9 أمور يجب أن تعرفها عن أصحاب الشخصية من نوع (ب)

لقد قالت "إديث وارتون" (Edith Wharton) -الروائية الحائزة على جائزة نوبل- ذات مرَّة: "هناك طريقتان لنشر الضوء: إمَّا أن تكون شمعة، أو أن تكون المرآة التي تعكس ضوءها"، وهذا وصفٌ دقيق ورائعٌ للتفرقة بين شخصيات النوع (أ) والنوع (ب).



تمثل الشموع الشخصيات من النوع (أ) التي عادةً ما تحترق لإنتاج الضوء؛ وهناك على الجانب الآخر شخصيات النوع (ب) الذين يعكسون الضوء، ولكنَّهم لا يحصلون على القدر نفسه من التقديرِ من الآخرين.

لا تملك شخصيات النوع ب ذلك القدر من البريق والتألُّق الذي يجذب انتباه الجميع؛ وبما أنَّ الناس لا يكترثون لمساهماتهم، فإنَّهم يميلون إلى تصنيفهم على أنَّهم كسولين أو غير مبالين.

يرجع هذا الانحياز إلى قصةٍ عن أصل نوع الشخصية أ والشخصية ب، حيث لاحظ طبيبان يعملان في العيادة نفسها أنَّ بعض المرضى كانوا يجلسون على الحافة الأمامية للمقاعد في غرفة الانتظار، دون أن يسندوا ظهورهم؛ ممَّا يوحي بأنَّهم ينتظرون -حرفياً- على حافة مقاعدهم، وكانوا على استعدادٍ للقفز في الثانية التي تُنادَى فيها أسماؤهم. لذا، أراد أخصائيا أمراض القلب الطبيبان (فريدمان) و(روزمان)، معرفة ما إذا كان الأشخاص الذين يفتقرون إلى الصبر أكثر عرضةً إلى الإصابة بأمراض القلب، واكتشفوا أنَّ حدسهم كان صحيحاً، وصنَّفوا هؤلاء الأشخاص عديمي الصبر على أنَّهم من الشخصيات من نوع "أ"؛ في حين شملت الشخصيات من نوع "ب" أيَّ شخصٍ لم يكن من النوع أ.

يبدو الأمر كما لو أنَّ أصحاب الشخصيات ب يفتقرون إلى الخصائص المميزة التي تدفعهم إلى النجاح؛ ولكنَّهم يُقرِّون بأنَّ هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة، وأنَّ السمات التي يفترض الناس أنَّها نتاج الكسل أو اللامبالاة تُعدُّ سماتٍ مُميَّزة تساعد النوع ب على الإنجاز والازدهار.

على خلاف أفراد النوع أ، لا يولي أفراد النوع ب أهميةً لأن يكونوا مثاليين، ما يعني أنَّهم يجيدون التعرف على نقاط ضعفهم ويعترفون بها، ويزوِّدهم هذا الاعتراف بالقدرةِ على معالجتها؛ كما أنَّهم يميلون إلى المساندة بدلاً من الميل إلى الاندفاع والضغط وانتقاد الآخرين؛ لذا من السهل أيضاً التعامل مع الأفراد من النوع ب.

لا ينتقل أصحاب الشخصية ب إلى الاستنتاجات والخواتيم، نظراً إلى أنَّهم ليسوا في عجالةٍ من أمرهم؛ بل إنَّهم يأخذون الوقت الكافي لتحليل كلِّ الحقائق بدلاً من استعجال التحليل من أجل التوصل إلى قرار، ولا يضيِّعون وقتهم وجهدهم من أجل نتائج فارغة.

في حين أنَّ الأفراد من النوع أ قد يصبحون مهووسين بتطبيق استراتيجيتهم الخاصة، قد يبدِّل أصحاب الشخصية ب استراتيجياتهم بسهولةٍ عندما يقتضي الأمر.

باختصار، يمكن القول أنَّ أصحاب الشخصيات من النوع ب يستحقون تقديراً أكبر بكثير ممَّا يحصلون عليه؛ ولكي تفهم ذلك أكثر، عليك أن تسمع الحقيقة منهم؛ لذا إليك ما قالوه:

1. لسنا كسولين، إنَّنا هادئون فقط:

لا يعني كون أهدافنا لا تلمع على جباهنا بالضرورة أنَّنا لا نملك أيَّ أهداف؛ بل لدينا أهداف، ونهتمُّ بها بقدر ما تهتمُّ بأهدافك؛ لكنَّنا نرى أنَّ تحقيقها بمثابة رحلةٍ وليس سباق، وقد نتوقف ونشم الورود في أثناء الطريق، رغم أنَّنا ما زلنا نركِّز على وجهتنا، وعلى ما يجب علينا القيام به للوصول إلى هدفنا.

2. نمتلك خطة:

لا يعني عدم انتقالنا من الخطوة الأولى إلى الخطوة الثانية بسرعةٍ مبالغٍ فيها أنَّنا لا نملك خطة، بل لدينا خطة بالفعل؛ لكنَّنا فقط نحتفظ بها لأنفسنا ونتابعها بهدوء، بدلاً من تقييد أنفسنا بجدولٍ صارمٍ لمراقبة تقدُّمنا ​​ومساعدتنا على البقاء على المسار الصحيح.

3. نحنُ نبالي:

لا يعني هدوؤنا أنَّنا غير مكترثين أو لا مبالين، الحقيقة هي أنَّنا نهتم بما فيه الكفاية للعمل بالسرعة التي نكون فيها أكثر فعالية؛ ولو أنَّنا لم نكن مهتمين، لكُنَّا أسرعنا في خطواتنا بما يؤثِّر سلباً في جودة عملنا.

4. نحن راضون:

دائماً ما نعتقد أنَّه من الرائع أن نركِّز اهتمامنا على أهدافنا، لكنَّنا ببساطة لا نفكر كثيراً في ما سيأتي؛ ذلك لأنَّنا سعداء للغاية بما نحن عليه.

نبلُغُ -نحن أصحاب النوع "ب"- مستوياتٍ عالية من الرضا عن حياتنا، ويتيح لنا هذا الاستمتاع باليوم دون الحاجة إلى القلق بشأن ما سنحقِّقه غداً.

إقرأ أيضاً: 7 خطوات لبلوغ الرضا عن الذات

5. نحن أكثر صحةً منك:

نحن نعاني من ضغوطات أقل عموماً، إذ قد تسبب الضغوطات أمراض القلب والأرق، أو مشكلاتٍ في العلاقات، أو ربَّما تعاطي المخدرات؛ لكنَّ قدرتنا على الاسترخاء لا تمهد الطريق لاتخاذ قرارات أفضل فحسب، بل وتساعدنا أيضاً على الحفاظ على وزنٍ صحي، وتجنُّب السرطان، ومكافحة العدوى.

6. نكوِّن صداقاتٍ رائعة:

نحن نرى الأفضل في الجميع دائماً، بمن فيهم أنت؛ نظراً إلى أنَّنا لا نعدُّ الحياة منافسة، فنحن أول من يُشجِّعك ويدعمك على طول الطريق؛ وإنَّنا نفعل ذلك لذاتك، لا لإنجازاتك فحسب.

نعتقد أنَّ "روبرت لويس ستيفنسون" (Robert Louis Stevenson) كان يعرف ما الذي نتحدث عنه عندما قال: "لا تحكم على اليوم بالحصاد الذي تجنيه، بل بعدد البذور التي تزرعها".

7. نعمل بشكلٍ أفضل عندما يُسمَح لنا بالإبداع بعيداً عن القواعد المكتوبة:

لا تُعطِنا مجموعة ألوان محدَّدة؛ ذلك لأنَّنا نُفضِّل امتلاك ورقةٍ بيضاء وعلبة ألوان جديدة؛ ففي حين قد تحدِّق في تلك المساحات الصغيرة للحرص على تلوينها دون تخطِّي الحدود، فإنَّنا نتراجع بعيداً عن اللوحة حتى نتمكَّن من رؤية الصورة الكبيرة.

8. نحبُّ المشاريع الجماعية:

نعلم أنَّك لا تحب المشاريع الجماعية، ونعرف السبب أيضاً؛ إذ إنَّ هناك دائماً عددٌ قليلٌ من أعضاء المجموعة الذين لا يهتمون بحساب كلِّ ثانية، ولا يشاركونك الشعور بالإلحاح للقيام بكلِّ شيءٍ الآن.

إنَّنا نركِّز على الطريقة بقدر ما نركِّز على النتيجة، فيُسعدنا أن نتشارك النجاحات والإخفاقات، ونستمتع بالعطاء والتعاون الذين يشكِّلان جزءاً من العمل الجماعي، حتى لو أدَّى ذلك إلى إبطاء الأمور قليلاً.

إقرأ أيضاً: العمل التطوعي: أهميته وفوائده على الفرد والمجتمع

9. نحن معجبون بك ونحترمك، لكنَّنا لا نطمح إلى أخذ مكانك:

تذهلنا طريقتك في القيادة واندفاعك الرائع، وندرك المكافآت التي ستحظى بها، ونحن معجبون بهذا؛ ولكنَّنا حكماء بما يكفي لنعرف أنَّ هذه الطريقة لا تناسبنا، كونها ستجعلنا ومَن حولنا بائسين؛ لذلك نحن راضون عن التسكع في الممر البطيء ورؤيتك عند خط النهاية، وسنكون أولئك الذين يبتسمون بهدوءٍ بدلاً من محاولة التقاط أنفاسنا.

إنَّنا لا نمانع حقاً التخلي عن الأضواء لأصحاب شخصيات النوع أ، ولكنَّنا لا نعلن استسلامنا؛ فنحن لدينا الكثير لنقدمه، ونريد المساهمة والنجاح على مستوىً عالٍ؛ ومع ذلك نفضل الاستمتاع باللعبة وترك تسجيل الأهداف لشخصٍ آخر، إذ ليس هذا بالأهمية التي تعتقدونها.

 

المصدر




مقالات مرتبطة