8 مهارات هامة يجب على الراشدين تطويرها

نستعرض لكم في هذا المقال نصائح هامة لتغيير حياتك وتتمنى لو عرفتَها مسبقاً في حياتك وعملتَ فيها. فقد تبدو بسيطة؛ ولكن تكون أبسط الأشياء غالباً هي ما تُغفَل أو تُمحى أو تُنسى بمرور الوقت، فلا تخلِط بين البسيط والسهل.



وإنَّ القدرة على تدريب ذهنك باستمرار والتركيز على الالتزام بتطوير المهارات الحياتية وتطبيقها كشخص بالغ هي ما يصنع الفَرق.

يمكِن لكل واحدة من هذه المهارات أن تغير حياتك؛ فبمجرد أن تطَّلع عليها اشرع في تطبيقها ولا تضيع الوقت. وإن شعرتَ أنَّك بحاجة إلى التغيير وأنَّك لا تستفيد من إمكاناتك إلى أقصاها في حياتك، فباشرِ التغيير اليوم وستكون ممتناً.

قد تجد هذه النصائح شديدة اللهجة؛ لكنَّنا جميعاً بحاجة إلى شخص يوقظنا من سباتنا ويفتح أعيننا على حقيقة أنَّ علينا أن نكون أشخاصاً أهلاً للثقة ويمكِن الاعتماد علينا.

يجب علينا - في عصرنا المليء بالتحولات والتقلبات - أن نتقدم ونَبرز ونقِّدم أفضل ما لدينا دون هوادة، وأن نُحقق الغاية التي وُلدنا لأجلها ونسعى إلى تحقيق أهدافنا السامية.

أولاً، أخرِج قلماً وورقة لتدوين الملاحظات حول أكثر المهارات الفاعلة شيوعاً، ثمَّ ابدأ على الفور في تدريب ذهنك على الأداء العالي. فلا تخشَ القيام بالأشياء بصورة مغايرة عمَّن حولك، فأنت لست متوسط الأداء؛ ومع ذلك، قد يتسلل مستوى الأداء هذا إلى حياتنا رغماً عنا، والسباحة عكس التيار هي الطريقة الوحيدة للارتقاء، فهذه هي نقطة التحول التي تجد فيها نفسك تواقاً إلى بناء العلاقات وتكوين الروابط والصداقات الجديدة. وإن كانت هذه هي حالتك، فطبِّق أفكارك، واتبَع حدسك، ووسِّع آفاقك فالكرة الآن في ملعبك، وهنا يبدأ التحول.

8 مهارات حياتية هامة:

1. التخطيط اليومي:

إذا لم تُخطِّط ليومك، فسيفلت منك زمام السيطرة على مجريات الحياة، وإن لم تكن واعياً، فسوف تنجر بمرور الوقت شيئاً فشيئاً دون أن تشعر إلى روتين وعادات سيئة لا ترتقي إلى ما تمتلكه من قدرات من الممكن أن تضعك على طريق النجاح. وعندما تُخطِّط ليومك، ستكون أهدافك أوضح بشأن ما تريد تحقيقه، وفي النهاية، إذا وضعتَ كلَّ يوم خطةً لتنفيذها وكنتَ مسؤولاً عنها، فسيكون باستطاعتك عيش الحياة التي تصبو إليها.

قد تساورك الشكوك حول حقيقة أن يكون بمقدور شيء بهذه البساطة إحداث فَرق كبير في حياتك. وفي الحقيقة، يتعلق الأمر بالمكاسب الصغيرة التي تتضاعف كل يوم، فليس الحظ هو ما يجعل الناس ناجحين؛ بل عزيمتهم على سلكِ دربِ النجاح ورفضِهم أن يكونوا متوسطي الأداء.

قد تجد أنَّ هذا الحديث يمسُّك شخصياً نظراً لأنَّك ترفض أن تكون نتاجاً لبيئتك أو تعليمك، وتريد أن تخرج عن المعتاد، أو ربما تشعر بهذه الرغبة الملحة في داخلك لفعل المزيد والمساهمة بأقصى طاقتك. وإذا كان الأمر ينطبق عليك فقد خطوتَ الخطوة الأولى في مشوار تنمية ذاتك. 

عندما تواظب على وضعِ الخطط كلَّ يوم، لن يستحوذ على انتباهك شيء آخر، وستقدِّر وقتك ونفسك بصورة غير مباشرة، وستجني فائدةً عظيمة. وإنَّ تقديرك لنفسك ونظرتك إليها أمران هامان؛ فعندما تحب نفسك، تفتح باب الفرص والعلاقات الهامة في حياتك. وبالنتيجة، تساهم في العالم بقدرتك الفريدة على أن تكون حقيقياً وتحدد اتجاه حياتك الخاصة ومسارها.

شاهد بالفيديو: أساليب تطوير الذات: 14 طريقة لتطوير مهاراتك الشخصية

2. توليد الطاقة:

يجب على الأشخاص ذوي الأداء العالي أن ينمُّوا القدرة على توليد الطاقة حتى وإن لم يرغبوا بذلك، بغية المواظبة في البحث عن السمات والمهارات المفيدة لعيش حياتهم إلى أقصاها، وكما هو الحال في مهارة وضعِ الخطط، تُعدُّ القدرة على القيام بالأشياء في الأوقات التي لا نرغب بالقيام بها أمراً بالغ الأثر.

إذا أردتَ التميز كقائد في العمل أو كربٍّ لأسرة، فيجب أن تكون قادراً على توليد الطاقة مقارنة بغيرك الذين يستسلمون منهزمين. فهذه طريقة سهلة يمكِنك من خلالها إبراز شخصيتك والتزامك بالتميز، كما تتيح لك أن تكون نموذجاً يُحتذى به.

تتأجج هذه الطاقة فينا فنجبر أنفسنا على فعلِ أشياء لا نرغب بها كالذهاب إلى النادي الرياضي في الوقت الذي نفضل فيه البقاء في المنزل ومشاهدة فيلم، أو إجراء عملية بيع مربحة في الشركة بدلاً من تصفُّح وسائل التواصل الاجتماعي، فهذه الطاقة هي الفاصل النهائي والحاجز والعنصر الذي يميز الناجح في الحياة عن الفاشل.

إن لم تشعر بالحماس الكافي، فابحث عن أسباب تعطيك دافعاً قوياً لأداء المهمة، أو غيِّرها واختر أخرى تثير فيك الحماس.

إقرأ أيضاً: 6 طرائق بسيطة لإيجاد الدافع في حياتك اليومية

3. اتخاذ الإجراءات وتحديد الضرورات الملحَّة:

تندرج هذه المهارة تحت اتخاذ الإجراءات. فخُذ متسلق الجبال كمثال: عندما يكون هذا المتسلق بمواجهة جرف صخري، فلن يكون لديه الوقت للتخطيط لكل حركاته مُسبقاً؛ لذا بدلاً من ذلك يبدأ التسلق ويُجري تعديلات طفيفة على طول الطريق، وينطبق هذا المثال على مشوارنا في الحياة عندما نواجه صعوبات شديدة وعقبات وعراقيل ضخمة، وتكون نقطة البدء هي أهم خطوة في طريقنا.

صحيح أنَّ الأشخاص الذين يباشرون بالتحرك ولا يقفون مكتوفي الأيدي هم مَن يكون النجاح حليفهم؛ لكن يتطلب النجاح في الحقيقة أكثر من ذلك بكثير، فلِكي تتميز بأدائك في عالم يسوده التنافس، يجب عليك الجمع بين اتخاذ الإجراءات وتحديد الضرورات الملحَّة.

تَفرض الحاجات الملحَّة نفسها، وفي بعض الأحيان تأتيك فرص قد لا تتكرر أبداً وتُلزمك بأن تكون مستعداً وراغباً وتوَّاقاً لاقتناصها بمجرد ظهورها.

4. معرفة قيمة وقتك:

تُعدُّ هذه من المهارات الحياتية الأخرى الهامة للراشدين، حيث يقوم عدد كبير جداً من الأشخاص بمهام لا تتوافق مع أهدافهم وأحلامهم ورؤيتهم، ويشتكون من عدم تمكُّنهم من إدارة أعمالهم الخاصة، أو تدنِّي مبيعاتهم بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية.

يكمن الحل في الكف عن أداء المهام متدنية الأجر وطلبِ مرتب مناسب تراه متوافقاً مع ساعات العمل وأعلى مما تحصل عليه حالياً. وبعد ذلك، استخدِم هذا الأجر بالساعة كدليل لمساعدتك على معرفة المهام التي يجب أن تستعين بمصادر خارجية لإنجازها.

إليك هذا المثال: هل يُعقل أن تمشي مسافةً طويلة إلى عملك لتوفير أجرة المواصلات، بينما يمكِنك الوصول إلى العمل مبكراً واستثمار الوقت هذا؟

عندما تقدِّر وقتك أكثر، ستضع الأمور في نصابها وترتقي إلى مستوى الحياة التي تريد عيشها. وإذا كنتَ تؤسس مشروعاً تجارياً، فما الذي يسلب تركيزك؟ هل هو وسائل التواصل الاجتماعي، أم الطبخ، أم التنظيف، أم دفع الفواتير، أم تنظيم الحفلات؟ حدِّد المهام جميعها التي تكون أدنى من أجرك الذي تتقاضاه بالساعة، وحاوِل إسنادها إلى جهات خارجية، إن أمكن؛ مما يتيح لك التركيز على الأمور الهامة.

5. فن الإقناع:

هذه المهارة ضرورية للعمل والحياة، فهي القدرة على الحصول على ما تريد ومعرفة الجو العام وتسويق منتجاتك أو خدماتك والاستمتاع بالعملية في أثناء القيام بها.

تنبع الثقة في فن الإقناع من معرفة كيفية التأثير في الناس دون محاولة إقناعهم بصحة أمر ما؛ بل جعلهم يؤمنون بما تؤمن به. فقد يكون الأمر بسيطاً في ظاهره لكنَّ أثرَه عظيم.

ولإقناع أحدهم، يجب أن يؤمِن بما تؤمن به. وهذه هي الطريقة التي تؤدي إلى نجاح مندوبي المبيعات الباهر، فهم لا يصبُّون تركيزهم على محاولة تغيير قناعات الناس فحسب؛ بل إلى إلهامهم أيضاً.

ستساعدك هذه المهارة في المجالات جميعها بدءاً من الأعمال التجارية، والوظيفة، ومفاوضات العمل، والمسكن، والإيجار، والأسرة، والفريق، ووصولاً إلى حل المشكلات، فهي تؤثِّر في مجالات كثيرة في الحياة.

6. عيش الحلم:

إن كنتَ تحب المطاعم الراقية وأسلوب معاملتهم وأطباقهم وبذخهم، فاجعل الذهاب إليها ولو لمرة واحدة من أولوياتك. وعندما تكون أعمالك في الحضيض وتُثقل الديون كاهلك، فما عليك إلا قضاء الوقت في ممارسة الأنشطة التي تسعى جاهداً إلى جعلها روتيناً حقيقياً في حياتك؛ لذا انسَ مشكلاتك كلها وعِش الحياة التي تحلم فيها. يتعلق الأمر بأن تدع ذهنك يعيش في حالة الوفرة عندما يعاني من الضغوط، فيساعدك هذا في التواصل مع داخلك والتركيز على وجهتك.

إذا كان لديك حلم أو رؤية لحياتك، فجِد الطريقة التي تتيح لك تجربتها والاحتفاء بمكاسبك ونجاحاتك الصغيرة فور حدوثها، حيث يرغب الكثيرون في الاحتفاء بنجاحاتهم، ونتيجة لذلك يجذبون هذه النجاحات، مما يحمل لهم حياةً مليئة بالنجاح المستمر.

7. السخاء:

يمثِّل العطاء جزءاً كبيراً مما يجعل الحياة جديرة بالاهتمام. وإن وجدتَ نفسك محاطاً بالشكوك والمخاوف والسلبية والقلق، فإنَّ أفضل طريقة لمحاربة ذلك هي التركيز على ما يمكِنك تقديمه، ولا يجب أن يكون العطاء مادياً بالضرورة؛ فقد تساعد الأشياء البسيطة - مثل الابتسامة والإصغاء باهتمام - الشخص الذي يمر بأوقات عصيبة أكثر مما يفعل المال.

يكمن السر في إضافة العطاء إلى رصيد مهاراتك، والذي يُعدُّ أحد الاستراتيجيات الأساسية التي يجب ألا تكف عن السعي إلى تطبيقها والمساهمة فيها.

إقرأ أيضاً: مهارات يجب أن تتعلّمها لتحقق النجاح في عملك وحياتك المهنية

8. معرفة هويتك:

إنَّ معرفة مَن أنت وما سوف تتحمله في حياتك من أعظم هذه المهارات؛ حيث ستحدد المهارة الحياتية هذه وحدها مقدار نجاحك، والعادات والمعايير التي حددتَها لنفسك. وإن رغبتَ في تحسين حياتك، فعليك تغيير بعض الجوانب في هويتك مباشرة.

على سبيل المثال: إذا كنتَ تعمل في مجال المبيعات، فطوِّر شخصيتك المهنية بالعمل لساعة إضافية والاستيقاظ مبكراً والذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية مرات أكثر في الأسبوع، وتمثيل الشركة أكثر.

لهذه التحولات الصغيرة تأثير كبير في هويتك، وإذا تكررَت باستمرار بمرور الوقت، فسوف تتغير هويتك وستنال مستويات أعلى من النجاح، وقد تجد نفسك منجذباً إلى أشخاص ومحتوى وأنماط حياة مختلفة.

الخلاصة:

مع كل المهارات الحياتية للبالغين التي أوجزناها أعلاه، فإنَّ الشيء الأول الذي يمكِنك القيام به لنفسك هو أن تترجم أقوالك إلى أفعال. فحافِظ على الالتزامات التي تتعهد بها، وستساعدك على تعزيز ثقتك بنفسك أكثر من أيِّ شيء آخر، وتتطور نتيجة لذلك. وهذا هو السبب في ضرورة الالتزام في يومك، وتكمن أهميته في كون الوثوق بنفسك من أشد الأمور تأثيراً، وهكذا تلتزم بفعل ما عاهدتَ نفسك على فعلِه.

إنَّ وجود علاقة قائمة على الثقة مع نفسك أمر بالغ الأهمية للنجاح في الحياة. فكلما ازداد عدد الخبرات التي تكتسبها وتجعلك فخوراً وتدرك ذلك بداخلك، ارتفعَ مستوى ثقتك بنفسك وزادت قدرتك على التأثير في الآخرين، واعلم أنَّ الوقت قد حان الآن لتعزيز مسار حياتك ووتيرتها؛ لذا لا تؤجِّل وابدأ وكرِّر الأمر على طول الطريق.

 

المصدر




مقالات مرتبطة