8 عادات يومية ستجعلُك أقوى

ستُحدِث هذه التغييرات الصغيرة في روتينك اليوميِّ تغييراً جذريَّاً في حياتك من خلال مساعدتك على تعزيز قوَّتِكَ وقدرتِكَ على الأمد الطويل.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدون "مارك كرنوف" (MARC CHERNOFF)، ويُحدِّثنا فيه عن ثماني عادات يومية تجعلنا ممارستُها أقوى.

إليك 8 عادات يومية ستجعلُك أقوى:

1. التخلي عن راحتِكَ إلى حدٍّ ما:

قد تشعر بالرضى في منطقةِ راحتِك التي اعتدتَها، ولكن إنْ لم تغامِر خارجَ حدودِها لن تكتشفَ يوماً الفرصَ الَّتي قد تختبئ في ثناياها، ولن تعرفَ أبداً بوجودها، وقد يكون تمسُّككَ بما هو مريحٌ لك السببَ الرئيسَ لشعورِك غالباً أنَّ ثمَّة نقصاً في حياتِك.

تذكَّرْ أنَّ مجازفتك بالخروج إلى العالم لا تعني أنَّك لا تستطيعُ العودةَ وقتَما تشاء، فلا بأس بالعودةِ إلى المكانِ الَّذي بدأتَ منه، ولكنَّ مشكلة هي ألَّا تغادره أبداً.

2. وضع أهداف ذات قيمة:

أسوأ ما يمكنُك فعلُه هو أن تضعَ أهدافاً شخصيَّةً أقلَّ بكثيرٍ ممَّا أنت قادرٌ على تحقيقِه، إنَّه لأمرٌ مستهجنٌ أن ترضى بحياةٍ متواضعةٍ في الوقت الذي أنت قادرٌ فيه على فعل الأفضل، معظم الناس لا يدركون هذا إلَّا بعدَ فواتِ الأوان؛ فهم يظنُّون أنَّ الفشل هو أسوأ نتيجةٍ محتملةٍ لهدفٍ، غير أنَّ الحقيقة هي: عندما يوضع الهدف على نحوٍ صحيحٍ فالفشل عندها غالباً ما يقربك من النجاح من خلال تعليمك بعض الدروس عما لا ينفع، ويتيح لك الفشل أن تمضي قدماً، أمَّا الرضى بحياةٍ متواضعةٍ، فإنَّه يمنعك من بلوغ إمكاناتك المطلقة.

الحياة قصيرةٌ فإن كنت تجد نفسك تنجح باستمرارٍ؛ لكنَّك ما زلت تشعر بالنقص فقد حان الوقت لإعادة تقييم أهدافك، حان الوقت لتتوقف عن إضعاف قدراتك من خلال تحديد أهداف عادية ومتواضعة في حين تتاح لك الفرصة للوصول إلى أقصى إمكاناتك، فاسعَ خلف شيءٍ ذي أهميةٍ عظيمةٍ؛ لأنَّك عندها حتى لو فشلت ستكون أفضل حالاً فقط لأنَّك حاولت.

3. قيمة نفسِك:

أسوأ شعور بالوحدة والنوع الذي لا يمكنك الهروب منه هو ألَّا تكونَ مرتاحاً مع نفسك، فإن كنت تشعر بالوحدة وأنت وحدك فقد حان الوقت لتبدأ بحب نفسك أكثر، وكما قيل: "أنتَ نفسكَ تستحق حبك وعاطفتك مثل أي شخص في الكون بأسره".

إن لم تكن في سلام مع نفسك لن تشعر بالسلام في صحبة الآخرين، فقد ينجحون بتشتيتك لبعض الوقت؛ لكنَّ الحقيقة ستكشف نفسها عاجلاً أم آجلاً، فكل ما تفعله أو تفكِّر فيه هو تقريباً انعكاسٌ لما تؤمن به عن نفسك؛ ببساطةٍ لا يمكنك التفوُّق على الحدود التي وضعتها لنفسك فإن توقَّعت الأقلَّ من نفسك فلن تصل أبداً إلى إمكاناتك المطلقة.

شاهد بالفيديو: 10 عادات يومية تضيف إلى حياتك الكثير

4. إخبار نفسك القصة الصحيحة:

إنَّك تخبر نفسك قصةً في رأسك كل يوم، فلا يهم أين أنت، أو ما الذي تفعله، إنَّك دائماً ما تتلوها على نفسك، وتُمثِّل هذه القصة جزءاً كبيراً من شخصيتك؛ فأنت تبني كثيراً من حياتك عليها.

إمَّا أن تستثمر هذه القصة لمصلحتك أو إنَّها ستستغلك؛ لذا عليك أن تخبر نفسك بالقصة الصحيحة؛ فروايتك للقصة الصحيحة ستجعلك أكثر حيويةً، وإنسانيةً، وشجاعةً، وعاطفةً، وحباً، أمَّا رواية القصة الخاطئة فستكون نتيجتها العكس تماماً، وبناءً على ذلك فأنت مدينٌ لنفسك بإنشاء قصة مناسبة تعزز من خلالها نموك.

5. التحدُّث مع الأشخاص الذين يرون الأمور بطريقةٍ مختلفةٍ:

كما قال يوماً الموسيقي الأمريكي فرانك زابا (Frank Zappa): "العقل مثل المظلة، لا يعمل إلا إن كان مفتوحاً"، فلا بأس بألَّا تتفق مع الأفكار والآراء الصادرة عن الآخرين، ولكن ذلك لا يعطيك الحق في الحطِّ من شأن شخصياتهم ببساطة لأنَّك لا تحبُّ ما يقولونه، فتعلَّم أن تقدِّر وجهات النظر المثيرة للاهتمام عندما تصادفها، حتى وإن كان ذلك يعني أن تكون منفتحاً على أمور خارج منطقة راحتك.

قبل أن يفوت الأوان أَولِ اهتماماً للمحيطين بك، واعثر على شخص ما - في رأيك - يعتقد أو يفهم أشياء معينة بقوة وبصورة مختلفة تماماً عن منظورك الشخصيِّ، وخض معه نقاشاً ودوداً وصادقاً، ستكون هذه المحادثة تجربةً صحيةً، وتفتح عينَي كلٍّ منكما على شيء جديد.

6. تجنُّب الذين يعوقونك:

كما سبق وقال الزعيم الهندي غاندي (Gandhi): "تكمن السعادة في الانسجام بين ما تفكر به، وما تقوله، وما تفعله"، فالأمر مرتبط باتِّخاذ خيارات، ثمَّ القيام بأفعال تخاطب روحك.

لا تعش حياتك بفقرٍ عاطفيٍّ، فتعتمد سعادتُك على الآخرين؛ لذا أعطِ نفسك الإذن لاتِّباع الطريق الذي يجعلك سعيداً، وأدرك أنَّ بعض الناس في حياتك سيرفضون أن يقفوا إلى جانبك وأنت تخوض رحلتك هذه، إنَّهم ببساطة لن يوافقوا على ما تقوله، ولا بأس بذلك.

أحياناً عندما تُلزِم نفسَك بإنشاء سعادتِك الخاصةِ تجدُ أنَّك تتصادم مع تصورات الآخرين، وأحياناً عندما تحصل على شيءٍ رائعٍ عليكَ في المقابل أن تتخلى عن شيءٍ آخر، وأحياناً يكون هذا "الشيء الآخر" علاقة يريدك فيها الطرف الآخر أن تفعل فقط ما يرغب في أن تفعله.

إقرأ أيضاً: كيف تتخلص من الأشخاص السامين في حياتك؟

7. التأقلم بفاعلية:

يمر كل إنسانٍ على وجه الأرض بمأساةٍ في مرحلة ما في حياته فلا أحد محصَّنٌ من ذلك، ولا يمكن أبداً أن تعرف ما هو الآتي، فتغيير صغير أم آخر يُحدث تأثيراً كبيراً في حياتك؛ بل كل ما يمكنه فعله في الحقيقة هو أن تتأقلم مع الوضع بفاعلية؛ لذا عندما يأتيك تغيير كبير يمكنك أن تُحسن التعايش معه عوضاً عن الغرق في تعقيداته.

المفتاح هو في أن تحافظ على إيجابيتك؛ لأنَّك - بصراحةٍ - إن لم تتمكن من الضحك قليلاً عندما لا تجري الأمور كما خطَّطت لها، فإنَّك إمَّا ميتٌ أو تتمنَّى أن تكون كذلك، وتلك خسارة في الحالتين؛ خلاصة القول هي أنَّ أي حدثٍ في حياتكَ على هذا المستوى أم ذاك هو إمَّا مفيدٌ لكَ، أو يبيِّنُ لك ما تحتاج أن تعامله في سبيل زرع الخير في مستقبلك.

إنَّ تغييرات الحياة وتطوراتها مفيدةٌ، والحياة تصحِّح نفسها بنفسها.

إقرأ أيضاً: التكيف مع التغيير: ما أهميته؟ وكيف نطبقه؟

8. الحضور كاملاً في المكان الذي أنت فيه:

عملية اتِّباع مسارك هي ما يهم، وليست السرعة التي تحرز فيها التقدم؛ إذ توجد السعادة في طريق الرحلة لا في الوجهة؛ لذا تمهَّل لتتمكن من التمتع بجمال الغابة، وبرَوعةِ كلِّ شجرةٍ من أشجارِها؛ إذ يمكنك أن ترى المكان الذي أنت فيه بحقٍّ عندما تتوقف عن قضاء كل لحظةٍ وأنت تحاول الوصول إلى مكانٍ آخر.

إنَّك تملك القوة لجعل كل لحظة من حياتك أكثر متعةً؛ وذلك ببساطةٍ من خلال إدراكِكَ أنَّ المكان الذي أنت فيه الآن جيِّدٌ بقدر المكان الذي تريد الذهاب إليه، ولا يُقصَد بذلك أن ترضى بإظهار أقل من إمكاناتك، أو أن تبقى في مكانك إلى الأبد، ولكن استثمر الفرصة للاحتفاء بالنعم المحيطة بك، وبالمرحلة التي وصلتَ إليها، عوضاً عن التركيز حصراً على ما يزال بحاجة لأن يُنجَز.




مقالات مرتبطة