9 طرق بسيطة لتحافظ على إيجابيتك دوماً

قد ينتابك شعور متشائم أحياناً؛ أو قد تكون متشائماً بطبيعتك، وتنظر دوماً إلى الحياة من وجهة نظر سلبية قد يكون من الصعب معها أن ترى الجوانب الإيجابية في الحياة، وتصبح أكثر تفاؤلاً.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدونة سيوبان هارمر (Siobhan Harmer)، والذي تحدثنا فيه عن تجربتها في تجاوز التشاؤم والحفاظ على الإيجابية.

تقول ماريا روبنسون (Maria Robinson): "لا أحد يستطيع العودة وبدء حياة جديدة، ولكن يمكن لأي شخص أن يبدأ اليوم ويخلق نهاية جديدة له".

عندما كنت في سن المراهقة وأوائل العشرينات، كنت محاصرة ذهنياً بنمط التفكير المدمِّر الذي يُطلَق عليه "التشاؤم"، وقد أدى هذا التفكير السلبي إلى تشويه ما كان ليشكل طفولة ومراهقة طيبة للغاية ومليئة بالفرص، وخَلَق حواجز عديدة في حياتي لم تكن موجودة بالفعل.

خلال الفترة التي كنت مثقلة فيها بالتشاؤم، لم أتقدم خطوة واحدة، وبقيت حياتي راكدة كما هي؛ وبالنظر إلى الماضي، كان ذلك بمثابة هدر رهيب للطاقة والوقت.

لذا إذا كنت شخصاً متشائماً، فليس عليك البقاء كذلك طيلة حياتك؛ فأنا شخصياً لم أفعل ذلك، وإنَّما تعلمت استبدال تفكيري السلبي بالتفاؤل.

سأكشف في هذه المقالة عن تسع عادات إيجابية ساعدتني على الانتقال من شخص كان متشائماً في أغلب الوقت، إلى شخص أصبح الآن متفائلاً طوال الوقت تقريباً؛ لكن أنصح بعدم محاولة تبنِّي كلِّ هذه العادات دفعة واحدة، بل باختيار عادة واحدة وممارستها لمدة 30 يوماً، وذلك حتى تصبح عادة دائمة قبل إضافة العادة التالية. إليك هذه العادات:

1. اطرح على نفسك الأسئلة المناسبة:

تعدُّ هذه العادة أبسط العادات التي اكتشفتها خلال رحلتي لتبنِّي عقلية متفائلة، وربَّما تعدُّ أكثرها أهمية أيضاً؛ حيث تُحدِث الأسئلة التي نطرحها على أنفسنا يوماً بعد يوم فارقاً كبيراً في حياتنا، وخاصة عندما ينتهي بنا المطاف في مواقف سلبية أو صعبة.

قد يطرح المتشائم على نفسه أسئلة مثل:

  • "لماذا حدث هذا لي؟".
  • "لماذا تحدث أشياء سيئة لي طوال الوقت؟".

ولكنَّ المتفائل يطرح على نفسه الأسئلة التي تفتح عقله أمام وجهات نظر وإمكانيات جديدة، وهذه بعض من أسئلتي المفضلة للعثور على المنظور المتفائل:

  • "ما الجانب الجيد في هذا الموقف؟".
  • "ماذا بإمكاني أن أتعلم من هذا الموقف؟".
  • "ما الخطوة الصغيرة التي يمكنني اتخاذها اليوم لبدء معالجة هذا الموقف؟".
إقرأ أيضاً: 7 نصائح لتبنّي التفكير الإيجابي

2. اخلق بيئة إيجابية تعيش فيها:

سيكون للأشخاص الذين تقضي وقتك معهم والمعلومات التي تسمح لها بالتأثير في عقلك تأثيراً كبيراً في موقفك وطريقة تفكيرك في الأمور.

لذا افعل ما يأتي:

  • اقضِ مزيداً من الوقت مع الأشخاص الذين يساعدونك على الارتقاء: واقضِ وقتاً أقل –أو لا تقضِ وقتك أبداً– مع أشخاص سلبيين وانتقاديين يحبطونك.
  • اسمح بتدفق المعلومات التي تدعمك فقط: اقضِ وقتاً أقل في التعامل مع المصادر السلبية التي تضر باحترام الذات، وأطول في قراءة المدونات والكتب الإيجابية والبنَّاءة، ومشاهدة الأفلام المحفزة، والاستماع إلى الأغاني الملهمة، والاستماع إلى الكتب الصوتية والبث الصوتي التي أنشأها الأشخاص المتفائلون.

3. كن ممتناً لما لديك (لا تنسَ نفسك أيضاً):

تتلخص هذه الوسيلة البسيطة والسريعة لتعزيز الطاقة الإيجابية في حياتك في الاستفادة من الامتنان، وإنِّي أقوم بذلك عادة من خلال طرح سؤال واحد أو أكثر من هذه الأسئلة:

  • ما الذي يمكن أن أكون ممتنة له في حياتي اليوم؟
  • مَن هم أكثر 3 أشخاص يمكنني أن أكون شاكرة لوجودهم في حياتي؟ ولماذا؟
  • ما الأشياء الثلاثة عن نفسي التي يمكنني أن أكون ممتنة لها؟

ما عليك سوى قضاء 60 ثانية أو بضع دقائق خلال يومك للإجابة عن أحد هذه الأسئلة لجني الفوائد الرائعة.

شاهد بالفيديو: 5 فوائد مثبتة للشعور بالامتنان

4. لا تنسَ صحتك البدنية:

لا يتمحور كون المرء متفائلاً حول التفكير بطريقة مختلفة فحسب، بل يدور أيضاً حول العناية بالجزء البدني من أنفسنا.

لقد وجدت أنَّ ممارسة التمرينات الرياضية مرتين في الأسبوع، والحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد كلَّ ليلة، وتناول الطعام الصحي؛ تؤثر بشكل كبير في عقليتي.

إذا أسأت إدارة هذه الأساسيات الجوهرية، ستنبثق الأفكار السلبية بشكل كبير جداً، وتصبح أكثر تشاؤماً، وتنغلق على الاحتمالات البغيضة في حياتك؛ لذلك لا تهملها، حيث يمكن لمجرد الاعتناء بجسدك بالطريقة الصحيحة أن يقلل من المشكلات في حياتك.

5. ابدأ يومك بطريقة متفائلة:

يمكن أن تحدد طريقة بدء صباحك مسار بقية يومك، فعلى سبيل المثال: عندما تستيقظ وأنت مرتاح البال، ستعاني من التوتر بشكل أقل في بقية يومك؛ لكن كيف يمكنك تحديد مسار متفائل لأيامك؟

يتلخص المزيج الذي نجح بشكل جيد معي في ثلاث خطوات: طرح سؤال امتنان على نفسي في أثناء تناول طعام الفطور، وقراءة بعض المعلومات الإيجابية على الإنترنت أو في كتاب معين في وقت مبكر جداً من الصباح، ثمَّ اتباع ذلك بممارسة الرياضة؛ إذ يضعني هذا في الطريق الصحيح، ويملؤني بالطاقة الإيجابية من أجل يومي كاملاً.

إقرأ أيضاً: 25 طريقة لشحن نفسك بالطاقة الإيجابية

6. ركز على الحلول الممكنة:

يتلخص السبيل المؤكد إلى الشعور بمزيد من السلبية إزاء موقف معين في الجلوس دون القيام بأيِّ شيء حيال ذلك؛ لكن بدلاً من ذلك، استخدم الأسئلة التي شاركتها في الخطوة الأولى، وافتح عقلك على احتمالات الموقف الذي تعيشه.

إذا كنت تواجه مشكلة في بدء اتخاذ الإجراءات، فاسأل نفسك: "ما الخطوة الصغيرة التي يمكن اتخاذها اليوم من أجل التقدم؟"، ثمَّ قم بهذه الخطوة الصغيرة إلى الأمام؛ فمهما كانت هذه الخطوة صغيرة، يمكن أن يكون لها تأثير كبير في مزاجك وأفكارك؛ أمَّا إذا شعرت أنَّ الخطوة كبيرة جداً، أو أنَّها تجعلك تماطل؛ فاسأل نفسك: "ما الخطوة الأصغر التي يمكن اتخاذها اليوم للمضي قدماً؟"؛ فالأمر الأكثر أهمية هو المضي قدماً، حتى لو كان ذلك بخطوات صغيرة.

7. قلل من مخاوفك:

يمكن أن تسيطر عادة القلق على تفكير أيِّ شخص؛ فهي عادة قوية ومدمرة، وقد كانت من أكبر العقبات التي واجهتني في سبيل تحقيق التفاؤل والمضي قدماً في الحياة؛ ولكن ممَّا ساعدني على الحد من مخاوفي -وما زال حتى الآن- هما خطوتان فعالتان:

  1. اسأل نفسك: "كم عدد مخاوفك التي حدثت على أرض الواقع؟"؛ فإذا كنت مثلي، فستجد أنَّ الإجابة هي: القليل جداً؛ إذ لن يحدث معظم ما تخشاه طيلة حياتك على الإطلاق، وتعدُّ هذه المخاوف مجرد كوابيس أو وحوش في ذهنك. يمكن أن يساعدك هذا السؤال في التحقق من الواقع كي تهدأ وتدرك أنَّك على الأرجح ترى كابوساً وهمياً آخر لا غير.
  2. ركز على الحلول والإجراءات التي يمكنك اتخاذها، حيث تزداد المخاوف في ذهن ضبابي وجسم غير نشيط؛ لذا استخدم الأسئلة الواردة في الخطوتين 1 و3 للتخلص من مخاوفك واتخاذ قرار وحلول بشأنها.

8. لا تدع قيمك تفسد الأمور:

يرتكب الناس مجموعة من الأخطاء الشائعة عند إجراء تغيير في مواقفهم، وأهمها هو اعتقادهم أنَّهم مثاليون ويقومون بالمهام على نحو مثالي طوال الوقت؛ حيث يعيقهم هذا عن أن يكونوا إيجابيين.

قد يكون التغيير إلى موقف إيجابي تدريجياً؛ ولكن على الرغم من أنَّك قد تنزلق وتتعثر، إلَّا أنَّ الاستمرار على هذا النحو سيعزز بمرور الوقت وجهة نظرك الإيجابية أكثر فأكثر؛ ولكن إذا وضعت لنفسك معياراً غير واقعي واعتقدت بأنَّه يجب عليك التحول من شخص متشائم إلى متفائل دائماً، فقد تجد صعوبةً في الارتقاء إلى هذا المستوى، وقد تشعر بالفشل وتغضب من نفسك، وقد تتخلى حتى عن تغيير هذه العادة وتعود إلى التفكير السلبي.

لذا، بدلاً من ذلك، ركز على التغيير التدريجي؛ فإذا كنت متفائلاً الآن بنسبة 40% من الوقت، فحاول تحسين هذا الأمر، بحيث تصبح أكثر تفاؤلاً بنسبة 60%؛ ثمَّ زد ذلك إلى 80٪ عندما تصبح معتاداً على المعيار الجديد؛ ثمَّ بعد ذلك زده إلى 100٪ إذا كان بمقدورك ذلك.

هذا التركيز على التحسين التدريجي لذاتك أكثر استدامة، ومن المرجح أن يحقق نجاحاً طويل الأمد، وأكبر من محاولة التوصل إلى معيار غير واقعي يرتكز على الكمال والمثالية.

إقرأ أيضاً: كيف تتخلّص من السعي إلى المثالية!

9. لا تستسلم:

أود أن أنهي هذا المقال بفكرة بسيطة وفعالة وخالدة، والتي أراحتني وشجتعني على الاستمرار عندما كانت الأمور كئيبة؛ وهي: لا بد وأن تسطع الشمس بعد ظلمة ليل طويل.

لقد ساعدني ذلك على الثبات والاستمرار عندما كانت مهاراتي وحياتي الاجتماعية سيئة للغاية، وعلى متابعة عملي عبر الإنترنت عندما بدت الأمور وكأنَّها لن تتحسن أبدأً، وعلى المضي قدماً حتى عندما بدت الأمور مظلمة وكئيبة.

لقد وجدت أنَّ هذا التفكير صحيح جداً؛ ذلك لأنَّه عندما بدت الأمور في أدنى مستوياتها بالنسبة إلى مدونتي وعملي، أو حياة المواعدة الخاصة بي والحياة بشكل عام؛ كان يحدث شيء إيجابي دائماً.

ربَّما أجبرني وجودي في نقطة منخفضة جداً على تغيير طريقة قيامي بالأشياء؛ أو ربَّما أيضاً لأنَّ الحياة تمنحك وسيلة للابتعاد عن الكآبة عندما تمضي قدماً من خلال اتخاذ الإجراءات بدلاً من التخلي والاستسلام، حيث يحدث دائماً شيء جيد.

لقد عززت رؤية هذه الفكرة وهي تتشكل من تلقاء نفسها إيماني بالبقاء متفائلة، وأنَّ علي اتخاذ الإجراءات والمضي قدماً حتى عند المرور بالمواقف الصعبة.

 

المصادر




مقالات مرتبطة