8 خطوات لتحصل على ما تريد في الحياة

عندما لا تحصل على ما تريد في الحياة، فأنت لا تلتزم بقيمك وشغفك، ومهما بدا ذلك محبطاً، فإنَّ الشعور بالاستياء هو في الواقع خطوتك الأولى؛ إذ تدفعك الرغبة في تحقيق المزيد من المكاسب في الحياة إلى تحقيق إنجازات أكبر وأفضل، وعندما تعرف ما يحفِّزك بوضوح يمكنك تحقيق أي شيء تريده، وعندما تلتزم بأن تكون أفضل ما تستطيع يمكنك أن تتعلَّم كيف تجعل الناس يفعلون ما تريد، لأنَّ للجميع أهداف مشتركة، ومن خلال اتباع الأسلوب المناسب، يمكنك الحصول على ما تريد في أي علاقة أو مهنة أو أي جانب آخر من جوانب الحياة.



ما الذي تريده في الحياة؟ وما هو الجانب الذي ترغب في تغييره في حياتك؟ هل هو متعلِّق بصحتك؟ هل هناك مهارة ترغب في اكتسابها؟ هل تريد أن تنتقل بعلاقتك إلى المستوى التالي؟ ماذا عن عملك أو حياتك المهنية، هل هناك شيء محدَّد تريد تحقيقه؟ ما هو الذي تريد إتقانه في حياتك؟ عند معرفة ما تريده بوضوح، ستكون قادراً على وضع أهداف وخطة تفصيلية متدرجة لتحقيقه.

لِمَ الأهداف ضرورية للحصول على ما تريد؟

في دراسة مكثَّفة أجرى باحثو "جامعة ييل" (Yale University) مقابلات مع مجموعة طلاب قبل تخرُّجهم، سألوهم سلسلة من الأسئلة عن كيفية الحصول على ما تريده، أحدها: "هل لديك مجموعة واضحة ومحددة من الأهداف مع خطة مكتوبة لإنجازها؟"، ومن المثير للاهتمام أنَّ أقل من 3% من الطلاب أجابوا "نعم"، وبعد 20 عاماً، أجرى الباحثون مقابلات مع الطلاب مرة أخرى لمعرفة ما آلت إليه حياتهم، وأشاروا إلى أنَّ الذين كتبوا أهدافهم وخطة لتحقيقها كانوا أسعد من الآخرين، وأفضل حالاً من الناحية المالية مقارنة بالطلاب الآخرين الذين لم تكن لديهم أهداف واضحة.

توضِّح تلك الدراسة قوة الأهداف؛ إذ تسمح لنا الأهداف برسم مستقبلنا، وتمكِّننا من الحصول على ما نريد، وتسمح لنا بتصوُّر حياتنا فتوجِّهنا وتمنحنا الأمل، لكن يجب أن تكون الأهداف صحيحة؛ إذ تكمن المشكلة في أهداف معظم الأشخاص في أنَّها لا تحفِّزهم على العمل لتحقيقها، فمفتاح تعلُّم كيفية الحصول على ما تريد هو تحديد أهداف تهمك.

تحمِّسك الأهداف الصحيحة، وتحفِّزك على النمو والتوسُّع، وتثير الرغبة في الحصول على المزيد، وتسمح لك بالازدهار في المجالات الأخرى من حياتك، بالإضافة إلى متابعة حلمك، لكن إذا كنت تريد أهدافاً كهذه، يجب عليك وضع أهداف مقنعة بما يكفي لتحريك هذه المشاعر فيك.

كيف تحصل على ما تريد من خلال تحديد الأهداف؟

قد تفكِّر في أنَّ مفهوم تحديد الأهداف ليس جديداً، ولكنَّ الحقيقة هي أنَّ معظم الناس لا يكون لديهم مجموعة محدَّدة بوضوح من الأهداف عندما يبدؤون في البحث عن طرائق لتحقيق النجاح، عدا عن ذلك، فإنَّ عملية تحديد الأهداف التي نتحدث عنها هنا تتجاوز مجرد وجود رؤية لشيء أكبر؛ إذ إنَّها تحتاج إلى بناء الأساس الذي يكسبك المهارات التي تحتاجها، ويسمح لك بمتابعة أهدافك دون خوف.

شاهد بالفيديو: 8 أمور عليك معرفتها عن الأهداف

إليك 8 خطوات لتحصل على ما تريده في الحياة:

1. تلبية احتياجاتك الأساسية:

يعتمد الوصول إلى الرضى على احتياجاتنا البشرية الستة، وهي: اليقين، والأهمية، والتنوع، والارتباط، والنمو، والمساهمة، فتلك أعمق احتياجات جميع البشر، وهي سبب كل ما نقوم به، فعندما لا تُلبَّى هذه الاحتياجات الأساسية، ندخل في دوامة لا تنتهي من الأحداث التي تسبِّب لنا الأذى، مثل العلاقات غير الصحية، والعادات الضارة والإدمان، ووظائف نكرهها، وحياة مليئة بالخوف بدلاً من الفرح.

لتحقيق ما تريده في الحياة، يجب عليك الخروج من هذه الدوامة من خلال تلبية احتياجاتك الأساسية أولاً، ولفعل ذلك أحِط نفسك بأُناس طيبين، وكوِّن علاقات صادقة، واكتشف قيمك، وضع أهدافاً تتماشى معها، وعندما تُلبِّي احتياجاتك من خلال علاقاتك وأسلوب حياة صحي، يمكنك العمل بأقصى قدرتك وبذل أقصى ما لديك، وعندما تحرز النجاح، فإنَّ السعي وراء ما تريد سيثري حياتك وحياة الآخرين.

2. التغلُّب على معتقداتك المُقيِّدة:

بعد أن لبَّيت احتياجاتك الأساسية، يمكنك التركيز على معتقداتك المُقيدة؛ أي الطريقة التي تنظر بها إلى نفسك وإلى العالم، إذ تتشكَّل غالباً مثل هذه المعتقدات في مرحلة الطفولة، متأثِّرةً في الطريقة التي تعلَّمنا من خلالها كَسب الحب الذي لطالما تُقنا إليه، أو بالحرمان التام من تلبية الاحتياجات، لذا فهذه المعتقدات عميقة الجذور، لكنَّ هذا لا يعني أنَّها حقيقة، أي يمكنك تغييرها، وعندما تفعل ذلك ستغيِّر حياتك.

يرتبط الخوف من الفشل غالباً باعتقاد أنَّك لا تستحق النجاح، أو أنَّك لست قوياً بما يكفي للنجاة من الفشل، وترتبط العلاقات التي لا تدوم باعتقاد أنَّك لا تستحق الحب، أو الخوف من الرفض عندما تُظهر ضعفك، وإذا كنت لا تستطيع التقدم في حياتك المهنية، فربما يعود ذلك إلى اعتقادك بأنَّك لست ماهراً، وهذا يزعزع الثقة بالنفس.

فبمجرد تحديد هذه المعتقدات، يمكنك البحث عن الأفكار السلبية المسؤولة عنها التي تدور في ذهنك، واستبدالها بأفكار تمنحك القوة، وتساعدك على الحصول على ما تريد تحقيقه.

3. اكتساب عادات تمنحك القوة والثقة:

طريقة تفكيرك هي أساس حصولك على ما تريد في الحياة، فإذا تركت ظروفك وعواطفك والأحداث الخارجة عن سيطرتك تحددها، سيتشتَّت انتباهك دائماً بعيداً عن أهدافك النهائية، لكن عندما تتعلَّم كيفية التحكم بطريقة تفكيرك ستتحكَّم بالنتائج، وإحدى طرائق القيام بذلك هي اكتساب عادات إيجابية.

يهدِّئ التأمُّل الذهن، وعندما يكون ذهنك هادئاً ومركزاً، ستفهم رغباتك الحقيقية، بحيث تتمكَّن من وضع خطط قابلة للتنفيذ للوصول إليها، وإذا كنت جديداً على ممارسة التأمُّل اليقظ، فيمكنك بدء ممارسته في بضع دقائق فقط في اليوم، ومن خلال تحويل اليقظة الذهنية إلى عادة، ستضيف مزيداً من الوضوح والوعي لحياتك اليومية.

الامتنان هو عادة أخرى يمكن أن تغيِّر طريقة تفكيرك تماماً، فعندما تدرك أنَّ الحياة تقف إلى جانبك وليست ضدك، يمكنك التعامل مع التحديات بوصفها فرصاً بدلاً من عقبات، وستشكِّل إيماناً عميقاً بنفسك وتصبح إنساناً لا يُقهَر.

4. تحديد أهدافك:

للحصول على ما تريد يجب عليك أولاً تحديده، قد يبدو الأمر واضحاً، لكن يعيش كثير من الناس دون تحديد ما يريدون، فعند تحديد ما تريده بوضوح، ستكون قادراً على وضع أهداف وخطة لتحقيقه.

إذ إنَّ التساؤل عن كيفية الحصول على ما تريده في علاقة أو مهنة أو مشروع ليس أنانياً، بل هو ما يحفِّزك للنمو، وفي أي مسعى يتطلَّب التعاون، فإنَّ السؤال عن كيفية جعل الناس يفعلون ما تريده يعني إلهامهم للعمل نحو أهدافك المشتركة، فالقادة العظماء يلهمون الآخرين ليعملوا، بدلاً من إجبارهم على العمل، فيشاركون معهم دائماً رؤية مثيرة، بالإضافة إلى خطوات محددة مطلوبة لتحويلها إلى حقيقة واقعة.

ما هو الذي تريده في الحياة؟ ما هو الجانب الذي ترغب في تغييره في حياتك؟ هل هو متعلق بصحتك؟ هل هناك مهارة ترغب في اكتسابها؟ هل تريد أن تنتقل بعلاقتك إلى المستوى التالي؟ ماذا عن عملك أو حياتك المهنية، هل هناك شيء محدد تريد تحقيقه؟ ما الذي تريد إتقانه في حياتك؟

5. كتابة أهدافك:

اكتب أهدافك على ورقة أو في دفتر يوميات؛ إذ يحدث شيء ما عندما تكتب على الورق، فتصبح مبدعاً عندما تدوِّن أهدافك، وتعترف بأنَّ ما وصلت إليه لا يعكس تصوراتك المستقبلية، ثمَّ يلاحظ عقلك الفرق ويصبح غير سعيد بالوضع الراهن.

فمن أقوى الحوافز الشعور بعدم الرضى، فعندما تكون مرتاحاً ومسترخياً تماماً، لن يكون لديك حافز لفعل ما يتطلَّبه الأمر لتحقيق ما تريده، فهناك دافع حقيقي عندما تجد شيئاً تريد تغييره، كما يمكن أن يكون التوتر والضغط دافعين قويين لأفعالنا؛ لذا استخدم ذلك بصفته أداةً للتأثير في نفسك حتى تتمكَّن من البدء في اتخاذ خطوات عملية نحو نجاحك، وهكذا يصبح تعلُّم كيفية الحصول على ما تريد استراتيجية بدلاً من مجرد حلم.

6. تحديد الغاية:

الآن، اكتب التفاصيل: "كيف ستشعر عند تحقيق هذا الهدف؟ ماذا يعني لك أن تحصل على ما تريد؟ كيف ستغيِّر حياتك؟"، عندما توضِّح سبب أهمية رغباتك، يصبح تعلم كيفية الحصول على ما تريد أو كيفية جعل الناس يفعلون ما تريد أمراً طبيعياً.

من خلال توضيح سبب وجوب تحقيقك لهدفك، ستجد غايتك، والغاية أقوى من النتيجة، فالغاية من الهدف ليست النتيجة، بل كيف ستغيِّرك النتيجة النهائية بوصفك شخصاً، وهكذا يصبح تعلُّم كيفية الحصول على ما تريد مصدراً للرضى بما أنَّك تتصرف وفقاً لشغفك.

ستساعدك معرفة هذه الغاية على الحفاظ على تركيزك وتجاوز الأوقات العصيبة، وإذا وجدت سبباً قوياً بما يكفي للاستمرار في العمل، ستكون قادراً على مواجهة أي شيء يعترض طريقك؛ لذا اعلم أنَّ الأشياء المادية أو الألقاب لن تسعدك، فالشيء الوحيد الذي سيسعدك هو الشخص الذي أصبحت عليه وما حققته في حياتك.

إذاً، ما هي أسباب رغبتك في تحقيق هدفك؟ كيف ستغيِّر حياتك للأفضل؟ ما الذي يكمن وراء تطلعاتك؟

7. التحلِّي بإيمان مطلق بأنَّك ستحقق أهدافك:

من الطبيعي تماماً ألَّا تكون لديك فكرة عن كيفية حث الأشخاص على فعل ما تريد، أو استراتيجية لتحقيق هدفك، ومن الطبيعي تماماً تحديد أهداف تتجاوز قدرتك أو مهارتك الحالية، فما يهمُّ هنا هو أنَّك تمتلك إيماناً مطلقاً بأنَّك ستحققها.

لذا، حدِّد أهدافك بيقين مطلق أنَّه مهما حدث ستجد طريقة لتحقيقها، فهذا أمر بالغ الأهمية لتحقيق أهدافك، وحتى لو بدا الأمر مستحيلاً بالنسبة إليك الآن، إذ يجب أن تعلم في صميمك أنَّه يمكنك تحقيقه، وعندما يكون لديك هذا الاعتقاد الأساسي، ستستعيد السيطرة على حياتك، لذا مع أنَّك قد لا تكون قادراً على التحكم بالعالم الخارجي أو التحديات التي تواجهك، ستعلم أنَّك ستثابر وتتغلب عليها.

قد يستسلم كثير من الناس قبل الأوان، لأنَّهم يركِّزون على النتيجة، ثمَّ يتوقفون ويقولون لأنفسهم: "لا أعرف كيف سأفعل ذلك"، أو "لا يمكنني أبداً تحقيق ذلك"، أو أنَّهم يمرون بفشل في أثناء العمل نحو الهدف فيقرِّرون الاستسلام لأنَّ ذلك أسهل من المحاولة مرة أخرى، لكن عندما تقتنع أنَّك ستكتشف ما تريده مهما كلَّف الأمر، وحين تؤمن بأنَّ تحقيق هدفك ليس مُمكناً فحسب، بل هو يقين مطلق، ستتغيَّر حياتك.

إقرأ أيضاً: 7 نصائح مهمة تساعدك على تحقيق أهدافك وطموحاتك

8. إدراك أنَّ الممارسة المدروسة تؤدي إلى الإتقان:

اشتهر أعظم الكوتشز في كل العصور، على سبيل المثال، كوتش كرة القدم "فينس لومباردي" (Vince Lombardi)، وكوتش كرة السلة "جون وودن" (John Wooden)، بتعليم الأساسيات للاعبين الذين كانوا بالفعل الأفضل في رياضتهم، وفعلوا ذلك مراراً وتكراراً لأنَّ الممارسة هي أم المهارات.

لإتقان كيفية الحصول على ما تريد، لا يمكنك تحديد الأهداف مرَّةً واحدة وعدم الرجوع إليها ثمَّ توقُّع نتائج طويلة الأمد، فقد يعرف عقلك الباطن التوجُّه العام، ولكنَّ القوة تأتي من الممارسة اليومية والمراجعة المستمرة، فالأشخاص الذين يبحثون عن حلٍّ سريع لن يحققوا الإتقان أبداً؛ إذ يتطلَّب الوصول إلى أهدافك التركيز والممارسة المدروسة؛ أي يجب عليك أن تكرِّر المهارات كثيراً للحصول على ما تريد، وفي الحياة الشخصية والمهنية، يجب أن تمارس مهارات التعاطف والاحترام قبل أن تتمكَّن من تعلم كيفية جعل الناس يفعلون ما تريد.

فإذا كانت تلك مهارة جديدة تريد اكتسابها، فإنَّ تعلم كيفية اتباع استراتيجية تكرار مدروسة يعدُّ جزءاً أساسياً من الشعور بالراحة في ممارستك الجديدة، وإذا كنت تتطلَّع إلى تحقيق المزيد في عملك، فحدِّد العمليات الأساسية التي تحتاجها لتحقيق ذلك، وطبِّقها تطبيقاً منتظماً، وإذا كنت ترغب في إتقان أي شيء، يجب عليك الاعتياد عليه، فالممارسة هي جزء أساسي من ذلك، وتذكَّر سينتج التأثير العميق والدائم في حياتك من الممارسة المستمرة والتركيز المستمر.

إقرأ أيضاً: 27 نصيحة لإتقان أي شيء

في الختام:

إنَّ إتقان كيفية الحصول على ما تريده في الحياة ليس بالأمر السهل، فلو كان الأمر كذلك، لكان جميع الناس سعداء وراضين، فقد يستغرق الحصول على ما تريد وقتاً والتزاماً ووضوحاً، فنحن قادرون على تحقيق الأشياء التي نحلم بها، لكن يجب علينا فقط تكريس كل ما لدينا لتحقيقها.

المصدر




مقالات مرتبطة