8 طرق تُخبرك إن كنت تتعامل مع شخص مخادع

هل تثق بمن تتعامل معه؟ وهل لديك فطنةٌ بمعادن الرجال؟ فرغم أنَّ المخادعين يأتون بأفعالٍ تتشابه وأفعال الطيبين -مثل مساعدة شخصٍ آخر أو الثناء على الغير- فإنَّ لديهم أجندة خفيّة في الغالب؛ فعندما يتصرّف المرء بلطفٍ مع الآخرين مقابل الشهرة أو الحصول على مجاملةٍ من هنا وتقديرٍ من هناك، فهو ليس بذلك الشخص الصادق حقاً. إنَّ المخادعين أناسٌ منافقون يسعون إلى تحقيق غاياتهم الشخصية من وراء ستار الإيثار.



وعلى النقيض تماماً؛ نجد الأشخاص النزيهين يصدقون مع أنفسهم أولاً قبل غيرهم، ذلك لأنَّ هذا هو ديدنُهم، لا لأنَّهم مضطرون إلى القيام بهذا، ناهيكَ عن كونهم يفرحون بمساعدة الآخرين. وفي حين قد يصعب التمييز بين الطيب والمخادع؛ لكن مع القليل من الفطنة، بمقدورك معرفة الفارق.

ولكي تنأى بنفسك عن مثل هؤلاء، وتقدر على تمييز الغثِّ من السَّمين؛ نُقدِّم إليك فيما يلي 8 طرقٍ تُميِّز بها الصادقين عن المُخادعين.

أربع تصرفات يقوم بها المخادعون:

عادةً ما نقدر على تمييز الطيبين عن سواهم في سنوات المراهقة، وذلك حينما تتحوّل "المكانة" إلى شيءٍ ملموس؛ إذ يبدأ المراهقون في ذلك السن في معرفة لذَّة الرضا عن الذات، بيد أنَّ المخادعين يقعون في حبِّ ذلك الشعور لدرجة أنَّهم يكونون على استعدادٍ إلى التخلِّي عن شخصيتهم الحقيقية بغية نيل إعجابِ ومحبة الآخرين.

وهذا أمرٌ سيءٌ بالنسبة إلينا؛ ذلك لأنَّنا حينما ندخل في صداقات وعلاقات مع الناس، فإنَّنا نريدهم أن يكونوا على سجيّتهم من غير تصنّع، ونحتاج إلى الوثوق فيهم والشعور بالأمان. لكن بوجود شخصٍ مخادعٍ ومتصنّع، تنعدم هذه الثقة وتتلاشى.

ولكي نكون صادقين مع أنفسنا ومع غيرنا، علينا أن نحبّ أنفسنا، كما يتعيّن علينا أن ندرك إن كنا أشخاصاً صادقين حقاً. وبناءً على هذا، يجب أن نعلم أربع تصرّفات يقوم بها المخادعون في معظم الأوقات:

1. يخذلونك والآخرين:

غالباً ما يخذل المخادعون الناس بسبب رغبتهم في إرضاء الجميع، لذا يقضون الكثير من الوقت في محاولة القيام بهذا الأمر، فيفشلون في مسعاهم هذا، ويخذلونهم بدلاً من ذلك.

2. يغتابونك والآخرين:

هذا ما يغيظ الناس من الشخص المخادع؛ ففي وجهك، أنت أفضل صديقٍ له، لكن وما إن تُدِر ظهرك حتى يطعنك فيه؛ فيغتابك ليَظْهَرَ وكأنَّه أفضل منك في أعين من يحاول إبهارهم.

3. لا يغضبون أبداً:

هل تدري من يشتاط غيظاً؟ الناس الصادقون! أمّا أولئك الذين يدعون كذباً أن لا شيء يُغضبهم أو يصيبهم بالإحباط أشخاصٌ مخادعون؛ فجميعنا يمتلكُ عاطفةً تجاه شيءٍ ما، ونغضب ونصاب بالإحباط إن لم ننل مرادنا؛ وذلك على عكس المخادعين الذي لا يبلون حسناً في التعامل مع الجانب العاطفي للأمور.

4. لا تجدهم عند الحاجة إليهم:

يختفي المخادعون ما إن تحتاج إلى مساعدتهم، يتجاهلونك إن طلبت منهم هذا متعذرين بأوهى الأعذار وأكثرها تفاهة.

إقرأ أيضاً: بناء الثقة مع الآخرين

كيف تميّز الشخص الصّادق؟

قد يكون من الصعب معرفة إن كان أحدهم شخصاً لطيفاً حقاً، أم أنَّه يدعي ذلك لمجرد حاجته إليك في أمرٍ ما. ولسوء الحظ، يوجد الكثير من الأشخاص الذين يسعون إلى مساعدة أنفسهم فقط، ولكن ما يزال هنالك الكثير من الصادقين في المقابل؛ وهذه هي صفاتهم:

1. يمتلك الصادقون أصدقاءَ قلائل:

يعلم من يصدقون مع أنفسهم أنَّهم لا يستطيعون القيام بكلّ شيء، ولا يمكنهم الالتزام مع كثيرٍ من الأشخاص، لذا تجدهم يمتلكون عدداً قليلاً من الأصدقاء المقربين الذين يلتزمون معهم بحق.

2. يُقدِّرون الآخرين:

لا يغتاب الصادقون غيرهم من الناس، بل يُقدّرون إيجابياتهم ويتغاضونَ عن سلبياتهم ويبادلونهم المعروفَ بالمعروف.

3. يغضبون ويشعرون بالأذيَّة:

لن يتغاضى الصادقون عن أيّ أمرٍ يُزعجهم، ولن يتصرّفوا وكأنَّ شيئاً لم يكن؛ فعندما يتحمّسون تجاه شيءٍ ما، يُظهِرُون حماستهم تلك. وحينما يغضبون من شيءٍ ما، يُظهرون غضبهم هذا.

4. يهبُّون إلى مساعدتك:

إن أصابك خطبٌ ما، فسوف يتألّم الصادقون لمُصابك، ولن يجعلونك تُيقِنُ أنَّك لست لوحدك، فيمدون يد العون إليك ويظهرون كم يُمكنك الاعتماد عليهم.

هل يَضُرُّكَ وجود أشخاصٍ مخادعين من حولك؟

إنَّ المخادعين مزعجون، لكن هل هم يضرُّون بصحتك حقاً؟ نعم، قد يكونون كذلك.

يتطلّب الأمر وقتاً وطاقةً للاستثمار في علاقةٍ ما، وعندما يتمُّ هذا على أمرٍ زائف، ينتج عنه شعورٌ مؤلمٌ لمن استثمر وقته وطاقته فيه. لكنَّ الأمر يفوق ذلك بمراحل؛ فقد تحدثت الكثير من الدراسات عن وجود صلة بين علاقاتنا وصحتنا النفسية والجسدية؛ فعندما تكون علاقاتنا الاجتماعية شائكة أو من طرفٍ واحد، فإنَّنا نشعر بالسوء؛ إذ إنَّ قوة ومتانة علاقتنا بالناس هي ما يهمّ في هذا الصدد.

ما المقصود من حديثنا هذا؟ إن كان لديك 20 صديقاً لكن لا أحد منهم سيأتي إليك ليصحبك معه بعد تَعَطُّل سيارتك، فلن تكون علاقاتك بهم على قدرٍ من الأهمية. لكن إذا كان لديك صديقٌ أو صديقان ليس إلا، بيد أنَّه بمقدورك الاعتماد عليهما؛ فستكون علاقتك وإيَّاهم علاقةً وثيقةً جداً.

لِمَ يتصرّفُ الناس بشكلٍ مخادع؟

يعود سبب هذا إلى عِدّة عوامل لعلَّ أبرزها:

  • هم غيرُ راضين عمَّن هم عليه حقيقةً.
  • هم يُريدونَ أن يشعروا بالرضى عن أنفسهم.
  • هم يرغبون بأن يقتدي الناسُ بهم.
  • هم يُحبون السيطرة على الآخرين.
  • هم يكرهون حياتهم.

جميعنا نكون مخادعين أحياناً:

حينما يتعلّق الأمر بالتمييز بين الأشخاص الصادقين والمخادعين، نجد أنَّ جميع الناس -ونحن منهم- يكونون مخادعين أحياناً. وسواءٌ أَتصرَّفت بزيفٍ مع زملاءِ عملكَ أم مع أصدقائِك؛ فالأمر عائدٌ إليكَ بالدرجة الأولى، بيد أنَّ ذلك سيضرُّ بكَ وبهم على المدى الطويل. لذا ستجد -ولو متأخراً- أنَّ الأمر لن يُفيدَكَ ويفيدهم في شيء؛ بل العكس تماماً؛ فمن شأن صدق المرء أن يقوي أواصرَ صداقاته والآخرين، ويجعلها ذات قيمةٍ تستأهل الحفاظ عليها.

ويبقَ السؤال الأهم في مقالنا هذا: كيف تعرف أنَّك تتعامل مع شخصٍ مخادع؟ حسناً، من شأن السطور الآتية أن تُجيب عن هذا السؤال.

إقرأ أيضاً: آيات قرآنية وأحاديث نبوية عن الصدق

طرق كشف الشخص المخادع:

كلّ شخصٍ مخادعٍ لديه علاماتٍ ثمان تشي بزيف أقواله وأفعاله مهما حاول جاهداً إخفاءها ليظهر بمظهر الصادق:

1. الإفراط في الاعتداد بالنفس:

لعلَّ هذا الأمر لا يمثل مفاجأةً بالنسبة إليك وإلى غيرك، لكنَّ الأشخاص المخادعين معتدُّون بأنفسهم جداً؛ إذ يعتقدون -مُخطئين- أنَّهم أفضل مِن الجميع، لذا تجدهم يمتلكون ذلك الميل إلى التبجح.

2. التلاعب بالآخرين:

يُحبُّ المخادعون أن يمتلك من حولهم "عقلية القطيع"؛ فهم يتلاعبون بالآخرين ويريدون منهم تصديق كلِّ ما يؤمنون به. فأحياناً تجدهم يتبعون أسلوب "التوسل بالعاطفة" في سبيل تحقيق ذلك، أو يركبون موجة إحدى "القضايا الساخنة" في أحيان أخرى، أو يتبعون أيَّ أُسلوبٍ من شأنه أن يمنحهم شعبيةً وتعاطفاً بين الناس.

3. الافتقار إلى التعاطف الحقيقي:

كما ذكرنا سابقاً، لا يُبلي الأشخاص المخادعون بلاءً حسناً مع العواطف والمشاعر في أغلب الأوقات، إذ يعتقدون أنَّ ذلك مضيعةٌ للوقت نظراً لأنَّه لا يعود عليهم بأيّ نفعٍ شخصيٍّ ملموس. نعم يمكن أن يدَّعوا التعاطف بين الفينة والأخرى؛ لكنَّ ذلك يحدث فقط إن رأوا أنَّه يخدم مصلحتهم الشخصية.

4. إطلاق الأحكام على الآخرين:

هل لديك ذلك الصديق الذي يطلق أحكامه عليك دائماً؟ في كثيرٍ من الأحيان، يكون الأشخاص المخادعون متشككين بما لديهم؛ ولمواجهة حالة انعدام الثقة بالنفس هذه، يُطلقون الأحكام على جميع من حولهم بُغيةَ تعزيز ثقتهم بأنفسهم، إذ يؤمنون بأنَّه يمكنهم تحقيق ذلك عبر تحطيم ثقة الآخرين بأنفسهم.

5. امتلاك حسِّ فكاهةٍ عدوانية:

رغم أنَّهم قد يرسمون على شفاههم ابتسامةً جذابةً ويقولون أشياء لطيفة؛ بيد أنَّ زيف لطفهم هذا يظهر جليَّاً للرَّائي. ولأنَّهم غير راضين عن حقيقة أنفسهم، فإنَّهم لكي يخففوا وطأة هذا الأمر؛ يلجؤون إلى تحقير الآخرين والتَّقليلِ من شأنهم عبر إظهار روح الدعابة العدوانية. فإن حدث وغضبت من ذلك، يتهمونك بتهويل الأمور ويتصرفون وكأنَّ شيئاً لم يكن.

6. عدم الاعتراف بالأخطاء ولا التعلّم منها:

يؤمن الناس المخادعون بأنَّ لا ذنب لهم في أيّ خطأٍ يرتكبونه؛ لذا تجدهم لا يقرُّون بخطئهم حينما يرتكبون الأخطاء. وإن حدث ذلك -نادراً ما يحدث- فلن يتعلّموا من أخطائهم أبداً. لذا تجد الصادقين يعترفون بأخطائهم ويتعلّمون منها، في حين يفضّل المخادعون التصرّف وكأنَّ هذا ليس بخطئِهِم.

إقرأ أيضاً: الاعتراف بالأخطاء ومسامحة النفس

7. امتلاك رغبات غير واقعيّة:

ينتظر المخادعون أن يكون الناس على قدر توقعاتهم دوماً، بيد أنَّهم لن يفعلوا الشيء نفسه من أجلهم. أضف إلى أنَّهم يتطلّعون إلى الحصول على أفضل الأشياء. لذا تجد أنَّهم يواظبون على شراء أشياء جديدة في غالب الأوقات، وخاصةً باهظ الثمن منها؛ فهم يرغبون في إظهار مدى النجاح الذي حققوه عبر إظهار كثرة مُقتنياتهم.

8. الحاجة الدائمة إلى الاهتمام:

هل تحتفل بعيد ميلادك أو بخطوبتك؟ إذاً فصديقك المخادع سيعلن عن تلقيه عرض عملٍ ضخم؛ ذلك لأنَّه إن واتته الفرصة لسرقة الأضواء منك، فسوف يفعل صديقك المزيّف هذا بكلّ تأكيد؛ إذ ترغب تلك النوعيّة من الناس بأن تكون محورَ اهتمام الآخرين في أيّ مناسبةٍ كانت، بغضّ النظر عن هذه المناسبة وشكل ذلك الاهتمام؛ فهم بحاجة إلى تلقي المديح من الآخرين ليشعروا بالرضا عن أنفسهم.

في الختام:

إن رغبت في التفريق بين الناس الصادقين والمخادعين، فقد يصعب عليك التمييز فيما بينهم. بيد أنَّ هذه الطرائق الثمانِ التي قد ذُكرت أعلاه، تُعدُّ بدايةً رائعةً في سبيل الوصول إلى مبتغاك هذا. ونظراً لأنَّ الأشخاص المخادعين يبحثون عادةً عن ضحايا يَسهُلُ عليهم التَّحكُّم بهم، فإنَّ أفضل طريقةٍ للتخلّص منهم هي أن تكون شخصاً صادقاً؛ فذلك سيُمكِّنُكَ من الإنخراط في علاقاتٍ وصداقات عميقة ودائمة من شأنها أن تساعدك على عيش حياة صحيّة وهانئة.

إنَّ حياتنا أقصر من أن نُهدرها في صحبة أشخاص مزيفين؛ لذا اختر لنفسك أن تكون شخصاً صادقاً، لتجذب إليك أشخاصاً صادقين طيبين يشاركونك حياتك.

 

المصدر




مقالات مرتبطة