9 أسرار ساعدتني في التغلب على خوفي من التحدث أمام الجمهور

أتذكَّر اليوم الذي خاطبتُ فيه أكبر جمهور في حياتي، عندما كنت في معسكر مع نحو ثلاثة آلاف خريج جامعي آخر، لقد كان برنامجاً تدريبياً لمدة 21 يوماً موجَّهاً لإعدادنا لمهمة الخدمة الوطنية للشباب، فقد أُعطِيَت فرصة لكل شخص فينا لإلقاء خطاب تحفيزي في ذلك الصباح بالذات، وكنت من بين الأشخاص الذين قدموا خطاباً.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدون "توبي نوازور" (TOBY NWAZOR)، ويُحدِّثنا فيه عن تجربته الشخصية مع التحدث أمام الجمهور.

في صباح اليوم الأخير من العرض، كنت أقف مع زملائي عندما سمعت اسمي عبر نظام المخاطبة العام، وكنت خائفاً جداً لدرجة أنَّني اعتقدت أنَّ زملائي يمكنهم سماع دقات قلبي، وكنَّا أكثر من الثلاثة آلاف بقليل، ولا بد أنَّ كثيراً من الناس قد قدموا طلبات لإلقاء خطاباتهم، لذلك لم أحسب أنَّهم سينادونني بالاسم من بين كل هؤلاء، فشعرت بركبتيَّ ترتعشان وتهتزان، ثم بدأت راحتا يديَّ تتعرقان، وكنت أعلم أنَّني في مأزق، ولم يكن لديَّ مكان أذهب إليه، وتمنيت أن تكون لديَّ القدرة على الاختفاء والوجود في مكان آخر.

كيف تغيَّرت تجربتي؟

فقط في تلك اللحظة خطر لي خاطر، فقد أدركت أنَّني أستطيع أن أفعل وأكون أي شيء أريده، ولا يمكن لأحد أن يمنعني، لذلك توقفت عن التردد واتخذت الخطوة الأولى، ولم أتوقف عند هذا الحد فقط؛ بل أسرعت نحو المنصة بكل ثقة، وبينما كنت أتجه نحو المنصة، نظر زملائي بترقُّب نحوي وبدأ بعضهم يصفق لي، فلقد تأثروا بثقتي.

بينما كانوا يصفقون، شعرت بازدياد ثقتي بنفسي، وبمجرد أن أخذت المايكروفون، تنفست بعمق وابتسمت، لقد كان أكبر حشد تحدثت إليه على الإطلاق، لكن بدلاً من الخوف، كنت أشعر بالنشوة والفرح، وكان خطابي بعنوان "موقف الامتنان"، وكنت متحمساً لإلقائه.

قضينا 20 يوماً في المخيم، وكان كثيرون منا متذمرين، فلم يكن باستطاعتنا جميعاً الانتظار لمغادرة المخيم، ولم تكن الرغبة في العودة إلى المنزل سيئة، ولكنَّ الموقف وراء ذلك بالنسبة إلى معظمنا كان خاطئاً تماماً، وكل ما أردت فعله هو تغيير ذلك.

بهذه العقلية، ألقيت خطابي، واستمر ذلك لمدة أقل من 10 دقائق، لقد كان خطاباً قصيراً جداً، ولكنَّه مناسب لتلك اللحظة، وبمجرد أن انتهيت، كان التصفيق الذي تلقيته يصم الآذان تقريباً، ولم أصدق ذلك، لقد أُعجب الجميع بما كنت أقوله: "الامتنان بدلاً من التذمر".

ما زلنا نتشوق لمغادرة المخيم، ولكنَّنا نشعر بالامتنان الآن لكوننا جزءاً منه، فكان هذا تغييراً كبيراً في وجهات النظر، ومن غير الممكن أن أسمح للخوف أن يعوقني بعد الآن، لذلك أقدم لكم فيما يأتي بعض الأسرار التي كنت أعتمد عليها دائماً لمساعدتي على التغلب على الخوف من التحدث أمام الجمهور:

1. الاستعداد مسبقاً:

لقد تشرفتُ بالحديث عن موضوع اكتشاف الهدف في وقت سابق من هذا العام، فلقد أعددت جميع المواد التي استطعت الوصول إليها من الكتب والنشرات والرسائل الصوتية والمرئية، كما خصَّصت أيضاً وقتاً للتمرن على إلقاء الخطاب مراراً وتكراراً، وضبطتُ الوقت في أثناء ذلك، لقد كانت بلا شك واحدة من أفضل مهام التحدث أمام الجمهور التي شاركت فيها على الإطلاق.

أتذكر بوضوح كيف شعرت بسعادة عندما اتصلت بي عضواً من أعضاء جمهوري لاحقاً لتتوجه بالشكر لي بصورة خاصة، ووفقاً لما قالته، لقد سمعَت كثيراً عن اكتشاف الهدف، ولكنَّها لم تكن قادرة على اكتشافه إلا بعد أن سمعت خطابي.

شاهد بالفيديو: 8 نصائح تساعدك على التحدث أمام الجمهور دون قلق

2. تخيُّل نفسي أُلقي خطاباً رائعاً للغاية:

أعلم أنَّني إذا فكرت في نفسي أتلعثم وألقي خطاباً سيئاً، فهذا ما سيحصل؛ لذا أركز بدلاً من ذلك على مدى روعة نقل هذه الرسالة الرائعة إلى كل هؤلاء الأشخاص الرائعين، فإنَّ القيام بذلك جعلني أفكر بطريقة صحيحة.

3. التوجُّه نحو المنصة وأنا أراقب مخاوفي تختفي:

بدلاً من الهرب من الخوف، كنت أركض نحو مخاوفي، وبصرف النظر عن مدى خوفي، بمجرد أن أتوجه إلى المنصة، كنت أشعر بالسيطرة وبثقة كبيرة أيضاً.

4. عدُّ المنصة منطقة راحتي:

في معظم مقاطع فيديو الكاتب "أنتوني روبنز" (Anthony Robbins)، بمجرد صعوده على خشبة المسرح، كان يصفق بطريقة معينة تُظهر كثيراً من النشاط والطاقة والحماسة، وأنا أحب تأثيره في جمهوره، لذلك بدأت بممارسة ذلك بطريقتي الخاصة أيضاً.

أنا لا أصفق كما يفعل، لكن يمكنني أن أبدأ بحماسة بقول بضع كلمات مثل: "هيا لنكن متحمسين"، وفي تلك اللحظة، تمكَّنت من تحويل المنصة إلى منطقة الراحة الخاصة بي، وقررت بأنَّها ستصبح مكاني الآمن والمصمَّم خصيصاً لي للعمل فيه، وفي هذه المرحلة، كنت أشعر بالسيطرة وبأنَّني أستطيع فعل أي شيء.

5. إدراك أنَّ الجمهور جاء ليتعلم مني:

هل سبق لك أن علَّمت طفلاً من قبل؟ أراهن أنَّك لم تكن خائفاً من تعليمه، فعادةً ما أتخيل أنَّ كل الناس هم طلابي الصغار، وبهذه الطريقة أجد أنَّه من الأسهل إجراء التواصل البصري، ومن ثم الانسجام معهم.

6. الاسترخاء عن طريق التنفس بعمق مرات عدة:

بمجرد أن جعلتُ المنصة منطقة راحتي، وجدت أنَّه من السهل الشعور بالراحة والاسترخاء، فأحاول التنفس بعمق لمساعدة نفسي على الاسترخاء أكثر وتقليل الشعور بالخوف، ودائماً ما تنجح معي هذه الطريقة.

7. الابتسام دائماً:

أنا أبتسم دائماً عندما أتحدث في الأماكن العامة، ولقد أصبحت عادة ولا أعرف حتى متى أفعلها، فغالباً ما أجد نفسي أبتسم، وعندما كنت أفعل ذلك، كنت ألاحظ أنَّ جمهوري يميل إلى الشعور بالراحة والابتسام، وهذا يجعلني أشعر بالراحة.

إقرأ أيضاً: الابتسامة... سر آسر وسلطان قاهر

8. إذا فشل كل شيء، أتخيل أنَّ الناس متعبون:

لقد فعلت ذلك مرات عدة في الماضي، فعندما أكون خائفاً من التحدث إلى شخص ما، أتخيل أنَّه متعب، وإنَّه ليس أمراً تقليدياً بالنسبة إليَّ، ولكنَّه نجح معي في الماضي؛ إذ يساعدني القيام بذلك على تذكُّر أنَّ الأشخاص الذين أتحدث إليهم هم بشر عاديون مثلي، وأنَّهم ليسوا بشراً خارقين بالنسبة إليَّ لأخاف منهم.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح للتحدث بثقة أكبر أمام الجمهور

9. طلب التغذية الراجعة دائماً:

قبل بضعة أشهر، كان لي شرف التحدث إلى جمهور من الطلاب عن موضوع اكتشاف الهدف، وبعد البرنامج، خصصت وقتاً لأسأل ثلاثة أشخاص مختلفين من جمهوري عن تغذيتهم الراجعة الصادقة، لقد فعلوا ذلك ودوَّنت ملاحظات عن الأمور التي أحتاج إلى تحسينها على الفور، فلا يمكنك أبداً أن تتحسن في التحدث أمام الجمهور حتى تتمكن من تقييم أدائك السابق.

في الختام:

التحدُّث أمام الجمهور ليس موهبة تولَد معنا؛ بل مهارة تتطور مع الوقت والممارسة المستمرة.




مقالات مرتبطة