9 رسائل يغير تذكُّرها طريقة تفكيرك

لقد تلقَّيتُ اليوم بريداً إلكترونياً من إحدى قارئات مقالاتي تدعى "كولين" (Colleen)، لقد كتبت فيه: "هذا الصباح، وبعد ما يقرب من خمس سنوات من وفاة زوجي طرق زوجان رائعان وأطفالهما الثلاثة باب منزلي، وعندما فتحت لهم ابتسم الرجل وقال: "إنَّ زوجك هو مَن تبرع لي بقلبه، لقد أنقذ حياتي، ومنذ ذلك الحين لم يمر يوم واحد دون أن أدعو له؛ فشكراً لكما".



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدون "مارك كرنوف" (Marc Chernoff)، ويقدِّم لنا فيه 9 تذكيرات ستغير طريقة تفكيرك.

لقد أقرَّت بأنَّها لم تستطع رؤية أيَّ جوانب إيجابية لوفاة زوجها إلى أن رأت هذه العائلة على عتبة بابها، وقد أكملت في بريدها: "بالطبع، هذا لم يجعل الأمور أسهل؛ لكنَّه غيَّر بالتأكيد طريقة تفكيري؛ فقد شعرت كأنَّ جزءاً صغيراً من قلبي المكسور قد التَأَم".

الحقيقة هي أنَّ الأمر يحدث بهذه البساطة، على الرغم من أنَّ تجربة كولين فريدة من نوعها، إلا أنَّ الحياة تقدِّم لنا جميعاً في مرحلة ما تذكيراً معيناً يغير منظورنا، وبالنسبة إلي شخصياً لقد تلقيت العديد من هذه التذكيرات على مر السنين، واليوم أريد أن أقدم لك بعضاً منها.

إليك 9 تذكيرات ستغير طريقة تفكيرك:

1. كل ما يحدث يساعدك على النمو، حتى لو لم ترَ ذلك الآن:

ستوجِّهك الظروف وتصحح مسارك وتجعلك أفضل بمرور الوقت، وفي بعض الأحيان ستُحبطك هذه الظروف بشدة، وستمر بعض الأوقات التي سيسير فيها كل شيء على نحو خاطئ، وقد تشعر بأنَّك ستبقى عالقاً في هذا الأمر إلى الأبد؛ لكنَّك لن تفعل ذلك؛ فعندما تشعر بالرغبة في الانسحاب تذكر أنَّه في بعض الأحيان يجب أن تسوء الأمور قبل أن تصبح على ما يرام، وأحياناً عليك أن تمر بالأسوأ للوصول إلى الأفضل؛ لأنَّ فرصنا الأكثر أهمية غالباً ما توجد في الأوقات الصعبة، وهكذا ستواجه أكبر التحديات على الإطلاق عندما تقترب من أكبر معجزة قد تحصل معك.

2. ستتغير الطريقة التي تشعر بها تجاه الأشخاص والمواقف، ولا بأس في ذلك:

ستبدو الأمور مختلفة تماماً بالنسبة إليك في مرحلة ما في المستقبل، تماماً كما يختلف شعورك الآن عما كنت تشعر به في الماضي؛ لذا تذكر أنَّ مجرد حبِّك لشيء ما في وقت معين؛ لا يعني أنَّك ستحبه دائماً، أو أنَّك يجب أن تستمر في محبته في جميع الأوقات في المستقبل، كأنَّك تُخلص لنفسك؛ لكنَّ الإخلاص لنفسك هو السماح لذاتك بالنمو والتغيُّر وتغيير شخصيتك وما اعتقدته سابقاً، والشيء الوحيد الذي يجب أن تكون عليه بكل تأكيد هو أن تكون غير واثقاً من شيء؛ وهذا يعني أنَّك تنمو، ولست ثابتاً في مكانك أو تتراجع عنه.

3. دائماً ما سيكون لديك مزيد من التغييرات الصعبة التي يجب عليك إجراؤها:

إنَّ النمو والتغيير مؤلمان، ولكن في النهاية لا شيء مؤلم بقدر البقاء عالقاً في مكان لا تنتمي إليه؛ فأنت لست الشخص نفسه الذي كنت عليه قبل عام أو شهر أو أسبوع مضى؛ بل تنمو دائماً، ولا تتوقف التجارب؛ فهكذا هي الحياة، ولكن يتطلب الأمر قدراً كبيراً من الشجاعة للاعتراف بأنَّ شيئاً ما يحتاج إلى التغيير، وكثيراً من الشجاعة أيضاً؛ لقبول مسؤولية إحداث التغيير، ولكن القيام بذلك يستحق العناء.

شاهد بالفيديو: 8 طرق تفكير ستضعك على طريق النجاح

4. أولئك الذين يشتكون كثيراً ينجزون أقل:

من الأفضل دائماً أن تحاول أن تفعل شيئاً عظيماً وتفشل على ألَّا تفعل شيئاً وتنجح، لن ينتهي الأمر إذا خسرت؛ بل سينتهي عندما لا تفعل شيئاً سوى الشكوى، إذا كنت تؤمن بشيء ما فاستمر في المحاولة، لا تدع مخلفات الماضي تؤثر في مستقبلك، فقضاء اليوم في الشكوى من الأمس لن يجعل الغد أكثر إشراقاً؛ لذا اتخذ إجراءً بدلاً من ذلك، وبصرف النظر عمَّا يحدث على الأمد الطويل تذكر أنَّ السعادة الحقيقية لا تبدأ إلَّا عندما تتوقف عن الشكوى من مشكلاتك وتبدأ في الشعور بالامتنان لجميع المشكلات التي لا تعانيها.

5. تعتمد سعادة حياتك على نوعية أفكارك:

إنَّ العقل بمنزلة ساحة معركة؛ فتكمن فيه أكبر الصراعات، وهو المكان الذي دارت فيه أفكار لم يحدث نصفها، ولكن إذا سمحت لهذه الأفكار بأن تسيطر على ذهنك فسوف تنجح في سلبك السلام والفرح وحتى حياتك في النهاية، وستفكر حتى تصاب بانهيار عصبي، واكتئاب، وهزيمة؛ فأنت عبارة عمَّا تفكر فيه، ولا يمكنك تغيير أي شيء إذا كنت لا تستطيع تغيير تفكيرك.

يبدأ اليوم الجميل بعقلية جميلة؛ لذلك عندما تستيقظ خذ ثانية للتفكير في مدى روعة أن تكون على قيد الحياة وبصحة جيدة، خذ أنفاساً عميقة؛ لترى مدى روعة أنفاسك؛ ففي اللحظة التي تبدأ فيها بالتصرف على أنَّ الحياة هي نعمة أؤكد لك أنَّك ستبدأ في الشعور كأنَّها كذلك.

6. لقد ولِدتَ مع القدرة على تغيير حياة شخص ما:

لا تُضِع فرصة ذلك، كن لطيفاً وحاضراً دائماً، وكن شخصاً يستطيع أن يُحدِث فرقاً، ويمكنك إحداث تأثير كبير على العالم، والحق يقال إنَّ الهدف من الحياة هو ليس أن تكون سعيداً في قوقعتك الصغيرة فقط؛ بل الهدف منها أن تكون مفيداً، ومحترماً، ورحيماً، ولطيفاً، وأن تُحدِث نوعاً من الاختلاف، فانطلق واجعل العالم أفضل بقليل ممَّا هو عليه.

7. يمكنك أن تخدم نفسك والآخرين بطريقة أفضل من خلال منح نفسك ما تحتاجه:

احتياجاتك هامة أكثر ممَّا تتخيل؛ فلا تتجاهلها، في بعض الأحيان عليك أن تفعل ما هو الأفضل بالنسبة إليك ولحياتك وليس فقط ما يبدو أفضل بالنسبة إلى الآخرين ظاهريَّاً؛ لذا قرر هذه اللحظة بالذات ألا تستجدي الحب والاحترام والاهتمام الذي يجب أن تُظهره لنفسك من أي شخص آخر.

اليوم انظر إلى نفسك في المرآة وقل: "أنا أحبك، ومن الآن فصاعداً سأتصرف على هذا النحو"؛ لأنَّ الحقيقة هي أنَّنا عندما نمارس حب واحترام الذات؛ فإنَّنا نمنح أنفسنا الفرصة لنكون سعداء، وعندما نكون سعداء نصبح أصدقاء وأفراد عائلة وشركاء حياة أفضل.

8. كل شخص تقابله يخدم هدفاً في حياتك:

نحن لا نلتقي بأناس عاديين في حياتنا؛ فإذا منحتهم فرصة فكل شخص لديه شيء رائع ليقدمه، قد لا يكون ما كنت تتوقعه أو تريده، ولكن وجودهم هام، سيختبرك بعض الأشخاص، وسيعلمك بعضهم الآخر دروساً، وسيخرِج بعضهم الآخر أفضل ما فيك؛ لذا كن شاكراً للجميع في حياتك، سيكون الأمر صعباً في بعض الأحيان، ولكن ابذل قصارى جهدك لتكون ممتناً للأشخاص الفظين والصعبين أيضاً؛ فهذا بمنزلة تذكير كبير لك؛ كي لا تكون مثلهم.

إقرأ أيضاً: 3 خطوات لتحسين طريقة تفكيرك

9. لستَ الوحيد الذي يشعر بالغرابة والوحدة:

كنت أظن أنَّني أغرب شخص في العالم، ولكن بعد ذلك فكرت بعدد الناس الموجودين في العالم؛ فلا بد من وجود شخص مثلي يشعر بالغرابة والنقص بالطريقة نفسها التي أشعر بها، وآمل أنَّك إذا كنت مثلي، أن تعلم أنَّني أشعر بالغرابة مثلك تماماً، وغالباً ما أشعر وأفكر وأعاني مثلك، وأنا أهتم بالعديد من الأشياء التي تهتم بها، ولكن بطريقتي الخاصة، وعلى الرَّغم من أنَّ بعض الناس لا يفهموننا إلا أنَّنا نفهم بعضنا؛ فأنت لست غريباً ووحيداً.

إقرأ أيضاً: 7 طرائق عملية لتغيّر تفكيرك وحياتك

في الختام:

أتمنى لك يوماً رائعاً، تحلم فيه أحلاماً جريئة، وأن تصنع شيئاً لم يكن موجوداً قبل أن تبادر، وأن تحب وتحظى بالحب نفسه في المقابل، وأن تجد القوة لتقبُّل المشكلات التي لا يمكنك تغييرها وأن تنمو من خلالها، والأهم من ذلك - لأنَّني أظنُّ أنَّه يجب أن يكون لدينا المزيد من اللطف والحكمة في هذا العالم المجنون - أن تكون حكيماً في قراراتك عندما يجب عليك ذلك، وأن تكون أكثر لطفاً مع نفسك والآخرين دائماً.




مقالات مرتبطة