8 حقائق يرفض الأشخاص التعساء الاعتراف بها

يمر الجميع بمزاج سيئ في بعض الأحيان، لكن يوجد فرق كبير بين نوبة مؤقتة من التعاسة وبين عيش حياة تعيسة دائماً، وهو ما يفعله الأشخاص التعساء، ومع أنَّ معظم هؤلاء الناس يخشون الاعتراف بهذا، فإنَّ الغالبية العظمى من تعاستهم تنبع من معتقداتهم وسلوكاتهم.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب "مارك كرنوف" (Marc Chernoff)، ويُحدِّثنا فيه عن حقائق هامة للاعتراف بها في الطريق إلى السعادة.

ساعدتُ أنا وزوجتي على مر السنين آلاف الأشخاص التعساء على إعادة رسم البسمة على وجوههم، وخلال هذه التجارب تعلمنا معظم المعتقدات والسلوكات السلبية التي عادة ما تعوقهم، وحتى لو كنت شخصاً سعيداً عامة فلا ضير من أن تنظر إلى القائمة أدناه، فقد رفض معظم الأشخاص التعساء الذين عملنا معهم في البداية الاعتراف بأنَّهم يحملون هذه المعتقدات والسلوكات، حتى بعد كثرة الأدلة التي كانت تؤكد خلاف ذلك؛ لذا لاحظ ما إذا كانت أي من هذه النقاط تمنعك من الشعور بمزيد من السعادة.

إليك فيما يأتي 8 حقائق يرفض الأشخاص التعساء الاعتراف بها:

1. لديهم مشكلات في احترام الذات:

قرِّر في هذه اللحظة ألا تستجدي أبداً أي شخص مرة أخرى من أجل الحب والاحترام والاهتمام الذي يجب أن تظهره لنفسك، كن صديق نفسك المفضل وثق في روحك الداخلية واتَّبع حدسك، اقبل من أنت تماماً بعيوبك ومزاياك وغيِّر ما ترى أنَّه بحاجة إلى التغيير في حياتك، ليس من أجل إرضاء شخص آخر، لكن لأنَّك تعتقد أنَّ هذا الشيء الصحيح لتفعله من أجلك أنت.

كن الشخص الذي ستسعد بالعيش معه طوال حياتك، ولا تعتمد على من تحبه أو أي شخص آخر من أجل سعادتك وتقديرك لذاتك، واعلم أنَّ حبنا الأول والأخير دائماً هو حبنا لذاتنا، وأنَّك إذا كنت لا تستطيع أن تحب نفسك وتحترمها فلن يتمكن أي شخص آخر من ذلك أيضاً.

2. لديهم قلق مما يعتقده الآخرون عنهم:

اللحظة التي تتوقف فيها عن إرهاق عقلك بالاهتمام بما يعتقده الآخرون، وتبدأ في فعل ما تشعر به في قلبك هي اللحظة التي ستشعر فيها أخيراً بالحرية وراحة البال، وفي الواقع يمكنك إنهاء نصف مشكلاتك على الفور من خلال عدم السماح للناس بإخبارك بما تريد.

عليك أن تتولى زمام الأمور في حياتك، قد يكون الآخرون قادرين على منعك من الشعور بالسعادة لفترة مؤقتة، لكن أنت فقط من يمكنه فعل ذلك دائماً.

إقرأ أيضاً: قبول الذات هو الطريق نحو السلام الداخلي

3. يتمسكون بالأحقاد القديمة:

لن تجد السلام أبداً حتى تتعلم أخيراً التخلي عن الكراهية والأذى الذي يعيش في قلبك؛ فالحياة أقصر من أن تقضيها في تغذية أوجاعك وملاحظة الأخطاء؛ فالأحقاد هي لمن يصرون على أنَّهم مدينون بشيء ما؛ لكنَّ الغفران هو لأولئك الذين لديهم ثقة كافية بالوقوف على قدميهم والمضي قدماً.

من أجل المُضي قُدماً يجب أن تعرف سبب شعورك بالطريقة التي شعرت بها، ولماذا يجب ألا تشعر كذلك ثانيةً، يتعلق الأمر بقبول الماضي وتركه ثم دفع روحك إلى الأمام بنوايا حسنة، فمحبتك ومسامحتك من أقوى الأشياء التي تساعدك على الشفاء والنمو.

4. يتبعون روتيناً يسجنهم:

تذكَّر أنَّ الطريق الذي تسلكه ليس الطريق الوحيد، وغالباً عندما تصل لعمر السبعين لن تنظر للوراء وتندم؛ لأنَّك لم تشرب ما يكفي من القهوة في عشرينياتك أو لم تسهر بما فيه الكفاية؛ لكنَّك ستندم حقاً على الفرص التي قد تكون ضيَّعتها، وهذا الشعور بالندم سيكون ساماً وقاتلاً.

خلاصة القول: إنَّك استكشفت حياة الراحة والسهر والاستمتاع بما فيه الكفاية وحان الوقت لاستكشاف شيء آخر، توجد فرصة مختبئة في كل مكان قد تقصده وتجربة جديدة بانتظارك دائماً، وعليك فقط أن ترى الفرصة وأن تكون مغامراً بما يكفي لخوضها.

5. أشياء كثيرة خارج سيطرتهم رغم محاولاتهم:

غالباً ما تكون الحياة غير متوقعة، وقد تكون أسعد اللحظات في حياتك نتيجة أمور حدثت لك دون أن تكون قد قمت بأي شيء، وهذا لا يعني أنَّك لا تستطيع اتخاذ خطوات للتأثير في نتائج حياتك؛ بل عليك اتخاذ خطوات وأفعال وسوف تفعل ذلك، لكن لا تنس أنَّك في أي يوم قد تخطو خارج عتبة منزلك ويحدث شيء يغير حياتك كلها في لحظة، للأفضل أو للأسوأ.

الكون لديه خطة دائمة الحركة بطريقة ما، قد يبدأ الأمر مع فراشة ترفرف بجناحيها وينتهي في هطول المطر، إنَّها فكرة مخيفة؛ لكنَّها جزء من دورة الحياة، وكل هذه الأجزاء الصغيرة من آلة الحياة تعمل باستمرار وتجبرك أحياناً على الكفاح وأحياناً تتأكد من أن ينتهي بك الأمر في المكان المناسب في الوقت المناسب.

شاهد بالفيديو: 6 أمور تسرق منك السعادة إياك والقيام بها

6. يسمحون لمخاوفهم بأن تخدِّرهم وتحرمهم من الإحساس بلذة الحياة:

"التخدير" أي شيء تستخدمه لتوقف مشاعرك عن الإحساس حتى لا تشعر بالضعف أو الأذى، لكن من خلال تخدير نفسك ضد الضعف، فإنَّك تخدِّر نفسك أيضاً ضد الحب والانتماء والتعاطف والإبداع والمغامرة وكل الروعة في الحياة.

تذكر أنَّ كل مغامرة جديرة بالاهتمام في الحياة - كالحب والصداقة والعمل الجديد وغيرها - مخيفة، وهذه الأشياء محفوفة بالمخاطر بطبيعتها وغير آمنة، إنَّها بالتأكيد ليست لضعاف القلوب لأنَّها تتطلب الشجاعة والتعايش مع الخوف، وعندما تنفتح على أعظم الفرص والأفراح في الحياة؛ فهذا يعني أنَّك تعطي الحياة أيضاً فرصة لتحطيم قلبك؛ لكنَّك تثق في أنَّها لن تفعل ذلك وأنَّ المخاطرة تستحق المكافأة.

7. لديهم إدمان على تجنُّب أنفسهم في الوقت الحاضر:

وهو شيء نعانيه جميعاً في بعض الأحيان حتى أنَّه السبب الجذري لكل تعاستنا تقريباً.

من أصعب التحديات التي نواجهها في الحياة أن نعيش ببساطة كما نحن وكما يناسبنا، وأن نعيش ونكون حاضرين في اللحظة الراهنة بصرف النظر عن مكان وجودنا؛ ففي أحيان كثيرة نلهي أنفسنا دون داع بأي شيء، وكل شيء من الطعام والمشروبات والتسوق ومشاهدة التلفاز وقراءة الصحف والمجلات وتصفح منصات التواصل الاجتماعي إلى ألعاب الفيديو والهواتف المحمولة والموسيقى وغيرها الكثير؛ أي شيء يمنعنا من الوجود كاملاً في اللحظة الحالية.

نحن نلجأ إلى العمل القهري والتمرينات القهرية وعلاقات الحب القهرية وغيرها للهروب من أنفسنا ومن حقائق الحياة، ويبذل كثيرون منا جهوداً كبيرة لتجنُّب الشعور بالوحدة في بيئة متماسكة؛ ولذلك نستسلم لنقضي الوقت مع أي شخص تقريباً لتجنُّب الشعور بالعزلة؛ لأنَّ كوننا وحيدين يعني التعامل مع مشاعرنا الحقيقية، التي تتمثل بالخوف والقلق والسعادة والغضب والفرح والاستياء وخيبة الأمل والترقب والحزن والإثارة واليأس وما إلى ذلك.

لا يهم حقاً ما إذا كانت مشاعرنا إيجابية أم سلبية فهي ثقيلة ومرهِقَة؛ ولذلك فنحن نفضِّل تخدير أنفسنا في مواجهتها، وخلاصة القول هي أنَّنا جميعاً مدمنون على تجنُّب التعامل مع أنفسنا، والاعتراف بهذا الإدمان هو الخطوة الأولى للشفاء منه؛ لذا ابدأ اليوم بمراقبة نفسك عن كثب ودون إصدار أحكام، ولاحظ كل الطرائق التي تتجنَّب بها أن تكون نفسك؛ فالحياة هي اللحظة الحالية وفي هذا المكان بالتحديد.

إقرأ أيضاً: عقلية آيكيدو (Aikido): ضرورة التعاسة في الحياة المثالية

8. يرغبون بشدة في كل ما ليس لديهم:

إذا كنت تشعر بالقلق لأنَّك تشعر باستمرار أنَّك تفوِّت شيئاً ما يحدث في مكان آخر، فأنت لست وحدك لأنَّنا جميعاً نشعر بهذه الطريقة في بعض الأحيان، لكن دعني أؤكد لك أنَّك تستطيع السعي بشدة في كل مكان محاولاً القيام بكل شيء، والسفر حول العالم والبقاء دائماً على تواصل والعمل وإقامة الحفلات طوال الليل دون نوم، لكن لا يمكنك أبداً فعل كل شيء؛ إذ سيفوتك دائماً شيء ما؛ ومن ثَمَّ سيبدو دائماً كأنَّ شيئاً رائعاً قد يحدث في مكان آخر.

لذا لا تتمسك بما ليس لديك وأدرك أنَّ لديك كل شيء الآن، وأفضل ما في الحياة ليس في مكان آخر؛ بل حيث أنت الآن تماماً في هذه اللحظة، احتفِ بعظمة حقيقة أنَّك على قيد الحياة الآن، هذه اللحظة وأنت مثاليان تماماً، فخذ نفساً عميقاً وابتسم ولاحظ النعم كلها التي تمتلكها بالفعل.

شاهد بالفيديو: أقوال وحكم رائعة عن التفاؤل في الحياة

في الختام:

دعني أخبرك بسرٍّ تعلَّمته عن السعادة، لا أحد سعيد طوال الوقت، ومن الطبيعي تماماً تجربة تقلبات كبيرة في مستوى سعادتك من يوم إلى آخر ومن شهر إلى آخر وحتى من عام إلى عام، وفقاً لدراسة علمية حديثة فإنَّ المستويات الإجمالية للسعادة تنخفض من سن المراهقة حتى سن الأربعين، ثم تعود مرة أخرى حتى تصل إلى ذروتها في أوائل السبعينيات؛ لذا فاحتمال كبير أنَّ أسعد أيامك لم تأتِ بعد، ونأمل أن يمنحك هذا شيئاً تبتسم إليه اليوم.




مقالات مرتبطة