ويجلس على الآلة الكاتبة في الساعة 9:00 صباحاً ويكتب لمدة ساعتين.

يمكنك أن تتخطى تلك الجزئية المتعلقة بشرب الكحول، لكن ذلك الإغراء المتعلق بالكتابة الصباحية هو ما ألهمني لإنشاء روتين أسميته: "اكتب 500 كلمة يومياً".

4. اجعل روتينك على شكل قائمة تحقّق:

إنَّ أدمغتنا غير معصومة عن الخطأ وتنسى الأشياء بسهولة؛ بحيث تضعك في مواقف محرجة أحياناً (مثل أن تنسَ ذكرى زواجك). ولكن إن قمت بوضع قائمة مرجعية لمهامك وواجباتك، ووضعتها على الورق (قوائم الهاتف تخدمك بشكلٍ جيدٍ أيضاً)، فستكون قد نقلت المهام الموجودة بشكلٍ افتراضي في ذهنك إلى شكلٍ ملموس على شكل ورقة مكتوبة.

لذا أوجد قائمة مرجعية لروتينك وأخرجه من رأسك. إذ يمكن لعقلك أن ينسى، لكنَّ الورقة لا تستطيع ذلك. ليس من الضروري أن تكون هذه القائمة معقدة. فحتى قائمة تحقق إقلاع الطائرة تتضمن 21 عنصراً فقط. وهي كفيلةٌ بجعل أيِّ طائرة تطير. لذا اختر العناصر الأكثر أهمية، ودوِّنها ضمن روتينك.

أنا مثلاً عند نشريَ لمقالاتي، أتَّبع الروتين التالي:

  • اختيار الوسوم الرئيسية المناسبة لها "Meta tag"، وكلماتها المفتاحية "keywords".
  • إخضاع نص المقالة لتدقيق قواعدي.
  • اختيار حجم الصورة المناسب في النص.
  • تصميم صورة الغلاف باستخدام موقع "Canva".
  • اختيار تصميم مناسب للنوافذ المنبثقة من موقع "MailChimp".
  • تلوين الروابط باللون الأزرق.
  • قراءة المقال بصوت عالٍ ولمرة واحدة، من أجل اكتشاف أيّ خطأ وعبارات ركيكة ضمن فقرات المقال.

بالنسبة لي، هذه هي العناصر الأكثر أهمية عند نشريَ لمقالاتٍ في موقعي على الإنترنت، لكن ليس ضرورياً أن تكون كذلك بالنسبة لك.

إقرأ أيضاً: برامج العمل: كُن منظماً للغاية وبشكلٍ استثنائي

5. اجعل روتينك مرناً من حيث الوقت، لكن صارماً من حيث التَّنفيذ:

بعد أن تقوم بإنشاء قائمة تحقق لروتينك، من الضروري أن تلتزم بكل عنصر فيها. لكن ليس عليك تلتزم بعامل "الكثافة" في كل مرة. فمثلاً، إن كانت المهمة التي وضعتها لنفسك هي "قراءة كتاب"، فقم دائماً بهذه المهمة. لكن ليس عليك أن تقوم بها دائماً بكثافة؛ كأن تقرأ 50 صفحة في اليوم.

كن صارماً من ناحية "تنفيذ" النَّشاط، لأنَّ ذلك هو السَّبيل لكي تخلق روتيناً -أو عادةً- لنفسك. لكن لا يجب أن يشتمل الأمر بالضرورة على عامل "الكثافة في التنفيذ". فقط احرص على قيامك بذلك؛ لأنَّ أدمغتنا تقدر الاتساق والاستمرارية أكثر من الكثافة.

فالذَّهاب مثلاً لمرة واحدة إلى صالة الألعاب الرياضية من أجل ممارسة التَّمارين الرياضة لمدة 8 ساعات، لن يُحدِثَ فرقاً. ولكن وبكل تأكيد، سوف يَحدُثُ ذلك الفرق إن أنت ذهبت عشرين مرة في الشَّهر، لمدة 30 دقيقة في كل جلسة.

6. قم بذلك من أجل الزخم:

لا تخلق لنفسك روتيناً من أجل الروتين؛ بل عليك أن تدرك أنَّه أداة بين يديك.

عندما جلس جوران وشاهد التيليتابيز، لم يجلس بهدف أن يشاهد ذلك البرنامج تحديداً. لقد شاهده رفقة أعضاء فريقه لأنَّه أراد الحصول على زخم لنفسه (أراد الانسياق مع التَّيار)، وهي حالة خاصة حيث يتوقف الوقت، وتكتسب تركيزاً كبيراً على المَهَمَّة المقبلة. إنَّه الأمر الذي يُبقي لاعبي ألعاب الفيديو (الغيمرز) ملتصقين بالشاشة لمدة 5 ساعات متواصلة من دون أن يرمش لهم جفن. وأنا أعرف ذلك عن تجربة؛ لأنَّني كنت من واحداً منهم.

لذا كوِّن روتيناً لنفسك، لأنَّ ذلك ما يوصلك إلى المكانة التي ترمي إليها.

إقرأ أيضاً: كَيف تُعِيد الزخم إلى حياتك؟ 10 نصائح تضمن لك ذلك

7. اتَّبع دوماً نفس العملية حتى بعد أن تصل لغايتك:

قمت بحوالي 100 ورشة عمل لجمهور يتراوح من 20 إلى 250 شخصاً بنجاح، وباستخدام لغتين مختلفتين في 7 دول مختلفة في أوروبا. ولكي أنجح في ذلك، سِرتُ دائماً على نفس النهج:

  • عملُ دراسة تفصيلية لموضوع الورشة.
  • كتابةُ الخطوط العريضة لكل جلسة عمل.
  • استيفاء كافة تفاصيل الموضوع المطروح.
  • إنشاء عرض تقديمي باستخدام برنامج مايكروسوفت بوربوينت.
  • التَّدرُّب لمرة واحدة من أجل الدخول في جو الجلسات.
  • التَّدرُّب لمرة واحدة على مزامنة صور العرض التقديمي مع الشَّرح الذي سأقوم به.
  • التَّدرُّب لمرة واحدة من أجل مواءمة الوقت اللازم لتغطية عناصر النقاش -أو ورشة العمل- مع مدة الجلسة.

ولكن بعد أن قمت بذلك 100 مرة، ظننت أنَّني بتُّ أعرف ما يجب القيام به، لذلك أهملت هذه العملية.

وحدث ما هو متوقع، كان تقييم ورشة العمل التالية 4/10، في حين أنَّ نسبة التقييم كانت من الممكن أن تكون 9 أو 10/10 لو أنَّني كنت قد تقيدت بالعملية.

اتبع دوماً نفس العملية (نهج العمل) حتى بعد أن تصبح ناجحاً، لأنَّ ذلك هو ما أوصلك لهذا النجاح.

8. قم بذلك بصورة مستمرة:

تخيل لو كنت طيار، وقمت بإجراء فحوصات السلامة من أجل الإقلاع "9750" مرة، ولم يحدث شيء؛ فهل ستقوم بذلك للمرة "9751"؟ أعتقد جازماً بأنَّ معظمنا لن يقوموا بذلك.

لكنَّ معظمنا ليسوا هم تشيزلي سولنبيرجر الذي أصبح يعرف باسم "سولي". إذا لم يكن الاسم مألوفاً لك، فهو الرجل الذي هبط بطائرة "إيرباص A320" على سطح نهر الهدسون في مدينة نيويورك، وأنقذ جميع من كان في الطائرة. لا ضحايا بتاتاً؛ فقد نجا جميع الركاب البالغ عددهم "155" وجميع أفراد الطاقم.

كل هذا ليس لأنَّه اتبع ذلك الروتين لهذه المرة فقط؛ ولكن لأنَّه اتبع نفس الروتين "9750" مرة من قبل.

9. ثق دوماً في العملية، والنتائج ستأتي لاحقاً:

تخيل نفسك في غرفة، ولديك مكعب من الثلج عليك أن تذيبه. درجة حرارة الغرفة حالياً هي "-2" درجة مئوية. لذا تبدأ بالجري لكي تزيد من حرارة الغرفة، وتمارس التمارين الرياضية وتحرص على توليد الحرارة اللازمة.

وفجأة، تصبح حرارة الغرفة "-1" درجة مئوية، لكنَّك لا تلاحظ ذلك وتواصل القيام بروتينك هذا. ولاحقاً وبعد فترة وجيزة، ترتفع درجة الحرارة إلى "0" درجة مئوية - كل ما يلزمك الآن هو درجة واحدة حتى يبدأ الجليد بالذوبان.

لكنَّ المشكلة هي أنَّك لا تقدر على رؤية مقياس درجة الحرارة، ولا تلاحظ الزيادة الحاصلة عليها؛ لذا تَخلُصُ إلى أنَّ روتينك لا يعمل، وتقوم بالتَّخلي عنه.

فقط لكي تدرك فيما بعد أنَّ الأمر كان يتطلب منك بذل جهدٍ أكثر قليلاً من أجل إذابة مكعب الثلج، لقد تَوَقّفْتَ عن الحفر قبل متر واحد من اكتشاف منجمٍ كاملٍ للماس. وهذا هو ما يحدث عندما لا ترى النتائج على الفور، وتعتقد أنَّ روتينك لا يعمل.

تمسك بروتينك لمدة 6-9 أشهر، وقرر عندئذٍ فاعليته من عدمها. إنَّ الأمر يشبه الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية؛ فالذهاب لمرة واحدة فقط لن تجعلك شخصاً مفتول العضلات. كما أنَّ قراءة كتابٍ واحد لن يجعل منك حكيم الحكماء!! لكن إن كنت تقوم بذلك باستمرار، فستصل إلى مبتغاك.

إذا كنت تثق في العملية، فستربح. كما ربح صديقنا جوران بطولة ويمبلدون للتنس.

المصدر




مقالات مرتبطة