9 أشياء يجب التوقف عن فعلها خلال الأوقات الصعبة

ثمَّة شيءٌ واحدٌ متأكد منه تماماً وهو: في الفترة ما بين سبتمبر/ أيلول 2008 وحتى ديسمبر/ كانون الثاني 2009 كان وقتاً عصيباً جداً بالنسبة إلينا، ففي تلك الفترة الزمنية التي تبدو قصيرة لمدة 15 شهراً، فقدت "آنجل" (Angel) (زوجتي وشريكتي في مدونة مارك وآنجل) وظيفتها (والتي أثرت جداً في مصدر رزقنا)، وفقدنا صديقاً مقرباً مشتركاً بسبب إصابته بسكتةٍ قلبية؛ وبعد تعافينا من كل ما سبق وعودتنا إلى الوقوف مجدداً على أقدامنا، توفي شقيق "آنجل" فجأة.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب "مارك كرنوف" (MARC CHERNOFF)، يُخبرنا فيه عن تجربته في بعض الأشياء التي يجب التوقف عن فعلها خلال الأوقات الصعبة.

يمكنك أن تتخيَّل كم كانت هذه الخسارات مرعبة، وعندما توالت وتراكمت فوق بعضها بعضاً كان من الصعب علينا أحياناً حتى النهوض من السرير صباحاً لتحقيق أدنى قدر من التقدم في أي شيء، لكن مع مرور الوقت، مضينا إلى الأمام بصورة أقوى وأكثر تفهماً واحتراماً للحياة.

الآن، وبعد عدة سنوات، ومع وجود عديد من المصاعب الأخرى التي نواجهها يمكنني أن أقول بصراحة إنَّنا تعلَّمنا كيفية التعامل جيداً مع الأوقات الصعبة، فالأمر ليس سهلاً أبداً، لكن ثمَّة طرائق إيجابية وسلبية للتعامل مع مواقف الحياة الصعبة، وهذا ما يقتصر عليه هذا المقال، فبصرف النظر عمَّا تعانيه، سواء كان مأساةً كبيرة أم مشكلةً شخصية صغيرة، فقد حان الوقت للحدِّ من هذه المعاناة.

إليك فيما يأتي 9 أشياء يجب التوقف عن فعلها في أثناء مرورك بأوقاتٍ صعبة:

1. الهروب من الحقيقة:

يفضِّل معظم الناس، عند أول محنة يواجهونها، إنكار الحقيقة القاسية على مواجهتها؛ ولكنَّ الحقيقة لا تزول أبداً عندما تُتجاهل، بل على النقيض من ذلك، عندما تفعل ذلك ستجد نفسك تعيش كذبةً كل يوم؛ لأنَّ الحقيقة تطارد أفكارك كل ليلة، فلا تفعل هذا بنفسك، وواجه الحقائق؛ إذ لا يمكنك الابتعاد عن حقيقتك بالانتقال بطريقة غير صادقة من مكان إلى آخر.

قد يزعجك اعترافك بالحقيقة في البداية لفترة من الزمن، لكن لا بأس، فذلك سيمنحك الحرية؛ إذ إنَّه من الأفضل دائماً أن تتأذَّى من الحقيقة بدلاً من الكذب؛ لأنَّها تؤلم مرة واحدة فقط ثمَّ يتلاشى ألمها تدريجياً، في حين تؤلمك الكذبة بنفس القدر في كل مرة تتذكَّر فيها أنَّك تعيشها.

2. التشبُّث بفكرة أنَّ الحياة خالية من الألم:

الألم جزء من الحياة، وآلام الحياة لها أشكال عديدة ومتنوعة، ألا تشعر بتلك الآلام المتنوعة خلال مسيرة حياتك؟ كألم الفراغ عند إنهائك مرحلة هامَّة في حياتك، أو عند اتخاذك خطوة جديدة، أو عند خروجك عن وضع مألوف اعتدت عليه والغوص بما هو مجهول وغامض؛ وكذلك الآلام الحادة والمتنامية والتي تنشأ نتيجة الخطأ والتجربة، وألم الفشل بينما تتعلَّم طريقة أفضل للمضي قدماً؛ والألم الهائل والصادم عندما تكتشف أنَّ كل ما كنت تعرفه غير حقيقي، أو أنَّ كل شيء كنت تخطط له ينهار.

ثمَّة آلام أكثر غموضاً في النجاح، عندما تحصل بالفعل على ما كنت تأمله، ولكن بعد ذلك تُدرك أنَّه ليس تماماً ما كنت تتوقعه، وبعد ذلك، ومن وقت لآخر، ثمَّة بعض الآلام الدافئة والغبطة التي تشعر بها عندما تدرك أنَّك تقف في لحظة من الكمال، لحظة لا تُقدَّر بثمن من الإنجاز أو السعادة، والتي تعرف أنَّها من الممكن ألَّا تدوم، ومع ذلك ستبقى معك للأبد.

مع أنَّ كثيراً من الناس ينسون أو يتجاهلون هذه الحقيقة، فإنَّ الألم في الواقع أمرٌ جيد، فهو يعني أنَّك تتنفَّس وتحاول وتتفاعل مع الاحتمالات اللانهائية في هذا العالم؛ فالألم للأشخاص الأحياء فقط، وهو يستحق القبول الكامل والتعامل معه ما دمت تملك فرصة.

شاهد بالفيديو: 8 خطوات للحفاظ على التحفيز الذاتي حتى في الأوقات الصعبة

3. اجترار الماضي:

يروي الناس للأسف، في جميع أنحاء العالم، ويعيدون باستمرار قصة مأساوية حدثت لهم وكيف تحوَّلت حياتهم بأكملها إلى التفكير في تجاوز هذا الحدث من الماضي، حتى أصبح كل يوم في حياتهم الحالية يدور حول شيء لم يعد موجوداً، بدلاً من عيش تجارب الحياة الحقيقية التي تنتظرهم في الوقت الحاضر.

نحن نتاج ماضينا، لكن لا يجب أن نكون أسرى له، فأنت تصبح أسيراً للماضي عندما تتمسَّك بما لم يعد موجوداً، وإذا كنت شجاعاً بما يكفي لأن تقول وداعاً للماضي، ستكافئك الحياة بترحيبٍ جديد، قد يكون الأمر صعباً، لكن عليك أن تتخلَّى ولا تتشبَّث أكثر بما لم يعد موجوداً بعد الآن، وعليك أن تدرك أنَّ بقاءك في الماضي يشبه بلد أجنبي؛ إذ يحدث كل شيء فيه بطريقة مختلفة، وليس له علاقة بحاضرك الآن.

4. مقاومة التغيير:

الأوقات الصعبة تشبه العواصف القوية التي تهبُّ عليك، ولا يقتصر الأمر على أنَّ هذه العواصف تعوق وصولك إلى الأماكن التي كنت تسعى إلى الذهاب إليها لولا هذه العاصفة، ولكنَّها أيضاً تنتزع منك كل شيء باستثناء الأجزاء الأساسية من شخصيتك التي لا يمكن تغييرها، بحيث ترى نفسك بعد ذلك كما أنت حقاً، وليس فقط كما تحب أن تكون.

في النهاية، تُدرك أنَّك هنا لتحمُّل هذه العواصف، والتضحية بوقتك، والمخاطرة بمشاعرك، أنت هُنا لتتألَّم من الحياة، وعندما تتعرَّض للأذى أو الخيانة أو الرفض، اسمح لنفسك ببعض الهدوء وأغمض عينيك وتذكَّر كل تلك الأوقات الطيبة التي مررت بها، وكل الحلاوة التي تذوقتها، وكل ما تعلمته، وأخبر نفسك كم كان رائعاً أن تعيش، ثمَّ افتح عينيك واشعر بالحياة أكثر.

لأنَّك دون جهودك وسعيك لن تنمو أبداً؛ فيجب أن تتقبَّل التغيير، وفي أكثر العواصف ظلاماً وقوةً تكتشف في داخلك ضوءاً لا ينطفئ، وهذا الضوء هو الذي ينير لك دربك.

إقرأ أيضاً: كن نسراً، كن أنت التغيير الذي تنشده في هذا العالم

5. افتراض أسوأ الاحتمالات:

ما يقلقك يسيطر عليك، فالقلق الذي لا داعي له والتفكير السلبي لن يؤديان أبداً إلى تغيير إيجابي، ومع ذلك فإنَّ الموقف الإيجابي مع قليل من العمل يمكن أن يغيِّر كل شيء؛ لذلك إذا كنت لا تحب شيئاً ما، غيِّره، وإذا لم تتمكَّن من تغييره، فغيِّر طريقة تفكيرك فيه، فالتعرض للأذى هو شيء لا يمكنك منع حدوثه، ولكنَّ شعورك بأنَّك بائس ومغلوبٌ على أمرك هو خيارك وحدك.

مهما كانت الأمور سيئة، يمكنك دائماً جعلها أسوأ، فالتفكير السلبي يؤدي دائماً إلى نتائج سلبية، والتفكير الإيجابي يؤدي بالتأكيد إلى نتائج إيجابية، ولكن ما يحد فرصك المستقبلية هو افتراضك الحالي لأسوأ الاحتمالات، ولكن دائماً ما تكون النتائج أفضل بالنسبة إلى الأشخاص الذين يحققون أقصى استفادة من الطريقة التي تسير بها الأمور.

6. رفض الابتسام:

يكون أحياناً القليل من التهكُّم هو كل ما تحتاج إليه للحصول على منظور أفضل لأعظم تحديات الحياة، فالتهكُّم يعني أنَّك خالٍ من الهموم، وهو شعور قريب من شعور السعادة، وقد تعيش كلا الشعورين معاً وتبتسم في مواجهة تقلبات ومنعطفات الحياة، فعندما تعطيك الحياة مئة سبب للبكاء، أظهر لها أنَّ لديك ألف سبب للابتسام.

شاهد بالفيديو: أقوال وحكم تساعدك على تجاوز الأوقات الصعبة

7. الاستسلام بمجرد أن تصبح الأمور صعبة:

كل الأشياء تكون صعبة قبل أن تعتاد عليها وتصبح سهلة وعادية، وغالباً ما تؤدي أقسى وأصعب الطرق إلى القمة؛ فلا توجد طرق سهلة إلى أي مكان يستحق الذهاب إليه؛ لذا يجب أن تتحمَّل الانزعاج، وأن تفعل ما هو مناسب لمستقبلك، وليس ما هو سهل فقط.

سوف تتعلَّم، مع تقدُّمك في السن، أنَّ عديداً من قواعد الحياة المفترضة قد وُضعت لتُكسر، فحتى عندما تكون الأوقات صعبة، كن جريئاً بما يكفي للعيش وَفقاً لشروطك، ولا تعتذر أبداً عن ذلك، واذهب عكس الاتجاه، وارفض التنازل عندما لا تشعر أنَّه مناسب لك، واسلك الطريق الموحش بدلاً من الطريق الذي يسير فيه الجميع، واضحك في مواجهة الشدائد بأفضل ما يمكنك، واجتهد قبل أن يتملَّكك الخوف، وارقص كما لو أنَّ الجميع يشاهدونك، دون الاهتمام بآرائهم، وعش حياتك بطريقتك الخاصة بإصرار يرفض الاستسلام.

إقرأ أيضاً: 7 قواعد للحياة يعرفها الجميع، ويتبعها القليلون

8. الرغبة في الحصول على كل الإجابات:

تقبَّل الشعور بعدم معرفة وجهتك بالضبط، ودرِّب نفسك على الحب وتقدير هذا الإحساس بالحرية، لأنَّك فقط عندما تشعر أنَّك معلَّق في الهواء، مع عدم وجود وجهة محددة في الأفق، ستفتح جناحيك إلى أقصى حد حتى تتمكَّن من الطيران، وفي حين تحلِّق دون وجهة ما زلت لا تعرف إلى أين ستسافر، لكن هذا ليس هو الهام، فالهام هو أنَّك فتحت جناحيك، قد لا تعرف وجهتك، لكنَّك تعلم أنَّ جناحيك ما دامتا ممدودتان فإنَّ الرياح ستدفعك للأمام.

9. التفكير المفرط بالأخبار السلبية:

يوجد مقابل كل مقدِّم أخبار بارز يقدِّم أخباراً عن مدى كآبة الحياة وظلمها، آلاف من الأشخاص الآخرين وراء الكواليس يعملون بلا كلل لإحداث فرق إيجابي في العالم، ومقابل كل أزمة محبطة تُذكر بلا هوادة، ثمَّة الآلاف من قصص النجاح الحقيقية والهادفة والتي لا تحظى بالاهتمام الذي تستحقه، لكن لها تأثير مضاعف إيجابي هائل في الإنسانية.

لذا حاول ألَّا تسمح للأخبار السلبية أن تستحوذ على تفكيرك، خاصة عندما تكون في خضمِّ الأوقات الصعبة، وعندما تواجه أخباراً سلبية، تعلَّم منها واستخدم هذه المعرفة للعمل بشغف نحو غدٍ أكثر إشراقاً، اليوم هو خيار، فاختر شكر النعمة على نفاد الصبر، والضحك على القلق، والجمال على السلبية، ستصبح الحياة أفضل عندما تختار أن تجعلها كذلك.




مقالات مرتبطة