8 طرق للسيطرة على التوتر اليومي

يمرُّ الجميع تقريباً بفتراتٍ من التوتر الشديد، فإذا كنت لا تعرف كيف تسيطر على التوتر، فقد تستخدم آليات التأقلم غير الصحية التي قد تجعل من الصعب عليك العودة إلى نمط حياتك الطبيعي؛ لذا إذا كنت تبحث عن طرائق جديدة للمساعدة على إدارة توترك اليومي.



إليك 8 طرائق يمكنك تجربتها:

1. تجنُّب المنبهات:

إذا شعرت بتوتر أكبر خلال أيامك، فربما عليك تقليل احتساء القهوة، وإذا كنت تدخِّن فعليك الإقلاع عنه أيضاً، قد يكون الإقلاع كلياً صعباً حالياً، لكن حتى تقليل استهلاكك للمنبهات من شأنه أن يساعد، مع أنَّها قد تبدو آليات تأقلم فعَّالة، فإنَّ النيكوتين والكافيين يمكن أن يزيدا من مستويات التوتر لديك ويجعلانك أكثر انفعالاً على مدار اليوم، فبدلاً من احتساء القهوة، أعطِ الأولوية لمواعيد نوم صحية.

في حين أنَّ بعض الضغوطات يمكن أن تجعلك ترغب في استهلاك المنبهات في نهاية يوم طويل، لكنَّها تزيد التوتر سوءاً، لا سيما إذا استيقظت من النوم وأنت غير قادر على إنجاز مهامك العديدة خلال اليوم.

شاهد بالفيديو: 6 طرق لمواجهة مشاعر التوتر التي لا مبرر لها

2. التوقُّف عن قول "نعم":

ترتبط بعض مشاعر التوتر الشديد بالتزاماتك تجاه الآخرين، فإذا كان لديك أشخاص يعتمدون عليك في وظيفتك أو في المنزل أو في محيطك الاجتماعي، فقد تشعر أنَّك يجب أن توافق على أكثر ممَّا يمكنك التعامل معه، في هذه الحالة يجب أن تقوم بترتيب أولوياتك قبل أن تصبح مرهقاً جداً.

قد يكون الوقت قد حان للتراجع والتركيز على الأشياء التي تهمك أنت فقط؛ إذ تتطرَّق المؤلفة "نورا روبرتس" (Nora Roberts) ببراعة إلى موضوع تحديد الأولويات، فعندما يكون لديك الكثير من الأولويات، حدِّد المهام الهامَّة حقاً وتلك القابلة للتأجيل، فربما تكون هذه المهمة الهامَّة في العمل هي أولوية ولا يمكنك تركها، وفي الوقت نفسه، فإنَّ التطوع هو بالتأكيد أمر قابل للتأجيل، ولكنَّ حضور مسرحية طفلك التي كان يتدرَّب عليها طوال الفصل الدراسي هي بالتأكيد أولوية هامَّة؛ إذ تُعدُّ السيطرة على التوتر أمراً بالغ الأهمية لنمط حياة صحي؛ لذلك لا تشعر بالذنب حيال التراجع وإعادة تقييم ما يمكنك التعامل معه.

3. الراحة:

عندما يكون لديك الكثير من المهام التي تحتاج إلى الانتهاء منها، فقد تصبح الراحة عنصراً ثانوياً في قائمتك، ومع ذلك، إذا احتاج عقلك وجسمك إلى استراحة، فلن تؤدي أفضل ما لديك، فالراحة أمر بالغ الأهمية عندما تكون مريضاً جسدياً، ويجب عدُّها أمراً بالغ الأهمية عندما تمر بفترات من التوتر الشديد.

في بعض الأحيان، يمكن أن يمنحك اجتناب الأشياء التي تسبِّب لك التوتر نظرة أكثر موضوعية للمشكلات والتحديات التي تسبِّب قلقك؛ لذا يمكن أن يساعدك ترك مسافة بينك وبينها على الوصول إلى الحلول بطريقة أسرع بكثير ممَّا كنت ستحصل عليه بخلاف ذلك؛ إذ يمكن أن يؤدي إهمال الراحة لفترات طويلة إلى الاحتراق الوظيفي، وفي هذه الحالة ستنخفض كفاءتك على أي حال، ممَّا قد يتسبَّب في مزيد من التوتر، وقد يكون من الصعب إيقاف عقلك في البداية، ولكنَّ قضاء الوقت في الاسترخاء قد يكون بمنزلة جرعة الطاقة التي تحتاج إليها.

4. إدارة الوقت:

إذا كنت تفتقر إلى التنظيم في يومك أو جدول عملك، فقد لا تعمل بكفاءة؛ ونتيجة لذلك قد لا ترى التقدم الذي كنت تظنُّ أنَّك ستحرزه، والذي يمكن أن يسبِّب مزيداً من التوتر، فمن دون إدارة وقتك، قد تكون أكثر عرضة للتشتيت، ولتجنب ذلك نظِّم وقتك بجدول يومي وأسبوعي، وحاول أن تكون واقعياً، فقد يشير مخطط العمل إلى امتلاكك 24 ساعة للعمل، لكنَّك تعرف عدد الفترات التي تحتاج إليها للراحة، وتعرف تقريباً عدد الساعات التي تحتاج إلى قضائها مع العائلة، وتعلم أنَّك تحتاج إلى جدولة فترات مؤقتة لحالات الطوارئ أو الأشياء الأخرى التي يمكن أن تظهر بصورة غير متوقعة، مثل مشكلات السيارة.

وبمجرد إجراء التغييرات على كيفية إدارة وقتك، التزم بها قدر الإمكان، فبهذه الطريقة لا تتعثَّر في أي مهمة وتتجنَّب الأخطاء قدر الإمكان، فبمجرد أن يكون لديك روتين، ستجد أنَّه من الأسهل الانتقال من مهمة إلى مهمة لأنَّ عقلك وجسمك سيتكيَّفان، ولن تحتاج إلى ممارسة قوة الإرادة الثمينة للانتقال إلى المهمة التالية أو مقاومة تصفُّح المواقع على هاتفك باستمرار.

5. طلب المساعدة:

عندما يجعل التوتر أداء وظيفتك صعباً، فلا تخف من طلب المساعدة، قد يختلف الأمر بين شخص وآخر، فقد يكون لديك الكثير في العمل، وزملاؤك مشغولون أيضاً، أو ربما لا تساهم عائلتك في المنزل بنفس القدر، أو ربما تحتاج إلى التوصُّل إلى اتفاق بشأن تحمُّل مسؤوليات منزلية أقل في حين تتعلَّم كيفية إدارة توترك بطريقة أفضل، فغالباً لن يعرف الأشخاص في حياتك أنَّك تواجه صعوبات حتى تطلب المساعدة.

في حين أنَّ إعادة توزيع المهام يمكن أن تجعل إدارة التوتر أسهل، فإنَّها في بعض الأحيان لا تكفي، فإذا كنت تواجه مشكلة في إدارة التوتر بنفسك، فقد تحتاج إلى تلقي مساعدة من متخصص؛ إذ يمكن أن يساعدك التحدث إلى معالج على تحديد مصادر قلقك وكيف تتعامل معها في المستقبل.

6. تحديد محفزات التوتر لديك:

إذا كنت تعرف المواقف التي تسبِّب لك التوتر، فيمكنك تجنبها، قد لا تتمكَّن من تجنبها جميعها طوال الوقت، لكن يمكنك استعادة بعض السيطرة، فإذا سبَّبت لك مساحة العمل المزدحمة القلق في الصباح، فخذ بعض الوقت لترتيب مكتبك قبل المغادرة في فترة ما بعد الظهر، وإذا سبَّب جانب معيَّن من وظيفتك لك مزيداً من القلق، فقد تتمكَّن من التبديل بين مهامك حتى تشعر براحة أكبر، وإذا أصبح مكان عملك مشتتاً، فحاول استخدام غرفة اجتماعات فارغة أو معرفة ما إذا كان في إمكانك العمل من المنزل يوماً أو يومين من الأسبوع، فيجب أن تدافع عن نفسك، خاصة عندما يتعلق الأمر بالصحة العقلية.

إقرأ أيضاً: مُذَكّرات التوتر، تحديد أسباب التوتر على المدى القصير

7. ممارسة التمرينات الرياضية:

التمرينات الرياضية تفيد في تحسين الحالة المزاجية، والتي يمكن أن تُحدِث فرقاً كبيراً إذا كنت تحارب القلق، ففي حين قد لا يكون لديك الكثير من الحافز لممارسة الرياضة عندما يكون جدولك ممتلئاً، فإنَّ ممارسة الركض السريع أو السباحة يمكن أن تُحدِث فرقاً كبيراً في كيفية شعورك بنهاية اليوم.

إضافة إلى ذلك؛ يمكن أن يكون تحريك جسمك طريقة رائعة للسماح لعقلك الباطن بإيجاد حلول للمشكلات التي تواجهها في كل من مكان عملك وحياتك الشخصية، كما يمكن أن يكون هذا أيضاً نشاطاً اجتماعياً يساعدك أنت وأصدقاؤك على تحقيق أهداف اللياقة الخاصة بكم.

يمكن أن يكون للعزلة أو الوحدة تأثير كبير في الصحة العقلية؛ لذا فإنَّ العثور على مجموعة لممارسة المشي، أو رفيق للتمرين، هو وسيلة مناسبة لتحقيق هدفين يمكن أن يساعداك على معالجة القلق، في حين أنَّ الذهاب إلى الصالة الرياضية أمر رائع، فأنت لا تحتاج إلى معدات فاخرة أو اشتراك باهظ الثمن للحصول على تمرين جيد، فثمَّة عدة طرائق للتمرن في منزلك، وكثير من الدورات متاحة عبر الإنترنت أو على التطبيقات مجاناً.

إقرأ أيضاً: كيف تخفف التمرينات الرياضية من التوتر؟

8. الاستفادة من هواياتك:

عندما يصبح الوضع مرهقاً، فإنَّ ممارسة هواياتك تعدُّ مصدراً رائعاً لتخفيف التوتر، فسواء كنت تمارس الحياكة، أم الرقص، أم أي نشاط آخر، فإنَّ تخصيص الوقت لنفسك يمكن أن يخفف كثيراً من أعراض التوتر، فاعتماداً على الهواية، قد تخرج بعمل رائع، لكن يجب ألَّا تربط قيمتك بإنتاجيتك؛ لأنَّ ذلك أصبح أكثر شيوعاً بالنسبة إلى الأشخاص المبدعين، فإذا حكمت على نفسك بناءً على الأشياء التي تنتجها، فقد يتحوَّل شيء تحبه إلى مجرد مصدر آخر للتوتر.

في الختام:

لا تهتم بأنَّ لديك ساعتين فقط في الأسبوع لتكريسهما لتنمية موهبتك، فإذا كنت تفكِّر بهذه الطريقة، فمن الأفضل العمل على هواية لا تنتج من خلالها عنصراً مادياً من جهودك، فالحل البديل هو التطوع؛ نظراً لوجود عدة طرائق يمكنك من خلالها التبرع بوقتك ومهاراتك، فخلال التغيرات الحياتية والأحداث العالمية الضخمة غير المسبوقة، سيتعامل الجميع تقريباً مع كثير من التوتر.

قد يبدو هذا أمراً لا مفرَّ منه، لكنَّ كيفية تعاملك مع هذا التوتر أمر متروك لك تماماً، وباستخدام هذه الطرائق الثمانية والتركيز على الأشياء التي تحت سيطرتك، يمكنك إدارة قلقك بطريقة أفضل وتعزيز صحتك العقلية بطرائق صحية وفعَّالة.




مقالات مرتبطة