8 عبارات تحفيزية تجعل منك قائداً ذكياً عاطفياً

الذكاء العاطفي مهارة ناعمة يجب على القادة امتلاكها، وهي مهارة تظهر جليَّةً لدى الشخص؛ لذا ينجذب الناس إلى القادة ذوي الذكاء العاطفي العالي، ويتضح ذلك في طرائق تفاعلهم مع أعضاء الفريق، أو من طريقة خطابهم.



يقول جوناثان فيلدمان (Jonathan Feldman)، رئيس قسم المعلومات في مدينة آشفيل بولاية نورث كارولاينا: "يرغب الأشخاص الأذكياء عاطفياً أن يعلموا ما إن كان رئيسهم يتمتع بالذكاء أيضاً. يُترجم هذا عادة إلى الرغبة في رؤية شيء من الوعي الذاتي، وتساعد عبارات مثل: (كنت مخطئاً)، و(أنت على حق)، و(لقد قصرت في ذلك من خلال عدم القيام بـ كذا وكذا) الموظفين على معرفة ذلك".

فيما يلي ثماني عبارات أخرى يمكنك البدء في ضمِّها إلى قاموس مفردات القيادة الذي تستخدمه في التواصل والارتباط مع فريقك بطرائق أكثر وضوحاً؛ فالذكاء العاطفي هو إحدى تلك المهارات التي تتحسن بالممارسة المنتظمة وليس كلاماً فارغاً.

ابدأ بهذه العبارات البسيطة والقوية:

1. "أخبرني المزيد":

عادةً ما يمتلك القادة الأذكياء عاطفياً مهارة شخصية ثمينة أخرى، وهي إتقان التواصل؛ حيث يدرك هؤلاء القادة أنَّ اكتساب الآخرين هذه المهارة قد لا يكون هيِّناً، لذا لا يبنون افتراضات على الكلمات التي يتفوَّه بها الآخرون.

تقول الدكتورة نيتا بوشان (Neeta Bhushan)، معلمة الصحة العاطفية ومؤلفة كتاب القوة العاطفية (Emotional GRIT): "تُعَد كلمات مثل "أخبرني أكثر عن ذلك" أو "ما الذي عنيته حينما قلت كذا أو فعلت كذا" طريقة استيضاح بعيدة عن إطلاق الأحكام المسبقة. وحينما يفعل القادة ذلك يكون دافعهم الفضول والشغف، وليس الرغبة في إطلاق الأحكام".

ويضيف درو بيرد (Drew Bird)، مؤسس مجموعة تطوير الذكاء العاطفي (EQ Development Group) قائلاً: "توضِّح عبارة (هل يمكنك قول مزيد عن ذلك) الرغبة في فهم ما يقوله الشخص الآخر أو يحاول الوصول إليه، فهماً أفضل دون أن يكون الدافع إلى ذلك تقييم الشخص".

إقرأ أيضاً: 8 عادات يومية لتنمية الذكاء العاطفي

2. "كيف تحب أن يتواصل الناس معك؟":

لا يضع القادة ذوو الذكاء العاطفي العالي أيضاً افتراضات حول الطريقة التي يُفضِّل الناس اتِّباعها في إجراء عمليات التواصل معهم. على سبيل المثال: قد يرغب بعض الأشخاص في المحادثات وجهاً لوجه، بينما يفضِّل آخرون تلقِّي رسالة نصية بسيطة. يريد القادة الأذكياء عاطفياً معرفة هذه الخيارات حتى يتمكنوا من تعديل أسلوب التواصل الخاص بكل فرد في فريقهم.

يعرف القادة الأذكياء عاطفياً كيفية التواصل بتعاطف، وهُم يدركون أنَّهم ليستطيعوا ذلك، عليهم أن يتعرفوا على الشخص الآخر، وأن يسألوه كيف يرغب في تلقِّي المعلومات، كما يشير كولين دي إليس (Colin D. Ellis)، مؤلف كتاب "قائد المشروع الواعي" (The Conscious Project Leader) قائلاً: "نحن البشر جميعاً نحب التواصل بطرائق مختلفة؛ والقادة ذوو الذكاء العاطفي سيسألون تابعيهم عمَّا يفضِّلون".

شاهد بالفديو: 9 طرق لتحسين مهارات التواصل

3. "أنا أقدِّرك":

يُعَد إعطاء التغذية الراجعة أحد المجالات التي يتألق فيها القادة الأذكياء عاطفياً. يقول سانجاي مالهوترا (Sanjay Malhotra)، كبير موظفي التكنولوجيا في شركة كليربريدج موبايل (Clearbridge Mobile)، أنَّ العبارة التي يفضِّلها هي "يبدو جيداً".

ويقول: "يعمل فريقي على قدم وساق لتقديم منتجات يفتخرون بها وعمل يفخرون به. يمكن أن يسير العمل بوتيرة متسارعة بعض الأحيان، عند وجود عديد من المشروعات والأولويات؛ لذلك أحاول التأكد من أنَّ الجميع يعرفون أنَّنا نُقدِّر عملهم، وأنَّهم يقومون بعمل جيد حتى ولو للحظة. هذه بادرة بسيطة، لكنَّني أعلم أنَّ فريقي يُقدِّر سماع أنَّ عملهم الشاق يستحق كل هذا العناء".

لا يقتصر الأمر على الفريق فحسب، حيث يبني القادة الذين يستخدمون هذه العبارة علاقات أقوى وأوثق وأعمق مع زملائهم، وهو أمر جيد لجميع المعنيين. تقول بوشان (Bhushan): "إنَّ إظهار الامتنان والقبول طريقة مؤكدة للحصول على رضا الموظفين وضمان مشاركتهم الإيجابية".

تشعر بالرضا عندما سماع عبارة "أحسنت"، ووضعها في السياق المناسب يكسبها أهمية أكبر. يقول بيرد (Bird): "مساعدة الناس على فهم سبب امتنانك يجعله أكثر فائدة من مجرد قول الشكر"، يقترح بيرد (Bird) عبارة مثل: "أقدِّر حقاً قيامك بذلك؛ لأنَّك كذا وكذا (أخبرهم بالأثر الفعلي لأفعالهم)".

4. "ما رأيك؟":

يقول إليس (Ellis) أنَّ التغذية الراجعة سلاح ذو حدين بالنسبة للقادة ذوي الذكاء العاطفي العالي، ويضيف: "القادة الأذكياء عاطفياً يحبون بطبيعتهم الاطلاع على كل شيء، ولا يتوقفون مطلقاً عن البحث عن فرص لاستجرار أفكار وآراء الآخرين إلى المناقشة. يدركون أنَّهم ليسوا أذكى الأشخاص في المكان، ويبحثون عن طرائق لرفع مستوى الآخرين".

5. "لدي وجهة نظر مختلفة":

لا يتحاشى القادة ذوو الذكاء العاطفي العالي المحادثات الصعبة، بل يستخدمون الخلافات كفرص لبدء حوار وإيجاد أرضية مشتركة.

يقول بيرد (Bird): "تُعَد عبارة (لدي وجهة نظر مختلفة) طريقة أكثر ذكاء من الناحية العاطفية مقارنة مع قول (لا أوافق)؛ إذ يعني وجود وجهة نظر مختلفة أنَّ لديك ببساطة وجهة نظر أخرى لهذه الفرصة أو التحدي".

عندما يؤدي تباين الآراء هذا إلى صراع، يقترح بيرد (Bird) استخدام العبارة التالية: "عندما تفعل ذلك، فأنا أشعر بكذا وكذا". توضح هذه اللغة أنَّ القائد قد كوَّن فكرة عمَّا يحدث، وتمكِّن الشخص الآخر من سماع تأثير أفعاله، كما يقول بيرد (Bird).

6. "هل أنت بخير؟":

يكون الإبداع بالنسبة إلى معظم الناس بين مد وجزر؛ فأحياناً نُتِم عملنا على أكمل وجه، وفي بعض الأحيان نحتاج إلى بضعة فناجين إضافية من القهوة لتحمُّل يوم العمل. يعرف القادة الأذكياء عاطفياً هذا ويُحسنون الظن بموظفيهم، كما يتفقدون الموظفين للتأكد من أنَّهم بخير.

يقول إليس (Ellis): "يوجد أوقات لا يستطيع فيها الأشخاص تقديم وإظهار أفضل إنتاجية لديهم. في أوقات كهذه، لا يكون رد فعل القائد تأنيبهم إن انخفضت جودة العمل، أو إن لم يُتمُّوا عملهم في الموعد النهائي، بل سؤالهم بتعاطف ما إن كانوا بخير. إنَّ سلامة الآخرين هي أكثر ما يشغل تفكيرهم، وهذه طريقة واحدة فقط من الطرائق التي يتَّبعونها في إظهار ذلك".

شاهد بالفديو: 6 أمور تبيّن أهمية التحفيز في عالم الأعمال

7. "أنا أُنصت إليك":

يُعَد التعاطف نقطة جوهرية في الذكاء العاطفي. توافق بوشان (Bhushan) قائلة: "إنَّ إظهار التعاطف هو الحل الأمثل في إظهار الذكاء العاطفي، ولإظهار أنَّك تستمع إلى الشخص دون نوايا مُبيَّتة".

تُعَد عبارات مثل: "أنا أنصت إليك" و"أنا أفهمك"، نافعة لإظهار نبرة التعاطف في مفرداتك.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح ذهبية تعلّمك مهارة الإنصات

8. "أنا آسف":

يقول بيرد (Bird): "لا يخشَ القائد المتمتع بالذكاء العاطفي من الإقرار بخطئه؛ إذ يُظهر الاعتذار النابع من القلب درجةً عاليةً من الذكاء العاطفي لكونه يدل على التواضع الذي يقدِّره الأتباع جداً؛ فالتواضع هو العامل الأهم".

يقول إليس (Ellis): "التواضع سمة جوهرية يمتلكها القادة الأذكياء عاطفياً، فهم يعون تماماً متى يقولون أو يفعلون أمراً يزعج الآخرين أو يقلل من احترامهم، ويسعون جاهدين في تصحيحه بأسرع وقت ممكن".

 

المصدر




مقالات مرتبطة