9 استراتيجيات لتدريب نفسك على الابتكار

إنَّ التغيير هو شيء ضروري؛ إذ إنَّ عدم وجود تغيير يجعلنا أشخاصاً مُهمَّشين، ويعوق تطورنا ونمونا وتقدُّمنا نحو الأفضل؛ باختصار، هذا الأمر غير جيد بالنسبة لك وإلى العالم أيضاً، ولكن في الحقيقة، يمكنك تدريب نفسك على الإبداع والابتكار، فيما يلي بعض الاستراتيجيات التي تستطيع اتِّباعها لتعزيز الابتكار:



1. تعزيز خصال الابتكار:

كتبت الصحفيَّة الإندونيسية "أنيسة بورباساري هورتون" (Anisa Purbasari Horton) لمجلة "فاست كومباني" (Fast Company): "كما هو الحال بالنسبة إلى الإبداع، يُعتقَد بأنَّ الابتكار صفةٌ يمتلكها المرء منذ الولادة"، لكنَّ هذا ليس صحيحاً تماماً.

قال "فيكتور بواري" (Victor Poirier)، الأستاذ "بمعهد الاكتشاف والابتكار المتقدم" (Advanced Discovery & Innovation) بجامعة جنوب فلوريدا (University of South Florida)، لموقع "فاست كومباني" (Fast Company): "إنَّ الجميع تقريباً عندهم خصال الابتكار، لكنَّ بعض الناس يستخدمونها، وبعضهم الآخر لا يستخدمها، لقد أَجريتُ هذا البحث لتوعيةِ الناس بما يملكون من خصال، وإيجاد خصالٍ لا يعرفون حتى أنَّهم يمتلكونها، وإثبات الاستفادة منها".

كما ذُكِر في البحث الذي أجراه بواري (Poirier)، تشمل هذه الخصال القدرة على التفكير تفكيراً متجرداً وفهم الموضوعات فهماً واسعاً وعميقاً، كما أشار إلى الفضول وقبول المخاطرة والعزيمة وعدم الرضا عن الوضع الراهن.

ولكي تصبح أكثر إبداعاً، يَعتقد بواري (Poirier) أنَّ تنمية الخصال الموجودة بالفعل في فردٍ معين يمكن أن تساعد على ذلك، ومن أجل تعليم الأفراد كيفية القيام بذلك، يقوم بواري (Poirier) حالياً باختبار وتطوير طرائق مختلفة.

وتضيف هورتون (Horton): "يمكنك توظيف الخصال الموجودة لديك عن طريق تطوير خبراتك، على سبيل المثال، إذا كنت تعتقد أنَّك تمتلك العزيمة ولكنَّك تريد تقويتها، عوِّد نفسك أن تعمل على مشروعٍ أو هدفٍ وتكمله، وكن مستعداً لتغيير مسارك إذا شعرت أنَّه غير مناسب لك".

2. استخدام كامل عقلك:

كشف البحث أنَّ اكتفاء الإنسان باستخدام إمَّا نصف دماغه الأيسر - وبهذه الحالة يكون ميَّالاً إلى الاعتماد على المنطق - أو نصف دماغه الأيمن - وبهذه الحالة يكون ميَّالاً إلى الاعتماد على الإبداع - هو أمر غير حقيقي، في الواقع، يؤدي استخدام كلا الجانبين من عقلك إلى تحفيز الإبداع الحقيقي لديك.

لكي تزدهر مخيلتنا، يجب أن نعتمد على المنطق والعقل، وفي الوقت نفسه يجب أن تكون فريدة من نوعها ومليئة بالأفكار والابتكار.

في الحقيقة، يتطلب الإبداع نهجاً متكاملاً؛ وذلك لأنَّ التفكير الجانبي، المعروف أيضاً باسم "التفكير خارج الصندوق" يُعدُّ ضروريَّاً، سيساعدك القيام بذلك على التغلب على التحديات واكتشاف حلول جديدة للمشكلات.

لكي تتمكن من تطوير دماغٍ يعمل بأقصى طاقته، حاول مثلاً استخدام يدك اليسرى - إذا كنت تستخدم يدك اليمنى عادةً - عند القيام ببعض المهام البسيطة، وجرب عكس ذلك إذا كنت تستخدم عادةً يدك اليسرى. ويمكنك أيضاً محاولة القيام بما يُسمَّى "الكتابة المعكوسة"؛ حيث تكتب الحروف معكوسةً من اليسار إلى اليمين.

3. إحاطة نفسك بالإلهام:

حاول أن تفعل النشاطات التي تحفِّزك وتُشعِرُك بالإلهام مهما كانت بسيطة، مثل الذهاب في نزهةٍ ما، كما يمكن للأشياء العادية أيضاً أن تُحرِّك الإلهام بداخلك، مثل النظر إلى لوحة معينة أو صورة، على سبيل المثال، كشف أحد الأبحاث أنَّ اللون الأزرق يعزز الابتكار؛ حيث إنَّ معظم الناس يربطون اللون الأزرق بالحرية والسلام والهدوء، كونه مرتبطاً أيضاً بالبحر والمياه والمحيط، إنَّ هذا الربط يجعل الناس يشعرون بالأمان حيال كونهم مبدعين ومُكتَشِفين.

ومع ذلك، لست مرغماً على القيام بجميع تلك الأشياء يومياً لتزيد من الابتكار، يمكنك القيام بأمور مختلفة في كل مرة، وهذا يكفي لإنعاش أفكارك.

شاهد بالفديو: 8 طرق لتنمية الإبداع في نفسك

4. تطوير رغبتك بالمعرفة:

ستكون أكثر إبداعاً إذا امتلكت رغبة مُلحَّة دائماً للمعرفة، وللتأكد من تلك الرَّغبة، تأكد أن تطَّلِع دائماً على أفكارٍ ومعلوماتٍ جديدةٍ، يجب عليك أيضاً أن تستفسر عن كل شيء وأن تكون على استعداد للاستماع لوجهات نظر مختلفة.

بالإضافة إلى ذلك، طوِّر معرفتك باختصاص معيَّن يهمك أكثر من غيره، ولكن، لا تهمل أيضاً الأمور الأخرى؛ حيث يجب أن يكون لديك قدر لا بأس به من المعرفة في مجالاتٍ متنوعة.

5. العثور على صديقٍ مُلهِم:

نادراً ما ينشأ الابتكار من تلقاء نفسه؛ لذلك، حدد شريكاً لك جديراً بالثقة وتشعر بالراحة معه، مثل زميل أو صديق، لكن يجب عليه أن يرتاح هو لك أيضاً.

من الهام أيضاً أن يكون مكان عملك مختلفاً عن مكانه، أو يمكنك تغيير روتينك؛ حيث إنَّ تبادل الأفكار وترديدها ليس مجرد طريقة فعالة لتطوير أفكار جديدة؛ بل هو ممتعٌ أيضاً عند العمل مع الآخرين.

إقرأ أيضاً: 8 أنواع من الأصدقاء ستُصادفهم في رحلة حياتك

6. شرح الأشياء مرة أخرى لنفسك:

لنفترض أنَّك انتهيت للتو من قراءة كتابٍ ما، اشرح ما تقرأه لنفسك أو لشخصٍ آخر؛ حيث يسمح لك ذلك بالتعمُّق أكثر، وكذلك إعادة صياغة الفكرة بطريقتك، قد يبدو هذا الأسلوب بدائيَّاً، لكنَّه في الحقيقة طريقة فعَّالة لتطوير نفسك مع مفاهيم جديدة، والأهم من ذلك، ترسيخ المعرفة والاحتفاظ بها.

7. إنجاز المهام بصورة مختلفة:

حاوِل مراقبة جميع المهام التي تقوم بها تلقائياً، مهما كانت بسيطة ومملَّة، وبعد تحديد تلك المهام، جرِّب القيام بها مرة أخرى ولكن بطريقةٍ مختلفة؛ حيث تعجُّ هذه الطريقة بسيطة لتغيير روتينك، مما يمنعك من الوقوع في الملل.

8. المجازفة:

إذا كنت ترغب في أن تكون مبتكراً، فيجب عليك أن تقوم ببعض المخاطرة، على الرغم من أنَّ الأمر قد يبدو مخيفاً، إلا أنَّه يتعين عليك تحمُّل بعض المخاطر في حياتك اليومية، إذا كنت تريد أن تصبح أكثر إبداعاً، في بعض الأحيان، ستنجح وستتوصَّل بسهولة إلى حل جديد عند القيام بأي مجازفة، ومع ذلك، في كثيرٍ من الحالات، لا تسير الأمور كما خُطِّط لها؛ لذا ستحتاج إلى المحاولة مرة أخرى، ولكن يجب عليك ألا تدع الخوف من الفشل يصبح عقبةً في طريقك؛ حيث يمكنك أن تصنع حظك الجيد بنفسك من خلال التغيير والتقدم، وفي الحقيقة هناك العديد من الشركات قد حقَّقت نجاحاً كبيراً بسبب قيامها بالعديد من المجازفات، وهذا المفهوم ينطبق على جميع جوانب الحياة طبعاً.

إقرأ أيضاً: 8 أسباب تجعل فرصة نجاح الأشخاص الذين يُقْدِمون على المجازفة أكبر

9. الامتناع عن بعض الأشياء:

على عكس الاعتقاد السائد، فإنَّ وضع القيود والمعايير يحفز الإبداع بالفعل؛ وذلك لأنَّها تجبرك في الأساس على التفكير بمرونة وإبداع، في البداية امتنع عن أمرَين فقط لترى ماذا ستكون تداعيات ذلك، على سبيل المثال، امتنع عن استخدام بعض الكلمات أو المصادر أو أدوات الاتصال الافتراضية، صحيحٌ أنَّك من المحتمل أن تُعدِّل بعض الأمور التي اقترحتها في البداية، إلَّا أنَّ هذا التمرين سيساعدك على تحفيز أفكارك المبتكرة.

المصدر




مقالات مرتبطة